عرض مشاركة واحدة
احصائياتى

الردود
4

المشاهدات
1205
 
أميرة الحروف
عضو يفوق الوصف

أميرة الحروف is a name known to allأميرة الحروف is a name known to allأميرة الحروف is a name known to allأميرة الحروف is a name known to allأميرة الحروف is a name known to allأميرة الحروف is a name known to allأميرة الحروف is a name known to allأميرة الحروف is a name known to allأميرة الحروف is a name known to allأميرة الحروف is a name known to allأميرة الحروف is a name known to all

    غير متواجد

المشاركات
2,876

+التقييم
0.52

تاريخ التسجيل
Mar 2009

الاقامة

نظام التشغيل
القراءة والخواطر

رقم العضوية
30345
20-08-2011, 06:49 AM
المشاركة 1
20-08-2011, 06:49 AM
المشاركة 1
معلم ضرير في مدرسة مبصرين










معلم ضرير مدرسة مبصرين


هل تتخيل أن يجلس ابنك في صف، يتولى التدريس فيه معلم ضرير؟!
لعلك تفكر فيما سيفعل التلاميذ معه، وكيف سيشرح لهم، وهو غير قادر على الكتابة على السبورة، أو على القراءة من دفتر التحضير، كيف سيعرف التلميذ المستعد للإجابة عن أسئلته، ليسمح له بالتحدث، وكيف سيعطي العلامات لكل تلميذ حسب مشاركته في الصف، وكيف سيصحح الاختبارات، كيف سيتصرف مع التلميذ المشاغب، الذي ربما رماه بالطباشير، أو وضع قدمه أمام المعلم عندما مر بجانب الطاولة.

لكن السؤال الذي ربما لا يتبادر إلى الذهن: أليس هذا الضرير إنسان من هذا المجتمع، أليس له حق الحياة في داخله مع بقية أفراده، وليس معزولاً عنه في ركن منزوٍ؟ هل سيتم تقسيم المجتمع، إلى أصحاء ومعوقين؟ هل فقدان البصر يبرر تجاهل إنسان مهما كانت قدراته ومؤهلاته؟

لقد رسمت الأفلام العربية للضرير صورة هزلية، جعلته إنسانًا عصبيًا عنيفًا عالي الصوت، يرفع رأسه إلى أعلى، ويهزها يمينًا وشمالاً، ويلوح بالعصا التي يتحسس بها الطريق، ويخيف بها من يقترب منه، وربما جعلته ساذجًا، وكأنما فقدان البصر، يستلزم ضعف العقل. وفي واقعنا نشاهده إما شيخًا في المسجد، يتولى تحفيظ الأطفال القرآن، أو مغنيًا أو عازفًا للموسيقى، أو شحاذًا في الطريق يستجدي الصدقة. لقد قررنا نحن المبصرون أن نضيف إلى الظلام الذي لا يرى الضرير سواه، سورًا حوله يحول بيننا وبينه.


تجربة معلم ضرير
يدخل المعلم الصف الثاني المتوسط، ويضع جهاز الكمبيوتر النقال (اللاب توب) على طاولة المعلم، ويفتحه، ويوصله بالسبورة الذكية، التي يستعين بها في الشرح، يضغط على جهاز الجوال الحديث، فيصدر منه صوت منخفض للغاية، يتضمن أهم نقاط موضوع الدرس، الذي سيشرحه، وهو في هذه المرحلة عن التغيرات المناخية في إفريقيا، لأن هذه حصة جغرافيا، ويسأل المعلم التلاميذ عما إذا كانت الخريطة قد ظهرت على السبورة، فيرد التلاميذ بالنفي، ينحني المعلم على الأرض، ويتأكد من التوصيلات، ويثبتها من جديد، وعندها تظهر صورة القارة الإفريقية، باللونين الأخضر والأسود، ويسمع جهاز الكمبيوتر يخبره بذلك، فيبدأ في الشرح، ثم يطرح سؤالاً، فيسمع صوت تلميذ من الخلف، يقول (هنا)، فيقذف المعلم كرة صغيرة، يستخدمها لإعطاء التلاميذ الكلمة، فيلتقطها التلميذ بسرعة، ويبدأ في الرد، ويريد آخر أن يضيف شيئًا للإجابة، فيقول (هنا)، فتنتقل الكرة إليه، ويتكلم.
يقول التلاميذ إن هذا المعلم عنده الكثير من الحيل الطريفة، كبدائل لتصرفات المعلمين المبصرين، ويشهدون له بالذاكرة القوية، فقد طلب منهم في الحصة الأولى له معهم، أن يذكر كل واحد منهم اسمه على جهاز (الآي بود) الخاص به، ولم تمر أيام قلائل إلا وهو يحفظ اسم كل واحد منهم، وفور سماعه صوت التلميذ، يخاطبه باسمه كاملاً، وهو أمر يعجز المعلمون المبصرون عن القيام به، أي أن هذا المعلم يستطيع من الصوت فقط أن يتفوق على من يسمع ويرى.
يعرف التلاميذ جيدًا أنه لا يمكن لأحدهم أن يأكل الطعام أثناء حصة هذا المعلم الضرير، لأنه يسمع كل همسة، حتى ولو كان شرب الماء، وليس بوسعهم استغلال فقدانه حاسة البصر، لتبادل العلكة، لأنه يشمع رائحتها فورًا، لقد عوَّضه الله عن حاسة البصر، بتقوية حواسه الأخرى.
عندما استلم مدير المدرسة طلب عمل من طالب جامعي ضرير أنهى دراسته، ويحتاج إلى مدرسة يؤدي فيها فترة التدريب العملي، تناقش مع المعلمين عما إذا كانوا على استعداد لمساعدة هذا الشاب، الذي استطاع رغم إعاقته أن يدرس الجغرافيا واللغة الفرنسية والدراسات التربوية، ويتفوق فيها، فرحبوا بذلك، وأبدوا رغبتهم في مساعدته للقيام بعمله مثل أي واحد منهم.
في اليوم الأول للمعلم الجديد تحت التدريب وجدوه شابًا طويلاً، عريض الكتفين، من كثرة ممارسته لرياضة التجديف، وحرصه على تسلق الجبال مع أصدقائه، عرفوا أنه يقوم برحلات بقاربه الذي يتسع له وحده، ويقدر من خلال حاسة السمع أن يحسب المسافة التي تفصله عن أي قارب يسير أمامه أو خلفه، أو في أي مكان حوله، ومن صوت حفيف الأشجار، يعرف مكان الشاطئ. وفي زياراته لفرنسا، يمكنه أن يعرف ما إذا كان في شمالها أو في جنوبها، من رائحة النباتات المميزة لكل منطقة فيها.
ويحرص المعلم الضرير على الحضور كل يوم بالدراجة ذات المقعدين، ليقودها مع زوجته، ويسيران بها يوميًا 27 كيلو مترًا من بيتهما إلى مكان المدرسة، والكلب المساعد له يجري بجوارهما، أو يجلس في صندوق الدراجة خلفهما، فإذا وصلوا إلى المدرسة، ساعده في أن يشق طريقه بين الطلاب الذين يفسحون له المكان، وبين زملائه الذين يلقون عليه التحية.



معلمة ضريرة تشعر أحيانًا باليأس
في مدرسة بعيدة بمئات الكيلومترات عن مدرسة هذا المعلم، حاولت معلمة ضريرة أن تحصل على وظيفة، لكن وزارة التعليم في ولاية بافاريا رفضت تعيينها، مبررة رفضها بأن ذلك سيعني تكليف المعلمين وأولياء الأمور ما لا يطيقونه، واضطرت المعلمة إلى اللجوء إلى القضاء، وأصدر القاضي حكمه بتعيين المعلمة، وتوفير الاحتياجات اللازمة لقيامها بعملها.
رحب مدير المدرسة وبحث مع المعلمة ما تحتاج إليه، وجرى التوصل إلى حلول لكل الصعوبات، فبدلاً من انتقال المعلمة من صف إلى صف، تقرر أن تبقى هي في غرفة معينة، مزودة بالتجهيزات الخاصة بحصتها، ويأتي التلاميذ إليها في هذه الحصة، وجرى تقسيم الصف في حصتها إلى قسمين، بحيث يقل عدد التلاميذ إلى النصف، لأنها لا تستطيع العمل مع هذا العدد الكبير من التلاميذ، وقررت الوزارة أن يقل عدد حصصها عن زملائها بمقدار ثماني حصص أسبوعيًا، وحتى تستطيع تصحيح الواجبات والاختبارات، تدفع الدولة تكاليف تعين مساعدة لها لمدة 30 ساعة أسبوعيًا، تقرأ لها فيها الإجابات، أو تكتبها على الكمبيوتر، المزود ببرامج لقراءة النصوص، أو تقوم بتصوير الكتب بالماسح الضوئي، وتخزينها على الكمبيوتر، فتتمكن المعلمة من الرجوع إلى الكتب هناك.
أما الأمور التي تجعلها تشعر أحيانًا باليأس، فمنها تعطل الطابعة في الليلة السابقة للاختبارات، واستغراق إصلاح العطل لوقت طويل، لأنه لا توجد أجهزة طباعة لغير المبصرين، وبقائها أحيانًا حتى الصباح، من أجل مثل هذا العطل، ويضايقها أحيانًا أن تكون مستعجلة، وترغب في الوصول بسرعة إلى المدرسة، ولكن الكلب الذي يدلها على الطريق، يصر أحيانًا على أن يتشمم الروائح التي تركها غيره من الكلاب، أو يجد كرة يرغب في اللعب بها، فيستغرق الأمر مزيدًا من الوقت. أما أكثر ما يقتل فيها الحماس، فهو السؤال الذي يتكرر كثيرًا، وهو: «لماذا تصرين على العمل في مدرسة للمبصرين وأنت ضريرة؟»



يأمل هذا المعلم وهذه المعلمة، أن يأتي اليوم الذي يصبح العمى، هو إحدى الصفات التي تميزهما عن غيرهما، دون أن يعتبر العمى هو الصفة الوحيدة التي يمكنها تعريفهما بها. فالأعمى يمكن أن يكون ذكيًا أو بخيلاً أو لطيفًا أو متحدثًا باللغات الأجنبية، أو صاحب أسلوب رفيع، الضرير إنسان مثلي ومثلك، بل قد يكون أقدر منا على الرؤية، ألم يقل ربنا: «فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور».

مفتي المملكة وطه حسين ولويس برايل وغيرهم كثيرون فقدوا نعمة البصر، لكنهم أنجزوا الكثير من أجل مجتماتهم أو البشرية، ولا ينكر ذلك إلا جاحد، ولعل الفائدة التي تعود على التلاميذ، هي أن يروا أمامهم يومًا وراء يوم، نموذجًا للإنسان قوي الإرادة، القادر على تحدي الإعاقة لتحقيق هدفه، فيكون في ذلك ما يشجعهم على الاجتهاد. ومهما كانت الصعوبات التي لمسوها مع معلم ضرير، فإن الفوائد التي جنوها، تفوق ذلك بكثير، أليس كذلك؟!

(ملحوظة بعض المعلومات الواردة في هذا المقال مقتبسة من تقرير للصحفية جوانا شونر، نشرته في صحيفة دي تسايت الألمانية الأسبوعية، بتاريخ 5/1/2011م، ووضعته على موقع الصحيفة في الإنترنت، كملف صوتي، بحيث يستطيع أي شخص ضرير الاستماع إلى ما ورد فيه، لأنه من حقه أن يعرف ما تكتبه عليه).










منقووووووووووووول
الموضوع الأصلي: معلم ضرير في مدرسة مبصرين || الكاتب: أميرة الحروف || المصدر: منتديات الأماكن

كلمات البحث

الأماكن , الاماكن , منتديات الأماكن , اسلاميات , صور اسلامية , سياحة , سفر , المرآه , سيارات , فيديوهات اسلامية , برامج , صور , عالم الحيوان , جوالات , اتصالات





lugl qvdv td l]vsm lfwvdk





توقيع رائع وناعم مره كرستالة تسلم يدك يالغلا