عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2012, 11:54 PM
المشاركة 41
إرتواء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: ***ع ناصية الأقلام أمضي ***
فالقلب عاكف على الدنيا
مشغول بحطامها !




وهذه الدنيا كالتماثيل التي كان قوم سيدنا إبراهيم يعكفون عليها
فعند كلٍ منا تمثال يعكف عليه - للأسف -
لو لم يعكف القلب على الله تعالى

قال ابن القيم - يرحمه الله - :
ومن لم يعكف قلبه على الله وحده عكف على التماثيل المتنوعة
كما قال إمام الحنفاء لقومه :

{ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ }
[ الأنبياء : 52 ]

فاقتسم هو وقومه حقيقة العكوف

فكان حظ قومه العكوف على التماثيل
وكان حظه العكوف على الرب الجليل

فتعلق القلب بغير الله واشتغاله به
والركون إليه عكوف منه على التماثيل التي قامت بقلبه
وهو نظير العكوف على تماثيل الأصنام

ولهذا كان شرك عباد الأصنام بالعكوف بقلوبهم
وهممهم وإرادتهم على تماثيلهم

فإذا كان في القلب تماثيل قد ملكته واستعبدته
بحيث يكون عاكفا عليها
فهو نظير عكوف الأصنام عليها

ولهذا سماه النبي عبدا لها ودعا عليه بالتعس والنكس
فقال صلى الله عليه وسلم : " تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة
إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط
تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش"رواه البخاري أورده في صحيحه [ الفوائد : ص196 ]



افائدة


قالت امرأة فرعون: " رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" التحريم: 11
فطلبت كون البيت عنده
قبل طلبها أن يكون في الجنة

فإنَّ الجار قبل الدار.

ونريد أن نتعلم اليوم
عبادة التبتل

أي الانقطاع والخلوة بالله تعالى
قال الله جل وعلا: " وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا " المزمل: 8.


وقد كان النبي قبل البعثة يحب الخلوة بالله
قالت أمنا عائشة رضي الله عنها : " ثم حبب إليه الخلاء
وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد الليالي ذوات العدد -
قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك" متفق عليه.


الواجب العملي


- اعتكف في مسجد
- اخلُ بربك وأغلق عليك غرفتك لمدة لا تقل مثلا عن نصف ساعة
وعليك فيها بكثرة المناجاة والدعاء والتضرع

تكلم معه

عسى أن يطهر قلبك.… ♥

مما قرات واستحسنت






زوارق النجاه تبدأ من أعماقنا
فإن أجدت التجذيف فهنيئاً لك وصولك لبر النور


من قلب يالأماكن