أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
من جمال الدين الإسلامى أنه لم يفرض على معتنقيه صورة واحدة للعبادة دون غيرها , فعليه أن يصلى الصلوات المختلفة حسب أوقاتها المحددة، وكذلك عليه أن يصوم شهرا محددا فى العام، والزكاة تؤدى تبعا لنصابها ، والحج له موعده المحدد وشعائره المبينة، وهذا التباين فى آداء تلك العبادات له آثاره الطيبة ونتائجه العظيمة، فالمؤمن الصادق يستشعر وهو يؤديها بالسعادة والنشاطوالحماس ، دون أن يصيبه ملل أو رتابة أوفتور
ومن ضمن العبادات التى سنها الإسلام عبادة سماها البعض العبادة المهجورة ، رغم سهولة آدائها ويسر التعود عليها، وسماها البعض الآخر العبادة المنسية مع أن التذكير بها مستمر من خلال القرآن الكريم والسنة الشريفة.
معنى الفكر أو التفكّر؟
قال أبو حامد الغزالى فى كتابه "إحياء علوم الدين " :-
أعلم أن معنى الفكر هو إحضار معرفتين في القلب ليستثمر منهما معرفة ثالثة ومثاله أن من مال إلى العاجلة وآثر الحياة الدنيا وإراد أن يعرف أن الآخرة أولى بالإيثار من العاجلة فله طريقان أحدهما أن يسمع من غيره أن الآخرة أولى بالإيثار من الدنيا فيقلده ويصدقه من غير بصيرة بحقيقة الأمر فيميل بعمله إلى إيثار الآخرة اعتمادا على مجرد قوله وهذا يسمى تقليدا ولا يسمى معرفة والطريق الثاني أن يعرف أن الأبقى أولى بالإيثار ثم يعرف أن الآخرة أبقى فيحصل له من هاتين المعرفتين معرفة ثالثة وهو أن الآخرة أولى بالإيثار ولا يمكن تحقق المعرفة بأن الآخرة أولى بالإيثار إلا بالمعرفتين السابقتين فإحضار المعرفتين السابقتين في القلب للتوصل به إلى المعرفة الثالثة يسمى تفكرا واعتبارا وتذكرا ونظرا وتأملا وتدبرا.
أشرف العبادات
وقالوا أنه أشرف العبادات لأن التفكر عبادة لله عز وجل بأسمائه وصفاته وأفعاله، والانقطاع إليه تعالى عن غيره، والمداومة على هذا العمل والممارسة عليه تورث ملكة التفكر والاتعاظ ودوام التوجه إليه تعالى، وانقطاع النفس عن كل ما يقطعها عنه، وقد ورد الحث الأكيد على ذلك في القرآن الكريم، ولم لا يكون التفكر أشرف العبادات، وهو الذي يولد المعرفة عند العبد
آيات التفكر
قد تكرر معنى التفكر والتذكر بآيات الله التي نصبها كدلالة على عظمته, وأمر عباده بأن يعتبروا بها ويتفكروا فيها, وسماها آيات, يعني: علامات ودلالات تدل على عظمة الخالق, وعلى كمال قدرته, مثل قوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ " يعني: من الآيات التي نصبها دليلا على عظمته. ومثل قوله تعالى:" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا" ونحو ذلك.
وكذلك أمره تعالى بالتفكر كقوله تعالى:" أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ فانظروا, أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كيف بدأ الخلق" .. ونحو ذلك. فإذا نظر العباد في هذه المخلوقات عرفوا أنها ما خُلِقَتْ عبثا, ورأوا فيها الآيات البينات والدلالات الواضحات
قالوا عن التفكر
تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة…
أفضل عبادة لأن الله حض عليها …
تفكر ساعة خير من قيام ليلة ..
التفكر فى الخير يدعو إلى العمل به ،والندم علي الشر يدعو إلى تركه.
أنواع التفكر
"1"فى آيات الله .
"2" فى نعم الله .
"3" فى كتاب الله .
"4" فى النفس وحالاتها .
"5"العبر المؤثرة فى النفس .
وسائل التفكر
"1" الممارسة والتعود .
"2" مخالطة العلماء .
"3"التخلص من الذنوب فالمعصية تحجب التفكر
"4"الإجتهاد فى الطاعة وإستحضار الخشوع .
أثبتت دراسة حديثة أن خلو الإنسان بنفسه كي يتأمل عالمه الداخلي ويتعبد ويحاسب نفسه على أخطائها يزيده صقلاً وصفاء، وأشارت الدراسة إلى أن علماء الإسلام أكدوا أن في الخلوة فوائد كثيرة، منها تجنب آفات اللسان وعثراته، والبعد عن الرياء والمداهنة، والزهد في الدنيا، والتخلق بالأخلاق الحميدة، وحفظ البصر وتجنب النظر إلى ما حرم الله تعالى، كما أن التفرغ للذكر فيه تهذيب للأخلاق، وبعد عن قساوة القلب، وفي هذا إشارة إلى أهمية التمكن من عبادة التفكر والاعتبار ولذة المناجاة ومحاسبة النفس ومعاتبتها، وإن معرفتنا بعظمة الله تورث القلب الشعور الحي بمعيّته.
عبادة التفكر في آيات الله تعالى الكونية هجرها الكثيرون, وهذا الهجر بسبب خلل في الوعي الإسلامي ,
لأن التفكر من أعمال القلب ، وأعمال القلب أفضل من أعمال الجوارح ! . .
قيل لأم الدرداء : ما كان أفضل عمل أبي الدرداء؟ قالت التفكر.
وقال الشيخ أبو سليمان الداراني : إني لأخرج من منزلي فما يقع بصري على شيء إلا رأيت لله علي فيه نعمة ولي فيه عبره .