الموضوع
:
.,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.
عرض مشاركة واحدة
28-08-2009, 06:24 PM
المشاركة
25
~غلا~
عضو يفوق الوصف
تاريخ الإنضمام :
Jun 2009
رقم العضوية :
33022
المشاركات:
2,287
رد: .,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.
العمرة في رمضان
دعا الله عباده إلى الاستباق في الخيرات ، والمسارعة إلى القربات طلباً لثوابه ومغفرته ، فقال سبحانه :
{فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعًا}
(المائدة 48) ، وقال جل وعلا
:{وسارعوا إلى مغفرة من ربكم}
( آل عمران :133) .
ومن أعظم ميادين المنافسة والمسابقة إلى الخيرات
قَصْدُ بيت الله الحرام لأداء العمرة
، لما في ذلك من الأجر العظيم ، وتكفير الخطايا والسيئات ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم- :
(العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما )
متفق عليه ، وفي حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام :
(تابعوا بين الحج والعمرة, فإنهما ينفيان الفقر والذنوب, كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة
) رواهأحمد وغيره .
والعمرة في رمضان
لها مزية ليست في غيره ، فقد جاء الترغيب فيها ، وبيان فضلها وثوابها ، وأنها تعدل حجة في الأجر والثواب ، ففي "الصحيحين" من حديثابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قاللأم سنان الأنصارية حين لم يكتب لها الحج معه صلى الله عليه وسلم: (فعمرة في رمضان تقضي حجة، أو حجة معي ) .
وفي روايةأحمد والترمذي :
(عمرة في رمضان تعدل حجة )
.
وعلى هذا درج السلف الصالح فكان من هديهم الاعتمار في رمضان كما ثبت عن سعيد بن جبير ومجاهد "
أنهما كانا يعتمران في شهر رمضان من الجعرانة"
، وروي عنعبد الملك بن أبي سليمان أنه قال : "خرجت أناوعطاء في رمضان فأحرمنا من الجعرانة " .
وهو ما يفسر لنا سر تنافس المسلمين في هذا الشهر الكريم في هذه الطاعة ، وتسابقهم إلى بيت الله الحرام لأداء هذه الشعيرة ، وكأنك بهذا المشهد العظيم في موسم حج كبير .
لذا كان لا بد من التذكير بشيء من أحكام العمرة ، وبيان صفتها وأعمالها وهي على الإجمال إحرام ، وطواف ، وسعي ، وحلق أو تقصير .
ف
إذا أراد المسلم العمرة فإنه يسُنَّ له أن يغتسل ويتطيب ، ثم يلبس ملابس الإحرام ، بعد أن يتجرد من لبس المخيط ، كالسراويل ونحوها .
ويسن للرجل أن يلبس إزارًا ورداء ، أما المرأة فتلبس ما شاءت من الثياب ، بشرط أن تكون ساترة لا زينة فيها ؛ ويحرم عليها لبس النقاب ، لكن إذا مر بها الرجال ، أسدلت على وجهها ما تستره به ، كما يحرم عليها لبس القفازين .
ثم يصلّي المعتمر ركعتين ينوي بهما سنة الوضوء ، وليس هناك صلاة خاصة للإحرام ؛ فإذا فرغ من الصلاة أحرم ملبيًا ، فيقول : لبيك عمرة ، ثم يشرع في التلبية ، فيقول :
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك .
وينبغي للمحرم الإكثار من التلبية ، لأنها الشعار القولي لهذا النسك ، خاصة عند تغير الأحوال والأزمان ، كأن يعلو مرتفعاً أو ينزل منخفضاً ، أو يقبل الليل ويدبر النهار ، ونحو ذلك ؛ ويستمر في التلبية إلى أن يشرع في الطواف .
فإذا وصل إلى المسجد الحرام قدم رجله اليمنى قائلاً :
" بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك "
، ويدخل بخشوع وخضوع وتعظيم لله عز وجل ، مستحضراً نعمة الله عليه وفضله بتيسير الوصول إلى بيته الحرام .
ثم يتقدم نحو
الحجر الأسود
مبتدءاً طوافه منه ، فيستلمه ويقبله إن استطاع ، وإلا أشار إليه من بعيد بيده اليمنى قائلاً :
" بسم الله ، الله أكبر "
، ولا يزاحم غيره للوصول إليه ، ويطوف سبعة أشواط مبتدئًا بالحجر الأسود ومنتهيًا إليه ، مكبراً مع بداية كل شوط ، ويُسن استلام الركن اليماني في كل شوط - وهو الركن الذي يسبق الحجر الأسود – إن تيسر له ذلك ، ولا يشرع تقبيله، ولا الإشارة إليه عند تعذر استلامه؛ ويقول بين الركن اليماني والحجر الأسود : {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201) .
ويقول في طوافه ما تيسر من ذكر ودعاء وقراءة قرآن ، وليس هناك دعاء أو ذكر مخصص لكل شوط .
والسُّنَّة في هذا الطواف أن يضطبع في جميع الأشواط ، ويرمل في الأشواط الثلاثة الأولى منه ؛ والاضطباع : أن يبرز كتفه الأيمن ، فيجعل وسط ردائه تحت إبطه ، وطرفيه على كتفه الأيسر ، والرمل: الإسراع في المشي مع مقاربة الخطا ؛ فإذا تمت الأشواط السبعة تقدم إلى مقامإبراهيم ، وقرأ قوله تعالى:
{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}
(البقرة:125) ، ثم يصلى ركعتين خلف المقام ، إن تيسر ، وإلا ففي أي مكان من المسجد .
ثم يتوجه بعد ذلك إلى المسعى ، فإذا دنا من الصفا، قرأ قوله تعالى : {إن الصفا والمروة من شعائر الله} (البقرة:158) ، ثم يصعد على الصفا حتى يرى الكعبة ، فيستقبلها ويرفع يديه ويدعو بما شاء ؛ وكان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم- :
" لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده "
،
يكرر ذلك ثلاث مرات ، ويدعو بينها .
ثم ينزل من الصفا متجهاً إلى المروة ، ويسرع بين الميلين الأخضرين ، من غير أن يزاحم غيره ، فإذا وصل إلى المروة صعد واستقبل القبلة ورفع يديه، وقال ما قاله على الصفا، غير أنه لا يقرأ {إن الصفا والمروة} مرة أخرى.
وبذلك يكون قد أنهى شوطًا من أشواط السعي السبعة .
ثم ينزل عائداً إلى الصفا ، ماشياً في موضع المشي ، مسرعاً في موضع الإسراع وهكذا حتى يتم سبعة أشواط ، مبتدأً بالصفا منتهياً بالمروة .
فإذا أتم السعي حلق رأسه أو قصره ، والحلق أفضل، وهذا في حق الرجل ، أما المرأة فتقصر ولا تحلق ، وتقصيرها يكون بأخذ قدر أٌنملة من أطراف شعرها .
وبالحلق أو التقصير ، تكون قد تمت أعمال العمرة ، ويكون المعتمر قد تحلل من إحرامه ، وحلَّ له ما كان محرمًا عليه من قبل من محظورات الإحرام .
وختاماً ينبغي على المسلم أن لا يضيع هذه الفرصة ، وأن يغتنم شرف الزمان والمكان ، فيكثر من نوافل العبادات والطاعات ، وخصوصاً في هذا الشهر المبارك ، وفي هذا المكان المبارك ، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - :
(صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف فيما سواه )
رواهأحمد ، وليحذر كل الحذر من أي مخالفة أو معصية قد تذهب بأجره ، ويعود معها محملاً بالأوزار والآثام ، فكما الحسنة تضاعف في هذا المكان ، فإن السيئة فيه ليست كالسيئة في غيره ، وقد قال سبحانه :
{ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}
( الحج :25) ، وفي الحديث :
(أبغض الناس إلى الله ثلاثة .... وذكر منهم : " ملحد في الحرم " )
رواهالبخاري .
وفقنا الله وإياك لصالح القول والعمل وتقبل منا ومنك
رد مع الإقتباس