عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-2012, 12:21 AM
المشاركة 4

  • غير متواجد
رد: سلْسلة الدّار الآخرة - أسماءْ يومْ الْقيامة ( 10 )







يوم السؤال

ويسمى يوم القيامة بيوم السؤال، قال تعالى: وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ [التكوير:8-9].
ولا بد أن نتكلم عن مسألة الإجهاض، كثير من الناس يظن أنه في أربعة أشهر من حمل المرأة يجوز أن تنزل المرأة
ما في بطنها، وهذا افتراء على الله عز وجل، إذ إن الجنين صارت تدب فيه الحياة منذ اليوم الأول، يعني: باجتماع الحيوان المنوي مع البويضة صار هناك ما يسمى بالزيجوت وهي عبارة عن البنية الأساسية والخلية الأولى لتكون الجنين؛ لأن الولد بعد تسعة أشهر أتى من اللحظة الأولى من اجتماع البويضة في المرأة مع الحيوان المنوي في الرجل.
إذاً: من أجهضت ما في بطنها لسبب قوي جداً، لا قبل أن يخبرها طبيب مسلم مؤمن فاهم حاذق وقال:
إن الحمل إذا اكتمل فإنه ستموت المرأة فهنا جاز الإجهاض، ولي أيضاً تحفظ على مسألة التشوه، فقد عرفوا في
هذا الوقت بالعلم الحديث أن الولد قد يخرج مشوهاً نتيجة للتلوث الذي نعيش فيه، ونتيجة تدخين الأمهات،،
أو جلوس الأمهات الحوامل في مكاتب فيها مدخنون، فإن هذا كله يصيب الأولاد بالتشوهات المعينة في بطون أمهاتهم، فلو أننا فرضنا جدلاً أن إنساناً منا رزق بابن مشلول كفيف لا يتكلم ولا يسمع، أي: كل حواسه معطلة
وأصبح عمره خمس سنين وذهب به إلى الطبيب، فقال الطبيب: هذه الحالة لا نستطيع أن نرجعها، والسمع هذا
لا نستطيع أن نرجعه، والشلل هذا لا نستطيع أن نعمل فيه شيئاً، فهل تستطيع الأم أن تقول:
إذاً: يا طبيب اقتله؟! فمسألة قول الطبيب: إن هذا الولد سيخرج مشوهاً، هذا قدر الله عز وجل، فإن الله يبتليك
بولد كفيف أو مشلول، أو بولد تفكيره ضعيف، أو يبتليك بولد لا يتكلم، فهذا اختبار من الله لك ولا اعتراض على قدر
الله، فإذا تجرأت وقلت: الطبيب قال هكذا! فنحن سنجهضه، فإني أقول لك: لا، اذهب واستفت عالماً آخر؛ لأن هذا رأيي ورأي الإخوة العلماء في رابطة العالم الإسلامي، ونحن مجمعون على هذا الرأي بفضل الله عز وجل ونفتي به في أي مكان في العالم.
فلا يجوز الإجهاض إلا إذا كان هناك هلاك محقق للأم، أما غير ذلك فلا يجوز، فقد تكون المرأة لديها أربعة أولاد،
فأمرها زوجها أن تجهض الخامس فأجهضته، فتراهما يدعيان الغباء ويقولان: عندنا أربعة أولاد، وفي بيتنا غرفتان
وصالة فأين نضع الخامس؟! أ
ليس الله يقول: وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ [الذاريات:47] فإن الله سبحانه وتعالى هو الذي سيوسع عليك، فهو الذي يعلم
السر وأخفى.
رب العباد إذا وهب لا تسألنّ عن السبب ولا تقل: أنا موظف ومرتبي ثمانون جنيهاً وعندي ثلاثة أولاد، فلو رزقت
الرابع عجزت عن كفايتهم فيا عجباً! هل أنت الذي ترزق ابنك؟ لا، هذا كفر وشرك بالله عز وجل،
قال تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا [الإسراء:31].
إذاً: قتل الجنين يلزم قاتله الدية؛ لأنه قتل مسلماً بغير حق، فإن كان المقتول ولداً فعلى الأب والأم مائة ألف جنيه،
فإن كان المقتول بنتاً فعلى الأب والأم خمسين ألف جنيه؛ لأن دية المسلم مائة ناقة، فإن لم يكن لدى الأبوين
مقدرة على دفع الدية، فيصوم الأب وتصوم الأم شهرين متتابعين هذا هو الحل. فإني أقول لأب الطفل:
أنت أخذت الأمانة وأنت وذاك، إن كنت أجهضت الجنين فإما أن تصوم ستين يوماً متتابعة، أو تخرج الكفارة؛
لأنك قتلت، قال تعالى: وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ [التكوير:8-9] ستحضرك الملائكة وتسألك:
لماذا قتلت ابنك؟ قال بعض أهل العلم: لو أسقطت المرأة ما في بطنها! فإنه إجهاض طبيعي، وحجتهم أنها
تنط وتجري لكي يسقط الذي في بطنها، وهذا خطأ مخالف للشريعة، فترى المرأة تسقط جنينها، فيقول أبوه:
لا بد ن أن أسميه اسماً طيباً حتى لا يتعلق برقبتي يوم القيامة ولا يدخلني الجنة.
نقول: إن الحقوق في الإسلام كثيرة، فانظر كم من الأنفس ستتعلق برقابنا يوم القيامة.


يوم النشور

من أسماء يوم القيامة يوم النشور، قال تعالى: وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ [التكوير:10] أي: ينشر المختبئ فيها، فالإنسان سيأخذ كتابه الذي سجل فيه كل أعماله ويأخذ كذلك الشهادة ودرجاته، فأنت عندما تمتحن الطلاب في المدرسة..
أو في الكلية فإن الطالب يجيب في أوراق الإجابة، فيمتحن بعشر مواد في عشر كراسات، فيقوم المدرسون
بتصحيح الإجابات ثم كتابة الدرجة النهائية للمادة الواحدة، فيقوم الكنترول بأخذ الدرجات ورصدها في كشف، ثم
يرصد الكشف في الشهادة التي بها يعرف الطالب هل هو ناجح أو راسب. كذلك يوم القيامة تنشر فيه الصحف، وسينشر من الصحف شيئان: مجمل الحسنات ومجمل السيئات، فتوضع الحسنات في كفة من الميزان والسيئات
في كفة فإذا ثقل الميزان قال تعالى: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ [القارعة:6-7]،
وإذا خف الميزان قال تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ [القارعة:8-9]
إذاً: سيكون معك شيئان يوم القيامة: الشهادة الذي فيها المجموع الكلي، ثم يناديك الله على روس الأشهاد
وينشر لك أعمالك كلها فترى كل عمل عملته، فيُخرَجُ للمسلم من تحت العرش تسعةٌ وتسعون سجلاً كل سجل
مد البصر، فيطلع عليه المسلم كله بالتفصيل ولا تظلم نفس شيئاً، قال تعالى: لا ظُلْمَ الْيَوْمَ [غافر:17].


يوم التسعير

قال تعالى: وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ [التكوير:12] سعرت يعني: اشتعلت فيها النيران، سأل الصحابة رضوان الله عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن شرر جهنم فقال: (أوما قرأتم قول الله عز وجل: إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ [المرسلات:32-33] ؟) فشرر جهنم كالمدائن والحصون ولو أن أهل جهنم رأوا نيراناً من نيران الدنيا
لا ستراحوا فيها وناموا، وفي يوم القيامة يقول الله سبحانه: يا آدم! ابعث بعث النار، فيقوم آدم فيبعث من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، يأخذهم آدم إلى النار، فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بذلك خافوا وارتجفوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تخافوا، لا تخافوا، أنتم آخر الأمم وأولها دخولاً إلى الجنة، ما أنتم في الأمم إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو الشعرة السوداء في جلد الثور الأبيض).
قال تعالى: وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ [التكوير:12] ويقول سبحانه: وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ [الفجر:23]
جيء: فعل ماض مبني للمجهول، أي: يجيء بها الملائكة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( يجرها ملائكة لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك). وإذا الجحيم سعرت جاءت ولها زفرات ثلاث
تزفر على أهل المحشر، تهجم عليهم ثلاثة أنواع من الهجوم المتتابع، كالأسد الذي يستعد للوثوب على فريسته، وهكذا منظر جهنم تستعد للوثوب على أرض المحشر؛ فأول زفرة قال: (يهرب أهل المحشر من أمامها سراعاً فينكفئون بعضهم على بعض وعلى وجوههم).
ونضرب مثلاً بنار في قصر يبلغ أربعة عشر طابقاً، فترى من يسكنه يقفز وهو يعلم أنه ميت، لكن القفز عنده أسهل
من أن تلحقه النار، كذلك إذا زفرت جهنم الزفرة الأولى هرب أهل المحشر كلهم فعادت، ثم زفرت الزفرة الثانية فما
من نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا آخذ بقوائم العرش،
قال تعالى: وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً [الجاثية:28] من جثا يجثو على ركبتيه، فترى جميع أهل المحشر جاثين من هول جهنم، ويقال: إن الشهداء والعلماء المخلصين سيرفعون رؤوسهم فيطمئنون الناس أنها قد عادت، فتأتي الزفرة
الثالثة وهي أكبر من سابقتيها ثم تعود فتنصب في هذه اللحظة الموازين. ووقود النار كما قال سبحانه:
فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [البقرة:24] ، وقال الله سبحانه: عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ
مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
[التحريم:6].
اللهم الطف بنا يا رب العالمين! وأبعدنا عن نار جهنم، وأبعدنا عنها عملاً في الدنيا وجزاءً في الآخرة، اللهم أدخلنا
الجنة بدون سابقة عذاب، اللهم زحزحنا عن النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وقربنا من الجنة وما قرب إليها من
قول أو عمل، واجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم أن نلقاك يا رب العالمين! آمين يا رب العالمين! الحكيم الترمذي رحمه يجمع هذه الأسماء كلها في مقولة شهيرة، يقول فيها: مثل لنفسك أيها المغرور! يوم القيامة
والسماء تمور قد كورت شمس النهار وأضعفت حراً على رأس العباد تفور وإذا النجوم تساقطت وتناثرت وتبدلت
بعد الضياء كدور وإذا العشار تعطلت عن أهلها خلت الديار فما بها معمور وإذا الجبال تقلعت بأصولها فرأيتها مثل السحاب تسير وإذا الوحوش لدى القيامة أحضرت وتقول للأملاك: أين نسير؟ وإذا تقاة المسلمين تزوجت من حور
عين زانهن شعور وإذا الجليل طوى السما بيمينه طي السجل كتابه المنشور وإذا الصحائف عند ذاك تساقطت
تبدي لنا يوم القصاص أمور وإذا الصحائف نشرت فتطايرت وتهتكت للمؤمنين ستور وإذا السماء تكشطت عن أهلها ورأيت أفلاك السماء تدور وإذا الجحيم تسعرت نيرانها فلها على أهل الذنوب زفير وإذا الجنان تزخرفت وتطيبت لفتى على طول البلاد صبور وإذا الجنين بأمه متعلق يخشى القصاص وقلبه مذعور هذا بلا ذنب يخاف جناية كيف المصر
على الذنوب دهور.


القارعة والزلزلة

من أسماء يوم القيامة القارعة، سميت بذلك لأنها تقرع أسماع الناس، يقال: سمعنا قرع الطبول، قرع الطبل أي:
دق عليه بشدة القارعة.
كذلك تسمى بالزلزلة، قال تعالى: إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا [الزلزلة:1] ولا يعني الزلازل التي في الدنيا، وإنما زلزالها الحقيقي يوم القيامة،..
قال تعالى: إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا
يَرَه
[الزلزلة:1-8].
يروى أن صحابياً تعلم سورة الزلزلة من أبي ذر فقال له أبو ذر : يكفي هذه.


بعض أسماء يوم القيامة

من أسماء يوم القيامة: يوم البعث، يوم النشور، يوم الخروج، يوم الحشر، يوم العرض. يؤتى بالعبد يوم القيامة
فيقال له: ألم أجعل لك سمعاً وبصراً ومالاً وولداً؟ فيقول: نعم يا رب! يقول: وتركتك ترأس وترتع؟
قال: نعم يا رب! فيقول: فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟
فيقول: لا، فيقول: اليوم أنساك. ومن أسماء يقوم القيامة: يوم الفرق: الخوف، يوم الجمع لا ريب فيه، يوم الفزع والعياذ بالله رب العالمين، يوم التغابن، يوم الدعاء أو النداء، فالنداء كثير، الرجل ينادي أمه، والأب ينادي ابنه، وينادي
أهل الجنة أهل النار، وأهل النار أهل الجنة، وينادي أهل الأعراف أهل الجنة وأهل النار، والملائكة تنادي، وأصحاب المظالم ينادون، وكل ينادي فنسأل الله أن لا يخزينا يوم النداء.
ومن أسماء يوم القيامة: يوم الواقعة، يوم الخافضة الرافعة: يرفع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ويرفع الذين يشفع فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ويرفع السالكين في طريق الله، ويرفع المتقين، ويرفع الفقير الصابر، ويرفع الغني الشاكر، ويخفض المغرور، ويخفض المتكبر، ويخفض المغتاب، ويخفض النمام، ويخفض الفاسق، ويخفض الذين يدخلون الحزن على بيوت المسلمين.
ومن أسماء يوم القيامة: يوم الحساب، يوم السؤال، يوم الشهادة: شهادة الناس علينا، وشهادة الجوارح، وشهادة الله رب العالمين، وشهادة رسولنا علينا صلى الله عليه وسلم.
ومنها أيضاً: يوم التبديل، يوم التلاق: سيلقى بعضنا بعضاً ويقابل بعضنا بعضاً ويحاسبنا الله سبحانه.
ومنها أيضاً: يوم الآزفة، يوم المآب، يوم المصير، يوم القضاء، يوم الوزن، يوم عقيم، يوم الجدال، يوم الطامَّة، يوم الصاخَّة، يوم الوعيد، يوم الدين، يوم الندامة، يوم عبوس قمطرير، يوم تبلى السرائر، يوم التقلب، يوم الفتنة، يوم الغاشية، يوم لا بيع فيه ولا خلال، يوم الشفاعة، يوم العرض، يوم الفرار.
هذه الأسماء في كتاب سبيل الفلاح لـابن نجاح القتي وكتب الإمام الغزالي والإمام القاضي أبي بكر بن العربي رحمهم الله جميعاً. اللهم خفف عنا الحساب، وثقل موازيننا، واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.









عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..