عجباً .. ماذا دهاكم أحبتي في الله؟! .. وما لي أراكم تتناوبون في خنقنا بكلمات الوداع؟!

أعلم .. أنها الحياة .. تجمع وتفرق .. تُضحك وتُبكي .. تُسعد وتُحزن !!


وأعلم يقيناً .. أن النهاية افتراق .. فلا دائم إلا وجهه سبحانه في علاه


ولكن .. وآااه من لكن هذه

يؤلم حقاً .. أن نرى أخوة وأخوات .. أحببناهم في الله .. وفرضوا حضورهم .. وقبل ذلك احترامهم على الجميع

يشدون الرحال .. مودعين .. مبتعدين .. بعد أن اعتدنا وجودهم بيننا .. وبعد أن ألفناهم

وفي كل مرة أعود .. أجد عنواناً كهذا .. قلبٌ آخر من الأماكن .. يصدمنا بالوداع

حتى وإن كنت أحدهم .. مرات .. لكن .. كانت العودة أسرع من الرحيل .. لقيمة الأماكن وأهلها لديّ .. وحبٌ لهم في الله تنامى مع الوقت


عزوفه .. قيثارة القلوب .. عازفة أوتار الحزن .. أخت المطانيخ


أي لقب أختار؟ .. فكلها تزهو بك وتفخر بشخصك

ستكون الكلمات مجحفة بحقك .. أختي .. ولن تكون في الموعد إن حاولت استعارتها

وإنما .. هناك شيء واحد .. يجب أن تعرفيه من أخيك :

كنتِ أحد عناوين الرقيّ في أماكننا الجميلة .. بدماثة أخلاقك .. بجمال روحك .. باحترامك لنفسك والجميع .. بإحساسك المعزوف إبداعاً

وشهادة لله .. لم أر منك إلا كل خير


أتمنى .. من قلبي كأخ لك في الله .. أن لا يكون وداعك بنية اللا عودة .. وإنما توقف مؤقت لظروف

واسأل العلي القدير أن ييسر أمورك .. وينير قلبك وطريقك .. ويكتب لك كل الخير في مساعيك .. ويزيل الهم والحزن من قلبك .. ويسعدك في حياتك .. ويفرحك بكل ما تتمنين وتستحقين .. وأن يجمعنا بك وأحبتنا أجمعين في دار الآخرة .. إنه سميع مجيب


لا أقول .. وداعاً .. ولكن إلى لقاء آخر بإذن الله .. تحت مظلة الأماكن .. فسنحتفظ بالأمل


خالص الود والاحترام .. وعذراً منك لحرف أخيك وقد قصّر



دمتِ بود وألف خير