نقضي عُمراَ نتمنى فيه عودة الزمن الجميل , عندما كانت للتفاصيل رائحة تُشبه العطور التي تضعهَا أمهاتنا ” لما كانو صبيات ” , عندما كانت ليالي الأعياد تضج بالإنتظار والإحتفالات السرية , عندما كنا نجد لذة ونحن نسترق نظرات صغيرة إلى فستان جميل الألوان لم يحن أوانُ إرتدائه بعد , عندمَا كُنا نجتهد كل يوم بتمزيق اوراق التقويم لنقترب من عطلة ما , ولما كُنا نفعل المثل عندمَا نضجر ونتمنى عودة الدراسة لإستخدام كُل حاجيات المدرسة التي إشتريناها مؤخراَ
لما كانت الأغنيات تعني أكثر من كلمة مُلحنة يتبعها صداع نصفي , ولمَا كان التلفاز كائن جديد يسترعي الإهتمام و المراقبة , لما كانت إبتساماتنا تُطل على الكاميراَ بصدق , وعندما كان معنى اللعب أن نكون بجانب بعضنا لنقاتل كائن خفي لانعرف إسمه ويسميه الكبار بمسميات كثيرة . . الوحدة , الملل , وأشياء اخرى لم نكن نفهم معناها , ولما كان العداء لايعني أكثر من ” كفين ” نتبادلها لنتعانق بعدها بحُب ! وسط كُل هذا السخط على ماهوَ حديث , ننسى أن الزمن الجميل كَان نحن . . وبأننا نصنع أزماننا كَما نريد . . هل جربت أن تبطئ السرعة قليلا ؟ ! هل لك أن تعود ذلك الكائن البسيط الذي لا يبكي الا ليضحك و يُضحك الأيَام معه ؟! هل جربت أن الا تنتظر الغد الا من أجل رحلة أو شيء بالغ البساطة يُطلّ عليك ؟ هل جربت أن تضع لحظاتك الحلوة في إطار مُزين ؟