عرض مشاركة واحدة
قديم 17-08-2011, 07:38 PM
المشاركة 11
ناعمة العود
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
رد: التعرّف على الشخصيات التاريخية الإسلامية
فقد كانت ملكة على عرشها.. على أسِرّة ممهدة وفرش منضّدة، بين خدم يخدمون وأهل يكرمون. لكنها كانت مؤمنة بالله، تكتم إيمانها.. إنها آسيا امرأة فرعون،كانت في نعيم مقيم، فلما رأت قوافل الشهداء تتسابق إلى أبواب السماء، اشتاقت لمجاورة ربها وكرهت مجاورة فرعون. فلما قتل فرعون الماشطة المؤمنة، التفت إليها وقال لها: "قد رأيتِ ما فعلنا بها!" فصاحت به آسيا وقالت:"الويـل لك مـا أجرأك على الله! " ثم أعلنت إيمانها بالله، فأقسم لها لتذوقنّ المـوت أو لتكفرن بالله.. فأبت عليه ذلك فأمر بها فمُدت بين يديها على لوح، ثم رُبطت يداها وقدماها بأوتاد من حديد، ثم أمر بضربها فضُربت حتى بدأت الدماء تسيل من على جسدها، واللحم ينسلخ من على عظامها.. فلما اشتد عليها العذاب وعاينت الـموت، رفعت بصرها إلى السماء وقـالت: {رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (التحريم:11) فارتفعت دعواتها إلى السماء. قال بن كثير: (فكشف الله لها أبواب السماء فرأت بيتها في الجنة، فلما رأت ما ينتظرها من النعيم تبسمت، فقال فرعون انظروا إلى المجنونة، تتبسم وهي تعذب! ثم انطلقت روحها إلى بارئها)..









ماتت الملكة التي كانت بين طيب وبخور، ولذة وسرور.. نعم ماتت، وتركت ملابسها وعطورها، وخدمها وصديقاتها واختارت الموت، لكنها اليوم تتقلب في النعيم كيفما شاءت. ولماذا لا يكون جزاؤها كذلك؟ وهي لططالما وقفت تناجي ربها:

تصغي لنجواها السماء ** وقد جرت منها المدامع



تدعو فتحتشد الدجى ** والملائك هيمان خاشع

والعابدات الزاهدات ** جفت مراقدها المضاجع



وتخِـر للرحمن ساجدة ** مطهرة النوازع





نفعها صبرها على الطاعات ومقاومتها للشهوات. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا *أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا} (الكهف: 30-31)

اللهم أجعلنا جميعا من سكان الفردوس الأعلى
اللهم لا تسلط علينا ذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمك
اللهم إجعلنا من الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه
اللهم آمين