قديم 25-12-2009, 12:40 AM
المشاركة 108

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
ما بال أم الدرداء مُتبذّلـة ؟

دعونا ندخل بعض بيوت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم لنرى طرفاً من العشرة الزوجية فيها !

لندخل أولاً بيت ذلك العابد الزاهد ، أعني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما .

قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : أنكحني أبي امرأة ذات حسب ، فكان يتعاهد كَـنـَّـتَـهُ فيسألها عن بعلها ، فتقول : نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشا ، ولم يَفْتش لنا كَنَفاً مذ أتيناه ! فلما طال ذلك عليه ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : القني به .
قال عبد الله : فلقيته بعد .
فقال :كيف تصوم ؟
قلت : كل يوم .
قال : وكيف تختم ؟
قلت :كل ليلة .
قال : صم في كل شهر ثلاثة ، واقرأ القرآن في كل شهر .
قال : قلت : أطيق أكثر من ذلك .
قال : صم ثلاثة أيام في الجمعة .
قلت : أطيق أكثر من ذلك .
قال : أفطر يومين ، وصم يوما .
قال : قلت : أطيق أكثر من ذلك .
قال : صم أفضل الصوم صوم داود ، صيام يوم وإفطار يوم ، واقرأ في كل سبع ليال مرّة .
قال عبد الله : فليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري ومسلم .

و( كنّته ) أي زوجة ابنه .
وقوله صلى الله عليه وسلم : صُم ثلاثة أيام في الجمعة : أي في الأسبوع .
وقولها : لم يفتش لنا كنفاً : أي لم يكشف لنا ستراً ، وهو كناية عن عدم إعطائها حقها من المعاشرة .

وفي رواية للشيخين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ألم أُخبر أنك تصوم النهار ، وتقوم الليل ؟
قال : فقلت : بلى يا رسول الله .
قال : فلا تفعل . صم وأفطر ، وقم ونم ، فإن لجسدك عليك حقّـأً ، وإن لعينك عليك حقّـاً ، وإن لزوجك عليك حقّـاً ، وإن لزورك عليك حقّـاً .

ومعنى ( لزورك ) : أي زائرك .

وفي رواية قال رضي الله عنه : زوّجني أبي امرأة من قريش ، فلما دخلت على جعلت لا أنحاش لها مما بي من القوة على العبادة من الصوم والصلاة ، فجاء عمرو بن العاص إلى كـنّته حتى دخل عليها ، فقال لها : كيف وجدت بعلك ؟ قالت : خير الرجال - أو كخير البعولة - مِنْ رجل لم يَفتش لنا كَنَفَاً ، ولم يعرف لنا فراشا ، فأقبل عليّ فعذلني وعضّني بلسانه ، فقال : أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب فَعَضَلْتَها وفعلتَ وفعلتَ ، ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني ، فأرسل إليّ النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته ... الحديث . رواه الإمام أحمد .
ومعنى ( عضّني ) أي شدّد علي القول .

فهذا عبد الله لم يُعذر في عدم إعطاء أهله حقّهم وإن كان يشتغل بالعبادة والطاعة والقُربة
ولم يُغفل عمرو بن العاص رضي الله عنه زوجة ابنه بل تعاهدها وسألها عن ابنه وتعامله وخُلُقه

وهذه سُنة مفقودة ، بل هي من هدي أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام .

فهذا خليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام يجيء إلى بيت إسماعيل فلم يجد إسماعيل ، فسأل امرأته عنه ، فقالت : خرج يبتغي لنا ، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم ، فقالت : نحن بِشرّ ، نحن في ضيق وشدة ، فشكت إليه .
قال : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ، وقولي له يُغيّـر عتبة بابه .
فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا ، فقال : هل جاءكم من أحد ؟
قالت : نعم ، جاءنا شيخ كذا وكذا ، فسألنا عنك فأخبرته ، وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة .
قال : فهل أوصاك بشيء ؟
قالت : نعم ، أمرني أن أقرأ عليك السلام ، ويقول : غيّر عتبة بابك .
قال : ذاك أبي ، وقد أمرني أن أفارقك ! الحقي بأهلك ، فطلقها وتزوج منهم أخرى ، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ، ثم أتاهم بعد فلم يجده ، فدخل على امرأته فسألها عنه ، فقالت : خرج يبتغي لنا .
قال : كيف أنتم ؟
وسألها عن عيشهم وهيئتهم .
فقالت : نحن بخير وسعة ، وأثنت على الله .
فقال : ما طعامكم ؟
قالت : اللحم .
قال : فما شرابكم ؟
قالت : الماء .
قال : اللهم بارك لهم في اللحم والماء . قال النبي صلى الله عليه وسلم : ولم يكن لهم يومئذ حب ، ولو كان لهم دعا لهم فيه . قال : فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه .
قال : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومُريه يُثبت عتبة بابه .
فلما جاء إسماعيل قال : هل أتاكم من أحد ؟
قالت : نعم ، أتانا شيخ حسن الهيئة ، وأثنت عليه ، فسألني عنك فأخبرته ، فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا بخير .
قال : فأوصاك بشيء ؟
قالت : نعم ، هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تُثبت عتبة بابك .
قال : ذاك أبي ، وأنت العتبة ! أمرني أن أمسكك . رواه البخاري .

وفرق بين تعاهد زوجة الابن وسؤالها عن زوجها وعن معاملته وأخلاقه ، وبين تحريض الابن على امتهان كرامة زوجته ! وأن لا تُعطى شيئا من حقوقها !

ما بال أم الدرداء مُتبذّلـة ؟
زار سلمان الفارسي رضي الله عنه أخاه أبا الدرداء رضي الله عنه فما وجده لكنه وجد أم الدرداء وهي متبذِّلة ، فسألها عن شأنـها .
فقالت : أخوك أبو الدرداء ليس له بنا حاجة في الدنيا !
فجاء أبو الدرداء ، فصنع له طعاما .
فقال له : كُل .
قال : فإني صائم .
قال : ما أنا بآكل حتى تأكل . قال : فأكل .
فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم قال : نَـم ، فنام ، ثم ذهب يقوم ، فقال : نَم فنام ، ثم ذهب يقوم ، فقال : نَم .
فلما كان من آخر الليل قال سلمان : قُم الآن ، فَصَلَّيَا .
فقال له سلمان :
إن لربك عليك حقّـا ، ولنفسك عليك حقّـا ، ولأهلك عليك حقّـا ، فأعطِ كل ذي حق حقّه
، فأتى أبو الدرداء النبيَّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدق سلمان . رواه البخاري .

ومعنى ( متبذّلة ) أي لابسة ثياب البذلة وهي المهنة ، أي أنـها تاركة الزينة . وعرّضت عن إعراض زوجها عنها بقولها : أخوك أبو الدرداء ليس له بنا حاجة !

قال ابن حجر : وفيه جواز النهى عن المستحبات إذا خشي أن ذلك يُفضي إلى السآمة والملل وتفويت الحقوق المطلوبة الواجبة أو المندوبة الراجح فعلها على فعل المستحب المذكور . انتهى .

فانظر إلى فقه هذا الصحابي الجليل - أعني سلمان رضي الله عنه - كيف قدّم الحقوق والواجبات على النوافل من صيام النهار وقيام الليل ، وما ذلك إلا لأن حق الأهل أولى ، وهو ما أقرّه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فكيف بمن يضيع الأوقات في السهر على المحرمات ، ويترك الحقوق والواجبات ؟!

إذا المسألة مُوازنة بين الحقوق والواجبات

وإذا تعارضت حقوق الخلق مع نوافل الطاعات قُدّمت حقوق العباد على نوافل الطاعات .

والأمر يحتاج إلى موازنة

وكثير من الناس بحكم رفع الحرج والكلفة بينه وبين زوجته وأولاده يُعطيهم فضلة وقته – هذا إن فضُل لهم فضلة ! –

فتُنهك قواه في عمله
وتنتهي طاقته في وظيفته
وربما انتهى وقته مع رفقته

ثم يأتي ليُلقي جسداً مُتعباً مُنهكاً - كأنه خشبة – يُلقيه على فراشه
وربما لا يرى أولاده إلا في المناسبات

أحدهم اشتغل في الدعوة إلى الله في السجون حتى ذهب عامة وقته فيها ، فلا يأتي إلى بيته إلا وقد نام الجميع !
فقال له أحد أبنائه يوماً : يا أبي ! هل تُريدنا ندخل السجون حتى ترانا ؟!
فانتبه الأب ، والْتفتْ إلى زوجته وأولاده وأعطاهم بعض حقوقهم

والبعض الآخر يقول : أولادي يعذرونني !

ثم إذا أهملهم فوقعوا في مصيبة أو زلّت بهم القدم لم يعذرهم بل يُلقي باللوم واللائمة عليهم !

وهو الأولى بأن يُـلام
وهو حقيق بأن يوبّـخ

وأن يُقال له :
إن لربك عليك حقّـا ، ولنفسك عليك حقّـا ، ولأهلك عليك حقّـا ، فأعطِ كل ذي حق حقّـه .

وأن يُقال له : إن لجسدك عليك حقّـأً ، وإن لعينك عليك حقّـاً ، وإن لزوجك عليك حقّـاً ، وإن لزورك عليك حقّـاً .

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 25-12-2009, 01:32 AM
المشاركة 109

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن

عندما تُعلن الأمم مبادئها
وتُعلن الدّول دساتيرها
وتُشهر الشعوب عاداتها وتقاليدها
فإننا نُبرز ديننا على أنه دين الكمال
وعلى أنه الدّين الذي كفل للجميع حقوقهم
وأعطى كل ذي حق حقه

إذا تطاول بالأهرام مُنهزمٌ *** فنحن أهرامنا سلمان أو عمر
لقد أرسى رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد في التعامل بجميع صوره
تعامل العبد مع ربِّـه
تعامل الناس مع بعضهم
تعامل الرجل مع أهله
تعال الرجل مع جيرانه
تعامل الشخص مع أُجرائه
تعامل السيد مع مولاه
تعامل القوي مع الضعيف

ومن هنا أعلن النبي صلى الله عليه وسلم وشدّد على حقوق الضعفاء
فقال :
اللهم إني أحرج حق الضعيفين : اليتيم والمرأة .رواه الإمام أحمد وابن ماجه والنسائي في الكبرى .

بهذه القوّة
وبهذه الجزالة
يُعلنها عليه الصلاة والسلام
بل ويؤكّدها بمؤكِّدات :

أولها : اللهم الدّالة على القسم
وثانيها : " إن " الدّالة على التوكيد
وثالثها : التحريج وهو التضييق ووضع الحرج على من فعل ذلك

أما لماذا ؟

فلأن هؤلاء ( الأيتام والنساء ) غالبا يكتفهم الضعف
فما بالكم بمخلوق خُلق من ضعف ، وهو الرجل ؟ ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ )

ثم خُلق من هذا الضعف مخلوق آخر ؟ ( خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا )

ولأن الرجل مُحتاج إلى المرأة ، وهي محتاجة إليه ، فلا غِنى لأحدهما عن الآخر .

وما دام كذلك فلا يصلح ولا يليق أن يقع الظّلم من الرجل على المرأة .

ولذا قال عليه الصلاة والسلام : لا يجلد أحدكم امرأته جَلْد العبد ، ثم يجامعها في آخر اليوم . رواه البخاري ومسلم .

وبّوب عليه الإمام البخاري رحمه الله :
باب ما يُكره من ضرب النساء وقول الله : ( وَاضْرِبُوهُنَّ ) : أي ضربا غير مبرح .

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري :
والمجامعة أو المضاجعة إنما تستحسن مع ميل النفس والرغبة في العشرة ، والمجلود غالبا ينفر ممن جَلَدَه ، فوقعت الإشارة إلى ذمّ ذلك ، وأنه أن كان ولا بُـدّ فليكن التأديب بالضرب اليسير، بحيث لا يحصل منه النفور التام ، فلا يفرط في الضرب ، ولا يفرط في التأديب . اهـ .

وفيه إشارة إلى حُسن المعاشرة
وأن يتذكّر الزوج ما كان بينه وبين زوجته
ولذا قال سبحانه وتعالى فيما يتعلّق بالعشرة الزوجية : ( وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ )

وإن تعجب فاعجب لحال أُناس يُعاشر أحدهم زوجته السنوات الطّوال ثم إذا وقع الفراق فكأنه لم يُعاشرها لحظة واحدة !

إن الكلب - وهو الحيوان البهيم – يُساكن القوم فترة من الزمن فيحفظ لهم الودّ !

والضّرب إنما يكون آخر العلاج

فإذا لم تُجْد النصيحة والموعظة فيلجأ إلى الهجر في المضجع ، فإذا لم يُجد ذلك شيئا في الزوجة الناشز فإنه يلجأ حينئذ للضرب
ولذا قال العليم الخبير سبحانه وتعالى : ( وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )

وختم سبحانه وتعالى الآية بقوله : ( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )

فإن كان بكم قوّة فالله أقوى منكم
وإن كنتم أكبر من النساء فالله هو العليّ الكبير القادر عليكم ، فتذكّروا ذلك .

ولما وقف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الموقف العظيم في حجة الوداع أعلن للناس حقوق النساء فقال :
فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح . رواه مسلم .

قال عطاء : قلت لابن عباس : ما الضرب غير المُبَرِّح ؟
قال : بالسواك ونحوه .

قال القرطبي في التفسير : أي لا يُدخلن منازلكم أحدا ممن تكرهونه من الأقارب والنساء الأجانب . اهـ .

ثم إذا قُدِّر أن الزوج ضرب زوجته فإنه يتجنّب الوجه ولا يُعنِّف ولا يُقبِّح ، ولذا لما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال : أن تُطعمها إذ طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت أو اكتسبت ، ولا تضرب الوجه ، ولا تقبِّح ، ولا تـهجر إلا في البيت . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
قال أبو داود : ولا تقبح أن تقول : قبحك الله .

ثم إن ضرب النساء ليس فيه مندوحة ، ولا يُعدّ شجاعة أو قوّة .
وبعض الأزواج أسدٌ في بيته ، نعامة خارجه !
ينطبق عليه قول القائل :

أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة *** فتخاء تنفر من صفير الصافر !
ولذا لما نـهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ضرب النساء جاء عمر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ذئرن النساء على أزواجهن ، فرخّص في ضربهن ، فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ، ليس أولئك بخياركم . رواه أبو داود وغيره .
ومعنى ( ذئرن ) : أي اجترأن .

ولما استشارت فاطمة بنت قيس رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن خطبها ، فقال : أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ، انكحي أسامة بن زيد . قالت : فكرهته ، ثم قال : انكحي أسامة . فنكحته ، فجعل الله فيه خيراً ، واغتبطت . رواه مسلم . قال النووي : قوله صلى الله عليه وسلم : " أما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه " فيه تأويلان مشهوران أحدهما : أنه كثير الأسفار ، والثاني : أنه كثير الضرب للنساء ، وهذا أصح بدليل الرواية التي ذكرها مسلم بعد هذه أنه ضرّاب للنساء .

فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينصح فاطمة بنت قيس رضي الله عنها بالزواج من أبي الجهم لما عُرف عنه من ضربه للنساء ، والمستشار مؤتَمَن .

أيعجز الزوج العاقل الحصيف أن يُعبّر عما في نفسه بتعابير وجهه ؟!

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كَرِهَ شيئاً عُرِفَ ذلك في وجهه .

ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدّ حياء من العذراء في خدرها ، وكان إذا كَرِهَ شيئاً عرفناه في وجهه .

قال الإمام النووي : ومعنى عرفنا الكراهة في وجهه ، أي : لا يتكلم به لحيائه بل يتغير وجهه فنفهم نحن كراهته . اهـ

ومِن ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم مما أنكره حتى عُرف ذلك في وجهه .

قالت عائشة رضي الله عنها : اشتريت نمرقة فيها تصاوير ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخله ، فعرفت في وجهه الكراهية ، فقلت : يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ماذا أذنبت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال هذه النمرقة ؟ قلت : اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسّدها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون ، فيّقال لهم : أحيوا ما خلقتم ، وقال : إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة . رواه البخاري ومسلم .

ولما كان الزوج العاقل يستطيع أن يعيش حياة هنيئة دون اللجوء لضرب حليلته
وكان الضّارب ليس من خيار المسلمين
وكان الضارب لا يُشار بِهِ في النّكاح

ولما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم القدح المعلّى في مكارم الأخلاق
وكان صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم
لم يُنقل عنه أو يُذكر أنه ضرب امرأة من نسائه على كثرتهن وكثرة غيرتهن .
قالت عائشة رضي الله عنها : ما ضَرَبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نِيلَ منه شيء قطّ فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل . رواه مسلم .

وحق اليتيم يحتاج إلى وقفة أخرى غير هذه الوقفة .

والله تعالى أعلى وأعلم .

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 25-12-2009, 02:02 AM
المشاركة 110

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
لقد أُهديت إليّ وما تحتنا إلا جلد كبش !

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال : سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : كان صداقه لأزواجه ثنتي عشرة أوقية ونشّا . قالت : أتدري ما النش ؟ قال : قلت : لا . قالت : نصف أوقية ، فتلك خمسمائة درهم ، فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه . رواه مسلم .

وخطب عمر رضي الله عنه فقال : ألا لا تغالوا بصداق النساء ، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا ، أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ، ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية . رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه .

قال الإمام النووي رحمه الله : واستدل أصحابنا بهذا الحديث على أنه يستحب كون الصداق خمسمائة درهم ، والمراد في حق من يحتمل ذلك .

أمَـا لو كانت المغالاة بالمهور مكرمة في الدنيا
ولو كانت المغالاة في المهور تتحقق بها التقوى
لكان أولانا بها سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام
ولكان الأولى بها خيار نساء هذه الأمة .
ولكان الأولى بها خيار الأمة الذين كانوا أحرص الناس على الخير

وهكذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة ، فقال : ما هذا ؟ قال : يا رسول الله إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب . قال : فبارك الله لك . أولم ولو بشاة . رواه البخاري ومسلم .
وزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً بما معه من القرآن
وسبق ذكره هنا :
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/123.htm

وهذه سيدة نساء العالمين ، فماذا كان مهرها ؟
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
أُهديت فاطمة ليلة أهديت إليّ وما تحتنا إلا جلد كبش .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : إن علياً رضي الله عنه قال : تزوجت فاطمة رضي الله عنها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطها شيئا . قال عليّ : قلت : ما عندي من شيء ! قال : فأين درعك الحطمية ؟ قلت : هي عندي . قال : فأعطها إياه
.
رواه أبو داود والنسائي .

هذا وهي سيدة نساء العالمين ، فكيف بمن دونها ؟!

إن عقلاء القوم اليوم يمهرون النساء العاقلات خمسين ألف تزيد أو تنقص !

لكم أن تتصوّروا أن امرأة عاقلة لا يكفي لتجهيزها أقل من هذا المبلغ !

هذا ونحن نتحدّث عن العقلاء ، أما المجانين ، أصحاب المئين أو الملايين فليس الحديث عنهم !

إن غلاء المهور أمر واقع ، وواقع ملموس ، وظاهرة مُشاهدة
ولسنا نتحدّث عن واقعة عين ، أو عن حالات شاذّة
بل إننا نتحدّث عن ظاهرة منتشرة متفشية

وعلى الأقل في بعض دول الخليج
توجد المغالاة بالصّداق
والمباهاة بالمهور

ولا أدلّ على ذلك من قول بعضهم : لن تكون ابنة فلان أحسن من ابنتنا !
ولن يكون فلان - زوج فلانة – أحسن حالاً مِنّـا

هذا إذا لم تُقم الأعراس في الفنادق والصالات الفارهة
مع ما يُصاحب ذلك من بذخ وسرف ، ورياء وسمعة

لقد كانت الصّديقة بنت الصّديق تلعب مع البُنيّات ، ثم نوديت فأُصلِح شأنها !
تقول عائشة رضي الله عنها : أتتني أمي أم رومان ، وإني لفي أرجوحة ! ومعي صواحب لي ، فصرخت بي ، فأتيتها ، لا أدري ما تريد بي ، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار ، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ، ثم أخذت شيئا من ماء ، فمسحت به وجهي ورأسي ، ثم أدخلتني الدار ، فإذا نسوة من الأنصار في البيت ، فقلن : على الخير والبركة ، وعلى خير طائر ، فأسلمتني إليهن ، فأصلحن من شأني ، فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى ، فأسلمتني إليه ، وأنا يومئذ بنت تسع سنين
. رواه البخاري ومسلم .

أرأيتم كيف كان تجهيز الصّدّيقة بنت الصّديق ؟
كيف كان تجهيزها وهي تُـزفّ لسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام ؟

مُسح وجهها ورأسها بمـاء !
ثم أُصلِح شأنها

لقد أُصلح شأنها في لحظات !

ولو نظرنا نظرة سريعة لبعض تجهيز العرائس اليوم لرأينا ما يندى له الجبين
تكاليف في التجهيز
وتكاليف في الملابس
وتكاليف باهضة في الذّهب
وتكاليف في قصور الأفراح والفنادق
وتكاليف فيما تُعطاه الأم وفيما يُخصص للأب
هذا إن لم تصل الضريبة إلى الإخوة والأخوات !
وتكاليف في إعداد أطعمة لو وُزّعت – أحياناً – على بعض مخيمات اللاجئين لأصيبوا بالتخمة !

حتى قيل في حق مِن بالغ في المهر :
بضع الفتاة بألف ألف كاملٍ *** وتبيت سادات الجيوش جياعا

أين هذا من إصلاح شأن عائشة رضي الله عنها ، وهي تُزفّ لسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام ؟

أين تلك الأطعمة والولائم مما كان يُصنع في زواج النبي صلى الله عليه وسلم ؟

حدّث أنس رضي الله عنه فقال : أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاثا يبني بصفية بنت حيي . قال : فدعوت المسلمين إلى وليمته ، فما كان فيها من خبز ولا لحم ، أمَرَ بالأنطاع فأُلقي عليها من التمر والأقط والسمن ، فكانت وليمته . رواه النسائي في الكبرى .

وفي رواية في الصحيحين قال :
ثم دفعها – يعني صفية - إلى أمي فقال : أصلحيها . قال : ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر حتى إذا جعلها في ظهره نزل ثم ضرب عليها القبة ، فلما أصبح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان عنده فضل زاد فليأتنا به . قال : فجعل الرجل يجيء بفضل التمر وفضل السويق حتى جعلوا من ذلك سواداً حيسا ، فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس ، ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء . قال أنس : فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها .

وأنكر النبي صلى الله عليه وسلم على مَن بالغ في الصداق وهو لا يجد شيئا
فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني تزوجت امرأة من الأنصار ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل نظرت إليها ، فإن في عيون الأنصار شيئا ؟ قال : قد نظرت إليها . قال : على كم تزوجتها ؟ قال : على أربع أواق . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : على أربع أواق ! كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل ! ما عندنا ما نعطيك ، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه . فبعث بعثاً إلى بني عبس بعث ذلك الرجل فيهم . رواه مسلم .

واليوم كم هي الدّيون التي يتحملها بعض شبابنا لتغطية نفقات الزواج ؟
فهو بين نارين وبين خيارين أحلاهما مُـرّ
إما أن يبقى دون زواج
وإما أن يستدين

وربما بقي في سداد ديون زواجه السنوات الطوال
حتى يقول بعضهم : بلغ ابني من العمر ثلاثة عشر عاماً وأنا أُسدد الديون !

فأي حياة تلك التي يعيشها ، وهو يرى زوجته هي مصدر شقاوته ؟!

أما إنها لو رضيت باليسير لكان ذلك أولى لها
ولكان خيراً وأفضل لها
فـ " خير الصداق أيسره " كما عند الحاكم عنه عليه الصلاة والسلام .
وفي رواية : خير النكاح أيسره . رواه أبو داود .

ومِن هنا فإن كثيراً من الناس يشكون من سوء العلاقات الزوجية ، ويشكون من كثرة الخلافات الزوجية .
وتُذهل العقلاء نسب وأرقام وإحصائيات الطلاق .

وغلاء المهور سبب من عدّة أسباب .

ويحلل الدكتور إبراهيم الجوير أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض الظاهرة بقوله :
أن ذلك عائد لجملة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي أسهمت بذلك، مشيرا إلى أنه قد أجرى دراسة بحثية حول ذلك وتبين أن 54% من الشباب الجامعي يرى أن مواصلة تعليمه الجامعي تقف عائقا أمام الزواج أثناء الدراسة الجامعية ، وأن النسبة العظمى من الشباب يفضلون مواصلة تعليمهم الجامعي على الزواج .
وأضاف الدكتور الجوير أن ما يقارب من 60 % من الجامعيين يرون أن المغالاة في تكاليف الزواج هي العائق الرئيس أمام زواجهم، مشيرا أنه وبحسب الدراسة التي قام بها فان 85% من الذين شملهم الاستطلاع اعتبروا أن المسؤوليات المترتبة على الزواج تعد العائق الرئيس أمام زواجهم، وأن غلاء المهور يعد أيضا من بين العوائق الأخرى لتأخير الزواج بحسب 75% من هؤلاء.
وأفاد 44% من الجامعيين بأن قلة دخل أسرهم تؤثر على عزوفهم عن الزواج المبكر، فيحين اعتبر 18% من الجامعيين أن عدم توفر السكن الملائم هو أحد الأسباب الرئيسة لتأخر الزواج نظرا لرغبتهم في الاستقلال بالسكن عن أسرهم .

[ هذه الدراسة منقولة عن منتدى عالم بلا مشكلات ]

ولعل الأخوة والأخوات يُدلون بآرائهم في هذه القضية الهامة ولا يكتفون بمرور الكرام !

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 25-12-2009, 02:06 AM
المشاركة 111

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
تقبيل اليد بين العالِـم والـزوج !

قرأت مقالاً كتبته إحدى الأخوات نقلت فيه كلاماً للكاتبة " يمان السباعي " حول تقبيل المرأة ليد زوجها .
تقول الكاتبة :
إنني لا أستطيع أن أتصور وجود رجل يقول : ربي الله ، يطلب أو يرضى من زوجته أن تركع لتقبيل يده أو رجله !!
لا أستطيع تصور ذلك .. لكنه حدث ويحدث ، وما يزال يحدث في عشرات الآلاف من بيوت
المسلمين - وفيهم الدعاة وكبار العلماء - باسم الإسلام ، والإسلام من هذا الإذلال الشاذ بريء . إنني أقول : لا أستطيع تصور ذلك ، لأنني لا أستوعب الكيفية التي يفكر بها رجل مسلم وهو يجرح كرامة امرأة مسلمة ، استودعها الله أمانة عنده ، فيثير في قلبها حقداً دفينا على نفسها وعلى حياتها وعلى الإسلام الذي تُرتكب مثل هذه الحماقات باسمه - وهو منها بريء - ولو أخْـفَتْ ذلك وأنكرته في نفسها ، وأرغمت نفسها على الرضا بهذا الوضع الشاذ الذي اجتهدتُ اجتهادا كبيرا في استخراج أصول له من الكتاب والسنة فلم أجد له أي أصل في ديننا .
انتهى كلام الكاتبة .

ولما رأيت هذا القول مُجانباً للصواب أحبت بيان الحق في هذه المسألة ، فأقول وبالله التوفيق :
مسألة تقبيل اليد اختلف أهل العلم فيها في أصل المسألة
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وإنما اختلفوا في تقبيل اليد ، فأنكره مالك وأنكر ما رُوي فيه ، وأجازه آخرون ، واحتجوا بما روي عن عمر أنهم لما رجعوا من الغزو حيث فرّوا قالوا : نحن الفرارون ، فقال : بل أنتم العكّارون ، أنا فئة المؤمنين . قال : فقبلنا يده . قال : وقبّل أبو لبابة وكعب بن مالك وصاحباه يد النبي صلى الله عليه وسلم حين تاب الله عليهم . انتهى كلامه .

وتقبيل يد العالم أو من له فضل جائز
فقد روى البخاري في الأدب المفرد عن عبد الرحمن بن رَزين قال : مررنا بالرّبذة ، فقيل لنا : ها هنا سلمة بن الأكوع . قال : فأتيته ، فسلمنا عليه ، فأخرج يديه فقال : بايعت بهاتين نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فأخرج كفّـاً له ضخمة كأنها كف بعير ، فقمنا إليها فقبّلناها .
وقال الألباني رحمه الله : حسن الإسناد .
وروى البيهقي في السنن الكبرى زياد بن فياض عن تميم بن سلمة قال : لما قدم عمر رضي الله عنه الشام استقبله أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه فقبّل يده ، ثم خلوا يبكيان . قال : فكان تميم يقول : تقبيل اليد سنة .

فيجوز للطالب تقبيل يد شيخه إكراماً له وتقديراً وإجلالا ، إلا أنه ينبغي أن لا يكون هو عادة الإنسان وديدنه ، ولئلا يكون سبب فتنة لشيخه .

ومثله تقبيل البنت ليد أبيها
فقد روى أبو داود عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا وهديا ودلاًّ برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة كرم الله وجهها ، كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبّلها وأجلسها في مجلسه ، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبّلته وأجلسته في مجلسها .
والتقبيل هنا تقبيل إكرام وإجلال ، وهو وإن لم يكن صريحاً في اليد إلا أن اليد داخلة في عموم التقبيل .

ومثله تقبيل الزوجة ليد زوجها لِعِظم حقه عليها
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حق الزوج : حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدّت حقّه .
وقال : لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد ؛ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، ولا تؤدي المرأة حق زوجها ، حتى لو سألها نفسها على قتب لأعطته .
قال شمس الحق العظيم أبادي : هو حث لهن على مطاوعة الأزواج ، ولو في هذه الحال ، فكيف في غيرها ، وقيل : كُـنّ إذا أردن الولادة جلسن على قتب ، ويقُلن أنه اسلس لخروج الولد ، فأريدت تلك الحالة . اهـ .

وقال عليه الصلاة والسلام : إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها ، وأطاعت زوجها ؛ قيل لها أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت . رواه الإمام أحمد .

وكان سخط الله وغضبه مرتبط بسخط الزوج على زوجته إذا كان بحق ، فقال عليه الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبي عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها . رواه مسلم .

بل إن الملائكة تلعن من باتت وزوجها غاضب عليها لقوله عليه الصلاة والسلام : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبَتْ ، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح . رواه البخاري ومسلم .

ولما أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة في حاجة ففرغت من حاجتها قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : أذات زوج أنت ؟ قالت : نعم . قال : كيف أنت له ؟ قالت : ما ألوه إلا ما عجزت عنه . قال : فانظري أين أنت منه ، فإنما هو جنتك ونارك . رواه الإمام أحمد والنسائي في الكبرى .

فلو قـبّلت الزوجة يد زوجها لكان ذلك أداء لبعض حقه ، ثم إنه من حُسن المعاشرة .
وحق الزوج على زوجته عظيم ، ولا شك أنه أعظم من حق الشيخ على تلاميذه

وقد عظّم الإسلام حق الزوج على زوجته ، وقد ذكرت طرفاً منه آنفاً ، وهنا إشارة وزيادة :

لماذا عظم حق الزوج ؟ - مُنْتَدَيَاتُ مِشْكَاة

ولو قبّل الزوج يد زوجته لم يكن فيه ثَمَّ محذور ، وهو من حسن العشرة أيضا .

ويكون تقبيل اليد في جميع الحالات ناتج عن تقدير واحترام لا عن ذلّ وخضوع .

قال النووي في روضة الطالبين : ولا يكره تقبيل اليد لزهد وعلم وكِبَرِ سِنّ . اهـ .
وقال أيضا : وأما تقبيل اليد ، فإن كان لزهد صاحب اليد وصلاحه أو علمه أو شرفه وصيانته ونحوه من الأمور الدينية فمستحب ، وإن كان لدنياه وثروته وشوكته ووجاهته ونحو ذلك فمكروه شديد الكراهة ، وقال المتول :ي لا يجوز ، وظاهره التحريم .
وقال البهوتي في كشّاف القناع : فيُباح تقبيل اليد والرأس تديّنا وإكراما واحتراما مع أمن الشهوة ، وظاهره عدم إباحته لأمر الدنيا ، وعليه يُحمل النهي . انتهى .

وقد صنف الحافظ أبو بكر الأصبهاني المعروف بابن المقرىء جزء في الرخصة في تقبيل اليد ، ذكر فيه أحاديث وآثار عن الصحابة والتابعين .

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 25-12-2009, 02:08 AM
المشاركة 112

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
شاوروهـنّ واعصوهـنّ

قرأت مقالا لإحدى الأخوات بعنوان : بكل فخر .. نحن أساس المشكلات !
أوردت فيه :
يقول الشاعر ...

رأيت الهمّ في الدنيا كثير ****وأكثر ما يكون من النساء

وقيل ... وراء كل مشكله ابحث عن امرأة . انتهى كلامها حفظها الله .
=============
فكان هذا المقال إثـر تلك الكلمات .
=============
نسمع أحياناً من بعض الناس من يُـردِّد :
شاوروهن واعصوهـن !!!
أو شاوروهن وخالِفوهـن !!!

ولا شك أن هذا القول من الإجحـاف في حـق النسـاء .
ففي كثير من الأحيان إذا أصاب الرجل الهَـمّ لجـأ - بعد الله - إلى أُمِّـه طالباً منها المشورة والدّعـاء .
أو ربما لجـأ إلى حليلته يبثّها شكواه ، فتُخفف عنه مِـن همِّـه .

تأملـوا حـال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار بعد أن جاءه المَلَك رجع صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال : زملوني زملوني ، فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع ، ثم قال لخديجة : أي خديجة مالي ؟ وأخبرها الخبر . قال : لقد خشيت على نفسي .
قالت له خديجة : كلا . أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً ، والله إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ... الحديث . رواه البخاري ومسلم

فمن الذي آزر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهـدّأ من روعه وطمأنه إلا خديجة رضي الله عنها ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف لها حقّها وقدرها حتى بعد موتها .

أيستعيبون استشارة المرأة ، وقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشورة امرأة في قضية تَهُمّ المسلمين بل قد أهمّت رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم مشهود من أيامه صلى الله عليه وسلم .
أما سمعتم - رعاكم الله - عن إحجامِ الصحابة عن حلقِ رؤوسهم يوم الحديبية ، فلما قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لهم : قوموا فانحرُوا ثمّ احْلِقوا .
قال الرواي : فوَ اللهِ ما قامَ منهم رجُلٌ حتى قال ذَلكَ ثلاثَ مَرّاتٍ .
فلمّا لم يَقُمْ منهم أحدٌ دَخلَ على (( أُمّ سَلمةَ )) فذَكرَ لها ما لقيَ منَ الناسِ .
فقالت أُمّ سَلمةَ : يا نبيّ اللهِ أتُحِبّ ذَلك ؟ أخرُجْ ثمّ لا تُكلّمْ أحداً منهم كلمةً حتى تَنْحَرَ بُدْنَك وتَدْعو حالِقَكَ فيَحْلِقَك .
فأخذ بمشورتها
فخرَجَ فلم يُكلّمْ أحداً منهم حتى فعل ذلك : نحرَ بُدْنَهُ ودَعـا حالِقَهُ فحلَقَه ، فلما رأَوا ذَلكَ قاموا فَنَحروا ، وجَعلَ بعضُهم يَحلِقُ بعضاً ، حتى كادَ بعضُهم يَقتُلُ بعضاً غَمّاً . كما عند البخاري في الصحيح .

فمن الذي أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر فيه الرّشَد ؟؟
ومن الذي أزاح الهمّ عن نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟

وليست هذه حادثة فريدة فقد استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة أخرى في قضية تُعَـدُّ مِنْ أخطر القضايا ، فقد سأل زينب بنت جحش عن عائشة بعد حادثة الإفك ، وما جرى فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ الهَـمّ .
قالت عائشة : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن أمري ، فقالت : مـا عَلِمْتِ ، أو ما رأيتِ ؟ فقالت : يا رسول الله أحْمِـي سمعي وبصري ، والله ما علمت إلا خيراً .
قالت عائشة : وهي التي كانت تُساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فَعَصَمها الله بالورع . متفق عليه . ( ومعنى تُساميني أي تُنافسني في المكانة )

فأين هذا من أناس لا يرون للمرأة رأياً ، كما أنـهم لا يرون لها حقـاً ؟؟

لقد استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاته ، وأخذ برأيهن .

ولم يَقُـل : شاوروهن وخالفوهن . كما يلهج به بعض الناس .
وهذا الحديث " شاوروهن وخالفوهن " لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم .
كما أن حديث : هلكت الرجال حين أطاعت النساء . حديث ضعيف .
وحديث : طاعة المرأة ندامة . حديث موضوع مكذوب كما بيّن ذلك كلّه الشيخ الألباني – رحمه الله – .
قال ذو النون : أما إنه من الحمق :
التماس الإخوان بغير الوفاء ، وطلب الآخرة بالرياء ، ومودة النساء بالغلظة .
فاستوصوا بالنساء خيراً . كما أوصاكم بِهنّ مَنْ هو بالمؤمنين رؤوف رحيم صلى الله عليه وسلم .
قال المباركفوري : والمعنى أوصيكم بِهنّ خيراً ، فاقبلوا وصيتي فيهن .
مع أطيب التمنيات لجميع الأخوة والأخوات .


تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 25-12-2009, 02:10 AM
المشاركة 113

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
التسوّق بين الفتنة والمتعة

كان من الصحابة من يأتي السوق لإقامة ذِكـرِ الله حال الغفلة .

فقد كان ابن عمر يقول : إني كنت لأخرج إلى السوق وما لي حاجة إلا أن أُسلِّم ويُسلَّم عليّ . رواه ابن أبي شيبة .

وكان بن سيرين يدخل السوق نصف النهار يُكبر ويُسبِّح ويذكر الله تعالى ، فقال له رجل : يا أبا بكر في هذه الساعة ؟ قال : إنها ساعةُ غفلة .

وكانت الأسواق تُذكرهم بالآخرة ، فإن ابن مسعود رضي الله عنه ما خرج إلى السوق فمرّ على الحدادين فرأى ما يُخرجون من النار إلا جعلت عيناه تسيلان .

وكان طاووس اليماني إذا مرَّ في طريقه على السوق فرأى تلك الرؤوس المشوية لم ينعس تلك الليلة .

وكان عمرو بن قيس إذا نظر إلى أهل السوق بكى ، وقال : ما أغفل هؤلاء عما أُعِـدّ لهم .

وإنما كانوا يحرصون على إقامة ذكر الله في الأسواق لأنها مواطن غفلة ولغو ولهو ، ويعظم أجـر الذّاكرِ لله في مواطن وأوقات الغفلة ، ولذا كانت صلاة الضحى تعدل 360 صدقة ، كما في حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يُصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ؛ فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى . رواه مسلم .

ومن هذا الباب عِظم أجر الذاكر في السوق .

قال محمد بن واسع قدمت مكة فلقيت بها سالم بن عبد الله بن عمر فحدثني عن أبيه عن جده عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، لـه الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير . كَتَبَ الله له ألفَ ألفَ حسنة ورفع له ألفَ ألفَ درجة ، وبَنى له بيتا في الجنة قال محمد بن واسع : فقدمت خراسان فأتيت قتيبة بن مسلم فقلت : أتيتك بهدية ، فحدثته الحديث . قال : فكان قتيبة يركب في موكبه حتى يأتـيَ السوق ، فيقولَها ، ثم ينصرف .
قال الذهبي : هذا إسناد صالح غريب . والحديث حسنه الألباني .

وروى ابن أبي شيبة عن أبي قلابة : قال التقى رجلان في السوق ، فقال أحدهما لصاحبه : يا أخي تعال ندعو الله ونستغفره في غفلة الناس لعله يُغفر لنا ، ففعلا ، فقُضيَ لأحدهما أنه مات قبل صاحبه ، فأتاه في المنام ، فقال : يا أخي أشعرت أن الله غفر لنا عشية التقينا في السوق .

وقال عبد الله بن أبي الهذيل : إن الله ليحب أن يُذكر في الأسواق ، وذلك لِلَغطِ الناس وغفلتِهم ، وإني لآتي السوق ومالي فيه حاجة إلا أن أذكرَ الله .

قال حميد بن هلال : مثل ذاكر الله في السوق كمثل شجرة خضراء وسط شجر ميت .

ولما دخل الحسن بن صالح السوق فرأى هذا يخيط وهذا يصنع ، بكى ، ثم قال : انظر إليهم يُعللون حتى يأتيَهم الموت .

وكان مالك بن دينار يقول : السوق مكثرة للمال مذهبة للدِّين .

هكذا كانوا مع الأسواق .
فكيف أصبحت أحوالنا مع الأسواق

أصبحنا نُسمّيها :
((( متعة التسوق ))) !!!

فنعوذ بالله من أحوال أُناسٍ لا يجدون الراحة والمتعة إلا في مواضع الفتنة . فيُسمّونها : مُتعة التّسوّق !
يجودن راحتهم في الأسواق التي هي أبغضُ البلاد إلى الله .

قال عليه الصلاة والسلام : أحب البلاد إلى الله مساجدها ، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها . رواه مسلم .
وما ذلك إلا لأن المساجد أماكن العبادة وذِكرِ الله عز وجل .
بينما الأسواق هي أماكن الغفلة .
قال الإمام النووي - رحمه الله - : أحب البلاد إلى الله مساجدها ؛ لأنها بيوتُ الطاعات ، وأساسُها على التقوى . وقوله : وأبغض البلاد إلى الله أسواقها ؛ لأنها محل الغش والخداع والربا والأيمان الكاذبة وإخلاف الوعد والإعراض عن ذكر الله ، وغير ذلك مما في معناه ... والمساجد محل نزول الرحمة ، والأسواق ضدها .
وحذّر رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم من المنازعات والخصومات التي تقع في الأسواق فقال : إياكم هيشات الأسواق . رواه مسلم
قال النووي : أي اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن التي فيها .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : إن التجار هم الفجار . قيل : يا رسول الله أوَ ليس قد أحلَّ الُله البيع ؟ قال : بلى ، ولكنهم يُحدِّثون فيكذبون ، ويحلفون ويأثمون . رواه الإمام أحمد وغيره وصححه الألباني .
وحذّر السلف من كثرة دخول الأسواق .
قال سلمان – رضي الله عنه – : لا تكونن – إن استطعت – أول من يدخل السوق ، ولا آخر من يخرج منها ، فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته . رواه مسلم .
وقال ميثم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه على آله وسلم : يغدو الملك برايته مع أول من يغدو إلى المسجد فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخل بها منـزله ، وإن الشيطان ليغدو برايته مع أول من يغدو إلى السوق . قال ابن عبد البر : وهذا موقوف صحيح السند .

وقال أبو عثمان : إن السوق مبيض الشيطان ومفرخه ، فإن استطعت أن لا تكون أول من يدخلها ولا آخر من يخرج منها فافعل .
وفي الأسواق تجتمع الشياطين للتحريش بين الناس وحملِهم على المفاسد سواء ما كان منها في التعامل والمعاملات ، أو ما كان منها في فساد الأخلاق وشَيْن الطبائع .

ومن عجبٍ أن أفضل الأوقات وأحبها إلى الله تُقضى في الأسواق ، فيقضون ليالي رمضان في الأسواق والتّسوّق .
وإذا قيل لهم في ذلك .
قالوا : تُريدوننا نحضر الأعياد بملابس قديمة !
لا . لا نُريد لكم ذلك ، ولكن هلاّ كان ذلك قبل ذلك ؟
أي قبل مواسم الخيرات .

وأشدّ ما تكون فتنُ الأسواق في العشر الأواخر من رمضان ، في تلك العشر التي هي أفضل ليالي الشهر بل أفضل ليالي العام فتضيع تلك المواسم بين السوق والمطبخ .
وتتدافع النساء في تلك الأيام على شراء ملابسِ العيد .

ووالله إن الواحد مِنّـا ليدخل لتلك الأسواق ، فما يجد قلبه الذي كان يجده قبل دخول الأسواق !
فيكون الرجل أو المرأة بين بيته ومسجده ومصحفه في أيام وليالي رمضان ثم تعرض له الحاجة فيدخل السوق ، فيتغيّر عليه قلبه .
وقد يقول بعض الناس إنه لا يجد ذلك ولا يُحسّ به !
فالجواب ما قاله ابن القيم – رحمه الله – : مرض القلوب لا يُشعر به غالباً .
أو قوله : وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يعرف به صاحبه لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها ، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته ، وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح ولا يوجعه جهله بالحق ، فإن القلب إذا كان فيه حياة تألّم بورود القبيح عليه ، وتألّم بجهله بالحق بحسب حياته . وما لجرح بميت إيلام . انتهى .

وإن كثيراً من النساء أضعن ليالي الشهر الكريم بين الأسواق ، فلو سُئلت إحداهن كم سوق دخلته في رمضان ، لغلِطت في العـدّ !
ولو سُئلت كم مرة قرأتِ القرآن ، لما ردّت !
وإن كانت غير قارئة للقرآن لقالت : لا أُحسن القراءة !
ألا تُحسنين قراءة سورة الإخلاص ( قل هو الله أحد ) كرريها عشر مرات ، ففي كل عشرٍ قصر في الجنة . كما في المسند وغيره ، وحسنه الألباني .

والمؤسف حقـاً أن تتباهى النساء في مشترياتهن – في هذا الشهر وفي غيره – طلباً للمباهاة ، وأن لا تكون " فلانة " أحسن مني ! أو لست أقل من " فلانة " !

تقول مُعلِّمة خليجية عن زميلتِها : كانت تقوم بالتدريس معنا فتاة تلبس النادر من الثياب والحُليّ ... تقول : وحاولت مُجاراتِها على حساب بيتي وزوجي وأولادي ... إلى أن قالت : وقدّر الله أن تموت تلك المُدرِّسة في حادث وتأسفنا عليها وبعد ثلاثة أشهر اكتشفنا أنها غارقة في الديون وأن أهلَها يستجدون أهلَ الخير لسداد الديون ، تقول : فقلت : لا للترف والمظاهر .
إسراف وتبذير وحبٌّ للمظاهر .

في أحد محلات بيع العطور تم تكريم بائع لأنه باع على إحداهن ما قيمته خمسة عشر ألف ريال مرة واحدة .
وامرأة اشترت من محِلاًّ يبيع صابون الجسم اشترت منه بأكثر من عشرين ألف ريال

وهذه بلا شك تدلّ على زيادة الترف الذي يُخشى معه من العقوبة التي لا تتخلّف عن المترفين .

وفي الأسواق ربما أُضيعت بسبب التسوّق الصلوات ، وعُصي رب الأرض والسماوات .
وإذا كان هذا يُستقبح في غير رمضان فهو في رمضان أشد قُـبحـاً وأعظم جُرماً .
ذلك أن رمضان شهر الغُفران ، فمن لم يُغفر له في رمضان فمتى يُغفر له ؟
قال عليه الصلاة والسلام : " أتاني جبريل فقال : يا محمد من أدرك رمضان فلم يُغفر لـه فأبعده الله . قل آمين . قلت : آمين . رواه ابن خزيمة والحاكم وصححه .

النساء وأهداف التسوّق :
منهن من تخرج للسوق دون غايةٍ أو هدف ، فتقول بعض النساء نريد زيارة السوق ، ولما تُسأل : لماذا ؟ وماذا تُريدين ؟ تقول : إن لقينا شيء زين اشتريناه !
فالخروج أصلاً لم يكن لهدف ، وإنما لإزجاء الوقت ، وإضاعة المال ، وربما الدِّين .

ومنهن من تخرج وتُخْرِج معها أهلَ بيتها ، حتى تُرى المرأةُ الكبيرةُ في السن والتي بلغت من الكِبر عِتيّا تُجَرُّ في الأسواق دون ذنب أو جناية !
فهل تذكّرت تلك النسوة أنهنّ مسؤولاتٌ عن أعمارِهنّ .
فلن تزول قدما عبدٍ يومَ القيامة حتى يُسأل عن عمره فيمَ أفناه ؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه
فهذه الأوقات التي تُهدر هي عمر الإنسان ، فمن رامَ قتل الفراغ فقد رام قتلَ نفسه

ومنهن من تخرج للتعرّف على كل جديد ، تتباهى به ، أو بمعرفته !

ومنهن من تخرج للسوق في ليالي رمضان لإضاعة الحياء وقلّـة الدِّين ، ويتمثّل ذلك في فتنة الشباب والشابات !
فتنة الشباب بما ترتديه من ملابس ، وما يفوح منها من عطورات .
وفتنة الشابات بتجرئتهنّ على ذلك الفعل المَشين وتهوينه في أعينهن .

ومن أساب كثرة ارتياد الأسواق وجودَ الخدم في البيوت .
فلو كانت المرأة تُعنى ببيتها وأولادِها لما وجدت أوقات فراغٍ تقضيها في الأسواق والحدائق والمطاعم التي انتشرت في الأسواق .

ومن النساء من أدمنت خروج السوق فلا يُمكن بعد ذلك أن تستغني عن السائق أو الخادمة ، فلا تَتَصوّر هي أن تعيش بدون هذين ، ولـو افتقـرت لاستطـاعت العيش ولاقْتَصَرت على ضروريات الحياة .

وكانت السؤال في أوساط النساء : هل عندك خادمة ؟ فأصبح السؤال مع تزايد الترف وكثرة المال : كم عندك من خادمة ؟
ووجود الخادمة في البيت له تبعاته من إهمال التربية والبيت والزوج ، وكثرة الخروج فتُصبح المـرأةُ خرّاجةً ولاّجـة ، لا همّ لها سوى شهوات البطن واللباس ، ومن كانت كذلك فهي لا تصلحُ أُمّـاً ولا تُحسن التربية .

وكُنت قرأت قبل فترة بعض الإحصائيات عن مرضٍ نفسي تفشّى في أوساط الكفّار ، وكنت أظنه حِكراً عليهم ، وإذا بي أسمع به في أوساط نساء المسلمين !

ذلكم المرض هو ما عُرِف بـ
( إدمان التسوّق )
فتشير بعض الأرقام إلى وجود ثمانمائة ألف مدمن تسوّق بشكل مرعب في بريطانيا
بينما العدد تضاعف في أمريكا فيوجد ثلاثة ملايين ونصف المليون مدمن تسوّق !

و مدمنو التسوق بعضهم أفلس وباع كل ما عنده ، فانتشرت عيادات مكافحة الإدمان .

تقول إحدى الأخوات إنها تعرِف فتاة تربّت في عائلة مُحافظة ، وكانت أمُها هي التي تقضي حوائج البنات ، فتذهب للسوق ما يُقارب ست إلى ثمان مرّات في السنة ، تقول : المصيبة وقعت بعد زواجها من زوج كانت أمُّـه مُدمنةَ أسواق ، ولم تكتفِ بذلك بل كانت تطلب من زوجة ابنها أن تلبس العباءة الفرنسية وترتدي الضيّق من الملابس وأخذ الزينة الكاملة عند الخروج ، تقول عن أمّ زوجها : إنها مُدمنة تسوّق بغرض توسيع الصدر ؛ لأنها يضيقُ صدرها باستمرار ... إلى أن قالت : المشكلة أنها ترتاد السوق في رمضان بشكل شِـبـهَ يومي من أجل الجوائز !!!
ضاع ليلُ رمضان بين السوق والسائق !

أخيراً :
قد يعترض مُعترض فيقول جعلتم التسوّق فتنة !
فأقول : ما هو تعريف الفتنة أولاً ؟
الفتنة تُطلق على عدة معاني ، منها :
اختبار الذهب ، فتنته على النار ، أي عرضته عليها .
والامتحان : فُتِن فلان ، أي امتُحِن .
ويُطلق على الجنون ، ومنه قوله تعالى : ( بأيكم المفتون ) قال أبو عبيد : المجنون .
والتعلّق بالنساء ، يُقال : فَـتَـنَـتْـه المرأة ، إذا تعلّق بها .
وقد قال عليه الصلاة والسلام : ما تركت بعدي ( فتنة ) أضرّ على الرجال من النساء . متفق عليه .

وقد قسّمت الفتن إلى صغار وكبار كما في حديث حذيفة المتفق عليه .
قال عمر : أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة كما قال ؟ قال حذيفةُ : فقلت : أنا . قال عمر : إنك لجريء ! وكيف قال ؟ قال قلت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فقال عمر : ليس هذا أريد ، إنما أريد التي تموج كموج البحر . قال حذيفةُ فقلت : مالك ولها يا أمير المؤمنين ؟ إن بينك وبينها بابا مغلقا . قال : أفيكسر الباب أم يفتح ؟ قال قلت : لا بل يكسر . قال : ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا . قال فقلنا لحذيفة : هل كان عمر يعلم من الباب ؟ قال : نعم . كما يعلم أن دون غد الليلة . إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط . قال شقيق بن عبد الله : فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب ، فقلنا لمسروق : سله ، فسأله فقال : عمر .

ويُطلق الفاتن على الشيطان .
وعلى من يُثير الفتنة .
وعلى المضلّ عن الحق .
ومن هنا جاء هذا العنوان .

والله أعلم .


تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 25-12-2009, 02:16 AM
المشاركة 114

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
( تصحيح مفاهيم )

تنبيه على عبارة : " لا تقل : يا رب عندي هَمّ كبير "

شبهات رافضية حول بعض الأحاديث النبوية

شبهات متعلقة بالإمامة – بين السنة والرافضة

مذهب آل البيت بين السنة والرافضة

ما صحة الجرائم الوهابية في حق الآثار النبوية ؟

سؤال وجوابه عن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب

سؤال وجوابه حول شُبهات متعلقة بالمصافحة بين الجنسين

شبهة وجوابها عن حفظ القرآن

قَـرِين قَارُون !


لا تُشَبِّه الْحُسْن بِالقَمَر

أمَا واللهِ لَو عَلِم الأنَام .. ؟

نِعْمَة الله عَلى هذه الأُمَّـة

خَلَل في الـتَّدَيُّـن

كَالْمُنْـبَتّ

إنْ لَمْ تُـزِل الْحَجَر تَعَثَّرتَ به

رُبَّ امرئ حَـتْـفُـه فيما تَمَـنّـاه

خَـان فـ هَـان

الْمَكَارِمُ مَنَوطَـةٌ بالْمَكَارِهِ

شيّـك على الإيميل

المهندس الإيطــالـي ... والإبداع

رأيتهن ... في صحراء قاحلة !

كلمات وألفاظ في الميزان ...

مائة ألفٍ أو يزيدون ... ماذا يصنعون ؟؟

من هم الظلاميّـون ...؟؟

هل تستطيع المرأة أن تعيش بلا رجل ؟؟

أوربــــا المتخـلـِّـفــة !!

جوانب مشرقة وصفحات مضيئة من حياة الجاهلية !!

قضية تعدد الزوجات بأعين الأمم المعاصرة

قَـطَـع الله يــدك !

الإفساد في الأرض

الـنـَّـار ولا العــار

من هو الحاكم ... ؟؟ أأبو جهل ؟؟!!

التقوى في القلوب ،،، والباقي مظاهـر

الصحافة ... والكيل بمكيالين

وما يُدريك ؟ لعل هذا المُحتقَر يُساوي آلاف البشر

حقيقة سعادة الكفار ... كيف ؟ وهل هم سعداء ؟؟

حــرام نـفـرح ؟

مداهنة أم مُداراة ؟

وهذه هدية أُهديت إليّ

من نتائج الاختلاط

مَنْ هذا الطفل الذي وقفت لأجله الجموع ؟؟

ما مدى اهتمامك بِدينك ؟







تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 25-12-2009, 10:24 AM
المشاركة 115

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
تنبيه على عبارة : " لا تقل : يا رب عندي هَمّ كبير "

عبارة قرأتها كثيرا في أكثر من منتدى ، وفي أكثر من توقيع ، ومرّت بي العِبَارة كثيرا ! إلاّ أنها استوقفتني مَرّة مِن الْمَرّات ، فوقفتُ مُتأمِّلاً في قولهم : لا تَقُل : يا رب عندي هَـمّ كبير ، ولكن قُل : يا هـمّ عندي ربّ كبير ! فتذّكَرتُ شَكوى نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام ، حينما بَثّ حُزنه وشكواه إلى الله ، فقال : ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ) .
قال ابن كثير في تفسير الآية : (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي) أي : هَمِّي وما أنا فيه (إِلَى اللَّهِ) وَحْدَه . اهـ .

وقال ابن عادل الحنبلي : والبَثُّ : أشَدُّ الحزن ، كأنَّه لِقُوّته لا يُطاق حَمْله . اهـ .

وقال القاسمي : أي : لا أشكو إلى أحدٍ منكم ومِن غيركم ، إنما أشكو إلى ربي داعيًا له ، وملتجئا إليه ، فَخَلّوني وشِكايتي . ( وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ) أي : لمن شكا إليه من إزالة الشكوى ، ومَزِيد الرحمة : ( مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) ما يُوجب حُسن الظن به ، وهو مع ظنّ عَبْدِه بِه . اهـ .

ووقفتُ مع شكوى الْمُجادِلَة .. (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ)

وفي بعض الآثار : " قالت : أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي ووحشتي وفِراق زوجي " .

فالْهَمّ العظيم لا يُشكَى إلاّ إلى الله ؛ لأنه لا يَكشفه إلاّ الله .

فَشَكوى الْهَـمّ إلى الله مشروعة ، بل هي مطلوبة شرعا ..
واشتُهِر عن عليّ رضي الله عنه قوله : أشكو إلى الله عُجَري وبُجَري .
قال الأصمعي : يعني همومي وأحزاني .

قال أبو إسحاق الشيرازي :

لبِستُ ثوب الرَّجا والناس قد رقدوا *** وَقمِتُّ أشكوا إلى مولاي ما أجـدُ
وقُلتُ يا أمَلـي فـي كـلِّ نائبـة *** ومَن عليه لكشف الضُّـرِّ أعتمد
أشكو إليك أمـوراً أنـت تعلمهـا *** ما لي على حملها صبرٌ ولا جلـدُ
وقد مدَدْتُ يدِي بالـذُّلِّ مبتهـلاً *** أليك يا خير من مُـدَّتْ أليـه يـدُ
فـلا ترُدَّنهـا يـا ربِّ خائـبـةً *** فبَحْرُ جودِكَ يروي كل مـنْ يَـرِد

ولا يعني هذا أن لا يُشكَى إلى غير الله ؛ لأن في الشكوى تخفيفا وتسلية ..
" وهذا ما لم يكن الـتَّشَكِّي على سَبيل الـتَّسَخُّط ، والصبر والتجلّد في النوائب أحسن ، والتعفف عن المسألة أفضل ، وأحسن الكلام في الشكوى سؤال المولى زوال البلوى " كما قال القرطبي .

وربما شَكَا الصحابة الكرام رضي الله عنهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما يَجِدون ..

قَال خَبَّاب بْن الأرَتّ رضي الله عنه : شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ .. رواه البخاري .

وقال رضي الله عنه : شَكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة في الرمضاء فَلَم يُشْكِنا . رواه مسلم .

وفي المسْنَد : قال الزبير بن عدي : شَكونا إلى أنس بن مالك ما نلقى من الحجاج ! فقال : اصبروا فإنه لا يأتي عليكم عام - أو يوم - إلاّ الذي بعده شرّ منه ، حتى تلقوا ربكم عز وجل . سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم .

قال أبو طلحة رضي الله عنه : شَكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع .. رواه الترمذي .
وقال الحارث بن يزيد البكري : خرجتُ أشكو العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. رواه الإمام أحمد .

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم يشكو جارَه ... رواه أبو داود .

وعند البخاري من حديث عَدِيّ بْن حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ رَجُلانِ ؛ أَحَدُهُمَا يَشْكُو الْعَيْلَة ، وَالآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ ...
والعَيْلة : هي الفَقْر .

قال القرطبي في تفسيره : فأما الشكوى على غير مُشْكٍ فهو السَّفَه ، إلاَّ أن يكون على وَجه البثّ والـتَّسَلِّي . اهـ .

وعلى كُلّ فإن قولهم : " لا تَقُل : يا رب عندي هَـمّ كبير ، ولكن قُل : يا هـمّ عندي ربّ كبير " ، وإن كان ما قَصَدُوه وَاضِحًا ، إلاّ أنّ قولهم : " لا تَقُل : يا رب عندي هَـمّ كبير " ، مُتضمّن لِعدم شكوى الْهَمّ إلى الله .. وهذا خِلاف المشروع من شكوى الْهَمّ إلى الله الذي بِيدِه مفاتيح الفَرَج ..

وأنشد بعضهم :

إذا الحادثات بَلَغْنَ الْمَدَى *** وكادت تَذوب لَهُنّ الْمَهْج
وحَلّ البلاء وقَلّ العَزاء *** فعند التناهي يكون الفَرَج
رمضان 1429 هـ


تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 25-12-2009, 10:26 AM
المشاركة 116

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
شبهات رافضية حول بعض الأحاديث النبوية


السؤال :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
هذه ضلالات شيعي ونريد الرد عليها ... لتعم الفائدة لأنه ينشرها في التجمعات السنية والصراحة لا علم لنا بالرد للاسف

وهذه هي
بما انكم لا تقبلوا المساس بمدراسكم التى تذكرها البخاري ومسلم وغيرها ممن تعتبروه قدس الاقداس وغير قابل للتحريف فاليك بعضا واكرر بعضا من ما مذكور في هذه الكتب

النموذج الاول
(1)
صحيح البخاري، الحديث رقم: 583: كتاب الاذان- حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صل

لأهمية هذا الحديث فقد ورد ذكره في اربع مواضع. وهي الاحاديث ذات الارقام – 1222، 1231، 1233، 3285 لنتأمل هذا الحديث المفترى على رسول الله – صلى الله عليه وسلم
الله تعالى أرسل جبريل عليه السلام ليوحي للرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم، بإن للشيطان ضِراطاً..
الله تعالى أرسل الروح القدس جبريل - عليه السلام ليوحي للرسول الكريم، أن الشيطان لا يحب سماع ألآذان.. وأن الشيطان سوف يصدر ضٍراطاً حتى لا يسمع ألآذان!
فهل هذا الحديث وحي من الله تعالى لرسوله الكريم ومساوٍ لما جاء في كتاب الله؟ والرسول عليه الصلاة والسلام مامورٌ بتبليغه لنا؟؟ يقول الله تعالى في كتابه العزيز
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا – الكهف 27

(2)
صحيح البخاري، الحديث رقم 618: حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء

هل هذا وحي من الله تعالى لرسوله الكريم يأمره بحرق بيوت الناس؟؟ ماذا عسانا فاعلون مع قول الحق سبحانه وتعالى لرسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ - آل عمران 159 ووصفه سبحانه وتعالى
وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ - القلم 5

(3)
صحيح البخاري، الحديث رقم 659: حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا شعبة عن محمد بن زياد سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال أما يخشى أحدكم أو ألا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار

هل هذا الحديث أيضاً وحي من الله جلَّ وعلا؟ هل من المعقول أن يتلفظ رسول الله – صلى الله عليه وسلم بهذه الالفاظ مع الرُكع السجود، وهو صاحب الخُلق العظيم وعلى المسلمين تقديس هذا الحديث المفترى على رسول الله – صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة؟؟ هل أخبر الله تعالى رسوله الكريم أنه سبحانه وتعالى سيجعل من رأس المصلي راس حمار ويجعل صورته صورة حمار إذا رفع رأسه قبل الامام؟ كثيرون رفعوا رؤسهم قبل الامام فهل حدث ذلك ولو مرة واحدة على مدى أربعة عشرّ قرنا؟؟
أنا على يقين تام بأن قائل هذا الحديث إنسان حاقد على الإسلام والمسلمين وعلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم، ويريد أن يشوه الدين بمثل هذه الاحاديث التي ظاهرها الدين والتدين وباطنها الحقد الدفين على ألأسلام والمسلمين. لقد كان رسول الله كان يدعوا إلى سبيل ربه بالحكمِة والموعظةِ الحسنة ولا يمكن أن يلجأ إلى مثل هذا الاسلوب المنفِر

(4)
صحيح البخاري، الحديث، رقم 619: حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة
صحيح البخاري، الحديث رقم 619: حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا الليث حدثني بن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة

روايتان متناقضان (لنفس الراوي) عبدالله بن يوسف؟؟؟ ولكن من مصدرين مختلفين (عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم) عبدالله بن عمر يقول أنه سمعّ رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرون درجة، وأبي سعدٍ سمعّ من رسول الله أن صلاة الجماعة أفضل بخمس وعشرين درجة.!! هل هذا الحديث الظني (إن صحَ ) مساوٍ لكتاب الله تعالى؟ مرة أخرى أقول (لو صحَ) هذا الحديث المنسوب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم فإنه عند الله لا يساوي شيئاً، مصداقاً لقول الحق: وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ - يونس 36

(5)
صحيح البخاري، الحديث رقم 3097 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير؟؟؟ عن منصور؟؟؟ عن أبي وائل؟؟؟ عن عبد الله؟؟؟ رضى الله تعالى عنه قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه

أوضح لنا القرآن الكريم خصائص الشيطان وحذرنا المولى سبحانه وتعالى من حبائله في ستةٍ وخمسون آية كريمة، وخصائصه كما وردت في كتاب الله هي:-
عدو مبين: إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ - البقرة 209 –( يعدُ بالفقر ويأمر بالفحشاء) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ - البقرة 268
يوقع العداوة والبغضاء: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ -المآئدة 91
تزين الاعمال: وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ - الانعام 43
وسوسة الشيطان للنا س: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا – الاعراف 29 فتنة الشيطان: يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ - الاعراف 27
النسيان: وَقَال لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ يوسف 42
إفساد الروابط الإنسانية: مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ - يوسف 100
الإضلال عن ذكر الله: لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا – الفرقان 29

ما على القارئ الفطن إلا أن يقارن بين وحيَ الله تعالى وبين الكلام المفترى على رسول الله – صلى الله عليه وسلم، فهل هذا الحديث المزعوم وحيَ من الله تعالى؟ أم هو من الاوهام والاباطيل والظنون التي إستسلم لها المسلمون لثلاثة عشر قرنا؟

(6)
صحيح البخاري، الحديث رقم 3056 حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن سمي؟؟؟ عن أبي صالح؟؟؟ عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من (وافق قوله قول الملائكة) غفر له ما تقدم من ذنبه

هل هذا وحيَ من الله تعالى أيضاً؟ يبدوا جلياً في هذا الحديث من أن المفتري على رسول الله – صلى الله عليه وسلم ليس من المسلمين ولا يعلم أن الله سبحانه وتعالى وحده الذي يغفر الذنوب، والمغفرة ليست منوطةٌ بموافقة الملائكة، ثم ماذا عسانا فاعلون مع قول الحق سبحانه وتعالى:
وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ (بِإِذْنِهِ) وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ - البقرة 221 وقوله سبحانه وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ (مِّن رَّبِّكُمْ) وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ - آل عمران 133

(7)
صحيح البخاري، الحديث رقم 4805 حدثنا إسماعيل؟؟؟ قال حدثني مالك؟؟؟ عن بن شهاب عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشؤم في المرأة والدار والفرس

صحيح البخاري، الحديث رقم 4806 حدثنا محمد بن منهال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا عمر بن محمد العسقلاني عن أبيه عن بن عمر قال ذكروا الشؤم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس

هل هذا الحديث ينطبق أيضاً على أزواج رسول الله – صلى الله عليه وسلم وبناته، فهل أزواجه وبناته، رضوان الله عليهم جميعاً ووالدة الرسول الكريم كانوا مصدر شؤم له؟ وهل كانت السيدة مريم عليها السلام والتي إصطفاها الله تعالى وطهرها على نساء العالمين مصدر شؤم؟؟؟ وهل على المسلم أن يطبق هذا الحديث على أنه سُنَة من سُنن رسول الله؟ كيف لنا أن نتباهى أمام العالم ونقول أن الاٌسلام كرّمّ المرأة وأنصفها، ورسول الإسلام يعتبرها مصدر شؤم؟ هل هذه حقاً نظرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم للمرأة؟ أم هذا ما أوحيّ إليه؟؟ أم هو إفتراء على رسول الله
لنقارن بين الوحيَ الحقيقي وما دُلس به على رسول الله – صلى الله عليه وسلم. يقول الله تعالى
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ - آل عمران 42
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ - التوبة 71
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ - الحديد 12
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا – الاحزاب 35

(8)
صحيح البخاري، الحديث رقم 185 حدثنا آدم قال حدثنا شعبة قال حدثنا الحكم قال سمعت أبا جحيفة يقول خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة فأتي بوضوء فتوضأ فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به فصلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة وقال أبو موسى دعا النبي صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه (ومج فيه) (أي بَصقَ) ثم قال لهما اشربا منه وأفرغا على وجوهكما ونحوركما

هل ما فعله الرسول الكريم في هذا الحديث المفترى وحي من الله تعالى؟ وأن الله تعالى أمر رسوله الكريم بأن يأمر الناس بان يتوضؤا من فضل وضوئه، وأوحى إلى رسوله بأن يبصقَ في الماء ليفرغا من هذا الماء (الممزوج بالبصاق) على وجوهما ونحورِهما؟؟
هل هذا الحديث والاحاديث المشابهه له هي من نفس الوحيَ الذي نزل بالقرآن على رسول الله أم من وحيَ آخر، حيث أنني لا أجد تشابهاً ولا تطابقاً بين هذين الوحيين؟!! يا عباد الله إتقوا الله وكفاكم وهماً وتسامحاً مع من يسيئ إلى رسول الله

هل ازيد ام تكفي هذه الادله وارجو ممن يعارض هذا ان يرجع الى مصادره وقد ذكرتها بالارقام وهي ثابته لجميع الطبعات

ولدي العشرات والعشرات لكن المقام لا يسع لكل هذا


الجواب :


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

أولاً : هذا نداء لكل سُنيّ يرتاد الشبكة ( الإنترنت ) أن لا يُصغي بِسمعه إلى صاحب هوى ، فكيف إذا كان يُصغي بِسَمْعِه إلى زنديق يطعن في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ولا غرابة أن تطعن الرافضة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد طعنوا في القرآن الكريم وادّعوا بأنه مُحرّف ، ففي كُتُب الرافضة أكثر من ألفيّ رواية تنصّ على أن القرآن مُحرّف !
وسبب ذلك أن ابتداء جمع القرآن بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كان على يد أبي بكر ثم عمر ثم عثمان رضي الله عنهم أجمعين ، وهؤلاء ألَـدّ أعداء الرافضة !

ثانيا : هذا الطعن قديم ، وهذا التشكيك ليس وليد الساعة ، ولا نِتاج العصر .
بل هو قديم يُراد من ورائه التشكيك في الدِّين ، وهدم دين الإسلام لبنة لبنة .
فلم يستطع بعضهم – أو كثر منهم – أن يُجاهر بالزندقة والطّعن في الدِّين ، وإنما بالطّعن الخفيّ .
قال الإمام أبو زرعة : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة . اهـ .

ثالثا : كُنا نقول : إن الرافضة صنيعة يهودية ! فنُتّهم بالمبالغة !
وإلاّ فأي فَرْق بين قول اليهود لسلمان رضي الله عنه : قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة ! قال : أجل ! لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول ، أو أن نستنجي باليمين ، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار ، أو أن نستنجي بِرَجِيع أو بِعَظْم . رواه مسلم .
وبَيْن قول الرافضي وطعنه في هذه الأحاديث ؟!

الكُلّ حَسَدَة ، والفرع يَعود لأصله !
ومذهب الرافضة صنيعة يهودية ، كان ابتداء أمرهم على يد ابن السوداء ، وهو عبد الله بن سبأ اليهودي ، الذي كان أصله من يهود اليمن !

وماذا يقول الرافضي عما جاء بالكتاب والسنة مما يتعلّق بالطهارة وأحكامها ؟
ولعله يطعن فيها كما طَعن أسلافه !
ولا غرابة أن تُعدّ الطهارة والترفّع عن القبائح نقيصة وعيب وجُرْم !
فقد قال قوم لوط عن آل لوط (أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) !

ففي القرآن من أحكام الطهارة قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ) .
فهل سيقول الرافضي : هذا ليس من القرآن ؟!
أم سيقول : هل أرسل الله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم ليقول له ما يقول عن الجنابة والاغتسال منها ، أو إتيان الغائط أو مُلاسمة النساء ، وهي الجماع ؟
هل سيطعن الرافضي أيضا في القرآن ؟!
إن فعل ، فلا غرابة ؛ لأن هذا قول أكثر أسلافه من أئمة الرافضة !

ومثله ما جاء في الأحاديث الصحيحة في أحكام الطهارة وأحكام الزواج ، وغيرها مما اعتبره الرافضي نقيصة في ألأحاديث النبوية .

رابعا : كيف يجرؤ رافضي أن يطعن في كُتُب أهل السنة وأئمة الرافضة تروي الأحاديث عن ( الْحَمِير ) [ جَمْع حِمَار ] ؟!!!

ففي كِتاب " الكافي " للكليني – وهو أصح كُتُب الرافضة – ! ( المجلد الأول – ص 236 ، 237 - طبعة طهران ) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) – ثم ذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم قُرب وفاته – وفيه :
ثُمَّ قَالَ يَا بِلَالُ عَلَيَّ بِالْبَغْلَتَيْنِ الشَّهْبَاءِ وَ الدُّلْدُلِ وَ النَّاقَتَيْنِ الْعَضْبَاءِ وَ الْقَصْوَاءِ وَ الْفَرَسَيْنِ الْجَنَاحِ كَانَتْ تُوقَفُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ لِحَوَائِجِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) يَبْعَثُ الرَّجُلَ فِي حَاجَتِهِ فَيَرْكَبُهُ فَيَرْكُضُهُ فِي حَاجَةِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ حَيْزُومٍ وَ هُوَ الَّذِي كَانَ يَقُولُ أَقْدِمْ حَيْزُومُ وَ الْحِمَارِ عُفَيْرٍ فَقَالَ : اقْبِضْهَا فِي حَيَاتِي . فَذَكَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) أَنَّ أَوَّلَ شَيْ‏ءٍ مِنَ الدَّوَابِّ تُوُفِّيَ عُفَيْرٌ سَاعَةَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) قَطَعَ خِطَامَهُ ثُمَّ مَرَّ يَرْكُضُ حَتَّى أَتَى بِئْرَ بَنِي خَطْمَةَ بِقُبَا فَرَمَى بِنَفْسِهِ فِيهَا فَكَانَتْ قَبْرَهُ . وَ رُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) قَالَ : إِنَّ ذَلِكَ الْحِمَارَ كَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ فَقَامَ إِلَيْهِ نُوحٌ فَمَسَحَ عَلَى كَفَلِهِ ثُمَّ قَالَ : يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ هَذَا الْحِمَارِ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ سَيِّدُ النَّبِيِّينَ وَ خَاتَمُهُمْ ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنِي ذَلِكَ الْحِمَارَ .

فهل رأيتم إهانة للنبي صلى الله عليه وسلم مثل هذه الإهانة في أصح كُتُب الرافضة ؟
أن يقول الحمار لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي " .
قبّح الله تلك العقول .. وتلك الأفهام ..

ثم لم يكتفوا بذلك بل زادوا الطين بِلّة !
حيث زعموا أن الْحِمَار حدّث عن أبيه عن جدّه عن أبيه الذي كان ركب في سفينة نوح !
فهذه الرواية عن حمار والحمار يروي عن أبيه عن جدّه عن أبيه أيضا !
فهل رأيتم مثل هذا السُّخْف ؟!
وكم بين زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن نوح عليه الصلاة والسلام ؟
ما أطول أعمار هذه الحمير الرافضية !
فليس بين ذلك الحمار ( الراوي ) وبين الحمار الذي ركب في سفينة نوح إلاّ أربعة حَمِير !!

سُحقا وبُعدا للزندقة الرافضية ولِسُخف العقول .. التي تطعن في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وهي في أعلى درجات الصِّحَّة ، ثم تروي أحاديثها عن سلسة من الحمير !
أتَعِيب علينا الرافضة نقل ما يتعلق بِبُصاق النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بِما شَرِب منه عليه الصلاة والسلام ، وهو بَرَكة وحق لا يُنكر ..
وهم ينقلون جواز التبرّك بِبُراز الأئمة وأبوالهم !!!

روى الكليني في " الكافي (الجزء الأول – ص 388 ) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ : لِلإِمَامِ عَشْرُ عَلامَاتٍ يُولَدُ مُطَهَّراً مَخْتُوناً ، وَ إِذَا وَقَعَ عَلَى الأَرْضِ وَقَعَ عَلَى رَاحَتِهِ رَافِعاً صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَيْنِ ، وَ لا يُجْنِبُ ، وَ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَ لا يَنَامُ قَلْبُهُ ، وَ لا يَتَثَاءَبُ وَ لا يَتَمَطَّى ، وَ يَرَى مِنْ خَلْفِهِ كَمَا يَرَى مِنْ أَمَامِهِ ، وَ نَجْوُهُ كَرَائِحَةِ الْمِسْكِ .

النجو : الغائط !!!

فمن هو الآن الذي أساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

أهُم أهل السنة أم الرافضة التي تروي أن الحمار فَدّى النبي صلى الله عليه وسلم بآبائه ؟!!
أهم أهل السنة الذين يرون بركة ريق النبي صلى الله عليه وسلم وفَضْلَة ما شَرِب منه أم الرافضة الذين يرون بركة البول الغائط الصادر عن الأئمة ؟!!!

خامسا : يُقال في هذه الشُبُهات مثل ما قيل في تلك الشُبُهات حول الأحاديث النبوية ، والتي سبقت الإجابة عنها هنا :

شبهات خطيرة حول : علينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الدانمارك والمسيحيين
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1015

تنبيه :

الرافضة أكثرت الكذب على الأئمة ، فلا يُفهم من حكاية قول أو إيراد رواية رواها الرافضة أنها ثابتة عن الأئمة .
لأن أئمة آل البيت براء من تلك الأكاذيب ، وهم أئمة أجلاّء ، فلا يجوز اعتقاد نسبة ذلك إليهم .
وإنما نوردها لأن الرافضة تحتج بها في أصح الكُتب عندهم ، وهو الكافي .

وتنبيه آخر :
أن عقيدة الرافضة تقوم على " التقيّة " وهي تسعة أعشار الدين عندهم ، ومن لا تقية له لا دِين له ! هكذا يروون !

وهي إظهار خلاف ما يُبطنون !

فلا يغترّ سِنّي إذا ما قال له رافضي هذه روايات غير صحيحة ، أو نحن لا نعتقد صحّتها ، أو غير ذلك .. لأنهم يقولون ذلك كذبا وتقيّة !


والله أعلم .

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 25-12-2009, 10:28 AM
المشاركة 117

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
قَـرِين قَارُون !


التاريخ – غالبا – يُخَلِّد أسْمَاء الْمُتمَيِّزين ! سَواء كان تَمَيّزهم في الْخَيْر أوْ في الشَّر !
فَيُسَطِّر التاريخ أسْمَاء العُظَماء ، الذين دَخَلوا مِن أوْسَع بَوّابات التاريخ .. عُلَماء عامِلِين ، وقَادَة فاتِحِين .. وأمَرَاء عَادِلِين ، وعُبَّاد مُتَهَجِّدِين مُجْتَهِدِين .. وكُرَمَاء حُلَمَاء .. أو فُرسَان أتْقِيَاء ..

ويُدَوِّن أسْمَاء آخَرِين .. بَرَزُوا في الشَّر ، واجْتَهَدُوا في الفَسَاد والإفْسَاد ، حتى أصْبَحُوا أئمة يُقَتَدى بهم في الشَّر ! (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) .. ولله في إيجادِهم حِكْمَة ..

ومِن هؤلاء قائد التُّجَّار الفُجَّار إلى النار .. صاحِب الخزائن التي يَعَجَز الرِّجَال عن حَمْل مَفَاتيحها .. فكيف بِمَا فيها ؟!

صَاحِب الْحُلَّة الفَارِهة واللبَاس الفَاخِر .. إذْ كان يَنظُر في عِطْفَيه .. ويَجُرّ إزاره مُختالا فَخورا .. مُتَبَخْتِرًا مُتَكَبِّرا ..
خَرَج على قَوْمِه في زِينَتِه ..
خَرَج يَخْطُر بِمِشْيَتِه .. يَهُزّ أكْتَافَه .. قد أعْجَبَتْه نَفْسه ..
سَرَّح شَعْرَه .. وتَبَاهَى بِزِينَتِه ..
حتى أخَذَتْ زِينتُه بالأبْصَار لأوَّل وَهْلَة ..
(قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)

إلاَّ أن أهل العِلْم والإيمان يَنْظُرُون بِبَصَائرهم قبل أبْصارِهم

(وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ)
فكانت عاقِبَة البَغْي والكِبْر (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ) ..
عند ذلك بَان لأهل الدنيا ما كَان فيه قَارُون مِن غُرور : (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) ..

وفيما أخبر به نَبِيُّـنَا صلى الله عليه وسلم : بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي قَدْ أَعْجَبَتْهُ جُمَّتُهُ وَبُرْدَاهُ إِذْ خُسِفَ بِهِ الأَرْضُ ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الأَرْضِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ يَمْشِي فِي بُرْدَيْهِ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ فَخَسَفَ اللَّهُ بِهِ الأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .

وَرَوَى الطَّبَرِيُّ فِي التَّارِيخ مِنْ طَرِيق سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة عَنْ قَتَادَة قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُخْسَف بِقَارُون كُلّ يَوْم قَامَة ، وَأَنَّهُ يَتَجَلْجَل فِيهَا لا يَبْلُغ قَعْرهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة . ذَكَره ابن حجر .

ما يَنفَعُه أن خُلِّد ذِكْره بالسُّوء ؟!
وما يُجْدِي عنه أن لا يَبْلَى جَسَدُه .. وهو فيما هو فيه مِن العَذَاب ؟!
ما أغنَى عنه مَالُه وما كَسَب !
لا الْمَال أغنى أو نَفَع .. ولا الْجَاه أجْدَى أو شَفَع .. ولا الوَلَد أو الْخَدَم والْحَرَس دَفَع ..

فإنَّ الْخَسْف لَم يَكن بِشَخْصِه .. بل بِـه وبِدَارِه ..

قَارُون في ظِلّ طُغْيَان الْمَال .. لَم يَسْتَمِع إلى نُصْح النَّاصِحِين .. ولَم يَلْتَفِتْ إلى شَفَقَة الْخائفِين ..
(إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)
لا يُحِب الأشِرِين البَطِرِين .. الذين يَدْفَعُهم الْفَرَح إلى مُجاوزة الْحُدود .. ويُخرِجهم الأشَر إلى العُدْوَان .. ويَحْمِلهم الْبَطَر إلى ازدِراء الْخَلْق ..

أمَا إنَّ النَّاصِحِين لَم يُطالِبُوا قَارُون بالتَّخَلِّي عن دُنْيَاه .. ولا إنْفَاق كُنُوزِه .. بل طَلَبُوه أن يُوازِن بَيْن الدَّارَين .. (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)
ثم ذَكَّرُوه بِأصْل هَذه الـنِّعَم ، فقالوا : (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) .. والْمَعْنَى : قَابِل الإحْسَان بإحْسَان ..
وبعد أن رَغَّبُوه .. حَذَّرُوه مِن مَغَبَّـة عَمَلِه .. فقالوا : (وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) ..
فما كان جواب الْمُتَكبِّر الْمُتَجبِّر الباغي ؟!
(قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) !
قال أبو سليمان الداراني : أرَاد العِلْم بِالتَّجَارب ووُجُوه تَثْمِير الْمَال ، فكأنه قال أُوتِيته بِإدْرَاكِي وبِسَعْيِي !
وقال ابن عطية : ادَّعَى أنَّ عِنده عِلْمًا اسْتَوْجَب به أن يَكُون صَاحِب ذَلك الْمَال وتِلك النِّعْمَة . اهـ .
..
ولئن مَات قارُون فقد أبْقَى ذِكْره السيئ ! فلا يُذْكَر بِخير !
ولئن ذَهَب قارُون فقد بَقِي لَه وَرَثَة ! حمَلُوا غَطْرسَته .. وتَبَنَّوا أفْكَاره !
أعْتَدُّوا بِذواتِهم ! وتَاهُوا على الوَرَى بِما أُوتُوا .. مِمَّا لم يَكن لهم في كثير مِنه حَول ولا قُوَّة !
فلا هُم اخْتَارُوا آباءهم .. ولا أوْجَدُوا أنفسهم مِن عَدَم ..
بل خَلَقَهم الله مِن ضَعْف .. وهُم خَلْقٌ لا يَتَمَاسَك .. فما يَلْبَث أن يُرَدّ إلى ضَعْف ..

ووَرَثَة قارُون بَاقُون على مَرّ الأزْمَان .. !
وهكذا هو الإنسان بِطَبعَه الكَنُود الْجَحُود .. (فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ، وإذا كان الأمر كذلك فـ (قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) .. بل (فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ)
" فَبَسْط الرِّزْق على الكَافِر لا يَدُلّ على كَرَامَتِه " (أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ، وذلك لأنَّ الدنيا دَار امْتِحان .

ومِن وَرَثَة قارُون مَن إذا وُسِّع له في رِزْقَه حَمَله ذلك على التَّمادي في المعاصي ! زاعِمًا أنه إنما أُوتي ما أُوتِي لِكَرَامَته على الله (فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) ..
هذا مغْرُور .. ويُقابِله جَاحِد (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) ..
وليس الأمر كَما ظَنُّوا ، فقد نَفَى الله ذلك بِقَولِه : ( كَلاَّ )
قال ابن القيم : " فَرَدَّ اللهُ سُبحانه على مَن ظّن أنَّ سَعَة الرِّزْق إكْرام ، وأنَّ الفَقْر إهَانة ، فقال : لَم أبْتَلِ عبدي بالغِنى لِكَرَامَتِه عَلَيَّ ، ولم أبْتَلِه بالفَقْر لِهَوانِه عليَّ " .

والمعنى "
ليس كُلّ مَن وَسَّعْتُ عليه وأعْطَيته أكُون قد أكْرَمته ، ولا كُلّ مَن ضَيَّقْتُ عليه أكُون قد أهَنْته ؛ فالإكْرام أن يُكْرِم اللهُ العَبدَ بِطَاعته والإيمان به ومَحَبته ومَعْرفته ، والإهانة أن يَسْلُبْه ذلك " كما قال ابن القيم .

ومِن وَرَثَة قارُون مَن إذا عَلَّمه الله عِلْمًا .. وشَبّ وترَعْرَع على نِعَم الله .. كَفَرها .. وجَحَدها
وقال : أنا عِصَامِيّ .. صنعتُ نفسي بنفسي !
وقديما قال أحد هؤلاء :
وإني وإن كُنت الأخِير زَمانه *** لآتٍ بما لم تَستطعه الأوائل
فأراه الله ضعفه وعَجْزه على يَديّ طِفل صغير .. قال له : لقد أتَتِ الأوائل بثمانية وعشرين حَرفًا ، فَأتِ أنتَ بِحَرْف واحِد ! فبُهِتَ الذي تَكَبَّر ! وانْقَطَع الذي تَجَبَّر !

وربما ارْتَقَى الإنسان مُرْتَقًى صَعْبًا ! فادَّعْى مَا ليس لأحَدٍ مِن البَشَر ، كَقول الشاعر :

[ أوْجَدت نَفْسي مِن اللاشي والانعِدَام ] !

ولا يُوجِد مِن العَدَم إلاَّ الله تبارك وتعالى .

فإن كان الشاعر صَادْقًا أنه أوْجَد نفسَه مِن عَدَم .. فَلْيَمْنَع عنها الْمَوْت .. أو لِيَدْفَع عنها البلاء !

وقد يَدَّعِي الإنْسَان ذلك في غيره ، كَقَول الشاعر في مَمْدُوحِه :

[ يصَيِّر مِن الإصْرار مَا لا يصِير ] !

عَجِبْت .. وطال عَجَبِي ! أن يُقال هذا في حَقّ مَخْلُوق لا يَمْلك لِنَفْسه – فَضْلاً عَن غيره – نَفْعًا ولا ضَرًّا .. ولا مَوتًا ولا حَياةً ولا نُشُورًا ..

فإنَّ الإنسان عموما لو تسلَّطَتْ عليه بعوضة ! لَمَا اسْتَطاع الْخَلاص مِنها !
كَم مرَّة آذتْه حتى تَورَّم جِلْدُه ؟!
وكم مرّة تسلَّط عليه " فَيْرُوس " لا يُرَى بالعين الْمُجرَّدَة .. فطَرَحَه أرْضًا .. وألْزَمَه فِراشه ؟!

وهو – أي الإنسان – مع ذلك يَمْشي على الأرض وهي تَشْتَكِي ظُلْمَه وجَوْرَه !

بَصَقَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِي كَفِّهِ ، فَوَضَعَ عَلَيْهَا أُصْبُعَهُ ثُمَّ قَالَ : قَالَ اللَّهُ : ابْنَ آدَمَ ! أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ ؟ حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ ، مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ .. رواه الإمام أحمد .

وإذا كان ذلك حال قارون .. وحَال ورَثَتِه .. فَحَال المؤمن الـنَّظَر إلى أنَّ مَا بِه مِن نِعْمَة فَمِن الله وَحْده .. يَرى أنه لا َحْول له ولا طَوْل .. فَيَبْرأ مِن حَوْلِه وقُوّته ، فهو يُردِّد : لا حول ولا قوّة إلا بالله ..
المؤمن لا يَتعاظَم في نفسه .. ولا يَخْتَال في مِشْيَتِه ..
قال عُتْبَة بن غزوان رضي الله عنه : وإني أعُوذ بالله أن أكُون في نفسي عَظيما ، وعِند الله صَغيرا . رواه مسلم .

المؤمِن يَرى أنه إذا أَنْعَم عليه مَولاه .. فَبِمَحْضِ جُودِه وكَرَمِه ..
وإن قُدِر عليه رِزْقه .. فذلك بِذَنْبِه .. ولِحِكْمَة يَعْلَمها الله .. فهو على عِلْم " أنَّ الله تعالى نَحَّى أولياءَه عن الاغْتِرار بالدُّنيا وفَرْط الْمَيْل إليها " كما قال القرطبي .

والله سبحانه وتعالى " مَاضٍ في عَبْدِه حُكْمُه ، عَدْل فيه قَضاؤه ، له الملك وله الحمد ، لا يَخْرُج في تَصَرّفه في عباده عن العَدل والفَضْل ؛ إن أعْطَى وأكْرَم وهَدَى ووَفَّق ، فَبِفَضْلِه ورَحْمته ، وإن مَنَع وأهَان وأضَلّ وخَذَل وشَقِي فَبِعَدْلِه وحِكْمَتِه " كما يقول ابن القيم .

فَحَذَار حَذَار مِن الاغْتِرار ..
وحَذَار مِن حَمْل شيء مِن مِيرَاث قَارُون !


الرياض 29/12/1427 هـ

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 25-12-2009, 10:31 AM
المشاركة 118

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
أمَا واللهِ لَو عَلِم الأنَام .. ؟


يُرْوى في ذلك مِن أخْبَار الصالحين بَعض مَا يُستَنْكَر .. ففي خَبَر امْرأة عَابِدَة زاهِدَة .. أطالَتِ السَّهَر .. فقال لها زَوجُها : ألا تَنَامِين ؟ فقالت : كيف يَنَام مَن عَلِم أنَّ حَبِيبَه لا يَنَام ؟

وفي خَبَر آخر تُحدِّث به ابنة أحد الصَّالِحين .. قالت : كنت أقول لأبي : يا أبتاه ألا تَنام ؟
فيَقُول : يا بُنَـيَّـة كيف يَنَام مَن يَخَاف البَيَات .

ونحو ذلك ..

وهذا لا شكّ أنه خِلاف السُّـنَّـة ..
فقد كان مِن هَدِيه صلى الله عليه وسلم أنّه يَنام ويَقوم .. ويأكل الطَّيِّبَات .. ويتزوّج النِّسَاء ..
جَاء ثَلاثة رَهْط إلى بُيُوت أزْوَاج النبي صلى الله عليه وسلم يَسْألُون عَن عِبَادَة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلمَّا أُخْبِرُوا كأنّهم تَقَالُّوهَا ، فقالوا : وأين نَحْن مِن النبي صلى الله عليه وسلم قد غَفَر الله لَه مَا تَقَدَّم مِن ذَنْبِه ومَا تَأخَّر ؟ قال أحَدُهم : أمَّا أنَا فإني أُصَلِّي الليل أبَدًا ، وقال آخَر : أنَا أصُوم الدَّهْر ولا أُفْطِر ، وقال آخَر : أنَا أعْتَزِل النِّسَاء فلا أتَزَوَّج أبْدًا . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَال : أنتم الذين قُلْتُم كَذا وكَذا ؟ أمَا والله إني لأخْشَاكُم لله وأتْقَاكُم لَه لَكِنِّي أصُوم وأُفْطِر ، وأُصَلِّي وأرْقُد ، وأتَزَوَّج النِّسَاء ؛ فَمَن رَغِب عن سُنَّتِي فَلَيْس مِنِّي . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لِمُسْلِم : وقَال بَعْضُهم : لا آكُل اللَّحْم .

ولَمَّا دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة وعِنْدَها امْرَأة . فَقَال : مـَن هَذه ؟ قالت : فُلانة - تَذْكُرُ مِن صَلاتِها - قَال : مَـه ! عَليكم بِمَا تُطِيقُون ، فو الله لا يَمَلُّ الله حتى تَمَلُّوا . رواه البخاري ومسلم .

وفي رواية لْمُسْلِم : قالت عائشة : فَقُلْتُ : هذه الْحَولاءُ بنتُ تُويت ، وزَعَمُوا أنَّها لا تَنامُ الليل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تَنامُ الليل ! خُذُوا مِن العَمَل مَا تُطِيقُون ، فوالِله لا يَسْأمُ الُله حَتى تَسْأمُوا .

ودَخَل النبي صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِد ، فإذا حَبْلٌ مَمْدُود بَيْن السَّارِيَتَين ، فقال : مَا هَذا الْحَبْل ؟ قَالوا : هَذا حَبْل لِزَيْنَب ، فإذا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ بِه . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا . حُلُّوه . لِـيُصَلِّ أحَدُكم نَشَاطَه ، فإذا فَتَرَ فَلْيَقْعُد . رواه البخاري ومسلم .

قال بعضُ الحكماء : إنَّ لِهَذه القُلُوب تَنَافُرًا كَتَنَافُرِ الوَحْشِ ؛ فَتَألَّفُوهَا بالاقْتِصَادِ في التَّعْلِيم ، والتَّوسُّطِ في الـتَّقْدِيم ، لِتَحْسُنَ طَاعتُها ، ويَدُوم نَشَاطُها .
وكان ابن عباس يَقُول لأصْحَابه إذا دَامُـوا في الدَّرْس : أَحْمِضُـوا . أي : مِيلُوا إلى الفَاكِهَة وهَاتُوا مِن أشْعَارِكم ، فإنَّ الـنَّفْس تَمَلّ .

فما يُذْكَر مِن أخْبَار الصَّالِحين – إنْ صَحَّتْ – في هذا الباب فهو خِلاف السُّـنَّـة .. وخِلاف هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم ..
ثمّ هو خِلاف الطَّبِيعَة البشرية ..
فإنَّ مِن كَمَال الإنسان أن يَنَام !
ثم إن في الـنَّوْم قُوّة على الطاعة والعِبادة ..
شأن الـنَّفْس كشأن أجاوِيد الْخَيْل ..
إن أُنْهِكَتْ هَلَكَتْ .. وإنْ أُجِمَّتْ جَرَتْ ..

ولا تَسْتَجِمّ الْخَيْلُ حَتى نُجِمَّها *** فَيَعْرِفها أعْدَاؤنا وهي عُطَّفُ
لذلك كَانت خَيْلُنا مَرةً تُرى *** حِسَانا ، وأحْيانا تُقَاد فَتعجَفُ

وثَمّ تنبيه آخر .. هو في قوْل القائل :

أمـَا والله لَو عَلِم الأنَام *** لِمَا خُلِقُوا لَمَا هَجَعُوا ونَامُوا
لَقَد خُلِقُوا لأمْرٍ لَو رَأتْـه *** عُيُون قُلُوبِهم تَاهُوا وهَامُوا
مَمَات ثُم قَـبْر ثُم حَشْر *** وتَوْبِيخ وأهْـوَال عِظَـامُ

وأعْرَف الْخَلْق بالله .. وبِما خُلِقوا له .. هم الأنْبِيَاء عليهم الصلاة والسلام
فالأنبياء والرُّسُل أعْرَف الْخَلْق بالله .. وهُم أنْذَرُوا وبشَّروا .. وخوّفُوا وحذَّرُوا ..
عَلِمُوا ما يَجِب لله .. وما يَكُون بعْد الْمَوْت ..
وهُم مع ذلك يَنامُون .. ويأكُلون ويشْرَبُون ..
وقد عَاب الْمُشْرِكُون على الأنْبِياء أكْلَهم وشُرْبَهم !
(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ) ؟
فأتَاهُم الْجَواب .. مِن العَزِيز الوَهَّاب : (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ) .. إذْ هَذه طَبِيعَة البَشَر التي لا يَنْفَكُّون عَنْها ..

فكأن قَوْل القائل :
أمـَا والله لَو عَلِم الأنَام *** لِمَا خُلِقُوا لَمَا هَجَعُوا ونَامُوا
كأن فيه إزْرَاء بِمَنْصِب الـنُّـبُوَّة ..
إذ قد عَلِم الأنْبِيَاء لِمَا خُلِقُوا .. وقَد نَامُوا وهَجَعُوا .. وأكَلُوا وشَرِبُوا .. وتَزوَّجُوا النِّسَاء ..
قال ربّ العِزّة سُبْحَانه : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) .
قال الإمَام القُرطبي في تَفْسِير الآية : أي : جَعَلْنَاهُم بَشَرًا يَقْضُون مَا أحَلَّ الله مِن شَهَوات الدُّنْيَا ، وإنَّمَا الـتَّخْصِيص في الوَحْي . اهـ .

هذه إشارة إلى ما تضَمَّنَتْه هذه الأبيات .. وما تضمّنه قَول بَعض الصَّالِحِين والصَّالِحَات مما تقدَّم..
وقد يُقال : هذه أخْبَار أوْرَدَها بعضُ أهْل السِّيَر في كُتُبهم ..
فأقول : وهل اشْتَرَط أهل السِّيَر والتَّراجم صِحّة ما يُورِدُونه ويَنقُلُونه ؟
فإنّهم قد يُورِدُون مِن الأخْبَار ما يَصِحّ وما لا يَصِحّ .. وقد يَنْشَط العَالِم فيتعقّب ويُنقد .. وقد لا ينشَط لذلك ..

والْمُؤمِن يَنْشُد الْحَقّ ..
والْحِكْمَة ضالَّة الْمُؤمِن أنّى وَجَدَها فهو أحَقّ بِها ..

الرياض – 19/9/1427 هـ

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 25-12-2009, 10:38 AM
المشاركة 119

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
مداهنة أم مُداراة ؟

هناك بعض المصطلحات لا يُفرّق بينها في بعض الأحيان .
كما أن هناك بعض المفاهيم التي قد تختلط على بعض الناس ، أو تلتبس بغيرها عند آخرين .
وربما كان السبب في ذلك عدم وجود فرق كبير بينها
ومن هنا اعتنى بعض العلماء بالفروق
فألف الكرابيسي كتاب الفروق
وألّف القرافي كتاباً في الفروق

وعقد ابن القيم رحمه فصولاً في الفروق بين بعض المتشابهات
عقدها في آخر كتاب الروح
فأقتطِف لك من عناوينها :
قال رحمه الله :
الفرق بين خشوع الإيمان وخشوع النفاق
الفرق بين الحمية والجفاء
الفرق بين التواضع والمهانة
الفرق بين الجود والسّرف
الفرق بين المهابة والكبر
الفرق بين الصيانة والتكبر
الفرق بين الشجاعة والجرأة
الفرق بين الحزم والجبن
الفرق بين الاقتصاد والشحّ
الفرق بين الاحتراز وسوء الظن
الفرق بين الفراسة والظن
الفرق بين النصيحة والغِيبة
الفرق بين الهدية والرشوة
الفرق بين الصبر والقسوة
الفرق بين العفو والذلّ
الفرق بين سلامة القلب والبَـلَـه والتّغفّل
الفرق بين الثقة والغَرّة
الفرق بين الرجاء والتمني
الفرق بين التحدّث بنعم الله والفخر
الفرق بين فرح القلب وفرح النفس
الفرق بين رقة القلب والجزع
الفرق بين المَوجِدة والحقد
الفرق بين المنافسة والحسد
الفرق بين حب الرياسة وحب الإمارة للدعوة إلى الله
الفرق بين الحب في الله والحب مع الله
الفرق بين التوكل والعجز
الفرق بين الاحتياط والوسوسة
الفرق بين الاقتصاد والتقصير
الفرق بين النصيحة والتأنيب
الفرق بين المبادرة والعَجَلة
الفرق بين الإخبار بالحال والشكوى

وأشرت إلى هذه الفروق لأن الفروق بينها يسيرة ، ومن هنا فإنها قد تلتبس بغيرها ، ومن أراد معرفة ما بينها من فروق فليُراجع كتاب " الروح " لابن القيم رحمه الله .

أعود لما بدأت به
فالفرق بين المداهنة والمدارة
أن المُداهنة والإدْهان : المصانعة واللين ، وقيل : المداهنة إظهار خلاف ما يضمر ، والإدهان الغش ، ودهن الرجل إذا نافق . كما يقول ابن منظور في لسان العرب .

وفي التوقيف على مهمات التعاريف : المداهنة أن ترى منكراً تقدر على دفعه فلم تدفعه ، حفظا لجانب مرتكبه ، أو لقلة مبالاة بالدين .

وأما المداراة : فهي المداجاة والملاينة ، كما في مختار الصحاح .
وقال ابن الأثير في غريب الحديث : المداراة ملاينة الناس وحسن صحبتهم ، واحتمالهم لئلا ينفروا عنك .
وفي المصباح المنير للفيومي : داريته مداراة : لاطفته ولايَـنْـتُـه .

فالأول – وهو المداهنة - تكون مع عدم طيب النفس ، ويكون مع عدم المحبة

وقد تكون المداهنة في أمر مُحرّم ، بل قد يكون في الكفر – عياذاً بالله -
ولذا قال عز وجل : ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ )
قال ابن عباس فيها : ودوا لو تكفر فيكفرون .

قال ابن العربي في أحكام القرآن : وحقيقة الإدهان ؛ إظهار المقاربة مع الاعتقاد للعداوة ، فإن كانت المقاربة باللين فهي مداهنة ، وإن كانت مع سلامة الدين فهي مداراة ، أي مدافعة .

قال ابن زيد في قوله تعالى : ( وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) قال : الركون الإدهان .

وقال عليه الصلاة والسلام : مثل الْمُدهِنِ في حدود الله والواقع فيها ، مثل قوم استهموا سفينة ، فصار بعضهم في أسفلها ، وصار بعضهم في أعلاها ، فكان الذي في أسفلها يمرّون بالماء على الذين في أعلاها ، فتأذّوا به ، فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا ما لك قال تأذيتم بي ولا بد لي من الماء فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم . رواه البخاري .
والرواية الأخرى عند البخاري : مثل القائم على حدود الله والواقع فيها .

فالمحب يُجامل ويُداري محبوبه
والمُبغِض يُنافق مبغوضه !

وقد يمـرّ الشخص الواحد بموقفين مُتماثِلين ، فيُداهن ويُنافق في أحدهما ، ويُداري ويُجامل في الآخر

فعلى سبيل المثال :
يقول لك أبوك شيئا ، أو يقترح أمراً ، وتكون لا توافقه فيه ، فتسكت مُجاملة له ، ومُداراة لنفسه
ويقول لك رئيسك في العمل نفس المقترح ، أو نفس الكلام ، فتُوافقه مُداهنة ، ورغبة أو رهبة !

وقد يطلب منك أخوك سُلفة فتعطيه مجاملة ، وقد يطلبها رئيسك في العمل فتُعطيه نفاقاً !

والكريم يُجامل ويُداري ويُصانِع
واللئيم يُداهن ويُنافق !

ومِن هنا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما استأذن عليه رجل قال : ائذنوا له بئس أخو العشيرة أو بن العشيرة ، فلما دخل ألان له الكلام . قالت عائة رضي الله عنها : قلت : يا رسول الله قلتَ الذي قلت ، ثم ألنت له الكلام . قال : أي عائشة إن شرّ الناس من تركه الناس - أو ودعه الناس - اتقاء فحشه . رواه البخاري ومسلم .

وكان مِن مُداراة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يواجه الناس بما يكرهون .
وإذا غضب عُرِف ذلك في وجهه .
ومن ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً قط ؛ إن اشتهاه أكله ، وإن كرهه تركه . رواه البخاري ومسلم .

والرجل قد تأتيه زوجتك بطعام ، ولا يُعجبه فيُجاملها ، ويُداري خاطرها ، فهذه مجاملة ومُداراة ، وهي مطلوبة .

وهكذا ...
فالمجاملة والمدارة والمصانعة مطلوبة

ومن لا يصانع في أمور كثيرة = يُضرّس بأنياب ويوطأ بمنسم !

والمداهنة والنفاق ممنوعة .

والله ولي التوفيق .


تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 25-12-2009, 10:42 AM
المشاركة 120

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
ما مدى اهتمامك بِدينك ؟

قال سفيان بن عيينة : قال أبو حازم سلمة بن دينار لجلسائه - وحلف لهم - : لقد رضيت منكم أن يُبقي أحدكم على دينه كما يُبقي على نعله !

هل يمكن إن يكون اهتمام بعض الناس ببعض مسائل دينه أقل من اهتمامه بحذائه ؟

ربما تتفاجأ إذا قلت لك : نعم
وتُفاجأ أكثر إذا كان الجواب : هذا حال كثير من الناس إن لم يكن حال أكثر الناس !

وتُصاب بالذّهول إذا اكتشفت بعض ذلك في نفسك !

هنا أُعيد السؤال :

أيهما أكثر اهتماماً عندك دِينك أو حذاءك ؟

عندما يُريد أحدنا أن يشتري حذاء له أو لولده – إن كان له ولد – فإنه لا يكتفي بدخول أقرب محل وتناول أقرب حذاء !
بل يدخل محلا وآخر وربما دخل عشرة محلاّت !
ويسأل عن الحذاء والنوعية
ويتحرّى الحذاء الجـيّـد
ويبحث عن النوع المريح

وعندما يغبرّ الحذاء يُلمّع !
وإذا بلي الحذاء اعتنى به وأصلحه !

فهل يفعل الشيء نفسه في تعامله مع دينه ؟

أحيانا كثيرة : لا يفعل الشيء نفسه فيما يتعلق بدِينه !

عندما تعرض له شُبهة فإنه يأخذ بأقرب قول
فيُقلّد من لا تبرأ الذمّة بتقليده
ويأخذ بقول من لا يحلّ له الأخذ بقوله
ولربما عرضت له مسألة فرأى في الشارع من يُحسن به الظنّ فسأله وقلّده في دين الله عز وجل !

وعندما يُنبّـه إلى الخطأ الذي وقع فيه يقول : سمعت في المسألة كذا وكذا !
فتُبادره : ممن سمعت ؟
فيقول : من أخي ! أو تقول هي : من أختي !

وقبل فترة رأيت رجلين صليا خلف إمام مُقيم فلما قام للركعة الثالثة جلسا حتى انتهى الإمام من صلاته ، فسلما معه ، ثم سألتهما عن فعلهما ، فأجابا بأن هناك من أفتاهم بذلك .
سألت من يكون ؟
وعن مَنْ مِن العلماء ؟
فأشارا إلى رجل كان ينتظرهما ، فجاء ، ثم سألته
فقال : سمعت فتوى !
قلت : من الذي أفتى ؟
قال : ما أدري ! ولكني سمعت !
قلت : ما سمعته قد يكون حقا وقد يكون بخلاف ذلك ، وربما يكون في مسألة أخرى غير هذه الصفة ، والخلاف في هذه المسالة خلاف ضعيف ..

أهكذا يكون السؤال ؟!
وهكذا يكون الحرص على الدِّين ؟!

ألم أقل لكم إن الاهتمام بالدِّين عند بعض الناس أقل من الاهتمام بشراء حذاء !

ومن الناس مَن إذا سمع بحديث بادر في نشره وإذاعته دون أن يُكلّف نفسه السؤال عن الحديث وصحته قبل نشره ونسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

وإذا سمع بفتوى أخذ بها دون التأكد منها
بل يأخذ أحيانا بما يوافق هواه !
أو يتماشى مع رغبته !

وهو لا يرضى أن يأخذ بهذا في خاصة نفسه فيما يتعلق بأمور دنياه
ولا يرتضي هذا المسلك في سائر أموره !

فلا يرتضي هذا في مراجعة أي طبيب !
ولا في سؤال أي مهندس !
ولا في إصلاح سيارته عند أقرب ورشة !

ولكنه يبحث في ذلك كله عن أمهر أهل الصنعة وأحذق أهل المهنة !

وربما بقي أياما أو أسابيع يسأل ويبحث ويتحرّى حتى يقع على الخبير !

إن الدِّين هو رأس المال بل أغلى وأثمن وأجلّ
ولذا كان مِن دُعائه عليه الصلاة والسلام : اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادى ، وأجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، وأجعل الموت راحة لي من كل شر . رواه مسلم .

فهل نهتم ونعتني بديننا كما نهتمّ ونعتني بدنيانا ؟!


تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة












الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: صفحة الشيخ ( عبد الرحمن بن عبدالله السحيم) حفظه الله
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأحاديث النبوية الشريفة( كل يوم حديث) إن شاء الله تعبت أسافر ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 170 27-06-2009 01:39 PM
عقيدة اهل السنة والجماعة N.S.A ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 16 12-10-2008 11:01 PM
نبذة يسيرة عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم...ارجو التثبيت.. الزهراني ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 7 27-07-2008 02:15 AM
°•¤[ ســنــن مــنــســيــة ]¤•° .. ×عاشقة نفسها× ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 16 07-05-2008 03:56 PM
صفات الرسول صلى الله عليه وسلم fai9al ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 17 22-11-2007 03:19 PM

Bookmark and Share



الساعة الآن 09:30 PM.