مِنْ أَخْطَرِ الْمِلَلِ وَالْنِّحَلِ وَالْأَفْكَارُ الَّتِيْ انْتَشَرَتْ فِيْ هَذَا الْعَصْرِ،
الليبرالية ماهيتها ؟ !!
وَمَنْ خُطُوْرَتِهَا أَنَّ بَعْضَ مُعْتُنِقَيُّهَا يَظُنُّ أَنَّهُ يَسْتَطِيْعُ انْ يَكُوْنَ مُسْلِما كَامِلٍ الْإِسْلامُ وَالْإِيْمَانَ وَمَعَ
هَذَا فَهُوَ ( لِيَبْرَالِيّ )!!
وَلِهَذَا يُغَرِّرُ صِغَارٌ الْسِّنِّ أَوْ الَّذِيْنَ لَمْ يَتَعَلَّمُوْا الْدِّيْنَ وَلَا قَرَأُوْا شَيْئا عَنِ الْعَقِيدَةِ وَالْأَحْكَامِ الْشَّرْعِيَّةِ فَيَقُوْلُ الَّذِيْنَ اسْتَكْبَرُوَا لِلَّذِيْنَ اسْتُضْعِفُوَا
(كُوْنُوْا لِيَبْرَالِيَّيْنِ مُسْلِمِيْنَ وَلَا تَكُوْنُوْا مُتَشَدِّدِينَ أَوْ مُتَنَطِعِينَ)
وَالْمَسَاكِيْنِ بَعْضٍ شَبَابِنَا وَبَنَاتِنَا يُصَدِّقُوْنَ أَئِمَّةً اللَّيْبْرَالِيَّةُ بِهَذَا وَمَا عَلِمُوْا أَنَّ اللَّيْبْرَالِيَّةُ وَالْإِسْلَامِ يَتَنَاقِضَانَ تَنَاقُضٌ الْلَّيْلِ وَالْنَّهَارِ!!
(اللَّيْبْرَالِيَّةُ)
تَقُوْمُ
فِيْ الْأَصْلِ عَلَىَ ( الْحُرِّيَّةِ )،
الْحُرِّيَّةَ
فِيْ الِاعْتِقَادِ وَفِيْ الْعِبَادَةِ وَفِيْ الْتَّصَرُّفَاتِ وَفِيْ الْعَلَّاقَاتْ الاجْتِمَاعِيَّةِ
وَفِيْ غَيْرِهَا
مِنْ أَنْوَاعِ الْسُّلُوكِ،
وَهِيَ تَدْعُوَ الْمُشْرِّعِيْنَ وَمَنْ يُسَنُّ الْقَوَانِيْنِ
فِيْ جَمِيْعِ الْبِلادِ أَلَا يَجْعَلُوْا هُنَاكَ أَمْرَا يُقَيِّدُ حُرِّيّاتِ الْنَّاسِ
فَلَا دِيْنً وَلَا عَرَفَ وَلَا قِيَمُ تَحْكُمُ الْحُرِّيَّاتِ طَالَمَا أَنَّهَا لَا تَضُرُّ الْآَخِرِينَ!!
فَقَطْ
هَذَا هُوَ الْشَّرْطُ الَّذِيْ يُصَرِّحُوْنَ بِهِ،
أَمَّا أَحْكَامُ الْدِّيْنِ
وَمَا تَعَارَفَ وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ الْعُقَلاءُ أَوْ سَلَّمَ الْعَارِفُوْنَ أَنَّهَا
مِنْ الْأَخْلَاقِ وَالْقِيَمِ فَلَا يَعْتَرِفُ بِهِ عِنْدَ اللِيبْرالِيِّينَ.
وَحَتَّىْ أَكُوْنُ وَاضِحَا أَكْثَرَ،
فَلَا مَانِعَ عِنْدَ الْلَّيْبْرَالِيّ
أَنْ يَتَزَوَّجَ الْرَّجُلُ أُخْتَهُ!! أَوْ يَنْكِحُ أُمَّهُ!! أَوْ ابْنَتُهُ!! طَالَمَا يَحْصُلُ الْأَمْرِ بِالْتَّرَاضِيْ
وَيَجِبُ عَلَىَ الْقَانُوْنِيّينَ أَنَّ يَسْمَحُوا بِهَذَا لِمَنْ يُرِيْدُهُ،
فَالَنَّاسُ أَحْرَارِ
فِيْ عَلَاقَاتِهِمْ الْجِنْسِيَّةٌ،
وَإِنْ صَاحَ الْبَعْضُ
مِنْ كِتَابِنَا أَنَّهُ لَا يَقَرُّ بِهَذَا وَلَا يَرْضَىَ بِهِ فَهَذَا لِخَوْفِهِ
مِنْ رَدَّةِ فِعْلٍ مُجْتَمَعِهِ
وَإِلَا فَإِنَّ مَفْهُوْمَ اللَّيْبْرَالِيَّةُ لَا يَتَعَارَضُ وَهَذِهِ الْفَوَاحِشَ وَالْجَرَائِمِ.
وَلَا مَانِعَ عِنْدَ اللِيبْرالِيِّينَ أَنْ يَتَزَوَّجَ الْرَّجُلُ رَجُلا آَخَرَ، أَوْ الْمَرْأَةُ امْرَأَةُ أُخْرَىَ!!
فَالَنَّاسُ أَحْرَارِ
فِيْ اخْتِيَارِ شُرَكَائِهِمْ،
وَلِهَذَا لَا نَسْتَغْرِبُ أَنْ تَخْرُجَ عَلَيْنَا لِيبْرَالِيّةً أَكَادِيْمِيَّةً وَتُصَرِّحُ بِهَذَا وَتَقُوْلُ إِنَّهَا تَدَافَعَ عَنْ الْرِّجْلِ الَّذِيْ يُرِيْدُ الْزَّوَاجِ بِرَجُلٍ آَخَرَ!!
أَوْ الْمَرْأَةِ
الَّتِيْ تُرِيْدُ الْزَّوَاجَ
مِنْ امْرَأَةٍ أُخْرَىَ،
وَالْبَلِيَّةُ
الَّتِيْ تَضْحَكُ أَنِ هَذِهِ اللَّيْبْرَالِيَّةُ
تَقُوْلُ أَنَا أَمْنَعُ أَبْنَائِيِ
مِنْ هَذَا لِأَنَّنِيْ أَمْ!! وَأَسْمَحَ بِهِ لِغَيْرِهِمْ لَأَنّنِي حُقُوْقِيَّةِ!!
وَكَانَ يُفْتَرَضْ أَنْ تَقُوْلَ أَنَا أَمْنَعُ
هَذَا فِيْ بَيْتِيَ لَأَنّنِي أَخَافُ
مِنْ رَدَّةِ فِعْلٍ زَوْجِيٌّ وَأَقْرُبَائِيّ وَأَسْمَحَ بِهِ خَارِجٌ الْبَيْتِ لِأَنَّهُ مَبْدَئِيٌّ وَفَكْرِي!!
اللِيبْرُالِيُّونَ
لَيْسَ عِنْدَهُمْ أَيُّ مُشَكَّلَةَ
فِيْ أَنْ يَكُوْنَ الْإِنْسَانُ الْيَوْمَ
مُسْلِما مُوَحِّدا
وَغَدَا
هُنْدُوْسِيَّا يَعْبُدُ الْبَقَرِ وَبَعْدَهُ
يَرْجِعُ وَيُصَلِّيَ مَعَ الْمُسْلِمِيْنَ
ثُمَّ يَعْتَنِقُ
الْيَهُوْدِيَّةِ
وَيَتَّبِعْ الْتَّوْرَاةِ الْمُحَرَّفَةٌ
ثُمَّ يَرْجِعُ مُسْلِمَا وَيَحُجُّ مَعَ الْمُسْلِمِيْنَ ثُمَّ يَكُوْنُ
مُلْحِدَا لَا يُؤْمِنُ بِالْإِلَهِ... وَهَكَذَا،
فَاللِيبْرَالِيّةً
لَا تُفَرَّقُ بَيْنَ اعْتِنَاقِ الْإِسْلَامِ أَوْ عِبَادَةٍ بُوْذَا أَوْ الْسُّجُودِ لِلْأَصْنَامِ أَوْ نَفْيُ وُجُوْدِ الْرَّبِّ،
فَهَذِهِ اخْتِيَارَاتِ شَخْصِيَّةٌ وَتَصَوُرَاتْ ذِهْنِيَّةٌ لَا أَكْثَرَ وَلَا يَنْبَغِيْ أَنْ تُؤَثِّرَ
فِيْ الْقَوَانِيْنِ أَوَالْحُقُوّقَ أَوْ الْعَلَّاقَاتْ الْإِنْسَانِيَّة،
فَالْعَقِيْدَةُ وَالْدِّيْنِ
لَيْسَا أَهُمْ
مِنْ الثِّيَابِ
الَّتِيْ يَلْبَسُهَا الْإِنْسَانَ وَيُغَيِّرُهَا مَتَىَ شَاءَ وَيَنْزِعُهُا مَتَىَ شَاءَ!!
اللِيبْرُالِيُّونَ
يَرَوْنَ الْنَّاسِ أَحْرَارِا فِيْمَا يَأْكُلُوْنَ وَيَشْرَبُوْنَ وَيَلْبَسُوْنَ، فَشَرِبَ الْعَصِيرِ الْطِّيْبِ مِثْلَ شَرِبَ الْخَمْرَ الْخَبِيْثَ طَالَمَا لَمْ يَتَسَبَّبُ
فِيْ الْإِضْرَارِ بِالْغَيْرِ،
وَلَبِسَ الْحِجَابِ
لَيْسَ أَفْضَلَ
مِنْ لُبْسِ (البْكِيْنِيّ) أَمَامَ الْرِّجَالِ بَلْ رُبَّمَا الْتَّعَرِّيَ عِنْدَهُمْ
فِيْ كَثِيْرٍ مِنَ الْأَحْيَانِ أَفْضَلُ،
وَأَكْلِ الْحَلَالِ مِثْلَ أَكْلِ الْحَرَامِ سَوَاءُ،
فَالَنَّاسُ أَحْرَارِ فِيْمَا يَفْعَلُوْنَ وَلَا يَحِقُّ لَكَائِنٌ مَنْ كَانَ سَوَاءٌ كَانَ مُفْتِيا أَوْ مُرَبِّيَا أَوْ دَاعِيَا الَىَّ الْلَّهِ أَوِ وَاعِظَا أَنْ يَنْفِرَ الْنَّاسُ أَوْ يُحْرِمُ عَلَيْهِمْ مَا يُرِيْدُوْنَ!!
فَالْحِجَابُ الْشَّرْعِيِّ
قِطْعَةٌ قُمَاشٍ لَا أَكْثَرَ مِثْلِ مَلَابِسِ الْبَحْرِ الْعَارِيَّةِ وَالْفَرْقُ فَقَطْ
فِيْ عَادَاتِ ا لَنَّاسُ وَأَفْكَارُهُمْ.
( اللِيبْرُالِيُّونَ ) يَرَوْنَ أَسْوَأَ قَاعِدَةُ إِسْلامِيَّةٍ شَرْعِيَّةٌ هِيَ (الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوْفِ وَالْنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ)
لِأَنَّهَا تَتَصَادَمُ مَعَ أَسَاسَ مَذْهَبِهِمْ وَفِكْرُهُمْ،
فَالْمَعْرُوْفُ بِالْنِّسْبَةِ لَهُمْ هُوَ مَا يَشْتَهِيْهِ الْنَّاسَ وَمَا يُرِيْدُوْنَهُ وَمَا يَهْوَاهُ الْخَلْقِ وَلَوْ كَانَ أَفْحَشَ الْفَوَاحِشَ،
وَالْمُنْكَرِ عِنْدَهُمْ هُوَ مَا لَا يُرِيْدُهُ الْنَّاسِ وَلَا يُوَافِقُ أَهْوَاءَهُمْ وَرَغَبَاتِهِمْ،
وَهُمْ مَعَ
هَذَا الْفَهِمِ الْشَّيْطَانِيَّ لِلْمَعْرُوْفِ وَالْمُنْكَرِ إِلَا أَنَّهُمْ لَا يَرَوْنَ الْأَمْرِ إِلَا بِالْمَعْرُوْفِ عِنْدَهُمْ الَّذِيْ يُخَالِفُ الْشَّرِيْعَةِ
وَيُفْسِدُ الْفِطْرَةِ وَلَا يَنْهَوْنَ إِلَّا عَمَّا يَعْتَبِرُوْنَهُ مُنْكَرَا وَهُوَ مَا وَافَقَ الْشَرِيعَةٌ وَالْفِطْرَةِ،
فَهُمْ
فِيْ الْحَقِيقَةِ يَصْدُقُ فِيْهِمْ قَوْلُ الْبَارِيْ جَلَّ وَعَلَا:
وَالْمُنَافِقُوْنَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِّنَ بَعْضٍ يَأْمُرُوْنَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوْفِ.
قَدْ يُسْتَغْرَبُ الْبَعْضُ مِنَّا عِنْدَمَا يَرَىَ كَاتِبَا يَدْعُوَ لِلْسَّمَاحِ بِشُرْبِ الْخُمُورُ عَلَنَا أَوْ تَقْبِيْلِ الْرِّجَالِ وَالْنِّسَاءِ عَلَنَا،
أَوْ يَدْعُوَ لِفَتْحِ حَمَّامَاتِ الْسِّبَاحَةِ الْمُخْتَلَطَةِ أَوْ يَمْدَحُ مِهْنَةٌ الْدَّعَارَةِ وَالْبِغَاءِ
أَوْ تَخْرُجَ أَكَادِيْمِيَّةً فَتَدْعُوَ لِلْسَّمَاحِ بِزَوَاجٍ الْمِثْلِيِّينَ أَوْ غَيْرِهَا مِنَ الْدَّعَوَاتِ،
وَهَؤُلَاءِ بِالْرَّغْمِ
مِنْ وَقَاحَةً كَلَامِهِمْ إِلَا أَنَّهُمْ يَعْتَبِرُوْنَ مَنْ اللِيبْرالِيِّينَ الْصَّرِيْحَيْنِ الَّذِيْنَ لَا يُرِيْدُوْنَ الْتَّنَاقُضِ مَعَ مَبَادِئِهِمْ وَلَا يُرِيْدُوْنَ إِخْفَاءَهَا،
أَمَّا مَا نَرَاهَ
مِنْ لِيَبْرَالِيَّيْنِ
مُتَمَسِّكِيْنَ بِجُزْءٍ مِنَ الْشَّرِيِعَةِ فَيُصَلُّونَ
فِيْ الْمَسَاجِدِ وَيَقْرَأُوْنَ الْقُرْآَنَ
وَعِنْدَهُمْ بَعْضٍ الْمَظَاهِرِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَلَا يَدَعُوْنَ لِلْفُجُورِ وَالْشُّذُوْذُ صَرَاحَةً،
فَهَؤُلَاءِ
إِمَّا أَنْ يَكُوْنُوْا جَاهِلِيَنْ بِمَعْنَىً اللَّيْبْرَالِيَّةُ الْحَقِيقِيَّ
أَوْ
أَنَّهُمْ يَفْعَلُوْنَ
هَذَا مِنْ بَابِ الْعَادَاتِ وَمُوَافَقَةِ الْنَّاسِ
أَوْ
قَدْ يَكُوْنُ تَّلْبِيْسُا عَلَىَ الْمُؤْمِنِيْنَ كَمَا يَفْعَلُ الْمُنَافِقُوْنَ
أَوْ
أَنَّهُمْ مُتَنَاقِضُوَنْ
فِيْ حَيَاتِهِمْ وَأَفْكَارُهُمْ مُذَبْذَبُوْن لَّا إِلَىَ هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَىَ هَؤُلَاءِ
فَهُمْ يَعِيْشُوْنَ حَيْرَةِ وَإِضْرَابّا،
أَمَّا اللَّيْبْرَالِيَّةُ الْحَقِيقِيَّةِ
فَهِيَ تُؤْمِنُ بِمَا قَدَّمْتُهُ
فِيْ مَقَالِيْ وَتَعْتَقِدُ بِهِ بِلَا رَيْبٍ وَاللِيبْرُالِيُّونَ لَا يَتَّبِعُوْنَ إِلَا أَهْوَاءَهُمْ،
قَالَ تَعَالَىْ: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ الْلَّهُ عَلَىَ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىَ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىَ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيْهِ
مِنْ بَعْدِ الْلَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُوْنَ.
oنَبِيّلِ الْعَوَضِيْ