عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-2009, 07:22 PM
المشاركة 11

 

  • غير متواجد
رد: اليوم الذكرى الرابعة لمبايعة خادم الحرمين
إشراقة

الملك عبدالله: من اقتلاع ثقافة الكراهية إلى ترسيخ الهوية الإنسانية (1/2)

د. هاشم عبده هاشم
** دعونا نتذكر حالنا..بعد (كارثة) 11 سبتمبر 2001م.
** واقصد بحالنا..نحن هنا كسعوديين..
** وكذلك حالنا..كعرب ومسلمين..في كل مكان من هذا العالم..
** دعونا نتذكر كيف أصبح العالم كله..ينظر إلى أبناء هذه البلاد..وإلى كل عربي..وإلى كل مسلم..؟
** بل وكيف أصبحت نظرة دول وشعوب الأرض قاطبة إلى الإسلام كعقيدة.. وكثقافة.. وكحياة يومية..؟
** لقد كان (الزلزال) رهيباً..ليس فقط بالنسبة لمدينة نيويورك ومن يعيشون فيها..وليس فقط بالنسبة للشعب الأمريكي وحده..وليس فقط بالنسبة لشعوب العالم الأخرى..وإنما بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية ونحن في مقدمتها..
** فقد نسف الحدث (الهمجي) عصوراً من التعايش بين الإسلام والمسلمين ، وبين شعوب العالم الأخرى..كما دمر علاقات هذه البلاد وشعب هذه البلاد بشعوب ودول العالم..وفي مقدمتها الشعب الأمريكي الصديق..
** كما عرَّض الحدث الجلل الكثير من مصالح دولنا وشعوبنا العربية والإسلامية مع تلك الدول والشعوب لكثير من الأخطار..والخسائر..بعد أن قضى على عوامل الثقة..والتعاون..وتبادل المصالح والمنافع بيننا وبينهم قضاءً مبرماً..
** وبات كل سعودي..وكل عربي..وكل مسلم..سجين بلاده..بعد أن أصبح الجميع ينظرون إلينا..كإرهابيين..وقتلة..وسفاحين..ومصاصي دماء..وأغلقوا في وجوهنا كل الأبواب..ووضعوا أيديهم على أرصدتنا..واستثماراتنا..ومصادر الحياة المختلفة..بكل قسوة..وتجبُّر..
** وأصبح المجتمع الدولي بكافة فئاته ومستوياته وثقافاته..ومراكز القوة فيه..ينظر إلينا نظرة ريبة..وتوجُّس..لتضافر جهوده بمواجهة كل ما هو عربي ومسلم وسعودي..بدعوى (مكافحة الإرهاب) واقتلاع جذوره..وكأننا لم نكن أكبر ضحاياه..وكأننا لم نكن في مقدمة من تعرضوا وما زالوا يتعرضون لموجات كاسحة منه..
** كل هذا حدث لنا..فأصاب بلدنا في مقتل..وكاد يعرضنا وطناً..ونظاماً..وشعباً..لأسوأ مصير..
** فقد طال الاستهداف..والحصار..والمطاردة كل مناحي الحياة في بلادنا..سواء الاقتصادية منها..أو الأمنية..أو الاجتماعية..أو الفكرية.
** وكدنا نتعرض بسبب تلك الحروب الشرسة إلى مصير مؤلم..يتهدد وجودنا..ومستقبل أجيالنا..
** لكن ما اتخذه – منذ البداية - خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله رحمة الأبرار..وأخوه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز..منذ كان ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني..من سياسات لمواجهة هذا الوضع الخطير..كان بمثابة تحصين لوطن الخير..ضد معاول الهدم التي أرادت أن تخفي وجودنا من على خارطة الدنيا..
** وعندما تسلم الملك عبدالله – يحفظه الله ويرعاه - مقاليد الحكم وبايعه الناس في 26/6/1426ه.الموافق (1/8/2005م) لم يتأخر لحظة واحدة عن إرساء سياسات خطة شاملة وحكيمة لدفع الخطر الداهم عن البلد..وتصحيح الصورة الذهنية المغلوطة عن العقيدة الإسلامية الخالدة..والدفاع عن الأمة العربية والإسلامية..واسترداد ثقة العالم بنا جميعاً..
** فقد كان الملك يدرك أن تأمين الوطن من الداخل..فضلاً عن الانطلاق به إلى آفاق الدنيا الأرحب..والأوسع..والأكثر تقدماً..يحتاج إلى تجسير وردم الفجوة بين ثقافتنا وثقافة الإنسان الآخر..وإن علينا أن نتحرك ليس فقط للتحرك باتجاه القادة والزعماء والنخب المختلفة..وإنما للتوجه نحو الشعوب بكل ما تمتلكه من مؤسسات الحكم..ومؤسسات المجتمع المدني..وإلى مخاطبة العقل بدلاً من الارتهان لفورات العواطف..
** فكانت دعوته في البداية إلى ترسيخ مفاهيم الحوار الوطني في الداخل بتأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني..
** وكانت – بعد ذلك - دعوته التاريخية إلى التعايش بين أتباع الأديان..والثقافات..والفلسفات المختلفة..
** وكانت خطواته العملية الصادقة لترجمة هذا التوجه بدءا برعايته للمؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في الثلاثين من شهر جمادى الأولى من عام 1429ه. الموافق (4/6/2008م). ثم مؤتمر مدريد في 13/7/1429ه.الموافق (16/7/2008م).ثم المؤتمر العالمي في رحاب الأمم المتحدة بنيويورك في 14/11/1429ه.الموافق (12/11/2008م).وهي المؤتمرات التي جمعت كل المنتمين إلى مختلف الأديان والثقافات والفلسفات..حيث التقى المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي والزاردشتي..ببعضهم البعض..كما استمعوا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز..وأنصتوا إلى ركائز دعوته الرامية إلى التعايش والتفاهم..وذلك بالبناء على المشتركات وعلى القواسم العظمى..
** فكانت تلك النقلة الفكرية العظيمة للتحول بالبشرية من ثقافة الكراهية إلى ترسيخ الهوية الإنسانية..
** تلك النقلة التي باركها قادة العالم وعلماؤه ومفكروه وشعوبه وهيئاته ومنظماته ومؤسساته وفي مقدمتها هيئة الأمم المتحدة..لتصبح اليوم سلوكاً عالمياً..وأسهمت في تنشيط العلاقات وتبادل المصالح الاقتصادية..ووسعت دائرة التعاون الأمني..والإعلامي والثقافي بين سائر دول العالم وشعوبه..وفتحت المجال أمام عالمية التفكير..كهوية إنسانية تجمع ولا تفرق..وتدمج ولا تباعد..وتستثمر كل الطاقات المتاحة..في أوسع حالة انفتاح..وتواصل وتفاهم لا عهد لدول وشعوب العالم بها..
** حدث هذا..
** لأن العالم بقياداته السياسية والدينية والفكرية والاقتصادية..عرف في الملك عبدالله رسول المحبة..والوئام..والسلام..وباذر بذور الخير في كل مكان..
** وحدث هذا..
** لأن الدول والشعوب وجدت فيه زعامة تاريخية صادقة..وأمينة..وخيِّرة..تنحني أمامها جباه القادة والزعماء..وتنوه بأعمالها الإنسانية الخلاقة جميع المحافل الدولية والإقليمية..ويلتمس منها الجميع الحكمة والنصح والمشورة أيضاً..
** فهل نحن وحدنا يا سيدي الذين نبايعك اليوم..ونجدد لك العهد..وندعو لك بطول العمر؟
** إن كافة شعوب العالم..بكل أجناسها..ودياناتها..ولغاتها..تبايعك اليوم..كما نبايعك نحن.
** فلقد أصبح الجميع شركاء لنا فيك..
** وأصبحت أنت (زعيم الإنسانية) ومالك عقولها..ومشاعرها..
** فلا غروَ إذاً..أن نعتز ونفتخر بك..ونحني جباهنا أمامك..ولاءً..ومحبة..بعد أن حولت بلادنا إلى قبلة كل دول العالم وشعوبه..بعد أن كنا على وشك الفناء بفعل الحقد الآثم وتداعياته..
***
ضمير مستتر:
**( القادة التاريخيون..لا يتكررون..فما بالنا بمن يعيش لهذا العالم كله).