الموضوع: بك أصبحنــــا
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-2012, 04:57 AM
المشاركة 27
إرتواء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: بك أصبحنــــا



السلام عليكم ورحمة الله

لَا تَحْـزِنْ إِذَا دَعَوْتُ الْلَّهَ كَثِيْرا وَلَمْ يَسْتَجِيْبُ لَكَ

يَقُوْلُ ابْنُ عَطَا الْلَّهُ الْسَّكَنْدَرِيُّ

(( لَايَكُنْ تَأَخَّرَ أَمُدَّ الْعَطَاءِ مَعَ الْإِلْحَاحِ فِيْ الْدُّعَاءِ مَوْجَبَا لْبَأْسّكِ , فَهُوَ ضَمِنَ لَكَ

الْإِجَابَةِ فِيْمَا يَخْتَارُهُ لَكَ , لَا فِيْمَا تَخْتَارُهُ لِنَفْسِكَ, وَفِيْ الْوَقْتِ الَّذِيْ يُرِيْدُ , لَا


فِيْ الْوَقْتِ الَّذِيْ تُرِيْدُ))



شَرْحِ هَذِهِ الْحِكْمَةُ :

أَيُّ: لَايَكُنْ تَأَخَّرَ وَقْتِ الْعَطَاءِ الْمَطْلُوْبُ مَعَ الْإِلْحَاحِ أَيُّ :الْمُدَاوَمَةِ فِيْ الْدُّعَاءِ

مُوْجِبَا لْبَأْسّكِ مِنْ إِجَابَةِ الْدُّعَاءِ , فَهُوَ سُبْحَانَهُ ضَمِنَ لَكَ الْإِجَابَةَ بْقولُه

((ادْعُوْنِيْ اسْتَجِبْ لَكُمْ )) فِيْمَا لَكَ , لَا فِيْمَا تَخْتَارُهُ لِنَفْسِكَ , فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُ

لَكَ مِنْكَ , فَرُبَّمَا طَلَبْتُ شَيْئَا كَانَ الْأَوْلَى لَكِ مَنَعَهُ عَنْكَ , فَيَكُوْنُ الْمَنْعُ عَيْنَ

الْعَطَاءِ , كَمَا قَالَ الْمُصَنِّفُ فِيْمَا يَأْتِيَ , رُبَّمَا مَنَعَكَ فَأَعْطَاكَ , وَرُبَّمَا أَعْطَاكَ

فَمَنَعَكَ , وَيَشْهَدَ عَلَىَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَىْ (( وَعَسَىَ أَنْ تَكْرَهُوْا شَيْئا وَهُوَ خَيْرٌ

لَكُمُ وَعَسَىَ أَنْ تُحِبُّوْا شَيْئا وُهُوَ شَرِّ لَكُمْ وَالْلَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُوْنَ ))
, وَلِذَا

قَالَ بَعْضُ الْعَارِفِيْنَ وَمَنْعَكَ فِيْ الْتَّحْقِيْقِ ذَا عَيْنٍ إِعْطَائِي .

وَكَذَلِكَ ضَمِنَ لَكَ الْإِجَابَةَ فِيْ الْوَقْتِ الَّذِيْ يُرِيْدُ , لَا فِيْ الْوَقْتِ الَّذِيْ تُرِيْدُ , فَكُنْ

مُوْسَوِيُّ الْصَّبْرِ , فَإِنْ الْصَّبْرُ وَعَدَمُ الْإِسْتِعْجَالْ أَوْلَىٍ بِالْعَبْدِ , ألاتَرَىْ أَنَّ

مُوْسَىْ كَانَ يَدْعُوَا عَلَىَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ وَهَارُوْنَ يُؤَمِّنُ عَلَىَ قَوْلِهِ تَعَالَىْ :

(( رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىَ أَمْوَالِهِمْ )) , وَبَعْدَ أَرْبَعِيْنَ سِنِّهِ اسْتُجِيْبَتْ دَعَوْتُهُمَا , قَالَ

تَعَالَىْ : (( قَدْ اسْتُجِيْبَتْ دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيْمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيِلَ الَّذِيْنَ لَا

يَعْلَمُوْنَ )) ,

فَقُمْ مَاأَمَرَكَ الْلَّهُ بِهِ مِنَ الْدُّعَاءِ , وَادَّخَرَ بَدَلَ مَطْلُوُبِكْ مَاتُنَالَ بِهِ الْحُسْنَىَ وِزْيّادَه.

وَصَلَّىَ الْلَّهُ وَسَلَّمَ عَلَىَ نَبِيِّنَا وَحَبِيْبِنَا مُحَمَّدٍ.






زوارق النجاه تبدأ من أعماقنا
فإن أجدت التجذيف فهنيئاً لك وصولك لبر النور


من قلب يالأماكن