عرض مشاركة واحدة
قديم 22-07-2009, 06:09 PM
المشاركة 14

  • غير متواجد
رد: أحيــــــــاء ســــنـــن الرســـــول ( صلى الله عليه وسل



استحضار النية الصالحة في كل عمل تقوم

اعلم يا رعاك الله أن جميع الأعمال المباحة التي تقوم بها من النوم
والأكل وطلب الرزق وغيرها ، يمكن تحويلها إلى طاعات وقربات يحصل
المرء بسببها على آلاف الحسنات بشرط أن ينوي المسلم عند القيام
بها التقرب إلى الله ،
قال :
[ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ... ] رواه البخاري ومسلم .

مثال : ينام المسلم مبكراً ليستيقظ لصلاة الليل أو الفجر
فيصبح نومه عبادة ، وهكذا بقية المباحات

اغتنام الوقت الواحد في أكثر من عبادة

فن استغلال الوقت الواحد في أكثر من عبادة لا يعرفه إلا الحافظون لأوقاتهم .

وهذا له عدة تطبيقات في واقع حياتنا :-

1- إذا ذهب المسلم إلى المسجد ماشياً على قدميه أو بالسيارة
فإن هذا الذهاب عبادة في حد ذاتها يؤجر عليها المسلم ، لكن يمكنه
استغلال هذا الوقت أيضاً في الإكثار من ذكر الله أو في قراءة القرآن
فيكون قد اغتنم الوقت الواحد في أكثر من عبادة
2- إذا حضر المسلم وليمة عرس خالية من المنكرات فحضوره لهذه الوليمة
هو عبادة ، ولكن يمكنه استغلال وقت تواجده في الوليمة في الدعوة
إلى الله أو الإكثار من ذكر الله .


ذكر الله في كل أحيانه

1- ذكر الله هو أساس العبودية لله ، لأنه عنوان صلة العبد بخالقه
في جميع أوقاته وأحواله ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت :
[ كان رسول الله يذكر الله في كل أحيانه ] رواه مسلم .
فالارتباط بالله حياة ، واللجوء إليه نجاة ، والقرب منه فوز ورضوان
والبعد عنه ضلال وخسران .
2- ذكر الله هو الفرقان بين المؤمنين والمنافقين ، فصفة المنافقين
أنهم لا يذكرون الله إلا قليلاً .
3- الشيطان لا يغلب الإنسان إلا إذا غفل عن ذكر الله ، فذكر الله
هو الحصن الحصين الذي يحمي الإنسان من مكائد الشيطان .
والشيطان يحب للإنسان أن ينسى ذكر الله
4-الذكر هو طريق السعادة قال تعالى
( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28] .
5- لا بد من ذكر الله على الدوام ، إذ لا يتحسر أهل الجنة على شيء
إلا على ساعة مرت عليهم في الدنيا لم يذكروا الله عز وجل فيها .
( إن دوام الذكر يعني دوام الصلة بالله ) .

قال النووي : أجمع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث
والجنب والحائض والنفساء وذلك في التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل
والصلاة على والدعاء ، بخلاف قراءة القرآن .
قال رسول الله :
6- من يذكر ربه عز وجل يذكره ربه
قال الله تعالى : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) [البقرة:152] ،
وإذا كان الإنسان يسر كثيراً حين يبلغه أن ملكاً من الملوك ذكره
في مجلسه فأثنى عليه ، فكيف يكون حاله إذا ذكره الله تعالى ملك الملوك
في ملأ خير من الملأ الذين يذكره فيهم ؟
7- ليس المقصود : بذكر الله هو التمتمة بكلمة أو كلمات والقلب
غافل وَلاهٍ عن تعظيم الله وطاعته ، فالذكر باللسان لابد أن يصحبه التفكر
والتأثر بمعاني كلماته ، قال تعالى :
( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ
بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ
) [الأعراف:205] .
فلا بد أن يَعيَ الإنسان الذاكر ما يقول ، فيجتمع ذكر القلب
مع ذكر اللسان ليرتبط الإنسان بربه ظاهراً وباطناً .


التفكر في نعم الله

قال : ( تفكروا في آلاء الله ، ولا تفكروا في الله )
رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب وحسنه الألباني .

ومن الأمور التي تتكرر مع المسلم في يومه وليله عدة مرات
[ استشعار نعمة الله عليه ] فكم هي المواقف ، وكم هي المشاهد
التي يراها ويسمع بها في يومه وليله ، تستوجب عليه أن يتفكر ويتأمل
هذه النعم التي هو فيها ويحمد الله عليها .
1- هل استشعرت نعمة الله عليك عند ذهابك إلى المسجد وكيف
أن من حولك من الناس قد حرم هذه النعمة وبالذات عند صلاة الفجر
وأنت تنظر إلى بيوت المسلمين وهم في سبات عميق كأنهم أموات .
2- هل استشعرت نعمة الله عليك وأنت تسير في الطريق
وترى المناظر المتنوعة ، هذا قد حدث له حادث سيارة ، وهذا قد ارتفع
صوت الشيطان [ أي الغناء ] من سيارته ، وهكذا .. .
3- هل استشعرت نعمة الله عليك وأنت تسمع أو تقرأ الأخبار عن العالم
من مجاعات وفيضانات وانتشار أمراض وحوادث وزلازل وحروب وتشريد .. .

أقول إن العبد الموفق : هو الذي لا يغيب عن قلبه وشعوره وإحساسه
نعمة الله عليه في كل موقف وكل مشهد فيظل دائماً في حمد الله وشكره
والثناء عليه مما هو فيه من نعمه ، الدين والصحة ، والرخاء ، والسلامة من الشرور .. .
وفي الحديث قال: ( من رأى مبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً ،
لم يصبه ذلك البلاء
)
قال الترمذي حيث حسن .


الخاتمــــــــــــة

ختم القرآن في كل شهر

قال : ( اقرأ القرآن في كل شهر ) رواه أبو داود .
طريقة ( ختم القرآن في كل شهر ) أن تحضر قبل الصلاة المفروضة
بعشر دقائق تقريباًً ليمكنك قراءة صفحتين أي مقدار أربعة أوجه قبل
كل صلاة أو بعدها فيكون المجموع في اليوم عشر صفحات أي عشرين
وجها وهذا يكون جزءاً كاملاًً ، وبهذه الطريقة تختم القرآن في كل شهر بكل سهولة .



هذا ما تيسر جمعه من السنن اليومية ، ونسأل الله أن يحيينا على سنة
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن يميتـنا عليها .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

خالد الحسينان








عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..