يُعَانِقُها الوَردَ !
مُقدّمَه:
قِصّتِي تَنَاقَلتْهَا العَصافِيرُ مَع مَطلعِ كُلّ فَجرْ...
قِصّتِي أَصبَحَت كَالنَسِيمِ بَينَ أَوراقِ الوُرُودْ... فَلا شيئَ اَصْبَحَ يُحرّكُ تِلكَ الوُرُود إلّا قِصّتِي...
أَنكَرَها الوَاقِعُ وتبَنّاهَا الخَيَال...
فَأَصبَحَت قِصّتِي شَجَرةً شَامِخةً فِي حَدِيقةِ الرِوَايَاتْ...
وَقِصَصُ غَيرِي أصْبَحَت فَقَط ظِلًّا لِتلكَ الشَجَرة...
فَدَخَلَت قِصّتِي التَارِيخَ والحَاضَر والمُستَقبلْ مِن أَوسَعِ أَبوَابِهِم...
كَـ أوّلِ قِصةٍ حَدَثَت... وتَحدُث ... وسَتَحدُث...
..
كَـأوّلِ قِصةٍ تَرسُمُ شَكلَ المَشَاعِرِ الحَقِيقيّةِ بِـ قَلَمِ الرَصاصِ...
تَرسُمُ الحُزنَ يُعانِقُ العِشقَ...
تَرسُمُ الشَوقَ يُقبّلُ الأمَلَ مَع وَجنتِهِ والأمَلُ يُحمرّ خَجَلاً.. يَقولُ "إبقَ مَعِي... فأنَا دُونَك سَأحَرّرُ اليَأسَ مِن أقفَاصِه.. وسَيَخرُجُ مِن كَهفِه
...
الخَــآطِرة :
هِيَ...
هِيَ الحَياةُ بِبسَاطتِها..
هِيَ
هِيَ الِرقّةُ بِمَشَاعِرُها..
..
فِعِندَمَا تَمشِي هِيَ فِي حَدِيقَتِها الخَلفيّةِ بِلِباسِها الأبيض.. حافِيةَ القَدَمَينِ فِي الأرضيّةِ التُرابيّةِ الرَطبه
تَختَبِئُ رُوحِي خَلفَ السِياجِ الخَشَبِي لِتَرَاها...
أرَاهَا تَقطِفُ الوَردَ الأَحمَر تُعَانِقُهُ..والوردُ الأَحمرُ بِدورِهِ يُبَادِلُها العِناقْ =)
أرَى الوَردَ يَنقلِبُ فِي حُضنِ يَدَيهَا إلى وردِيّ الوَجنتَين...
فقَد إرتَوى مِن رَحِيقِ جمَالِها مَالَم يَسبِق لهُ أنِ إرتَوَى مِن ماءٍ...
أَرَى نبَاتَ دَوّارِ الشََمسِ يَتبَعُها أَينَما ذَهبَت مُبتسِمَا وَقَد تَغَيّر لَونُهُ إلى الابيضْ...
يهمِسُ بِلُغَةِ السَعَادة "لَقَد أصبَحتُ دوّارِ القمَر !"
...
فَجأةٌ هِيَ بَدَأت بِالبُكاءِ ولَم أستَطِع رُأيَتَها...
فَمرّت رُوحِي مِن خِلال ذلِك السيَاجِ الخَشَبِي وأختبأتْ تَحت تِلك الشُجَيرات...
رأيتُها وَقََد جَلََسََت} عَلَى رِجليهَا بِـ وَضعيّةِ الدُعاءِ...
واضِعةً وَردةً ذابِلةً بَين يدَيها تَبكِي عَليها...
فَنزَلَت تِلك الدَمعةُ المُتلأِلأةُ النقيّة مُباشَرةً بِـ داخِلِ الوَردةِ...
فَلمْ تَمُرّ ثَانِيَتَينِ إلا وإحسَاسُ روحِي بالإنكِسارِ قَد تَوقّف...
فَالـوَردةُ بَدَا يَرجِعُ لَونُها وبَدَأت تَتَفتّحُ أورَاقُها...
فَحَضَنَتها مَعشُوقتِي مُبتسِمةُ.. ودَمعتُها بَدَات بالصُرآخِ.. لا تُريدُ النُزُولَ مِن وجنتةِ حبيِبتِي .. فالدّمعةُ كانَت فِي أسفلِ وجهِها تَتأرجحُ يَمِيناً ويَساراً فِي الهواءِ...
...
فَجأةً إلتَفتَتْ هِيَ بِإتّجاهِ رُوحِي.. تَنظُرِ نَحوَها وبَينَ جَنَبَاتِها !
رُوحِي إعتَرَاهَا الخَوفُ تَتَسَائلُ كَيفَ أحسَست بِها !
فإقترَبَت إلى روحِي ورُوحِي خَوفُها مَنَعَها مِن التَحرّك !
فبَدَاَت مَعشُوقتِي بِالعَبَثِ بَينَ الشُجيراتِ إلى أن...
إلى أن لَامسَت أصَابِع رُوحِي فَتوقّفَت فَجاةً عَن العَبثِ بِخاصرةِ الوَرد !
نَعم ! مَعشُوقَتِي المَلائِكيّة لَمسَت رُوحِي وَشدّتهَا بِرفقٍ تَهمِسُ بِلا صوتٍ تَقول "إئتِ مَعِي"
فَمَا كَانَ مِن رُوحِي إلّا التَلبِيَه !
...
وَضَعَت رُوحِي أمَامَها وَجهاً لِوجه...
نَظَراتُها أذهَلَت رُوحِي وأوحَت لِروحِي بأّوّل شُعُورٍ تَملِكُه رُوح !
نَعم رُوحِي أحبَبتها !
روحِي بدأت تُصبِح كُتلةً مُستقلّة !
فمَعشُوقتِي المَلائكيّة إقتربت إلى روحِي جدّا ...
مَعشوقَتِي دَخلَت فِي رُوحِي وأمتلَكَتها...
بدَأَ إرسَالُ البثّ بِينِي وبَينَ رُوحِي يَتنَازَل...
وكَانت آخرُ كَلمةٍ سَمِعتُها مِنها "إنّها جّنّة !"
dEuQhkArEih hg,Qv]Q !
التعديل الأخير تم بواسطة رآيق ; 25-01-2011 الساعة 10:48 PM