عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2008, 04:19 PM
المشاركة 6
لملم جرووحي
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد





*.*.* الدرر *.*.*

ومضة :
ألا إن نصر الله قريب !!

الدرة الأولى :
المرأة الرشيدة هي الحياة السعيدة!!
عسى فرج يأتي به الله انه له كل يوم في خليقته أمر
يجب على المرأة أن تحسن استقبال زوجها ..
حين يعود إليها ، فلا تضيق إذا وجدته ضائقا أو متعبا ،
بل على العكس تهرع إليه وتلبي طلباته مهما كانت ،
دون أن تسأله عن سبب ضيقه أو تعبه فور عودته إلى بيته ،
فإذا استقر وخلع ثيابه التي يخرج بها ولبس ثياب البيت ،
فقد يبادر هو الى الإفضاء لها بسبب كدره ،
وإذا لم يبادر هو بإخبارها فلا باس من أن تسأله
ولكن بلهجة تشعره فيها بانشغالها عليه
وقلقها بشان حاله التي عاد عليها .
وإذا وجدت الزوجة أن في إمكانها أن تساعد زوجها
في حل المشكلة التي سببت له الضيق فلتبادر إلى ذلك ،
فإنها أن فعلت ستخفف كثيرا عن زوجها ..
سيشعر الزوج بعد هذا أن في بيته جوهرة ثمينة ،
بل اثمن من جواهر الدنيا جميعها ..

إشراقة :
لا تبتئسي على عمل لم تكمليه ،
يجب أن تعرفي أن عمل الكبار لا ينتهي !!ومضة :
إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم!!

الدرة الثانية :
اعمري هذا اليوم فقط !!
ولا يحسبون الخير لا شر بعده ولا يحسبون الشر ضربة لازب
يقول أحد السعداء :
(( اليوم الجميل هو الذي نملك فيه دنيانا ولا تملكنا فيه ،
وهو اليوم الذي نقود فيه شهواتنا ولذاتنا
ولا ننقاد لها صاغرين أو طائعين .
ومن هذه الأيام ما اذكره ولا أنساه :
فكل يوم ظفرت فيه بنفسي وخرجت فيه من محنة الشك
فيما أستطيع وما لا أستطيع فهو يوم جميل بالغ الجمال.
جميل ذلك اليوم الذي ترددت فيه بين ثناء الناس
وبين عمل لا يثني عليه أحد ولا يعلمه أحد ،
فألقيت بالثناء عن ظهر يدي ، وارتضيت العمل الذي ذكره
ما حييت ولم يسمع به إنسان .
جميل ذلك اليوم الذي كاد يحشو جيوبي بالمال
ويفرغ ضميري من الكرامة ،
فآثرت فيه فراغ اليدين عل فراغ الضمير .
هذه الأيام جميلة ، واجمل ما فيها أن نصيبي منها جد قليل ،
إلا أن يكون النصيب عرفاني باقتدار نفسي على ما عملت ،
فهو إذن كثير بحمد الله .. )).
إشراقة : كوني سعيدة بما في يدك ،
قانعة راضية بما قسمه الله لك ،
ودعيك من أحلام اليقظة التي لا تتناسب
مع جهدك أو إمكانياتك .

ومضة :
عفا الله عما سلف ..

الدرة الثالثة :اتركي الشعور بأنك مضطهدة !!
انعَم ولَذَّ فللأمور أواخر أبدا كما كانت لهن أوائل
أنها صفة رائعة تساعد على دحر القلق وعلى النجاح
في الحياة بشكل عام ، وعلى الاحتفاظ بالصداقات
والسعادة مع العائلة ، لأن صاحب الأفق الواسع
يفهم طبائع الناس ، ويقدر المتغيرات ،
ويضع نفسه موضع الآخرين ، ويقدر الظروف
ما خفي منها وما بان .
وبالنسبة لموضوع القلق بالذات فإن صاحب الأفق الواسع
يتفهم الأمور ، ويعلم حين يصاب بمشكلة،
أو لا يتحقق له ما يريد ، أن هذه طبيعة الحياة وأنه..
" ما عليها مستريح"،
وأن الإنسان قد يكره أمراً
ويكون فيه الخير ، وقد يفرح بأمر فيكون فيه الشر ،
وان الخير فيما اختاره الله عز وجل .
صاحب الأفق الواسع يحس انه جزء من هذا الكون الواسع ،
وان له نصيبه من الآلام والأحزان ومن السعادة أيضاً ،
فلا يفاجأ ولا ينفجع ، وهو فوق هذا وذاك لا يحس
بعقدة الاضطهاد التي يحس بها صاحب الأفق الضيق ،
الذي يظن أن هذا الشر أو تلك المشكلة قد أصابته وحده ،
أو أن الناس يضطهدونه ، أو أن حظه سيئ دائما ،
صاحب الأفق الواسع لا يحس بشيء من هذه المشاعر ،
وإنما هو يدرك طبيعة الحياة ، ويعلم انه جزء منها ،
فيرضى بها بعد أن يبذل جهده كله في سبيل تحقيق الأفضل .

إشراقة :اسعدي الآن وليس غداً !!.

ومضة :سلام عليكم بما صبرتم..

الدرة الرابعة :
ما ألذ النجاح بعد المشقة!!
الغمرات ثم ينجلينا ثمت يذهبن ولا يجينا
يقول أحد الناجحين :
ولدت فقيرا ولازمتني الفاقة مذ كنت في المهد ،
ولقد ذقت مرارة سؤال أمي قطعة من الخبز في حين
انه ليس لديها شيء تعطيه ولا كسرة من الخبز الجاف ،
وتركت البيت في العاشرة من عمري ،
واستُخدمت في الحادية عشرة ، وكنت ادرس شهرا في كل سنة ،
وبعد إحدى عشرة سنة من العمل الشاق
كان لدى زوج ثيران وستة خراف اكسبتني أربعة وثمانين دولارا ،
ولم انفق في عمري يفلسا واحدا على ملذاتي ،
بل كنت أوفر كل درهم أحصله من يوم نشأت
إلى أن بلغت الحادية والعشرين من العمر ..
وقد ذقت طعم التعب المضني حقا ،
وعرفت السفر أميالا عديدة لسؤال إخواني من البشر
كي يسمحوا لي بعمل أعيش منه ،
وقد ذهبت في الشهر الأول بعد بلوغي الواحدة والعشرين
إلى الغابات سائقا عربة تجرها الثيران لأقطع حطبا ،
وكنت انهض كل يوم قبل الفجر وأظل مكبا على عملي
الصعب إلى ما بعد الغسق لأقبض ستة دولارات في نهاية الشهر ،
فكان كل واحد من تلك الدولارات الستة يظهر لي
كأنه البدر في جنح الدجى!..

إشراقة :إذا كنت قد ارتكبت أخطاء في الماضي ،
تعلمي منها ، ثم دعيها تذهب بعد أن تأخذي منها العبرة.!!

ومضة :قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب..

الدرة الخامسة :
سوف تتأقلمين مع وضعك!!
غريب من الخلان في كل بلدة إذا عظم المطلوب قل المساعد
اعرف رجلا قطعت قدمه في جراحة أجريت له ،
فذهبت إليه لأواسيه ، وكان عاقلا عالما ،
وعزمت أن أقول له :
إن الأمة لا تنتظر منك
أن تكون عداء ماهرا ، ولا مصارعا غالبا ،
إنما تنتظر منك الرأي السديد والفكر النير ،
وقد بقي هذا عندك ولله الحمد .
وعندما عدته قال لي : الحمد لله ،
لقد صحبتني رجلي هذه عشرات السنين صحبة حسنة ،
وفي سلامة الدين ما يُرضي الفؤاد .
يقول أحد الحكماء :
إن طمأنينة الذهن لا تتأتى
إلا مع التسليم باسوا الفروض ، مرجع ذلك
– من الناحية النفسية – أن التسليم يحرر النشاط من قيوده ...
ثم قال :
ومع ذلك فإن الألوف المؤلفة من الناس
يحطمون حياتهم في سورة غضب ،
لأنهم يرفضون التسليم بالواقع المر ،
ويرفضون إنقاذ ما يمكن إنقاذه ،
وبدلا من أن يحاولوا بناء آمالهم من جديد يخوضون
معركة مريرة مع الماضي ،
وينساقون مع القلق الذي لا طائل تحته .
أن التحسر على الماضي الفاشل ،
والبكاء المجهد على ما وقع فيه من الأم وهزائم
هو – في نظر الإسلام – بعض مظاهر الكفر بالله
والسخط على قدره .

إشراقة :الإحباط هو ألد أعدائك ،
انه قادر على تدمير الطمأنينة.!!

ومضة : وكذلك جعلناكم أمة وسطا..



الدرة السادسة :
وصايا سديدة من أم رشيدة!!

فكم رأينا أخا هموم أعقب من بعدها سرورا

هناك وصية جامعة من خير الوصايا المأثورة
عن نساء العرب ، وهي وصية أمامة بنت الحارث
لابنتها أم اياس بنت عوف ليلة زفافها ،
ومما أوصتها به قولها :
" أي بنية : إنك فارقت الجو الذي منه خرجت ،
وخلَّفتِ العش الذي فيه درجت ،
ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها
وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه ،
ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال .
أما الأولى والثانية
، فالخضوع له بالقناعة ،
وحسن السمع له والطاعة .
وأما الثالثة والرابعة ، فالتفقد لمواضع عينه وأنفه ،
فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح !.
وأما الخامسة والسادسة، فالتفقد لوقت نومه وطعامه ،
فإن تواتر الجوع ملهبة ، وتتغيص النوم مغضبة !.
وأما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله والارعاء على
حشمه وعياله ، وملاك الأمر في المال حسن التقدير ،
وفي العيال حسن التدبير .
وأما التاسعة والعاشرة ، فلا تعصي له أمراً ، ولا تفشي له سرا ،
فانك إن خالفت أمره أوغرت صدره ،
وإن أفضيت سره لم تأمني غدره ،
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان حزينا ،
والكآبة بين يديه إن كان فرحا!)).


إشراقة :
سعادتك ليست وقفا على شخص آخر ،
أنها في يداك أنت !!


ومضة :
غدا تشرق الشمس وتسعد النفس !!

الدرة السابعة :جادت بنفسها فأرضت ربها !!


ولا تياس فإن اليأس كفر لعل الله يغني عن قليل


هل سمعت عن المرأة الجهنية التي زلَّت فوقعت في الزنا ،
ثم ذكرت الله فتابت وأنابت ، وجاءت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم تريد أن يرجمها فيطهرها ؟‌‍
لقد جاءته حبلى من الزنا ، فقالت :
يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي ،
فدعا النبي عليه الصلاة والسلام وليها فقال : احسن إليها ،
فإذا وضعت فائتني ، ففعل،
فأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ، فشدت عليها ثيابها ،
ثم أمر بها فرجمت ، ثم صلى عليها ،
فقال له عمر :
تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت ؟!،
قال :
لقد تابت توبة ، لو قسمت بين سبعين
من أهل المدينة لوسعتهم ،
وهل وجدت افضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل ؟
أنها دفعة إيمانية قوية دفعتها إلى التطهر ،
واختيار الآجلة عل العاجلة ، ولو لم تكن ذات إيمان قوي
ما آثرت الموت رجما ، ولعل قائلا يقول :
فلماذا زنت وهل يفعل ذلك إلا ضعيف الإيمان ؟ !
والجواب :
انه قد يضعف الإنسان فيقع في المحظور
لأنه خلق من ضعف ، ويزل لأنه خلق من عجل ،
ويضل لحظة لأنه ناقص ، لكن بذرة الإيمان حين تنمو
في قلبه شجرة باسقة وارفة الظلال تُظهر معدنه الأصيل،
ويقينه المتين ، وهذا ما جعل هذه المرأة تسرع
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن يطهرها ،
وجادت بروحها ابتغاء مرضاة الله ورحمته وغفرانه .


إشراقة : لا تكوني متشكية مزمنة ، أو بالهواية !

ومضة :
اشتدي أزمة تنفرجي ..

الدرة الثامنة :حفظت الله فحفظها!!


ولا عار أن زالت عن المرء نعمة ولن عارا أن يزول التجمل
حكي أن امرأة حسنة الوجه كثيرة المال تأخرت
في دارها هي ووصيفاتها وجواريها عن الهروب
حين الوقعة بالإسكندرية ، فدخلت الإفرنج إليها
بأيديهم السيوف المسلولة ، فقال لها أحدهم : أين المال ؟ .
فقالت – وهي فزعة - :
المال في هذه الصناديق التي هي داخل هذا البيت ،
و أشارت إلى بيت بالمجلس التي هي به ،
وصارت ترعد من الخوف ، فقال أحدهم لها :
لا تخافي ، فأنت تكونين عندي ، وفي مالي وخيري ترتعين ،
ففهمت عنه انه احبها ويريدها لنفسه ، فمالت إليه ،
وقالته بكلام خفي :
أريد أن ادخل بيت الخلاء ، ورققت له القول.
ففهم عنها أنها أرادته ، وأشار إليها أن تمضي لقضاء حاجتها ،
فمضت واشتغلوا بنهب الصناديق ،
فخرجت المرأة من باب دارها ،
ودخلت مخزنا غلسا مملوءا تبنا بزقاق دارها ،
فحفرت في التبن حفرة واندفنت بها ،
فطلبتها الإفرنج بعد نهبهم لدارها فلم يجدوها ،
فاشغلوا بحمل النهب ، ومضوا ،
فسلمت المرأة من الأسر بحيلتها تلك ،
وكذلك وصيفاتها وجواريها سلمن من الأسر
بصعودهن سطح الدار .
فقالت المرأة عند ذلك :
سلامة الدين والعرض خير من المال الذي لم يدخر
عند ذوي المروءات إلا لغرض مثل هذا ،
لأن الفقر خير من الأسر والافتتان بتغيير الدين بالقهر .


إشراقة
تقبلي حقيقة لا مفر منها ،
وهي انك ستصادفين دائما في الدنيا أمورا
لا تستطيعين تغييرها ،
وإنما تستطيعين التعامل معها بالصبر والإيمان .!!




ومضة : الأم مصنع الرجال ومعدن الأبطال!!



الدرة التاسعة : ماء التوبة اطهر ماء!!


افرحي بالحياة فهي جميلة واجعليها بكل خير خميلة

الله .. يحب التوابين ، ويحب المتطهرين ،
بل يفرح بتوبة عبده إليه اعظم من فرحة إنسان
كان بأرض فلاة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ،
فانفلتت منها ، فايس منها ، فجلس إلى جذع شجرة ينتظر الموت
فأخذته إغفاءة ثم أفاق ، فإذا بها واقفة عند رأسه ،
وعليها طعامه وشرابه ، فقام إليها ،
وامسك بزمامها ثم صاح من شدة الفرح :
اللهم أنت عبدي وأنا ربك! ..
فسبحانه ما أعظمه وارحمه ، يفرح بتوبة عبده ليفوز بجنانه ،
ويحظى برضوانه ،وهو – جل وعلا – ينادي عباده المؤمنين بقوله :
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
فالتوبة غسل القلب بماء الدموع وحرقة الندم ،
فهي حرقة في الفؤاد ، ولوعة في النفس ،
وانكسار في الخاطر ، ودمعة في العين ،
إنها مبدأ طريق السالكين ، ورأس مال الفائزين ،
وأول أقدام المريدين ، ومفتاح استقامة المائلين،
التائب يضرع ويتضرع ، ويهتف ويبكي ؛
إذا هدأ العباد لم يهدأ فؤاده ، وان سكن الخلق لم يسكن خوفه ،
وإذا استراحت الخليقة لم يفتر حنين قلبه ،
وقام بين يدي ربه بقلبه المحزون ، وفؤاده المغموم منكسا رأسه ،
ومقشعرا جلده ،إذا تذكر عظيم ذنوبه وكثير خطئه ،
هاجت عليه أحزانه ، واشتعلت حرقات فؤاده ،
وأسبل دمعه؛ فأنفاسه متوهجة ، وزفراته بحرق فؤاده متصلة ،
قد ضمر نفسه للسباق غدا ،
وتخفف من الدنيا لسرعة الممر على جسر جهنم .



إشراقة :
فكري بطريقة إيجابية متفائلة ،
فإذا ساءت الأمور في يوم ما كان ذلك مقدمة
لمجيء يوم آخر قريب كله بهجة وسرور !!.





ومضة : حافظات للغيب بما حفظ الله !!

الدرة العاشرة :
الفدائية الأولى !!


و لـربـمـا كـره الـفـتى أمـراً عـواقـبه تـسر

كانت تعيش في أعظم قصر في زمانها ،
تحت يديها الكثير من الجواري والعبيد ، حياتها مرفهة متنعمة .
إنها آسية بنت مزاحم زوج فرعون – رضي الله عنها - ،
إمرأة وحيدة ، ضعيفة جسديا ، آمنة مطمئنة في قصرها،
اشرق نور الإيمان في قلبها ،
فتحدت الواقع الجاهلي الذي يرأسه زوجها .
لقد كانت نظرتها نظرة متعدية ،تعدت القصر ،
والفرش الوثير ، والحياة الرغيدة ، تعدت الجواري ،
والعبيد ، والخدم ؛ لذلك كانت تستحق أن يذكرها
رب العالمين في كتابه المكنون ،
ويضعها مثالا للذين آمنوا ، وذلك عندما قال تعالى :
( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ
إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ
وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) .

قال العلماء عند تفسير هذه الآية الكريمة :
لقد اختارت آسية الجار قبل الدار .
واستحقت أيضاً أن يضعها الرسول صلى الله عليه وسلم
مع النساء اللاتي كملن ، وذلك عندما قال :
" كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء
إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران ،
وان فضل عائشة على الناس كفضل الثريد على سائر الطعام ".
هذه آسية المؤمنة ، السراج الذي أضيء في ظلمات قصر فرعون ،
فمن يضيء لنا سراجا يشع منه النور حاملا معه الصبر ،
والثبات ، والدعوة إلى الله تعالى ؟ .


إشراقة :
سيطري على أفكارك تسعدي!!


*.*.* العسجد *.*.*


ومضة :
إن رحمة الله قريب من المحسنين ..

العسجدة الأولى :
وكَّلي ربك ونامي!!


عسى الله أن يشفي المواجع إنه إلى خلقه قد جاد بالنفحات

إلى من نامت قريرة العين برضا الله وقدره ،
متوسدة عاصفة هوجاء ،تتخطفها الأسنة وتنالها الرماح ،
ما عرف الحزن إلى قلبها مدخلا ،
وما استقرت الدمعة في عينها زمنا ،
إلى من فقدت الأبناء والأحباب والآباء والأصحاب ،
إلى كل مؤمن مهموم ، وكل مبتلى مغموم :
عظم الله أجرك .. ورفع درجتك ..
وجبر كسرك ، قال الله تعالى
:
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)

قال علي رضي الله عنه :
(( الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد )) ،
فابشري بثواب أخروي في نزل الفردوس
وجوار الواحد الأحد في جنات عدن ومقعد صدق ،
جزاء ما قدمت وبذلت وأعطيت ،
وهنيئا لك هذا الإيمان والصبر والاحتساب ،
وسوف تعلمين انك الرابحة على كل حال .. وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)

إشراقة :ثقتك في نفسك تعني إيجاد معنى
أكثر لحياتك مهما كان عمرك ،
والحصول على مزيد من الكسب في هذه الحياة!!

ومضة :
الله لطيف بعباده..

العسجدة الثانية :
العمى عمى القلب!!


هل الدهر إلا كربة ً وانجلاؤها وشيكا ً و إلا ضيقة وانفراجها

كان رجل كفيف يعيش سعيدا مع زوجة محبة مخلصة ،
وابن بار ، وصديق وفي ، وكان الشيء الوحيد
الذي ينغص عليه سعادته هو الظلام الذي يعيش فيه ،
كان يتمنى أن يرى النور ليرى سعادته بعينيه.
هبط البلدة التي يقطنها هذا الكفيف طبيب نحرير ،
فذهب إليه يطلب دواء يعيد له بصره ،
فأعطاه الطبيب قطرة وأوصاه أن يستعملها بانتظام ،
وقال له :
إنك بذلك قد ترى النور فجأة وفي أي لحظة.
واستمر الأعمى في استخدام القطرة على يأس
من المحيطين به ، ولكنه بعد استخدامها عدة أيام
رأى النور فجأة وهو جالس في حديقة بيته ،
فجن من الفرح والسرور وهرول إلى داخل البيت
ليخبر زوجته الحبيبة فرآها في غرفته تخونه مع صديقه ،
فلم يصدق ما رأى ، وذهب إلى الغرفة الأخرى
فوجد ابنه يفتح خزانته ويسرق بعض ما فيها .
عاد الأعمى أدراجه وهو يصرخ : هذا ليس طبيبا ،
هذا ساحر ملعون ، وأخذ مسمارا ففقأ عينيه !
مذعورا إلى سعادته التي ألفها .

إشراقة :إن القلق النفسي اشد فتكا من أمراض الجسم !!

ومضة :
كلا إن معي ربي سيهدين ..


العسجدة الثالثة :
لا تقيمي محكمة الانتقام فتكوني أول ضحية !


إن ربا كفاك ما كان بالأمس سيكفيك في غدٍ ما يكون

بعض الناس سمح لا يهمه أن يتقاضى حقه كله ،
وهو يتغاضى عن كثير من الأمور ويتغابى أحيانا ،
وفي مجمل الأمر فإن نفسه سمحة سهلة ،
وهو لا يدقق كثيرا ، ولا يفتش فيما خلف العبارات ،
ولا يتعب نفسه بهذه الأمور .
وبعضهم الآخر لا يعرف السماحة ولا يتغاضى
عن حقوقه بمقدار ذرة ، وهو في جهاد مع الناس
ومع المواقف المختلفة للاستقصاء والحصول على
حقه – وربما غير حقه – وهو قلما يرضى .
ومن الطبيعي أن الإنسان السمح اقرب إلى رضا النفس
وهدوء البال والبعد عن القلق ، كما انه اقرب إلى
قلوب الناس وأجدر بحبهم ،
و أبواب النجاح تفتح أمامه أكثر من ذلك الذي
يعتبر نفسه في حرب دائمة مع عباد الله .
وفوق ذلك يحلل الكلمات والمواقف ويبحث فيها
عن المقاصد الخبيثة ، فيجلب القلق لنفسه من كل سبيل ،
ويكرهه الناس يتحاشونه ويوصدون أمامه أبواب النجاح ،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما خُيِّر بين أمرين
إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما وإلا كان ابعد الناس عنه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"رحم الله عبدا سمحاً إذا باع ،
سمحاً إذا اشترى ، سمحاً إذا اقتضى .

إشراقة :
عليك بالاجتهاد في الوقت الحاضر ،
مع عدم القلق حول ما سيأتي في الغد !!.

ومضة :
ما أنزلنا عليك القران لتشقى ..


العسجدة الرابعة : الامتياز في الإنجاز!!

إذا لم يكن عون ٌ من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهادهُ ...!

يقول أحد الأثرياء :
لا يتملكني أي شعور خاص لأنني أغنى رجل في العالم ،
و أعيش حياة عادية في شقة متواضعة مع زوجتي ،
ولا أشرب ولا أدخن ولا أعشق حياة المليارديرات
الذين تملأ صورهم الصحف ، بيخوتهم الفاخرة ،
وقصورهم في الأرياف ، وحياتهم الصاخبة ،
وزيجاتهم من فتيات جميلات ، وهي الزيجات التي
تنتهي عادة بطلاق يدفعون مقابله ملايين الدولارات .
أعشق العمل وأسعد به وغالبا ما آخذ غدائي معي لأتناوله
في مقر عملي ولا تملأ ذاكرتي الغبطة والسعادة
إذا تصورت ما املكه من مليارات ،
ولكن تملؤها السعادة حين أتذكر أنني قد ساعدت
في تحويل مدينتي الأم ( طوكيو ) بشوارعها المتواضعة
إلى عاصمة هي محط أنظار العالم بالمجمعات العقارية
الحديثة التي أنجزتها ..
باختصار سعادتي في الإنجاز
.


إشراقة :التحسر لا ينتشل سفينة من أعماق البحار !

ومضة :
أليس الله بكافٍ عبده..؟؟

العسجدة الخامسة :عالم الكفر يعاني الشقاء!!


ولو جاز الخلود خلدت فردا ولكن ليس للدنيا خلود

ألقى الدكتور [هارولدسين هابين] الطبيب بمستشفى [ مايو]
رسالة في الجمعية الأمريكية للأطباء والجراحين
العاملين في المؤسسات الصناعية قال فيها :
إنه درس حالات 176 رجلاً من رجال الأعمال ،
أعمارهم متجانسة في نحو الرابعة والأربعين ،
فاتضح له أن أكثر من ثلث هؤلاء يعانون واحدا من ثلاثة
أمراض تنشأ كلها عن توتر الأعصاب وهي :
اضطراب القلب ، وقرحة المعدة ، وضغط الدم ،
ذلك ولما يبلغ أحدهم الخامسة والأربعين بعد !
هل يعد ناجحا ذاك الذي يشتري نجاحه بقرحة في معدته ،
واضطراب في قلبه ؟
وماذا يفيده المرض إذا كسب العالم أجمع وخسر صحته ؟!
لو أن أحداً ملك الدنيا كلها ما استطاع أن ينام
إلا على سرير واحد ،وما وسعه أن يأكل أكثر من
ثلاث وجبات في اليوم ،
فما الفرق بينه وبين العامل الذي يحفر الأرض ؟
لعل العامل اشد استغراقا في النوم ،
وأوسع استمتاعا بطعامه من رجل الأعمال ذي الجاه والسطوة .
ويقول الدكتور [و. س . الفاريز]:
اتضح أن أربعة من كل خمسة مرضى
ليس لعلتهم أساس عضوي البتة ،
بل مرضهم ناشئ عن الخوف ، والقلق ، والبغضاء ،
والأثرة المستحكمة ، وعجز الشخص عن
الملاءمة بين نفسه والحياة .

إشراقة : نحن لا نملك تغيير الماضي
ولا رسم المستقبل بالصورة التي نشاء ،
فلماذا نقتل أنفسنا حسرة على شيء لا نستطيع تغييره ؟






ومضة :
لا تغضب ، لا تغضب ، لا تغضب!!

العسجدة السادسة :
من أخلاق شريكة الحياة !!
وربَّ عسرٍ أتى بيسرٍ فصار معسوره يسيراً
المرأة المؤمنة الصالحة لا ترهق زوجا بكثرة طلباتها ،
فهي تقنع بما قسمه الله لها ، وقدوتها في ذلك آل بيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
يروي عروة عن خالته عائشة رضي الله عنها
أنها كانت تقول : ( والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ، ثم الهلال ،
ثلاثة أهله في شهرين ، وما أوقد في أبيات
رسول الله صلى الله عليه وسلم نار ،
قلت : يا خالة ، فما كان يعيشكم ؟
قالت : الأسودان :
التمر والماء ،

إلا انه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
جيران من الأنصار ، وكانت لهم منايح ،
فكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها فسقيناه ).

إشراقة :
قيمة الحياة هي أن يحيا الإنسان كل ساعة منها!!

ومضة : العمل وقود الأمل وعدو الفشل!!

العسجدة السابعة :
أَرضَىْ باختيار الله لكِ !!
ولا تظنن بربك ظن سوء فإن الله أولى بالجميل
ما أروع ما قالته السيدة هاجر رضي الله عنها
زوج إبراهيم وأم إسماعيل عليهما السلام حين تبعت
زوجها – بعد أن وضعها وابنها في واد غير ذي زرع ومضى -،
تكرر على مسامعه : يا إبراهيم ، أين تذهب
وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء ؟
وجعل لا يلتفت إليها ، فقالت له آلله أمرك بهذا ؟
قال : نعم ، قالت :
( إذاً لا يضيعنا ) ! نعم ، إن الله لا يضيع عباده الصالحين ،
ألم يعوض الله سبحانه وتعالى الرجل وزوجته
في سورة الكهف ؟:
( وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ
فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً*َفأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا
رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً) .
ألم يحفظ الله تعالى صاحب الكنز – الرجل الصالح –
في ولديه حين أمر صاحب موسى أن يبني الجدار من جديد ،
فيثبته حتى يكبر ولداه فيأخذا كنز والدهما ؟:
( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ
وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً
فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا
كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّك).

إشراقة :
لن أستطيع تغيير الماضي ،
ولست الآن قادرة على أن اعلم ما سيجيء
فلماذا اندم أو اقلق؟!

ومضة : النصر مع الصبر !!

العسجدة الثامنة :
لا تأسفي على الدنيا!!
فيا عجبا كيف يُعصى الإله أم كيف يجحده الجاحدُ ؟!
إن من يعلم بقصر عمر الدنيا ، وقلة بضاعتها ،
ورداءة أخلاقها ، وسرعة تقلبها بأهلها ،
لا يأسف على شي منها ، ولا ييأس على ما ذهب منها ،
فلا تحزني على ما فات ولا تياسي ،
فإن لنا دارا أخرى اعظم وابقى واكبر واحسن من هذه الدار ،
وهي الدار الآخرة ، فاحمدي الله انك تؤمنين بلقاء الواحد
الأحد وغيرك – من غير المسلمات – يكفرن بهذا اليوم الموعود ،
فهنيئا لمن آمن بذاك اليوم واستعد له ،
وتعسا لمن ضعف إيمانه في ذل اليوم ، وشغله عنه قصره ،
وداره ، وكنوزه ، ومتاعه الرخيص !
وما قيمة قصر أو دار أو مجوهرات بلا إيمان ؟
وما قيمة منصب ومكانة بلا تقوى ؟
ولو أن الملك والتجارة تشتري السعادة ،
لما رأينا الملوك والأمراء والتجار يعيشون الشقاء ،
ويتجرعون غصص المرارة ،
ويشتكون من مصائبهم وأحزانهم .

إشراقة :
إن الأمس حلم ولى وانقضى ،
والغد أمل جميل ، أما اليوم فهو حقيقة واقعة !!.

ومضة :
المرأة أهدت العظماء للعالم!!

العسجدة التاسعة :
متعة الجمال في خلق ذي الجلال!!
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
انظري إلى الإنسان وروعة خلقه ، وتباين أجناسه ،
وتعدد واختلاف نغماته ، أحسن الله خلقه ، وركبه في أجمل صورة:
( وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ )
(يَا أَيُّهَا الْإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيم *الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ* فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) ،

( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم) .

انظري إلى السماء وهيبتها ، والنجوم وفتنتها ،
والشمس وحسنها ، والكواكب وروعتها ، والقمر وإشراقه ،
والفضاء ورحابته ، وانظري إلى الأرض كيف دحاها ،
وأخرج منها ماءها ومرعاها ،والجبال أرساها ،
تأملي هذه البحار والأنهار ، هذا الليل ، هذا الصبح ،
هذا الضياء ،هذه الظلال ، هذه السحب ،
هذا التناغم الساري في الوجود كله ، هذا التناسق ،
هذه الزهرة ، هذه الوردة ، هذه الثمرة اليانعة ،
هذا اللبن السائغ ، هذا الشهد المذاب ، هذه النخلة ،
هذه النحلة ، هذه النملة، هذه الدويبة الصغيرة ، هذه السمكة ،
هذا الطائر المغرد ، والبلبل الشادي ، هذه الزاحفة ،
هذا الحيوان ، جمال لا ينفد ، وحسن لا ينتهي ،
وقرة عين لا تنقطع :
(فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ*
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ*
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ
وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ).

إشراقة :لا تتطلعي إلى الجوانب التعيسة
من الحياة ، بل استغلي مباهجها !!.

ومضة :وقَرْن في بيوتكن..

العسجدة العاشرة :
غاية الكرم ونهاية الجود!!
كم فرج بعد إياس قد أتى وكم سرور قد أتى بعد الأسى
سبى الروم بعض النساء المسلمات ،
فعلم بالخبر (المنصور بن عمّار ) فقالوا له :
( لو اتخذت مجلسا ً بالقرب من أمير المؤمنين ،
فحرضت الناس على الغزو ؟
وفعلا جعل له مجلساً بقرب أمير المؤمنين هارون الرشيد
وذلك في ( الرقة ) في الشام .
وبينما كان الشيخ ( منصور ) يحث الناس على الجهاد في سبيل الله ،
إذ طرحت خرقة بها صرة مختومة ومضموم بها كتاب ،
فك ( المنصور ) الكتاب وإذ فيه :
إني امرأة من أهل البيوتات من العرب ،
بلغني ما فعل الروم بالمسلمات ، وسمعت تحريضك الناس
على الغزو في ذلك ، فعمدت إلى أكرم شيء من بدني
وهما ذؤابتاي ( أي : ضفيرتاها ) فقطعتهما وصررتهما
في هذه الخرقة المختومة ، وأناشدك بالله العظيم لما
جعلتهما قيد ( لجام ) فرس غازٍ في سبيل الله ،
فلعل الله العظيم أن ينظر إلىّ على تلك الحال فيرحمني بهما ) .
فلم يتمالك ( المنصور ) نفسه تجاه تلك العبارات البليغة ،
فبكى وأبكى الناس ، فقام هارون الرشيد وأمر بالنفير العام ،
فغزا بنفسه مع المجاهدين في سبيل الله ، ففتح الله عليهم .

إشراقة :
لا تبكي على ما فات ، ولا تضيعي الدموع هباء ،
فليس في استطاعتك أن تعيدي ما مضى وولى !!.


*.*.* الياقوت *.*.*

ومضة : ألا بذكر الله تطمئن القلوب!!

الياقوتة الأولى :
ليس لك من الله عوض!!

عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوَّت إنسان فكدتُ أطير

دخل رجل في غير وقت الصلاة فوجد غلاما ً
يبلغ العاشرة من عمره قائما يصلي بخشوع ،
فانتظر حتى انتهى الغلام من صلاته فجاء إليه وسلم عليه
وقال :
يا بني ابن من أنت ؟
فطأطأ برأسه وانحدرت دمعة عل خده ثم رفع رأسه
وقال :
يا عم إني يتيم الأب والأم ، فرق له الرجل ،
وقال له :
أترضى أن تكون ابنا لي ؟
فقال الغلام :
هل إذا جعت تطعمني ؟
قال :
نعم ، فقال الغلام :
هل إذا عريت تكسوني ؟
قال نعم ، قال الغلام : هل إذا مت تحييني ؟
قال الرجل :
ليس إلى ذلك سبيل .
قال الغلام فدعني يا عم للذي خلقني فهو يهدين ،
والذي يطعمني ويسقين ، وإذا مرضت فهو يشفين ،
والذي اطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين.
فسكت الرجل ومضى لحاله وهو يقول :
آمنت بالله ، من توكل على الله كفاه .

إشراقة :
مهما شددت شعرك ،وسمحت للهم
والكدر أن يمسكا بخناقك ، فلن تستطيعي أن
تعيدي قطرة واحدة من أحداث الماضي!!.

ومضة :
ورحمتي وسعت كل شيء..

الياقوتة الثانية :
السعادة موجودة .. لكن من يعثر عليها ؟!
وقلت لقلبي إن نزا بك نزوة من الهم افرح ، أكثر الروع باطله
لا يمكن لإنسان أن يستمد السعادة إلا من نفسه ،
ولكن عليه أن يهتدي إلى الطريقة الفضلى لبلوغها ،
وهي تتلخص بان يكون صادقا شجاعا محبا للعمل والناس ،
وأن يتحلى بالتعاون والبعد عن الأنانية السوداء ،
وأن يكون له ضمير حي قبل كل شيء ،
فالسعادة ليست خرافة ، إنها حقيقة ظاهرة ،
ويستمتع بها كثيرون ، وبإمكاننا أن نستمتع بها إذا
استفدنا من تجاربنا وإذا ما استعنا بالخبرة التي كسبناها في الحياة ،
فإذا تبصرنا بالحياة نستطيع أن نستخرج من ذواتنا
أشياء كثيرة وأن نبرأ من كثير من الأمراض الصحية
والنفسية من المعرفة والإرادة والصبر ،
ونعيش حياتنا التي وهبها الله لنا بلا جحود ولا عقوق ولا شقاء .

إشراقة :ما من عدو لدود لجمال المرأة أكثر
من القلق الذي يقربها من الشيخوخة !!ومضة :
ولسوف يعطيك ربك فترضى..


الياقوتة الثالثة :
حُسن الخلق جنة في القلب !!
أعلِّل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
الناس مرايا للإنسان فإذا كان حسن الأخلاق معهم
كانوا حسني الأخلاق معه ، فتهدأ أعصابه ويرتاح باله ،
ويحس انه يعيش في مجتمع صديق.
وإذا كان الإنسان سيئ الأخلاق غليظا وجد من الناس
سوء الأخلاق والفظاظة والغلظة ،
فمن لا يحترم الناس لا يحترمونه .
وصاحب الخلق الحسن أقرب إلى الطمأنينة
وأبعد عن القلق والتوتر والمواقف المؤلمة ،
إضافة إلى أن حسن الأخلاق عبادة لله عز وجل
ومما حض عليه الإسلام كثيرا ،
قال الله عز وجل:
( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ )

وقال عز وجل يصف رسوله صلى الله عليه وسلم :
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ
لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ
وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( إن أحبكم إليَّ أحاسنكم أخلاقا ، الموطئون أكنافا ،
الذين يألفون ويؤلفون ، وإن أبغضكم إليَّ المشاؤون بالنميمة ،
المفرقون بين الأحبة ، الملتمسون للبرآء العيب )).

إشراقة :

إن التردد والتخاذل والسير حول المشكلة بلا آمال
كل هذا يدفع البشر إلى الانهيار العصبي .!!ومضة :
لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ..

الياقوتة الرابعة :
بنود السعادة العشرة !!
اصبر فإن الله يُعقب فرجة ولعلها أن تنجلي ولعلها
يقول عالم النفس الأمريكي ( د. ديكس) :
الحياة السعيدة فن جميل له عشرة أبعاد هي :
1 ـ أن تمارس عملاً محبوباً عندك .. فإذا لم يتيسر لك ذلك العمل ..
فمارس الهواية التي تحبها في أوقات فراغك وعمقها .
2 ـ العناية بالصحة فهي روح السعادة ..وذلك بالاعتدال في الطعام
والشراب وممارسة الرياضة والبعد عن العادات الضارة
3 ـ وجود هدف في حياة الإنسان ، فإن ذلك يمنحه الإثارة والنشاط .
4 ـ أن يأخذ الإنسان الحياة على ما هي عليه ويقبلها بحلوها ومرها .
5 ـ أن يعيش في حاضره فلا يندم على ماضٍ تولى ، ولا يتوجس من غدٍ لم يأتِ .
6 ـ أ، يفكر الإنسان في أي عمل أو قرار ،
ولا يلوم غيره على قراراته وما قد يصيبه .
7 ـأن ينظر الإنسان إلى من هو دونه .
8 ـ أن يعتاد الإنسان على الإبتسام وروح المرح وصحبة المتفائلين .
9 ـ أن يعمل الإنسان على إسعاد الآخرين ليصيبه عطر السعادة .
10 ـ اغتنام فرص الابتهاج الجميلة واعتبارها محطات ضرورية للسعادة .

إشراقة :استمتعي باليوم وتمسكي به ،
ابحثي عن شيء يمنع وقوع الألم قبل أن يداهمك

ومضة :
كل يوم هو في شأن ..

الياقوتة الخامسة :
استعيذي بالله من الهم والحزن!!
ولو أن النساء كمن عرفنا لفُضِّلت النساءُ على الرجال!!
ما أظن عاقلا يزهد في البشاشة أو مؤمنا يجنح إلى التشاؤم واليأس ،
وربما غلبت المرء أعراض قاهرة فسلبته طمأنينته ورضاه ،
وهنا يجب عليه أن يعتصم بالله كي ينقذه مما حل به ،
فإن الاستسلام لتيار الكآبة بداية انهيار شامل
في الإرادة يطبع الأعمال كلها بالعجز والشلل.
ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعلم أصحابه أن يستعينوا بالله في النجاة من هذه الآفات ،
قال أبو سعيد الخدري : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
المسجد ذات يوم ، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له
أبو أمامة ، فقال : (( يا أبا أمامة .. ما لي أراك جالسا ًفي المسجد في غير وقت صلاة ؟،
قال :
هموم لزمتني وديون يا رسول الله ،
قال :
أفلا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله همك ،
وقضى عنك دينك ؟ قلت : بلى يا رسول الله ،
قال :
قل إذا أصبحت وإذا أمسيت :
(( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ،
وأعوذ بك من العجز والكسل ،
وأعوذ بك من الجبن والبخل ،
وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال )) . رواه أبو داود .
قال :
ففعلت ذلك ، فأذهب الله همي وقضى عني ديني.

إشراقة :
إن قرحة المعدة لا تأتي مما تأكلين ،
ولكنها تأتي مما يأكلك

ومضة :
وما بكم من نعمة فمن الله..
الياقوتة السادسة :
المرأة التي تعين على نوائب الدهر
هي حالان شدةٌ وبلاءُ وسجالان نعمةٌ ورخاءُ
تروي كتب الطبقات عن فاطمة الزهراء بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنها كانت تطوي الأيام جوعا ،
وقد رآها زوجها الإمام علي رضي الله عنه يوما ،
وقد اصفر لونها ، فقال لها : ما بك يا فاطمة ؟
قالت : منذ ثلاثة لا نجد شيئا في البيت ‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ،
قال :
ولماذا لم تخبريني ؟
قالت :
إن أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لي ليلة الزفاف :
(( يا فاطمة ، إذا جاءك علي بشيء فكليه ، وإلا فلا تسأليه !‍)).
لكن كثيرا من النساء قد تخصصن في تفريغ جيوب أزواجهن ،
فالواحدة منهن لا تطيق أن ترى فيجيب زوجها مالا ،
فتعلن حالة الطوارئ في المنزل ،
ولا تهدأ حتى تسلبه ما معه من مال .
ولا شك أن الرجل إن استسلم مرة ،
فلن يرفع الراية البيضاء دائما ، وإنما سيبدأ الشقاق ولو بعد حين ،
وقد يتطور هذا الشقاق إلى الطلاق ويومها سيترنم
الزوج بأبيات هذا الأعرابي الذي تخلص من زوجته
( أمامة ) بطلاقها بعد طول عناء وشقاء معها:
طُعِنتْ أمامةُ بالطلاقِ ونجوتُ من غُلّ الوثاقِ
بانت فلم يألم لها قلــ بي ولم تـدمع مـآقـي
ودواءُ مــالا تشتهيه الـنـفس تعجيل الفراق
والعيش ليس يطيب بين اثنين في غير اتفاق


إشراقة :
إن الحياة اقصر من أن نقصرها ،
فلا تحاولي أن تقصريها أكثر
ومضة : النجاح أن تكوني على كل لسان ..
الياقوتة السابعة :
امرأة من أهل الجنة..!!
إن ربّا كان يكفيك الذي كان منك الأمس يكفيك غدك
روى عطاء بن أبي رباح قال :
قال لي ابن عباس رضي الله عنهما :
ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ فقلت : بلى ،
قال :
هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت :
إني اصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله تعالى لي ،
قال :
( إن شئت صبرت ولك الجنة ،
وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك )
فقالت :
أصبر ، وقالت : إني أتكشف ،
فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها .
فهذه المرأة المؤمنة التقية رضيت ببلاء يصاحبها
في حياتها الفانية على أن لها الجنة ، وقد ربح البيع ،
فكانت من أهل الجنة ،
ولكنها أنفت أن تتكشف فيرى الناس من عورتها
ما لا يليق بالمرأة المسلمة المحتشمة التقية ،
فماذا نقول لهؤلاء الكاسيات العاريات اللواتي
يتفنن في إبداء محاسنهن ،
ويجتهدن في خلع برقع الحياء ، وفي التعري ؟!

إشراقة :كُفِّي عن القلق ، تحمَّلي ،
واجهي الحقيقة بثبات ، وافعلي شيئا لتعيشي!!.

ومضة :
المعونة على قدر المؤونة ..

الياقوتة الثامنة :الصدقة تدفع البلاء!!
وفي كل شيء له آية تدل على انه الواحد
الصدقة باب عظيم من أبواب سعة الصدر وانشراح الخاطر ؛
فإن بذل المعروف يكافئ الله صاحبه في الدنيا بانشراح صدره ،
وسروره وحبوره ، ونوره وسعة خاطره ،
ورخاء حاله ، فتصدقي ولو بالقليل ،
ولا تحتقري شيئا تتصدقين به ، تمرة أو لقمة أو جرعة ماء
أو مذقة لبن ، أهدي للمسكين ، وأعطي البائس ،
أطعمي الجائع ، وزوري المريض ،
وحينها تجدين أن الله – سبحانه وتعالى – خفف عنك
من الهموم والغموم ، ومن الأحزان ،
فالصدقة دواء لا يوجد إلا في " صيدلية " الإسلام.
وسأل رجل الإمام عبد الله بن المبارك فقال له :
يا أبا عبد الرحمن قرحة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين ،
وسألت الأطباء ، وقد عالجت بأنواع العلاج ، فلم أنتفع به ؟!
فقال له ابن المبارك :
اذهب فانظر موضعا يحتاج الناس فيه إلى الماء،
فاحفر هناك بئرا فإني أرجو أن تتبع هناك عين
ويمسك عنك الدم ، ففعل الرجل فبرأ .
ولا عجب أيتها الأخت الكريمة :
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( داووا مرضاكم بالصدقة ) ،
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء ) .

إشراقة :
القلق حبيب الفراغ !!

ومضة :حور مقصورات في الخيام..

الياقوتة التاسعة :كوني جميلة الروح لأن الكون جميل
ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء
مشهد النجوم في السماء جميل ،ما في هذا شك ،
جميل جمالا يأخذ بالقلوب ، وهو جمال متجدد تتعدد
ألوانه وأوقاته ؛ ويختلف من صباح إلى مساء ،
ومن شروق إلى غروب ، ومن الليلة القمراء
إلى الليلة الظلماء ، ومن مشهد الصفاء
إلى مشهد الضباب والسحاب ،
بل إنه ليختلف من ساعة لساعة ، ومن مرصد لمرصد ،
ومن زاوية لزاوية ، وكله جمال ، وكله يأخذ بالألباب .
هذه النجمة الفريدة التي توصوص هناك ،
وكأنها عين جميلة ، تلتمع بالمحبة والنداء ‍،
وهاتان النجمتان المفردتان هناك وقد خلصتا من الزحام تتناجيان !..
وهذه المجموعات المتضامة المتناثرة هنا وهناك ،
وكأنها في حلقة سمر في مهرجان السماء ،
وهذا القمر الحالم الساهي ليلة ، والزاهي المزهو ليلة ،
والمنكسر الخفيض ليلة ، والوليد المتفتح للحياة ليلة ،
والفاني الذي يدلف للفناء ليلة ..!
وهذا الفضاء الوسيع الذي لا يمل البصر امتداده ،
ولا يبلغ البصر آماده .
إنه الجمال ، الجمال الذي يملك الإنسان أن يعيشه ويتملاه ،
ولكن لا يجد له وصفا فيما يملك من الألفاظ والعبارات!‍‍‍‍‍.

إشراقة :لابد من تقبل الأمر الواقع الذي
لابد منه ، وإذا قلقت فماذا ينفعك القلق؟

ومضة :ولا تبرجنّ تبرج الجاهلية الأولى..

الياقوتة العاشرة :
امرأة تصنع بطولة!!
أترى الشوك في الورود وتعمى أن ترى فوقه الندى إكليلا؟
ولى أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه
حبيب بن مسلمة الفهري قيادة جيش من المسلمين
لتأديب الروم ، وكانوا قد تحرشوا بالمسلمين ،
وكانت زوجة حبيب جندية ضمن هذا الجيش ،
وقبل أن تبدأ المعركة أخذ حبيب يتفقد جيشه ،
وإذا بزوجته تسأله هذا السؤال :
أين ألقاك إذا حمي الوطيس وماجت الصفوف ؟
فأجابها قائلا : تجديني في خيمة قائد الروم أو في الجنة ! ،
وحمي وطيس المعركة وقاتل حبيب ومن معه ببسالة
منقطعة النظير ، ونصرهم الله على الروم
وأسرع حبيب إلى خيمة قائد الروم ينتظر زوجته ،
وعندما وصل إلى باب الخيمة وجد عجبا ،
لقد وجد زوجته قد سبقته ودخلت خيمة قائد الروم قبله !
ولو كان النساء كمثل هذي لفضلت النساء على الرجال !

إشراقة :
الحياة ليس فيها صعب أو مستحيل
طالما أن هناك القدرة على العمل والحركة

الجواهر 0*0*0*

ومضة :فاذكروني أذكركم..

الجوهرة الأولى :لا تنفقي ساعاتك في الهواء!!
نزداد هماً كلما ازددنا غنىً والحزن كل الحزن في الإكثار
يقول نبيك صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها :
(وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ،
فإن العبد إذا اعترف بذنبه وتاب تاب الله عليه ..).
تخيلي أنك قد ملكت كل ما تريدين من آمال وأحلام ،
ووصلت إلى كل ما تريدين من أمنيات،
ثم فجأة ضاع منك كل شيء بغير فائدة ، حينها ستبكين ،
وتتوجعين ،وتتحسرين ، وتعضين على أصابعك ،
ندامة وحسرة على ما ضاع منك
فما بالك بعمرك الذي يضيع منك وأنت لا تشعرين ؟
إن عمرك جوهرة نفيسة لا تقدر بأي شيء مادي ،
وهذا العمر في حقيقته عبارة عن أنفاس،
كل نفس يخرج ولا يعود إليك أبدا ،
وهذه الأنفاس هي رأس مالك في الدنيا ،
تستطيعين أن تشتري بهما ما تشائين من نعيم الجنة ،
فكيف تضيعين ذلك العمر بلا توبة نصوح؟!.

إشراقة :
هناك طريق واحد يؤدي إلى السعادة ،
ذلك هو التوقف عن التوجس من أشياء
لا قدرة لنا على السيطرة عليها.

ومضة :
فسيكفيكهم الله..

الجوهرة الثانية :السعادة لا تشترى بالمال!!
والنفس راغبة إذا رغبتها وإذا تُردُّ إلى قليل تقنع
كثيرون بذلوا شبابهم وصحتهم ليجمعوا المال ،
ثم عاشوا طول عمرهم ينفقون كل ما كسبوه ليحصلوا
على السعادة ، فحصلوا على الشقاء ،
أو ليستردوا الشباب فدهمتهم الشيخوخة ،
أو ليحصلوا عل الصحة فهزمهم المرض العضال!
وهذا ممثل مشهور يقول إن أمنية حياته كانت هي المال .
كان يتوهم أنه بالمال يستطيع أن يكون اسعد رجل
في العالم لمدة مائة سنة !
كان واثقا انه قادر بالمال أن يحقق كل ما يتمناه،
أن يجعل الأماني والأحلام والدنيا تسجد صاغرة بين يديه ،
وبعد عشرين سنة أعطاه الله المال أضعاف ما تمنى ،
ولكنه أخذ منه الصحة والشباب والأحلام !
ونقل عنه انه كان يبكي ويقول :
ليتني ما طلبت من الله المال ، ليتني طلبت أن أعيش مائة سنة
فقيرا آكل الفول المدمس ، واتشعبط على سلم الترام
حتى لا ادفع ثمن التذكرة !
ولم يعرف هذا الممثل قيمة الصحة إلا عندما فقدها ،
ولم يكتشف أن المال عاجز عن أن يشتري له أي شي
إلا عندما أصبح أغنى فنان في مصر ،
وعرف انه لا يستطيع أن يضيف بكل أمواله
يوما واحدا إلى عمره المخطوف !.
إشراقة : إن المرء لا ينبغي أن يضيع
نصف حياته في المشاحنات.!!.

ومضة :
واستعينوا بالصبر والصلاة ..

الجوهرة الثالثة :العجلة والطيش وقود الشقاء!!
منُيً إن تكن حقا تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
الحلم فروسية من النوع الراقي يتغلب بها الإنسان
على غضبه وحماقته وهواه ، والأناة هي التثبت
وعدم الاستعجال والتصرف بعقل وحكمة ،
وهاتان الخصلتان حرب على القلق ،
ومن عدمهما عُدم الكثير من الخير ، وكان مع القلق على ميعاد ،
فإن الحليم يرد بحلمه الكثير من الشرور ،
أما الأحمق الغضوب فإنه يجعل الشر يكبر
ودواعي القلق تزداد وتتأصل ، والإنسان المتأني
قلما يندم أو يقدم على أمر مجهول العاقبة ،
أما الأحمق العجول فإنه حليف للندم والقلق وسوء العاقبة.
وكذلك فإن الإنسان الذي يرفق بنفسه وبالآخرين
يكون موفقا يعتاد هدوء الأعصاب ويكسب راحة البال .
وديننا الإسلامي الحنيف يحض على الرفق والحلم والأناة ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه ).

إشراقة : إننا نضيع أوقات سعادتنا
في الحياة من أجل أشياء لا قيمة لها !!.

ومضة :
وما جعل عليكم في الدين من حرج..

الجوهرة الرابعة:
لعبة جمع المال لا نهاية لها
خذوا كل دنياكم واتركوا فؤادي حرا طليقا غريبا
يقول بيفربروك :
لقد جمعت من المال الكثير
ولكنني رأيت من واقع التجربة أن الاستمرار في هذه اللعبة ،
لعبة جمع المال ،خطيرة وليس لها نهاية
وتبلع العمر والسعادة ، لذلك غيرت عملي
واتجاهي إلى عمل آخر أهواه في مجال النشر
لا يدر مالا كثيرا ، ولكنه يحقق لي السعادة وخدمة المجتمع ،
وإنني انصح كل رجل أعمال جمع من المال ما يكفيه جداً
أن يكف عن لعبة المال ، ويتقاعد مبكرا ليتمتع بما حقق ،
ويشرع في عمل محبوب ، فيه خدمة للمجتمع وإمتاع للوقت.
إن صاحب المال الذي جربه وامتلك الكثير منه لا يُعنى
إلا قليلا بأن يخلف لورثته ثروة كبيرة ،
لأنه يعلم أنهم يكونون رجالا أفضل إذا نزلوا إلى الميدان
مجردين من الثروة ولا يملكون إلا العقل والأخلاق ،
إن الثروة بلا مجهود كثيرا ما تصبح لعنة لا نعمة ،
وشقاء لا سعادة ، حيث يشبع بها الرجال أجسادهم
برفاهية وخمول ،وعقولهم بتفاهة وفراغ ،
ويبتسرون الشباب الوضيء حتى الممات .


إشراقة :
رسخي إيمانك بعدم وجود المستحيل في الحياة!.

ومضة :
يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم..

الجوهرة الخامسة:في الفراغ تولد الرذيلة!!
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
في أحضان البطالة تولد آلاف الرذائل ،
وتختمر جراثيم التلاشي والفناء ،
إذا كان العمل رسالة الإحياء فإن العاطلين موتى.
وإذا كانت دنيانا هذه غراسا لحياة اكبر تعقبها ،
فإن الفارغين أحرى الناس أن يحشروا مفلسين لا حصاد
لهم إلا البوار والخسران .
وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى غفلة الألوف
عما وهبوا من نعمة العافية والوقت فقال :
((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة ، والفراغ)).
ألهذا خلق الناس ؟ . كلا ،
فالله عز وجل يقول : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُون*
فتعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ).
إن الحياة خلقت بالحق ، الأرض والسماء وما بينهما ،
والإنسان في هذا العالم يجب أن يتعرف إلى هذا الحق وان يعيش به .
أما أن يدخل في قوقعة من شهواته الضيقة ،
ويحتجب في حدودها مذهولا عن كل شي
فبئس المهاد ما اختار لحاضره ومستقبله !!.
إشراقة :
ضعي في خيالك دائما صورة النجاح
ودعيها مرسومة في ذهنك !!.

ومضة :
ويرزقه من حيث لا يحتسب ..

الجوهرة السادسة :
بيت بلا غضب ولا صخب ولا تعب!!


والفتى الحازم اللبيب إذا ما خانه الصبر لم يخنه العزاء

قالت لأبيها وهي تبكي :يا أبتِ ،كان بيني وبين زوجي البارحة شيء ،
فغضب لكلمة بدرت مني، فلما رأيت غضبه ندمت على ما فعلت ،
واعتذرت له ، فأبى أن يكلمني وحول وجهه عني ،
فطفت حوله حتى ضحك ورضي عني ،
وأنا خائفة من ربي أن يؤاخذني على اللحظات
التي أحرقت فيها من دمه- ساعة غضبه – بعض قطرات !
فقال لها والدها :
يا بنية ، والذي نفسي بيده
لو أنك مت قبل أن يرضى عنك زوجك لما كنت راضيا عنك ،
أما علمت أن أيما امرأة غضب عليها زوجها فهي
ملعونة في التوراة والإنجيل والزبور والقران ،
وتشدد عليها سكرات الموت ،
ويضيق عليها قبرها ،فطوبى لإمرأة رضي عنها زوجها .
فالمرأة الصالحة تحرص على أن تكون محبوبة إلى زوجها ،
فلا يبدو منها ما يعكر صفو حياتهما ..
وقد نصح أحد الرجال زوجته فقال :
خذي العفو مني تستديمي مودتي ولا تنطقي في سورتي حين اغضب
ولا تنقريني نقرك الدف مــرة فإنك لا تدرين كيف المغيب
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى ويأباك قلبي والقلوب تقلب
فإني رأيت الحب في القلب والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب!


إشراقة:
اطردي صورة الفشل ودعيها خارج ذهنك !!

ومضة :
لا أمان لمن لا إيمان لها...


الجوهرة السابعة :
العفة والحياء تزيد جمال الحسناء!!

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما

وهل أتاك نبأ أم سلمة رضي الله عنها
زوج النبي صلى الله عليه وسلم عندما سمعته يقول :
( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ،
فقالت :
فكيف تصنع النساء بذيولهن ؟
قال :
( يرخين شبرا ) ، قالت: إذا تنكشف أقدامهن ،
قال :
( فيرخينه ذراعا ولا يزدن ) .
لله درك يا أم المؤمنين !! لله درك يا أم سلمة ،
ليست من أهل الخيلاء ولا التكبر ،
ولكن نساء المسلمين حييات عفيفات ، طاهرات شريفات ،
لا ينبغي أن ترى أقدامهن ، وثيابهن لها ذيول يجررنها
على الأرض وراءهن ، فلا يرى الرجال منهن شيئا ،
أما النساء في عصرنا ، - إلا من رحم ربك –
فإنهن يرخين الذيل إلى ( أعلى ) أقصى ما يستطعن ،
خوفا عليه من البلل ، أو الغبار ، ولو استطعن لخلعنه ،
أسوة بالكوافر العواهر ، ويجدن ألف مبرر للتعري والتسفخ
ولا حول ولا قوة إلا بالله ،
ورجالهن ليس فيهم من الرجولة إلا الاسم ،
يمشون إلى جانبهن ، ولا يبالون ، فقد ذهب الحياء :
يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء
فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء



إشراقة :
راحة الجسم في قلة الطعام..وراحة النفس في قلة الآثام..
وراحة القلب في قلة الاهتمام .. وراحة اللسان في قلة الكلام!!.



ومضة :
يدرك الصبور أحسن الأمور..

الجوهرة الثامنة :
قد يرد الله الغائب!!

يا رب أول شيء قاله خلدي أني ذكرتك في سري وإعلاني

بعد فراق دام أكثر من عشرين عاما ، كتب الله أن يجمع
ـ في قصة غريبة من نوعها – بين أم وابنتها البالغة
من العمر 25 عاما ، بعد أن باعدت بينهما ظروف الحياة ،
وذلك أثناء قضاء الابنة لشهر العسل في متنزهات جبال السودة بأبها.
وكانت الأم قد تزوجت بعد أن انفصل عنها زوجها الأول
وعمر ابنتها ثلاث سنوات وحالت ظروف زوجها
وتنقله المستمر من بلد إلى آخر من رؤية ابنتها التي
تركتها في رعاية والدها .
وفي يوم من أيام الصيف الجميلة في جبال السودة بأبها ،
التقت الابنة بإحدى السيدات في المتنزه ،
وأخذتا تتجاذبان أطراف الحديث ، وكلتاهما لا تعرف الأخرى ،
فقد تركت الأم ابنتها وهي في الثالثة من عمرها .
وبينما هما يتجاذبان أطراف الحديث ،
رأت الأم إحدى أصابع ابنتها مبتورة ، وسألتها عن أمها ،
فحكت لها قصتها ، وإذا بالأم تجد نفسها وجها لوجه
لجانب ابنتها التي افتقدتها منذ عشرين عاما ،
فأخذتها في أحضانها ، وأخذت تلثم وجهها وتضمها
بكل حنان وحب ، وتبث إليها شوقها وحرمانها
منها طوال الأعوام الطويلة .

إشراقة :
إن التفكير في السعادة يؤدي بالضرورة
إلى التفكير فيما كان من قبل . وفيما سيكون من بعد ..
وهذا في حد ذاته يفسد الشعور بالسعادة !!‍




ومضة :
كأنهن الياقوت والمرجان..

الجوهرة التاسعة :كلمة تملأ الزمان والمكان !!


يا من إليه المشتكى والمفزع أنت المعد لكل ما يتوقع

قال موسى – عليه السلام - :
((يا رب علمني دعاء أدعوك به وأناجيك ))
قال: ( يا موسى قل : لا إله إلا الله ، قال موسى :
كل الناس يقولون لا إله إلا الله ،
قال : يا موسى لو أن السماوات السبع والأرضين في كفة ،
ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله ).
لا إله إلا الله .. لها أنوار ساطعة ، وأشعة كاشفة ،
وهي تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك
الشعاع وضعفه ، فلها نور ، وتفاوت أهلها في ذلك
النور – قوة وضعفا – لا يحصيه إلا الله تعالى .
فمن الناس من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس ،
ومنهم من نورها في قلبه كالكوكب الدري ،
ومنهم من نورها في قلبه كالمشعل العظيم ،
وآخر كالسراج المضيء ، وآخر كالسراج الضعيف.
وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد ، احرق من الشبهات
والشهوات بحسب قوته وشدته.



إشراقة :سعادة المؤمن بحب الله ،
والحب في الله سعادة أعماقها أبعد من كل عمق ،
يعرف مذاقها المؤمنون الصادقون ، ولا يقبلون لها بديلا !!.




ومضة : المرأة أغلى من الكنوز وأثمن من الثروة !!

الجوهرة العاشرة :قلوب اشتاقت إلى الجنة !!


اسعدي بالحياة قبل الممات واقطفي الزهر قبل ريح الشتات

هل سمعت بقصة امرأة صالح بن حيي ،
أنها امرأة مات عنها زوجها وترك لها ولدين ،
فلما شبا إذا بها تعلمهم أول ما تعلمهم العبادة والطاعة وقيام الليل .
لقد قالت لولديها : ينبغي ألا تمر لحظة واحدة من الليل
في بيتنا إلا وفيه قائم ذاكر لله عز وجل،
فقالا : وماذا تريدين يا أماه ؟
قالت : نقسم الليل بيننا ثلاثة أجزاء ،
يقوم أحدكما الثلث الأول ، ثم يقوم الآخر الثلث الثاني ،
وأقوم أنا الثلث الأخير ، ثم أوقظكما لصلاة الفجر .
فقالا : سمعا وطاعة يا أماه ، فلما ماتت الأم لم يترك الولدان قيام الليل ،
لأن حب الطاعة والعبادة قد ملأ قلبيهما ،
وصارت أحلى لحظات حياتهما هي اللحظات
التي يقومان فيها من الليل ، فقسما الليل بينهما نصفين ،
ولما مرض أحدهما مرضا شديدا ، قام الآخر الليل كله وحده .


إشراقة :الحياة من حولنا بوجهها الجميل النبيل
هي دعوة حقيقية للسعادة!


0 الخواتم 0*0*0



ومضة : وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها..

الخاتم الأول :الإيمان بالقدر خيره وشره!!


كنز القناعة لا يخشى عليه ولا يحتاج فيه إلى الحراس والدول

قال تعالى : (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ
إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ*
لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ
وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ).
وقال تعالى: ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).

الإيمان بالقضاء والقدر له دور كبير في طمأنينة القلب
عند المصائب ، خاصة إذا أدرك العبد تماما أن الله تعالى
لطيف بعباده يريد بهم اليسر ،
وأنه حكيم خبير يدخر لهم في الآخرة فيعطي الصابرين
أجرهم وافيا بغير حساب ،
فهذا عند التأمل والعمل به قد يقلب حزن المصيبة
وكمدها إلى سرور وسعادة ،
ولكن ليس كل أحد يقوى على ذلك.
فما الخطوات التي تتبعينها لتخفيف النكبات
والمصائب وتهوينها على النفس ؟
1 ـ تصوري كون المصيبة اكبر مما كانت عليه وأسوأ عاقبة .
2 ـ تأملي حال من مصيبته اعظم وأشد .
3 ـ انظري إلى ما أنت فيه من نعم وخير حرم منه كثيرون.
4 ـ لا تستسلمي للإحباط الذي قد يصحب المصيبة :
(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً *إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً).


إشراقة :من أسرع رسل السعادة إلى نفوس الآخرين :
الابتسامة الصادقة النابعة من القلب !!.





ومضة :ليس لها من دون الله كاشفة ..

الخاتم الثاني : خير الأمور أوسطها!!


ولكل حال معقب ولربما أجلى لك المكروه عما يحمد

قال مصطفى محمود :
أنا اشعر بالسعادة لأني رجل متوسط ..
إيرادي متوسط ، وصحتي متوسطة .. وعيشتي متوسطة ..
وعندي القليل من كل شيء ..
وهذا معناه أن عندي الكثير من الدوافع ..
والدوافع هي الحياة .. الدوافع في قلوبنا هي حرارة حياتنا الحقيقية ،
وهي الرصيد الذي يكون به تقييم سعادتنا ..
إني أدعو الله لقارئ هذه السطور أن يمنحه الله حياة متوسطة
..
ويعطيه القليل من كل شيء .. وهي دعوة طيبة والله العظيم !.
وأمي لم تكن تفهم الفلسفة ،
ولكنها كانت تملك فطرة نقية تفهم معها كل هذا الكلام
دون أن تقرأه ، وكانت تطلق عليه اسما بسيطا معبرا هو :
الستر . والستر : القليل من كل شيء والكثير من الروح .


إشراقة :
البسمة الكاذبة صورة سافرة من صور النفاق!!


ومضة :وجُعِلَت قرة عيني في الصلاة..

الخاتم الثالث المشؤوم يجلب الهموم!!

رب أمر سر آخره بعدما ساءت أوائله

الصاحب يؤثر على مزاج صاحبه وعلى أخلاقه ،
فإذا كان الصاحب – من صديق أو شريك حياة
أو جليس أو زميل- هادئ الأعصاب ، طليق الوجه ،
مرح النفس ، متفائلا بالحياة ،
فإنه ينقل هذه الصفات الطيبة إلى صاحبه .
وإن كان مقطب الوجه ، مكفهر القسمات ،
برما بالحياة ،دائم القلق ، دائب التشاؤم ،
فإنه ينشر جرائم القلق الأسود حول صاحبه ويعديه بها .
ولا تقتصر الصحبة على البشر ،
هناك الكتب والبرامج التلفزيونية والإذاعية ،
فإن فيها متفائلا ومتشائما ،
وفيها ما هو قلق وما هو مطمئن ،
والكتب بالذات كالفصول فيها ربيع وخريف ،
فإذا وفق الإنسان لاختيار الكتب المتفائلة المبتهجة
بالحياة الحاضة على الكفاح والنجاح والثقة ،
فإنه يكون أسدى لنفسه معروفا وفتح على حياته
نوافذ مشرقة تهب منها نسائم النعيم والبهجة ،
وإن اختار تلك الكتب القلقة ، المشككة في القيم والبشر ،
المتشائمة من الحياة والناس ،
فإنها قد تعديه كما يُعدي الأجرب السليم ، وقد تنغص عليه حياته .


إشراقة :
إن طريق السعادة أمامك ..
فاطلبيها في العلم .. والعمل الصالح.. والأخلاق الفاضلة ..
وكوني في كل أمرك وسطا تكوني سعيدة!!.




ومضة :
فانزل السكينة عليهم ..

الخاتم الرابع :
إياك والضجر والسخط!!


ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر ‌

يقول أحدهم :
حين كنت في العشرين والثلاثين كنت أعدو واسخط
وأتذمر رغم إنني استمتع ؛ لأنني كنت اجهل سعادتي ،
اجهل إنني أعيش السعادة فعلا ..
والآن وأنا اجتاز الستين اعلم علم اليقين كم كنت سعيدا جدا
وأنا في العشرين أو الثلاثين ، ولكنه علم جاء بعد فوات الأوان،
مجرد ذكريات ،وذكريات حسرى ،
لو أدركت ذلك وقتها لعشت غبطة كبرى ،
لما وجدت للتذمر والسخط مكانا في ربيع شبابي الزاهر ،
ولم أحجب وردة سعادتي المتفتحة فلا أراها إلا الآن
وأنا ذابل وهي ذابلة ،ولك يا قارئي العزيز أقول :
إما أن تعيش سعادتك بغبطة وإحساس ،
وتمتع ناظريك وشمك وجميع حواسك بورودها المتفتحة أمامك ،
أو تتناساها وتنظر ناحية أخرى نحو ما ينقصك ،
وتصبح فريسة للضجر والسخط ،
وعندها انتظر حتى يصبح هذا الحاضر ماضيا
وسوف تبكيه بدمع العين ، وسوف ترى كم كنت سعيدا فيه ،
ولكنك وقتها لم تكن تعرف ولم تكن ترى
ولم يبق بين يديك إلا فجيعة بقاياها ذابلة !.



إشراقة : المرأة يمكن أن تحول البيت إلى جنة،
كما يمكن أن تحوله إلى جحيم لا يطاق !!.



ومضة :
رضي الله عنهم ورضوا عنه..

الخاتم الخامس :أكثر المشكلات سببها توافه!!


ألم تر أني كلما زرت دارها وجدت بها طيبا وإن لم تطيب

إنه من المؤسف أن كثيرا من التوافه تعصف برشد
الألوف المؤلفة من الناس ، وتقوض بيوتهم ،
وتهدم صداقاتهم ، وتذرهم في هذه الدنيا حيارى محسورين .
ويشرح(ديل كارنيجي)عواقب الاندفاع مع وحي هذه التوافه ،
فيقول: _ إن الصغائر في الحياة الزوجية يسعها
أن تسلب عقول الأزواج والزوجات ،
وتسبب نصف أوجاع القلب التي يعانيها العالم ).
أو ذاك على الأقل ما يؤكده الخبراء ، فقد صرح القاضي
( جوزيف ساباث ) من قضاة شيكاغو بعد أن فصل
في أكثر من أربعين ألف حالة طلاق بقوله :
إنك لتجدن التوافه دائما وراء كل شقاء يصيب الزواج.
وقال ( فرانك هوجان ) الناب العام في نيويورك :
إن نصف القضايا التي تعرض على محاكم الجنايات
تقوم على أسباب تافهة ، كجدال ينشأ بين أفراد أسرة ،
أو من إهانة عابرة ، أو كلمة جارحة ، أو إشارة نابية .
هذه الصغائر اليسيرة هي التي تؤدي إلى القتل والجريمة .
إن الاقلين منا قساة بطبائعهم ، بيد أن توالي الضربات
الموجهة إلى ذواتنا وكبريائنا وكرامتنا
هو الذي يسبب نصف ما يعانيه العالم من مشكلات.


إشراقة :

إن اكبر نعمة تجب رعايتها هي الخير
عندما تمتلئ به النفس وتسعد به الحال !!


ومضة : إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم..

الخاتم السادس :فن حفظ اللسان !!

إن ألمت ملمة بي فإني في الملمات صخرة صماء

يروي المؤرخون أن خالد بن يزيد بن معاوية
وقع يوما في عبد لله ابن الزبير عدو بني أمية اللدود ،
وأقبل يصفه بالبخل ، وكانت زوجته رملة بنت الزبير
أخت عبد الله جالسة ، فأطرقت ولم تتكلم بكلمة ،
فقال لها خالد : مالك لا تتكلمين ؟ !
أرضىً بما قلته ، أم تنزهاً عن جوابي ؟!
فقالت : لا هذا ولا ذاك ! ،
ولكن المرأة لم تخلق للدخول بين الرجال ،
إنما نحن رياحين للشم والضم ، فما لنا وللدخول بينكم ؟‍
فأعجبه قولها وقبلها بين عينيها .
وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم نهيا جازما عن
نشر أسرار العلاقة ما بين الزوجين
روى احمد بن حنبل عن أسماء بنت يزيد: :
أنها كانت عند الرسول صلى الله عليه وسلم
والرجال والنساء قعود ، فقال :
( لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله ‍،
ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها،
فأرم القوم – صمتوا ولم يجيبوا - ،
فقلت : إي والله يا رسول الله ، إنهن ليفعلن أو انهم ليفعلون ‍،
فقال:" لا تفعلوا : إنما ذلك الشيطان لقي
شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون ).
وقد فسر بعض المفسرين قوله تعالى : ( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ )

على أن المقصود بالحافظات :
هن اللاتي يحفظن ما يجري بينهن وبين ازواجهن
مما يجب كتمه ويتحتم ستره من أسرار اللقاء الجنسي.























عـلمــتني دمعـتي سـر سـعاادتـــي