تدللي..
تدلعي..
وارقصي رقصتك الغجرية..
وغني..
والعبي..
بحدائق قلبــــــــه..
كما تشائين وآنّا شئتي..
فلا زال ذلك القلب كما كان وسيبقى..
طرب ومبتهجاً ومغرد فرحاً بقدوم طيفك..
وانت تسيرين مستعرضة حرس الشرف من وصيفاتك..
الخافرات الطرف خجلاً ومهابة..
من مشيتك الطاووسية المميزة ..
وأنت متجهة إلى عرشك..
في سويداء قلبه.

ولكن إياك أن تمارسي شقاوتك معه ..
وتغرسي أضافرك الحادة بصدق مشاعره..
فقلبه لم يعد قادرا على تحمل هذا التعذيب..
ولن يسمح لك بتشويه ..
تلك..
المشاعر المرهفة التي يكنها ..
بفرشاتك..
التي لم تعد تتقن..
فـن الرســـــــم ..
وأخذت تنثر ألــوان غير متناسقة..
ولم تعد تتقن..
فـن العـــــــزف..
على أوتار ذلك القلب المتعب..
فأصبحت تُخرج أصواتاً نشاز ..
وتبطن..
حشرجات بكاء دفينة لم تخرج بعد.
أتعلمين لمـــــــــــاذا؟.
لأنها أصوات وشقاوة مصطنعه..
لم يسمح لذلك..
القلب البارع في إطلاقـها..
صادقـــة..
حــــــــــــــــارة..
حـارقــــــــــــــــــــــــة..
هو يعلم أنك بارعة وموهوبة بمواهب عـدة ..
إلا التمثيل والتزييف..
فلم يتمكن قلبك من إتقانه.
فلا تكرهيه على ذلك.

ارحمي قلبه وعواطفه وأشجانه..
فلم يكن هو من سبب تلك الحشرجات يوماً أو على الأقل لم يقصد أن يسببها..
كان منتهى أمله أن تبقين:
تلك العصفورة المغردة بالحان السعادة في حدائق قلبه.
او
(ملكــة الليل) الطائفية..
التي تدفـق بعبيرها العـذب الحيوية والعطر بأوردته وشرايينه.
تلك الجرعة من العسـل الاصلـي المصـفى..
عندما ينساب مع جدول صوتك فتدب به..
الطاقــة والحيـاة..
لمواصلة ما تبقى له من سنين حياته..
وتمنحه بهجة الحياة التي بدونك تبدو شاحبة مملة..
وبك يرى بهجة الألوان التي أمست بغيابك باهتة.
يريد أن يبقى طيفك شمعة متوهجة بالضوء والنور..
لتنيرين له جنبات طريقه وزوايا قلبه التي كانت مظلمة قبل مرورك بها..
وعادت للإنحناء والوهـن والاضمحلال بعد رحيلك المادي ..
فحاولي أن لا تـوئدي بقاءك المعنوي بنفخك العبثي المتواصل عليها.
ودعيها له بصيص من نور يتوكىء عليه ما تبقى له من أيام يخالها قليلة.

ما ذنب ذلك القلب الذي أثقلته السنين ..
وآلمته عذابات تلك الأثقال المتربعة على صدره..
وأنهكته تلك القيود التي كبلته بها الأقــدار..
فلا حول ولا قوة له الا بالله..
فلا تزيدي عذاباته عذاباً
وكوني لجراحه البلسم..
ولقروحه المرهم.
وعندما تقررين أن تطئي تلك المشاعر الحريرية الناعمة بقدمك ..
فيرجوك..
أن ترفقي بها وتخلعي حذائك ذو الكعب الطويل المدبب ..
وتدوسي عليها..
بباطن قدمك..
فقد يكون باطنها ارحم من ظاهر قلبك الذي لم يكن كذلك عندما احبك.
فأرحلي - إن شئتي - مصحوبة برعاية الله وحفظه..
ولكن بهـــدوء وسكينه..
وحذاري ان تشوهي ذلك التمثال الجميل المحفور على جدران قلبه..
ولا تشوهي تلك الذكريات السعيدة التي..
يشترّها..
كل حين..
ليتقوى بها على..
شضف عيشه..
وحرارة صحرائه القاحلة.

-----------------------

( وإذا ذبحتـــم فأحســنوا الذبحـــه ).