أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
جزاك الله خير الجزاء على هذا الطرح المهم
والكثير لايعرف هذه المعلومات عن اطفال الكفار خاصة
بارك الله فيك ..
أخي اسمح لي بأضافة كلام الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله ليكون الموضوع اكثر توضيحا وجمالا.. لتتم وتعم الفائدة لهذا الموضوع ان شاءالله ..
أما أطفال المسلمين فهم – على العموم – في الجنة .
قال الإمام البخاري : باب ما قيل في أولاد المسلمين . قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كان له حجابا من النار - أو دخل الجنة .
ثم روى بإسناده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم .
قال القرطبي في التفسير : فقوله عليه السلام : " لم يبلغوا الحنث " ومعناه عند أهل العلم لم يبلغوا الحلم ، ولم يبلغوا أن يلزمهم حنث - دليل على أن أطفال المسلمين في الجنة - والله أعلم - لأن الرحمة إذا نزلت بآبائهم استحال أن يُرْحَمُوا من أجل من ليس بمرحوم ، هذا إجماع من العلماء في أن أطفال المسلمين في الجنة ، ولم يُخالِف في ذلك إلا فرقة شذّت من الجبرية فجعلتهم في المشيئة ، وهو قول مهجور مردود بإجماع الحجة الذين لا تجوز مخالفتهم ، ولا يجوز على مثلهم الغلط ، إلى ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أخبار الآحاد الثقات العدول . وأن قوله عليه الصلاة والسلام " الشقي من شقي في بطن أمه ، والسعيد من سعد في بطن أمه " وأن الملك ينْزل فيكتب أجله وعمله ورزقه .. الحديث . مخصوص ، وأن من مات من أطفال المسلمين قبل الاكتساب فهو ممن سعد في بطن أمه ولم يَشْقَ بدليل الأحاديث والإجماع. اهـ .
ومثله قوله عليه الصلاة والسلام : صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه - أو قال أبويه - فيأخذ بثوبه - أو قال بيده - فلا يتناهى - أو قال فلا ينتهي - حتى يُدْخَله الله وأباه الجنة . رواه مسلم .
فهذا يدل على عموم أطفال المسلمين .
وأما حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دُعِي إلى جنازة صبي من الأنصار ، قالت : فقلت : يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة ، لم يعمل السوء ولم يدركه . قال : أو غير ذلك يا عائشة ؟ إن الله خلق للجنة أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم ، وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم . رواه مسلم .
فلا يَتعارَض مع الأحاديث السابقة ، وذلك أن الْحُكم العام لا يُعارِض الْحُكم الخاص ، ولا أن الْحُكم على فَرْد بِعينِه يَنقض الْحُكم العام .
فهذا خَرَج – أوّلاً – مَخْرَج التحذير من الْحُكم لأحد بِعينِه ، ومِن المسارعة في الْحُكم .
وثانياً : قد يُطبَع الطفل – أصلاً – كافراً ، كالذي قَتَله الخضِر عليه السلام ، ففي الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام : وأما الغلام فَطُبِع يوم طُبِعَ كافراً .
وثالثاً : الْحُكم العام يَختلف عن الْحُكم الخاص .
ويستوي في ذلك الكبير والصغير ، فإننا نقول : من أدى الفرائض ، وترك المحرّمات دَخَل الجنة . ولكننا لا نَحكُم لشخص بِعينه بالجنة ، وإن فعل ذلك .
ولذا فإننا نقول : من مات من أطفال المسلمين فإنه في الجنة ، ولا نَحكُم لِطفل مُعيّن بذلك ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عائشة رضي الله عنها عن الْحُكم الخاص .وأما أطفال المشركين
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أولاد المشركين فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين .
قال الإمام النووي : وأما أطفال المشركين ففيهم ثلاثة مذاهب :
قال الأكثرون : هم في النار تبعا لآبائهم .
وتوقّفت طائفة فيهم .
والثالث - وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحقِّقُون - : أنهم من أهل الجنة ، ويُستدل له بأشياء منها حديث إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم حين رآه النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وحوله أولاد الناس . قالوا : يا رسول الله وأولاد المشركين ؟ قال : وأولاد المشركين . رواه البخاري في صحيحه . ومنها قوله تعالى : (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) ، ولا يتوجّـه على المولود التكليف ، ويلزمه قول الرسول حتى يبلغ ، وهذا متفق عليه ، والله اعلم .والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم