رمضان يا تاج الشهور قصائدي *** شوقٌ إليك ولحنها ترحيب
رمضان شهر الرحمة ... وشهر المغفرة... وشهر العتق من النيران
رمضان يقول لكم ؟
(يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر)
رجعة وعودة ؟ منعة ومعية ؟ ضياء ونور؟ أجور وأعمال ؟ نزال ونصرة ونفوذ ؟
رجعة إلى الله وعوده ؛ فإليك يا من أسأت وظلمت اعلم أن دمعة ندم تزيل أثر زلة القدم لأنك تتعامل مع من عرض التوبة حتى على الكفار وفتح طريق الرجعة أمام الفجار وأمهل بكرمه الأشرار وسبقت رحمته معصيته ، وبعد الرجوع والعودة رياض وريان {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (53) سورة الزمر
منعة من الشهوات والمعاصي صغيرها وكبيرها تترك من أجل الله وتصبر على فعل كل محمود وتترك كل ممنوع { وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (66) سورة الأنفال {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} (128) سورة النحل
أجور مضاعفة وأعمال عظيمة في شهر
رمضان فالصيام والقيام لله إيماناً واحتساباً سبب غفران ما تقدم وما تأخر من الذنوب
فليلة واحدة تعدل ثلاثة وثمانون عام .
وكفاك أن كل عمل لك إلا الصيام فإنه لله وهو الذي سيجزي به فما ظنك بمن قال : ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )
فمن نازل بحق انتصر ومن انتصر أعين بالأعمال الصالحة على كل الأعداء النفس والشيطان والهوى والدنيا وغيرهم من الأعداء فيصبح له النفوذ والقوة على الباطل والأعداء {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (69) سورة العنكبوت
رمضان كم يجري ودادك في دمـي =
ويطيب لحنك بالمدائـــــح في فمي
أقبلتَ بالنـــــــــــور السنـيّ تبثــّــه ُ =
في كــــــــــــلّ قلب للرسالة ينتمي
فـأتيت بالطهــــــــــر النمير منابعا =
تجري تـُرقــــرق في حنايا المسلم ِ
وصببتَ من مزن الإنابة أبحـــــــرا =
للتائبيـــــــن.. عطـاء ربّ مُنعــــم ِ
ووهبتَ روحَ المؤمنيـــــــن بُراقهـا =
تعلـــــــــو بها رفرافــــة كالقشعم ِ
وسكبتَ في الجسم الصيــام فأورقتْ =
بالصحّة الأبـــــــدانُ عند الصُــوّم ِ
وجعلتَ مَعْد الأثريــــــــاء يسومها =
ما سام بطــــــــــن البائس المتألـّم ِ
ونشرتَ نسريـــــــــن التراويح التي =
هبّت تنــــــــــادي للمصلي أن قـُم ِ
ويُصفـّد المُـــــــــرّاد فيـــك كأنهــم =
سيقــــــــــوا أولاء جميعهم للقمقم ِ
ونثرتَ من بركات ربي في الدُنـــــا =
دُرّا بهيّـــــا ساطعــــــا كالأنجــــم ِ
وبسطتَ غفران الإله ورحمـــــــــة =
في فيئها عن حرّ نــــــــــار نحتمي
وحويتَ من بين الليــــــــــــالي ليلة =
مـــــن قامها شدّ النجــــــــاة بمغنم ِ
رمضان أنت الحبّ دثر أضلعـــــي =
ينساب بالتحنـــــان في قلبي الظمي
ألقاك و الشــــوق الرصيص يهدّني =
من بعد عام كــــــاد يطحن أعظمي
فأعانق الطاعــــــــات حتى أرتوي =
وأداعب الأنــــــــــــوار غير مذمّم ِ
وأرفّ في التسبيح طيّارا عــــــــلا =
للفرقديـــــــــن بغنـــــــــوة المترنم ِ
ها قـد أتيتَ ببسمــــــــــة ٍ وضـّاءة ٍ=
لاحتْ ولكــــــــــــــن أمتي لم تبسم ِ
رمضان لاتجـــــــــــزعْ لليل مآلنا =
رغم الظـــــــــــــلام الفجر للمتظلم ِ
إن طال بالجور الغشوم جثومــــه =
فلأن عهــــــــــــد الله ذا لم يبـــــرم ِ
والنصر سنته التغيّـــر في الحجـى =
بالوحي لا عن بُعـــــــــده المستحكم ِ
أدعوك يا من أدرك الشهر الكريــــ=
ــم ألا اغتنمه بتوبــــــــــــــــة وتندّم ِ
واعقدْ لواء العـــــــــزم خيّالا على =
درب الهدايــــــــــــة فارسا لم يُهزم ِ
ودمتم في حفظ الرحمن