عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2010, 11:00 AM
المشاركة 2

 

  • غير متواجد
رد: سلامة الصدر..~ : أ. حورية قاضي.

من صور عدم سلامة الصدر :-
تم جمع هذه الصور من خلال الاستبانات التي تم توزيعها على الأخوات الفاضلات، وأشكر منهن من تجاوبت معنا لتحقيق الفائدة؛ لأن ذلك يساعد على العلاج بإذن الله، ومن ذلك :
1- التعالي على الآخرين بغير وجه حق، وهذا يوجد كثيراً للأسف إذ ترى نفسها أفضل من غيرها علماً، وعملاً، ونسباً وخاصة إذا وجدت الثناء من أحد؛ كمديرة أو غيرها، وهذا الأمر يجر إلى أمر خطير، ويمثل ذلك الصورة الثانية :
2- انتقاص مكانة الغير، وتحقير أعمالهم، وهذه يدخل ضمنها، إما بسبب النسب، وينسى هؤلاء أن أبا جهل، وهو من كبار قريش لم ينفعه نسبه عند الله، بينما بلال، وهو عبد جاوز السحب بإيمانه، ورفع الله مكانته في الدنيا والآخرة؛ فالله أكبر.
أو بسبب الغيرة من مركز علمي أو منصب أو جمال، وغير ذلك، وقد تكون هناك علاقة حميمة بين الأطراف، وتتقطع سبب ذلك، وبعض الناس يكون هذا الإحساس في نفسها، ولكن تضعه في إطار النصيحة؛ فتبدأ بالانتقاص من عمل غيرها بصورة النصيحة، وترفق معها الألفاظ التي إن دلت على شيء فإنما تدل على عدم سلامة الصدر؛ فالنصيحة لا يمكن أن تلحق بالألفاظ التي تدل على التنقيص من شأن العمل، قال الفضيل رحمه الله : " المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير ".
3- تغير الوجه عند مدح زميلة أخرى كما ذكر في إحدى الاستبانات.
4- إخفاء الأعمال عن الزميلات حتى تكون هي الأحسن.
5- إعطاء معلومات خاطئة عند السؤال، أو عدم إعطاء إجابة كاملة حتى لا تكون أفضل منها، ولتبرز عند القيادة.
6- بعض الأخوات يكون لهن أعمال متميزة ، ولكن من طبيعتهن لا يحرصن على إظهارها ؛ فتأخذ زميلتها المجهود ، وتظهر على أنها هي التي قامت به حباً في الظهور والعياذ بالله.
7- الإيذاء باللمز، والهمز عند وقوع الخلاف أو من باب الاستهزاء، وسبب ذلك كما يقول الميداني: " إن الإنسان حينما ينفخ في نفسه الغرور؛ فيرى أنه كبير، ويرى غيرهـ أصغر منه، وأقل شأناً؛ فيشعر نحوه بنوع من الاستعلاء؛ فإذا ظفر بعيب في الجسم أو القول أو بنقص في الرأي ؛ أسرع إلى لفت الأنظار إليه ، والاستهزاء به والسخرية منه، وإذا لم يظفر حاول أن يتصيد من أسمائهم أو ألقابهم ما يكون مثاراً للاستهزاء والسخرية ، كل ذلك إرضاءً لاستكباره وشعوره بالنقص".
8- التنافس على أمور الدنيا، والمقاطعة بسببها.
9- عدم التثبت عند نقل الأخبار.
10- الأنانية، وحب الذات، يقول الميداني : " أما بقاء الإنسان في حدود دائرة أنانيته الضيقة، وانحصاره في إطار محبته لنفسه فقط؛ فهو من دون شك انحطاط خلقي، وكثيراً ما يرافق الأنانية كراهية الآخرين، وحسدهم وبغضهم؛ لأنهم منافسون أو منازعون أو مشاركون، وكل ذلك مما يؤذي أصحاب النفوس الصغيرة ذات الأنانية الضيقة ".
أسأل الله أن يكون ذلك مفتاحاً للوقوف على مكامن النفس ومصارحتها؛ فإن أول أبواب العلاج : الوقوف على العيب الذي في صدر الإنسان، ثم البحث عن العلاج.

أسباب عدم سلامة الصدر:-
1- الشيطان: عدونا الذي يترصد بنا ليوقع بيننا الشحناء، قال تعالى : { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } . (الإسراء:53)
2- ضعف الصلة بالله ، وهو سبب مباشر في سيطرة الأهواء، والشبهات على القلوب، ومتى تصبح القلوب مليئة بالغيظ، والحقد، والضغينة؛ إذاً ضعفت الصلة بالله.
3- الجهل بفضل سلامة الصدر، وخطورة عدم سلامته سبب في الوقوع فيه، وهذا من قلة العلم الشرعي، وعدم مراقبة الله عز وجل في المقاصد، والنيات، والأقوال، والأفعال.
4- الغضب، وهو مدخل عظيم من مداخل الشيطان، وقد مدح الله من يغفر عند غضبه؛ فقال: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ }. (الشورى:37)
والإنسان قد يغضب فيكظم غيظه عجزاً عن التشفي، وليس لمرضاة الله ؛ فيرجع ذلك الغيظ إلى الباطن؛ فيحتقن فيه ويصير حقداً وغلاً لازماً، ولذلك لما طلب رجل من النبي r أن يوصيه، كرر عليه مراراً : [ لا تغضب ].
5- النميمة : قال تعالى : { وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } (القلم: 10-11) ، قال ابن كثير : " يمشي بين الناس، ويحرش بينهم، وينقل الحديث لفساد ذات البين".
6- ظن السوء : وهو حديث النفس بالتهمة والتخون للأهل والأقارب والناس، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }. (الحجرات:12)
7- الحسد: وقد سماه الرسول rداء الأمم فقال : [ دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء ] (سنن الترمذي) ؛ فقد قرن r في الحديث الحسد والبغضاء ؛ لأن الحاسد يكره أولاً فضل الله على غيره، ثم ينتقل إلى بغضه، وأقبح أنواعه ما يكون بين المنتسبين إلى العلم والدعوة، وقد عده ابن تيميه رحمه الله من صفات المغضوب عليهم.
8- التعصب لغير الحق: سواء كان التعصب لمذهب أو قبيلة أو حزب أو جماعة أو شخص أو عالم أو رأي.
9- التنافس على الدنيا : يقول ابن الجوزي: " تأملت التحاسد بين العلماء؛ فرأيت منشأه من حب الدنيا؛ فإن علماء الآخرة يتوادون ولا يتحاسدون "، والله عز وجل يقول : { فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ } (التوبة: 38) ، وهو زائل لا محالة.
10- حب الرئاسة: فهي داء عضال بسببه أزهقت أرواح ، وهتكت أعراض وخطورة هذا الداء تكمن في خفائه على النفوس مع تمكنه منها في الغالب، وهي الشهوة الخفية كما سماها شداد بن أوس.
وأما علامة حب الرئاسة يجليها لنا شيخ الإسلام رحمه الله : " وطالب الرئاسة ولو بالباطل ترضيه الكلمة التي فيها تعظيمه، وإن كانت باطلاً، وتغضبه الكلمة التي فيها ذمه، وإن كانت حقاً، والمؤمن ترضيه كلمة الحق له، وعليه، وتغضبه كلمة الباطل له وعليه".
11- حب الظهور والحزن عند الذم، والفرح عند المدح يجعل الهم هو تحقيقها، وكراهية من فاقه في هذه الأمور.
12- عدم القناعة واستشراف النفس لما عند الآخرين.
13- البيئة التي يعيشها الإنسان، ولذا فعلى الأم أن تربي أولادها على سلامة الصدر.
14- الحساسية المفرطة في تفسير الأمور وحملها على غير محملها.
15- كثرة المزاح؛ فقد كان الرسول rقليل المزاح، والمزاح؛ كالملح في الطعام إذا كثر أو عدم فسد الطعام، وهو يجر إلى الهمز واللمز.
والأسباب كثيرة جداً لا يسعنا المقام لحصرها جميعاً.

"

ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك ..