عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2011, 12:47 PM
المشاركة 4

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: مسابقه صوره وتعليق{5





مدخل
غَذَوْتُـكَ مَـوْلُـودًا وَعُلْتُـكَ يَافِـعًا تُعَلُّ بما أجْنَي عَلَيْكَ وَتَنْهَـلُ
إذَا لَيْلَةٌ نَــابَتْكَ بِالشَّجْـوِ لَــمْ أَبِتْ لِشَكْوَاكَ إِلاَّ سَـاهِـرًا أَتَمَـلْـمـَلُ
كَأَنِّي أَنَــا الْـمَطْـرُوقُ دُونَكَ بالَّذِي طُرِقْـتَ به دُوني فَعَيْنِيَ تَهْمُلُ
تَخَافُ الرَّدى نَفْسِي عَلَيْكَ وَإنَّني لأَعْلَـمُ أَنَّ الْمَـوتَ حَتْــمٌ مُؤَجَّلُ


**


هي حقِيقة مرة
تعاني منها الأمة الاسلامية ( أمة محمد صلى الله عليه و سلم )
حقيقة تنفطر لها القلوب و تدمع لها العيون بدل الدمع دما..
حقيقة تُغضِب الله و رسوله
حقيقة يُندى لها الجبين , تبكي لها المروءة و تنوح لها الفظيلة.
انها حقيقة : عقوق الوالدين
ماذا يعني عقوق الوالدين ؟ ما هو حكمه ؟
ما هي أسبابه ؟ ما هي صوره و مظاهره ؟
هل يُمكن معالجة هذه الآفة ؟
أسئلة كثيرة و نقاط استفهام متعددة
تستوجب التفكر .. لا النظر فحسب..


**


الوالدان
نعمة عظيمة يتجآهلها الكثير
هما سبب وجود الانسان ..سبب وجودي و وجودك..
لهما الفضل في الولادة و التربية و الانفاق و العطف و الحب و الحنان و الرعاية
لكن ..هل الكل يدرك قيمة الوالدين؟
قصص محزنة لطالما صمت آذاننا و أرهقت نفوسنا
قصص لطالما أصابتنا بالذهول
قصص ليست بخيالية..بل واقعية
لأفراد تغافلوا عن بر الوالدين و استهتروا بهم
رموا وراء ظٌهورهم تعاليم الشريعة السمحة
من بر الوالدين و صلة الرحم
نسوا قول الله تعالى
(واعبدوا الله ولاشتركوا به شيئا وبالوالدين إحساناً)
التي قُرن فيها التوحيد بالاحسان اليهما
و قابلوا الاحسآن بالعقوق.
فما مرد هذا العقوق ؟
**

أنت ..يا من عققت والديك !
هل تعلم ماذا يعني البر؟
البر قيمة مقدسة أقرتها الفطرة السمآوية
سمة الأنبياء و خٌلق المرسلين و الصآلحين
قيمة تعكس نزاهة النفس و طهر الروح و صدق الايمآن
هو اعترآف بالفضل و الجميل
يجمع في آن وآحد ما فيه خير الدنيآ و الآخرة
هو نبع الخير في الدنيآ و الآخرة
بر الوالدين يعني الاحسآن اليهمآ و طآعتهمآ فيمآ يرضي الله
و لا يتحقق البر الا من خلال الطاعة و حسن المعاملة و المعاشرة
لكن المأسف أننا ضربنا بالرعاية و المحبة و الترحم و الوفاء وجه الثرى
و لم نعد نذكر بر الوالدين الا من خلال يوم في السنة
يوم ابتدعته الأمم الغربية
و أطلقت عليه ( عيد الأم ) ..
فصار تقديم باقة ورد الى الأم في ذلك اليوم منتهى البر
لكن أين المعاني الشريفة التي جاءت بها الشريعة الاسلامية بخصوص البر؟


**

حكم بر الوالدين
أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين
واجب عليك برهما حتى و ان حثاك على الشرك بالله
أفلم تقرأ قول الله تعالى
( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) لقمان 14-15
فكيف لنآ أن نستهين بهذا الأمر ؟
ألم نعلم أن عقوق الوالدين من أعظم الكبائر ؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين..."الحديث.
كيف لا نخشى من محاسبة الله لنا
كيف نستهين بقول العلماء :"" كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق،
فإنه يعجل له في الدنيا، وكما تدين تدان ""


**


لننظر الى البعض من صور عقوق الأبناء للوالدين
صور شتى و متنوعة نتعايش معها أو نسمعها لعقوق الوالدين
*نهر الوالدين و رفع الصوت عليهما و التأفف من منهما
*الاساءة لهما قولا و فعلا و عدم الاصغاء لهما
قال تعالى : وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا [ الإسراء: 23 ].
*التضايق منهما و العبُوس أمامهما .. فبعضهم تجده خارج البيت مبتسما بشوشا عذب الحديث
مرحا .. و اذا حضر أمام أحد والديه انقلب ليصير ثائرا كالعاصفة .. فظا متضايقا متأففا لا يُعجبه شئ.
*عصيان أوامرهما
*انتقاد ما تعده الوالدة من طعام ..و معاملتها مثل الخادمة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما عاب طعاما قط، إن أعجبه أكل، وإلا تركه. )
*تناول المنكرات في البيت أمام أعينهما ..و هذا لا يدل سوى على التمادي في سوء الأدب و قلة الحياء.
*الخروج دون اذنهما.. و يُعتبر خروجا عن الأدب
*اطالة السهر خارج البيت دون التفكير فيهما و دون الاكتراث بقلقهما
*ظرب الوالدين
*التخلي عنهما عند الكبر و ايداعهما دور العجز
*البخل عليهما و حرمانهما
*تقديم ارضاء الزوجة على ارضاء الوالدين
*يصل العقوق في بعض الأوقات الى قتل الوالدين طمعا في الميراث أو جهلا أو في حالة سكر..

**

ما هي الأسباب التي تدفع الأبناء الى عقوق الوالدين؟
و كيف لا يخشى هؤلاء من عاقبة هذه التصرفات القبيحة و يتجاهل مصيره عند الله؟؟
أسباب العقوق عديدة و لا يمكن حصرها
*يمكن أن يعود ذلك الى الجهل ..نعم الجهل الذي يُعتبر داء قاتلا
فالجاهل لقيمة الوالدين و عقوبة عقوقهما و أجر برهما حتما سوف ينصرف عن البر
*سوء التربية ..فعندما لا يحسن الآباء تربية الأبناء على القيم النبيلة و التقوى فسوف يتمرد الأبناء
*مخالطة أصحاب السوء
*خطر القنوات الفضائية
*عقوق الآباء لآباءهم ..حتما سيدفع الأبناء الى الاقتداء بهم فالجزاء من جنس العمل

نذكر قصة رجل الذي كبر أبوه ..
اخذ أباه على دابة ( جمل ) أخذه إلى وسط الصحراء .فقال أبوه :
يا بني أين تريد أن تأخذني .. فقال الابن : لقد مللتك وقد أسأمتك ..
قال الأب: وماذا تريد؟ قال: أريد أن أذبحك لقد مللتك يا أبى ..
فقال الأب: إن كنت ولابد فاعلا فذبحني عند تلك الصخرة ..
فقال الابن : ولما يا ابي ..
قال الأب: فأني قد قتلت ابي عند تلك الصخرة فقتلني عندها فسوف ترى من أبنائك
من سوف يقتلك عند تلك الصخرة


*انشغال الأبناء بالدنيا و الذي يلهيهم عن الاعتناء بالوالدين و التقصير في رعايتهما
*ظاهرة الطلاق التي تدفع الأبناء الى تغيير أسلوب التعامل مع الوالدين
*ظاهرة التفرقة و التمييز بين الأولاد
*يمكن أن يكون العقوق نتيجة قسوة الآباء في التعامل مع أبنائهم ..فيضيقون ذرعا
و لكن مهما تعددت الأسباب ,
تبقى هذه الاعمال من أقبح ما تصدر عن الأبناء تُجاه آبآئهم
تصرفآت تُأذن بسوء الخاتمة و عاقبة وخيمة عند الله ان لم يتدآركهم ابرحمته
أعمال لا تليق بأمة محمد و لا يٌمكن أن تصدر عن أصحاب التقوى و الصلاح
فما أبعد هؤلاء عن الخير و ما أقربهم الى الشر..


**

كيف نتأدب مع والدينا و نبرهما ؟
لم تتغافل الشريعة عن ذكر آداب التعامل مع الوالدين
فمن واجبنا مقابلة الاحسان بالاحسان..
من الواجب طاعتهما و اجتناب التأفف منهما و التودد لهما و حسن معاشرتهما و رعايتهما
و تقديم حق الأم
لقول الرسول صلى الله علية وسلم
(جاء رجل فقال يا رسول الله من اولى الناس بي بحسن صحابتي ؟
قال امك قال ثم من قال امك قال ثم من قال امك قال ثم من قال ابوك[/


همسة
من المهم الاشارة الى أن المسؤولية لا ينفرد بها الأبناء فقط..
بل للوالدين دور كبير ..
كأن يكونا قدوة حسنة لأولادهم في حسن التعامل بعيدا عن التمييز و القسوة و العنف
و تعويدهم على اتيان المساجد لغرس القيم السامية الطاهرة في أنفسهم
و الحرص على مراقبة الابناء و منعهم من مخالطة أصحاب السوء

**

همسة الى كل عاق
اليك يا من عققت والديك
اتق الله جل في علاه
و اعلم أن العمر مهما طال فهو قصير..
فربما تكون هذه الليلة آخر ليلة و لا فجر يُرى بعدها و لا شمس تُشرق
لا تدع الدنيا تخدعك و تنسيك حقيقتها
اياك أن تفتتن في دينك
الى متى ستبقى متجاهلا لبر الوالدين؟
متى ستسعى الى ارضائهما ؟ هل عندما تفقدهما ؟
وقتها لا يسعك الا أن تتخبط في بحر من الحسرة و الندم
أما آن لك الآوآن أن تبكي ؟
نعم..تبكي و تذرف الدموع على الوقت الذي مضى و لم تبر فيه والديك
ثم تبكي بدلا الدمع دما ان لم تستيقظ من غفلتك
قف وقفة صدق مع نفسك و حاسبها قبل أن تُحاسب
فان كنت قد أسأت الى والديك ..
فجدد عزيمتك..على برهما
و عاهد الله على ذلك..


**


بُشرى الى كل بار
أنت أيها البار بوالديك
هل تريد رضا الله ؟ أبشر بذلك
يقول النبي صلى الله عليه و سلم
: "رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد"، الترمذي.
هل تريد أن تحٌج و لكن ليست بقادر ؟؟ أبشر
يقول النبي : "ما من رجل ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله له بها حجة مقبولة مبرورة"،
البيهقي في شعب الإيمان.
هل تريد طول العمر و سعة الرزق .. أبشر
قال النبي : "من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه"، أحمد.
هل تريد مغفرة من الله تعالى..أبشر
قال النبي صلى الله عليه و سلم
يقال للعاق اعمل ما شئت من الطاعة فإني لا أغفر لك،
ويقال للبار اعمل ما شئت فإني أغفر لك"، أبو نعيم في الحلية.

فهل تريد جزآء أعظم من هذآ ؟؟
اللهم أكسبنا برهما في حياتهم ومن تحت أقدامهم يا كريم.



وقفة أخيرة..وقفة تأمل



في المقابل




اختر أي الطرق تسلك
و تذكر أن الله يرآك



مخرج
فَلَمَّا بلَغْتَ السِّـنَّ والغَـايَـةَ التِي إِليْها مَـدَى ما كُنتُ فِيـكَ أُؤَمِّلُ
جَعَلْتَ جَـزَائِي غِلْـظَةً وَفَظَـاظـَةً كَأَنَّك أَنْـتَ الْمُنْعِـمُ الْمُتَفَــضِّـلُ
فَلـَيْتَكَ إِذْ لَـمْ تَـرْعَ حَــقَّ أُبُـوَّتِي فَعَلْتَ كَمَا الْجَارُ الْمُجَاوِرُ يَفْعَـلُ