عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-2012, 11:09 PM
المشاركة 256
الجفووول
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
Ehdht رد: فيض من الخاطر نبض شعر وشعور






سافر المسور بن مخرمة -رضي الله عنه- إلى الشَّام.. فوفد على معاوية -رضي الله عنه- .. فسأله بعض الحاجات فقضاها معاوية..
وكان معاوية يبلغه أنَّ المسور يعيب عليه وعلى عدد من الولاة أشياء.. وربما تكلم بها عند خاصَّته..
فلمَّا خفَّ النَّاس.. خلا معاوية بالمسور..
ثمَّ قال: يا مسور! ما فعل طعنك على الأئمَّة؟
فقال المسور: دعنا من هذا.. وأحسن..
فأصر معاوية عليه وقال: لا والله.. لتكلمني بذات نفسك بالّ...ذي تعيب عليّ..
فتكلم المسور.. فلم يترك شيئًا يعيبه عليه إلا بيَّنه له.
فقال معاوية: لا أبرأ من الذَّنب..
فهل تعد لنا يا مسور ما نلي من الإصلاح في أمر العامَّة..؟ فإنَّ الحسنة بعشر أمثالها.. أم تعد الذُّنوب.. وتترك الإحسان؟
قال مسور: ما تُذكر إلا الذُّنوب..
قال معاوية: فإنَّا نعترف الله بكلِّ ذنبٍ أذنبناه..
فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلكك إن لم تغفر؟
قال: نعم..
قال: فما يجعلك لله برجاء المغفرة أحقُّ منِّي..
فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر ممَّا تلي..
ولكن والله لا أخير بين أمرين: بين الله وبين غيره. إلا اخترت الله على ما سواه..
وإني لعلى دينٍ يقبل فيه العمل ويجزى فيه بالحسنات.. ويجزى فيه بالذُّنوب إلا أن يعفو الله عنها..

فسكت المسور قليلًا ثمَّ قال: خصمتني.. ودعا له..
ثمَّ خرج مسور من عنده.. فلم يسمع بعدها بذكر معاوية إلا صلّى عليه..

فما أجمل أن يكون عندنا جرأة معاوية في مداواة النُّفوس..
وفي هذا الشَّهر الكريم.. تقبل على الله فلماذا لا نصطادها بسنارات الإيمان؟!
وقد روى مسلم أنَّه -صلّى الله عليه وسلّم- قال:
«فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا، خيرٌ لك من أن يكون لك حمر النّعم» [متفقٌ عليه]..

جزء مقصوص من مطوية ( اني صائم) للشيخ محمد العريفي