قديم 28-09-2009, 03:00 AM
المشاركة 2
~غلا~
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: الأربعين النووية •• ~ ( الجزء الثاني )




( دورة شرح الأربعين النوويّة )

الحـــديث " السّــادس "



(عَنْ أَبِيْ عَبْدِ اللهِ النُّعْمَانِ بْنِ بِشِيْر رضي الله عنهما
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (إِنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ
وَإِنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُوْرٌ مُشْتَبِهَات لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاس،ِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ
فَقَدِ اسْتَبْرأَ لِدِيْنِهِ وعِرْضِه، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ
الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرتَعَ فِيْهِ. أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَىً . أَلا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وإِنَّ
فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ
) . )

رواه البخاري ومسلم



معنى الحديث :


إِنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ
:

في هذا الحديث تقسيمً للأحكام إلى ثلاثةِ أقسام:


1 - حلال بيّن كلٌّ يعرفه : كالثمر، والبر، واللباس
غير المحرم وأشياء ليس لها حصر.
2 - حرامٌ بيّن كلٌّ يعرفه : كالزنا، والسرقة، وشرب
الخمر وما أشبه ذلك.
3 - مشتبه لا يعرف هل هو حلال أوحرام؟
وسبب الاشتباه فيها إما : الاشتباه في الدليل، وإما الاشتباه في انطباق الدليل
على المسألة،
فتارةً يكون الاشتباه في الحكم، وتارةً يكون في محل الحكم.

( الاشتباه في الدليل ) : بأن يكون الحديث:
أولاً: هل صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أم لم يصحّ؟
ثانياً: هل يدل على هذا الحكم أو لا يدل؟
وهذا يقع كثيراً، فما أكثر ما يُشكِلُ الحديث: هل ثبت أم لم يثبت؟ وهل يدل على
هذا أو لا يدل؟

( وأما الاشتباه في محل الحكم ) : فهل ينطبق هذا الحديث على هذه المسألة
بعينها أو لا ينطبق؟

لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ :
يعني هذه المشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ويعلمهن أيضاً كثير، فكثير لا يعلم
وكثير يعلم،
وهنا لم ينفرد صلّى الله عليه وسلّم بـِ : لايعلمهن أكثر الناس،
فلو قال:لا يعلمهن أكثر الناس لصار الذين يعلمون قليلاً فقط .
إذاً فقوله لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ يعني إما لقلة علمهم، وإما لقلة فهمهم،
وإما لتقصيرهم في المعرفة.



فَمَن اِتَّقَى الشُّبُهَاتِ
: أي تجنبها.

فَقَدِ اِسْتَبْرَأَ : أي أخذ البراءة.

لِدِيْنِهِ : فيما بينه وبين الله تعالى.

وَعِرْضِهِ : فيما بينه وبين الناس، لأن الأمور
المشتبهة إذا ارتكبها الإنسان صار عرضة للناس يتكلمون في عرضه بقولهم:
هذا رجل يفعل كذا ويفعل كذا، وكذلك فيما بينه وبين الله تعالى.

وَمَنْ وَقَعَ فَي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فَي الحَرَامِ
: أي فعلها وَقَعَ في الحَرَامِ هذا
الجملة تحتمل معنيين:
الأول:أن ممارسة المشتبهات حرام.
الثاني:أنه ذريعة إلى الوقوع في المحرم،وبالنظر
في المثال الذي ضربه صلى الله عليه وسلم
يتضح لنا أي المعنيين أصح.والمثال المضروب: كَالرَّاعِي أي راعي الإبل أو البقر أو الغنم.



يَرْعَى حَوْلَ الِحمَى :

الحمى تعني المكان المُحمى أي المحذور على غير مالكه ،
مثلاً الملوك يكون لهم عادةَ مساحات وأملاك محمية يعني محذورة على الغير
أي لا يقربها الناس ،

ويرعى حول الحمى أي حول المكان المحمي،لأنه قد يُتخذ مكانٌ يُحمَى
( فلا يُرعَى فيه إما بحق أو بغير حق )،
والراعي عندما يذهب بقطيعه حول هذه القطعة يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيْهِ أي يقرب
أن يقع فيه ،لماذا !
لأن البهائم إذا رأت هذه الأرض المحمية مخضرة مملوءة من العشب فسوف
تدخل هذه القطعة المحمية،ويصعب منعها،

وكذلك المشتبهات إذا حام حولها العبد فإنه يصعب عليه أن يمنع نفسه عنها.
وبهذا المثال يقرب أن معنى قوله مَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ أي أوشك
أن يقع في الحرام، لأن المثال يوضح المعنى.

وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَى أَلاَ وإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارمُهُ
: والمعنى:ألا وإن
(حمى الله )هي ( محارم الله )،فإياك أن تقربها،لأن محارم الله كالأرض المحمية
للملك لا يدخلها أحد.



أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةٌ :والمعنى:ألا وإن في
جسد الإنسان مضغة،أي قطعة لحم بقدر ما يمضغه الإنسان عند الأكل،وهي بمقدار الشيء الصغير.

إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ
:
رتب النبي صلى الله عليه وسلم الجزاء على الشرط،فمتى صلح القلب صلح الجسد،
وإذا فسدت فسد الجسد كله.




من فــــوائــــد الحديــــث :



1 - أن الأشياء تنقسم إلى ثلاثة أقسام: حلال بيّن،
حرام بيّن،مشتبه، وحكم كل نوع ومثاله أن نقول:
* الحلال البين لا يلام أحد على فعله، ومثاله التمتع بما أحل الله من الحبوب والثمار،
فهذا حلال بين ولا معارض له.
* الحرام البيّن وهذا يلام كل إنسان على فعله،ومثاله كالخمر والميتة والخنزير وما
أشبه ذلك،فهذا حكمه ظاهر معروف.
* وهناك أمور مشتبهة: وهذه محل الخلاف بين الناس،فتجد الناس يختلفون فيها
فمنهم من يحرم،ومنهم من يحلل،ومنهم من يتوقف،ومنهم من يفصّل.

2 - أسباب الاشتباه أربعة: .

أولاً: قلة العلم ،
فقلة العلم توجب الاشتباه،لأن واسع العلم يعرف أشياء لا يعرفها الآخرون.

ثانياً: أن يكون العمل موافقاً
للشريعة في الجنس
، قلة الفهم: أي ضعف الفهم،وذلك بأن يكون صاحب
علمٍ واسعٍ كثير، ولكنه لا يفهم،فهذا تشتبه عليه الأمور.

ثالثاً: التقصير في التدبر ،
بأن لا يتعب نفسه في التدبر والبحث ومعرفة المعاني بحجة عدم لزوم ذلك.

رابعاً: وهو أعظمها:
سوء القصد
، بأن لا يقصد الإنسان إلا نصر قوله فقط بقطع النظر عن كونه
صواباً أو خطأً، فمن هذه نيته فإنه يحرم الوصول إلى العلم،نسأل الله العافية،
لأنه يقصد من العلم اتباع الهوى.
وهذا الاشتباه لا يكون على جميع الناس بدليلين: أحدهما من النص وهو قوله
صلى الله عليه وسلم : لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ يعني كثيراً يعلمهن،
والثاني من المعنى فلو كانت النصوص مشتبهة على جميع الناس،
لم يكن القرآن بياناً ولبقي شيء من الشريعة مجهولاً،وهذا متعذر وممتنع.

3 - حكمة الله عزّ وجل في ذكر المشتبهات
حتى يتبين من كان حريصاً على طلب العلم ومن ليس بحريص.

4 - أنه لا يمكن أن يكون في الشريعة مالا يعلمه الناس كلهم
،لقوله:
لاَ يعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ.

5 - الحث على اتقاء الشبهات
، لكن هذا مشروط بما إذا قام الدليل
على الشبهة،أما إذا لم يقم الدليل على وجود شبهة اتقاء الشبهات كان ذلك
وسواساً وتعمقاً، لكن إذا وجد ما يوجب
الاشتباه فإن الإنسان مأمور بالورع وترك المشتبه، أما مالا أصل له فإن تركه تعمّق.
مثال ذلك: ما ثبت في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنه أن قوماً أتوا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم
وقالوا:يا رسول الله إن قوماً يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟
فقال: سَمُّوْا أَنْتُمْ وَكُلُوا قالت: وكانوا حديثي عهد بكفر

فهنا هل نتّقي هذا اللحم لأنه يُخشى أنهم لم يذكروا اسم الله عليه؟
والجواب: لا نتقيه، لأنه ليس هناك ما يوجب الاتقاء، ولهذا قال النبي صلى الله
عليه وسلم :
سَمُّوْا أَنْتُمْ وَكُلُوا فكأن في هذا نوعاً من اللوم عليهم، كأنه عليه الصلاة والسلام يقول:
ليس
لكم شأن فيما يفعله غيركم، بل الشأن فيما تفعلونه أنتم، فسمّوا أنتم وكلوا.

ومن ذلك أيضاً: أن يقع على ثوب الإنسان أثر ولا يدري أنجاسة هو أم لا؟ فهل
يتقي هذا الثوب أو لا يتقيه؟
الجواب: ينظر: إذا كان هناك احتمال أن تكون نجاسة فإنه يتجنبه، وكلما قوي
الاحتمال قوي طلب الاجتناب،
وإذا لم يكن احتمال فلا يلتفت إليها، ولهذا قطع النبي صلى الله عليه وسلم هذا
بقوله حين سُئل عن الرجل
يشكل عليه أحدث أم لا وهو في الصلاة فقال: لاَ يَنْصَرِفَ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتَاً أَوْ يجِدَ رِيْحَاً .

فالقاعدة: أنه إذا وجد احتمال الاشتباه فهنا إن قوي قوي تركه، وإن ضعف ضعف تركه،
ومتى لم يوجد احتمال أصلاً فإن تركه من التعمّق في الدين المنهي عنه..


6 - أن الواقع في الشبهات واقع في الحرام
، لقوله: مَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ
وَقَعَ فِي الحَرَامِ


7 - حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم ،،
وذلك بضرب الأمثال المحسوسة لتتبين بها المعاني المعقولة، وهذا هو طريقة
القرآن الكريم،قال الله تعالى: ( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا
لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ
) (العنكبوت:43)
فمن حسن التعليم أن المعلم يقرب الأشياء المعقولة بالأشياء المحسوسة، لقوله: كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيْهِ .
لقوله: مَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ

8 - سد الذرائع، أي أن كل ذريعة توصل إلى
محرم يجب أن تغلق لئلا يقع في المحرّم. وسد الذرائع دليل شرعي،
فقد جاءت به الشريعة، ومن ذلك قول الله تعالى:
( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ)

(الأنعام: من الآية108)
فنهى عن سبّ آلهة المشركين لأنها ذريعة إلى سبّ الله تعالى،
مع أن سبّ آلهة المشركين
سبٌّ بحق، وسب الله تعالى عدوٌ بغير علم.

9 - أن المدار في الصلاح والفساد على القلب،
إذا صلح صلح الجسد كلّه، وإذا فسد فسد الجسد كله.
ويتفرّع على هذه الفائدة: أنه يجب العناية بالقلب أكثر من العناية بعمل الجوارح،
لأن القلب عليه مدار الأعمال، والقلب هو الذي يُمتحن عليه الإنسان يوم القيامة،
كما قال الله تعالى: (أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ*
وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ
) [العاديات:9-10] وقال تعالى:
(إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ* يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) [الطارق:8-9[

فطهّر قلبك من الشرك والبدع والحقد على المسلمين والبغضاء،
وغير ذلك من الأخلاق أو العقائد المنافية للشريعة، فإن القلب هو الأصل.

10 - في الحديث ردٌّ على العصاة الذين إذا نهوا عن المعاصي
قالوا:
التقوى هاهنا وضرب أحدهم على صدره، فاستدل بحق على باطل، لأن الذي قال:
التَّقْوَى هَاهُنَا هو النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه في الحديث: إذا اتقى
ما هاهنا اتّقت الجوارح، لكن هذا يقول: التقوى هاهنا يعني أنه سيعصي الله،
والتقوى تكون في القلب.

والجواب عن هذا التشبيه والتلبيس سهل جداً بأن نقول:
لو صلح ما هاهنا، صلح ما هناك ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّه،
وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ









قديم 28-09-2009, 03:59 AM
المشاركة 3
~غلا~
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: الأربعين النووية •• ~ ( الجزء الثاني )




( دورة شرح الأربعين النوويّة )



الحـــديث " السّــابــع "



(عَنْ أَبِيْ رُقَيَّةَ تَمِيْم بْنِ أَوْسٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ قُلْنَا: لِمَنْ يَارَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: للهِ،ولكتابه، ولِرَسُوْلِهِ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَعَامَّتِهِمْ ) )
رواه مسلم



معنى الحديث :

الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ :الدين: هو الملة، والمراد به: دين الإسلام،والنصيحة هي في الشرع : إرادة الخير للمنصوح له، ففلان نصح فلانا بمعنى:
أنه أراد له الخير في هذه المسألة،أو هذه القضية التي نصح فيها.وقوله ايضاً:
(الدين النصيحة) كأنه حصر الدين بالنصيحة، هذا من باب الاهتمام بهذه النصيحة،
بأنها تحتل مكانا كبيرا في هذا الدين، مثل قوله: (الحج عرفة) وهذا يدل على:
أن عرفة الركن الأعظم من أركان الحج؛ لأنه جعل الحج هو عرفة، يعنى الوقوف بعرفة.
كذلك هنا قال: (الدين النصيحة)لأن النصيحة تأخذ مكانا عظيما في الدين.

قُلْنَا: لِمَنْ يَارَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: للهِ،ولكتابه، ولِرَسُوْلِهِ،
وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَعَامَّتِهِمْ
:

أي لله عز وجلولكتابه القرآن، ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلمولأئمة المسلمين :
أئمة جمع إمام، والإمام: القدوة كما قال تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ
كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ
)النحل: الآية120 أي قدوة، ومنه قول عباد الرحمن:
(وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)الفرقان: الآية74 يعني أئمة المسلمين هم حكامهم وعلمائهم،
فالحكام هم الذين يديرون شئون المسلمين، وعلمائهم هم الذين يديرون أمور
دينهم،وعامتهم: سوى الحكام والعلماء.



النصيحة لله تتضمن أمرين:

الأول:إخلاص العبادة له.
الثاني: الشهادة له بالوحدانية في ربوبيته وألوهيته،
وأسمائه وصفاته.



والنصيحة لكتابه تتضمن أموراً منها:

الأول: الذبّ عنه، بأن يذب الإنسان عنه تحريف
المبطلين، ويبيّن بطلان تحريف من يحرّفه.

الثاني: تصديق خبره تصديقاً جازماً لا مرية فيه،

فلو كذب خبراً من أخبار الكتاب لم يكن ناصحاً،ومن شك فيه وتردد لم يكن ناصحاً.

الثالث: امتثال أوامره فما ورد في كتاب الله من
أمر فامتثله، فإن لم تمتثل لم تكن ناصحاً له.الرابع: اجتناب ما نهى عنه، فإن لم تفعل
لم تكن ناصحاً.الخامس: أن تؤمن بأن ما تضمنه من الأحكام هو خير الأحكام،
وأنه لا حكم أحسن من أحكام القرآن الكريم.السادس: أن تؤمن بأن هذا القرآن
كلام الله عزّ وجل حروفه ومعناه، تكلم به حقيقة، وتلقاه جبريل من الله عزّ وجل
ونزل به على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين.



والنصيحة لرسوله تكون بأمور منها:

الأول: تجريد المتابعة له، وأن لا تتبع غيره،
لقول الله تعالىلَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً
) الأحزاب:21
الثاني: الإيمان بأنه رسول الله حقاً، لم يَكذِب،
ولم يُكذَب، فهو رسول صادق مصدوق.
الثالث: أن تؤمن بكل ما أخبر به من الأخبار الماضية
والحاضرة والمستقبلة.
الرابع: أن تمتثل أمره.
الخامس: أن تجتنب نهيه.
السادس: أن تذبّ عن شريعته.
الســابع: أن تعتقد أن ما جاء عن رسول الله
فهو كما جاء عن الله تعالى في لزوم العمل به، لأن ما ثبت في السنة
فهو كالذي جاء في القرآن . قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ) النساء: الآية59وقال تعالى (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)
النساء: الآية80
الثامــن: نصرة النبي صلى الله عليه وسلم
إن كان حياً فمعه وإلىجانبه،وإن كان ميتاً فنصرة سنته صلى الله عليه وسلم.



وأمّا النصيــحة لأئمّـة المسلميــن :


أئمة المسلمين هم صنفان من الناس:
الصنف الأوّل: هم العلماء، والمراد بهم العلماء
الربانيون الذين ورثوا النبي صلى الله عليه وسلم علماً وعبادة وأخلاقاً ودعوة،
وهؤلاء هم أولو الأمر حقيقة، لأن هؤلاء يباشرون العامة،ويباشرون الأمراء، ويبينون
دين الله ويدعون إليه.

الصنف الثّاني
: هم الأمراء المنفذون لشريعة الله، ولهذا نقول:
العلماء مبينون، والأمراء منفذون يجب عليهم أن ينفذوا شريعة الله عزّ وجل
في أنفسهم وفي عباد الله.

والنصيحة للعلماء تكون بأمورٍ منها:

الأول: محبتهم، لأنك إذا لم تحب أحداً
فإنك لن تتأسّى به.
الثاني:معونتهم ومساعدتهم في بيان الحق،
فتنشر كتبهم بالوسائل الإعلامية المتنوعةالتي تختلف في كل زمان ومكان.
الثالث: الذبّ عن أعراضهم، بمعنى أن لا تقرّ
أحداً على غيبتهم والوقوع في أعراضهم،وإذا نسب إلى أحدٍ من العلماء الربانيين
شيء يُستنكر .

الرابع: أنك إذا رأيت منهم خطأ فلا تسكت وتقول:
هذا أعلم مني،بل تناقش بأدب واحترام، لأنه أحياناً يخفى على الإنسان الحكم
فينبهه من هو دونه في العلم فيتنبه وهذا من النصيحة للعلماء.

الخامس:
أن تدلهم على خير ما يكون في دعوة الناس،
فإذا رأيت هذا العالم محباً لنشر العلمويتكلم في كل مكان وترى الناس
يتثاقلونه ويقولون هذا أثقل علينا، كلما جلسنا قام يحدّث،فمن النصيحة
لهذا العالم أن تشير عليهأن لا يتكلم إلا فيما يناسب المقام، لاتقل:إ
ني إذا قلت ذلك منعته من نشر العلم، بل هذا في الواقع من حفظ العلم،
لأن الناس إذا ملّوا سئموا من العالم ومن حديثه.ولهذا كان النبي صلى الله عليه
وسلم يتخول أصحابه بالموعظة، يعني لا يكثر الوعظ عليهم مع أن كلامه
صلى الله عليه وسلممحبوب إلى النفوس لكن خشية السآمة، والإنسان
يجب أن يكون مع الناس كالراعي يختار ما هو أنفع وأجدى.



والنصيحة للأمراء تكون بأمور منها:

الأول: اعتقاد إمامتهم وإمرتهم، فمن لم يعتقد
أنهم أمراء فإنه لم ينصح لهم،لأنه إذا لم يعتقد أنهم أمراء فلن يمتثل أمرهم ولن
ينتهي عما نهوا عنه، فلا بد أن تعتقد أنه إمام أو أنه أمير،ومن مات وليس في
عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، ومن تولى أمر المسلمين ولو بالغلبة فهو إمام،

الثاني:نشر محاسنهم في الرعية،
لأن ذلك يؤدي إلى محبة الناس لهم،وإذا أحبهم الناس سهل انقيادهم لأوامرهم .
وهذا عكس ما يفعله بعض الناس حيث ينشر المعايب ويخفي الحسنات،
فإن هذا جورٌ وظلم.فمثلاً يذكر خصلة واحدة مما يُعيب به على الأمراء وينسى
خصالاً كثيرة مما قاموا به من الخير، وهذا هو الجور بعينه.

الثالث: امتثال ما أمروا به وما نهوا عنه،
إلا إذا كان في معصية الله عزّ وجل لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق،
وامتثال طاعتهم عبادة وليست مجرد سياسة، بدليل أن الله تعالى أمر بها فقال
عزّ وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأولي الأمر منكم)
النساء:59فجعل ذلك من مأموراته عزّ وجل، وما أمر الله تعالى به فهو عبادة.
ولا يشترط في طاعتهم ألاّ يعصوا الله،فأطعهم فيما أمروا به لأنك مأمور
بطاعتهم وإن عصوا الله في أنفسهم.

الرابع: ستر معايبهم مهما أمكن، وجه هذا:
أنه ليس من النصيحة أن تقوم بنشر معايبهم،لما في ذلك من ملئ القلوب غيظاً
وحقداً وحنقاً على ولاة الأمور،وإذا امتلأت القلوب من ذلك حصل التمرّد وربما يحصل
الخروج على الأمراء فيحصل بذلك من الشر والفساد ما الله به عليم.وليس معنى
قولنا: ستر المعايب أن نسكت عن المعايب، بل ننصح الأمير مباشرة إن تمكنا،
وإلا فبواسطة من يتصل به من العلماء وأهل الفضل.
ولهذا أنكر أسامة بن زيد رضي الله عنه على قوم يقولون: أنت لم تفعل ولم تقل
لفلان ولفلان يعنون الخليفة، فقال كلاماً معناه: (أتريدون أن أحدثكم بكل ما أحدث
به الخليفة) فهذا لا يمكن.فلا يمكن للإنسان أن يحدث بكل ما قال للأمير، لأنه إذا
حدث بهذا فإما أن يكون الأمير نفذ ما قال،فيقول الناس: الأمير خضع وذل،
وإما أن لا ينفذ فيقول الناس: عصى وتمرّد.
ولذلك من الحكمة إذا نصحت ولاة الأمور أن لا تبين ذلك للناس،لأن في ذلك ضرراً عظيماً.

الخامس: عدم الخروج عليهم، وعدم المنابذة
لهم، ولم يرخص النبي صلى الله عليه وسلمفي منابذتهم إلا كما قال: (أَنْ تَرَوا)
أي رؤية عين أو رؤية علم متيقنة ( كُفْرَاً بَوَاحَاً )أي واضحاً بيّناً.
( عِنْدَكُمْ فِيْهِ مِنَ اللهِ بُرْهَانٌ ) أي دليل قاطع.
ثم إنا نقول: ما ميزان الكفر؟ فقد يرى البعض هذا كفراً و البعض لايراه كفراً،
ولهذا قيد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله
( كُفْرَاً بَوَاحَاً ) ليس فيه احتمال،كما لو رأيته يسجد للصنم، أو سمعته يسب الله،
أو رسوله أو ما أشبه ذلك.




النصح لعامة المسلمين:

أي عوام المسلمين، والنصح لعامة المسلمين بأن تبدي لهم المحبة،
وبشاشة الوجه، وإلقاء السلام، والنصيحة، والمساعدة ، وغير ذلك مما هو
جالب للمصالح دافعٌ للمفاسد.واعلم أن خطابك للواحد من العامة ليس
كخطابك للواحد من الأمراء، وأن خطابك للمعاند ليس كخطابك للجاهل،
فلكل مقام مقال، فانصح لعامة المسلمين ما استطعت.
وبهذا نعرف أن هذا الحديث على اختصاره جامع لمصالح الدنيا والآخرة.



من آداب النصيـــحة :

الأمر الأول: إخلاص الناصح لنصيحته،
بمعنى أن يخرج الناصح هذه النصيحة بإخلاص لله -عز وجل- ويعتقد أن ذلك
عبودية لله -سبحانه وتعالى- فيخلص هذه العبودية لله -جل وعلا-

الامر الثاني: أن يكون الهدف من النصيحة
هو إرادة الخير،و إشاعته في المجتمع،

الأمر الثالث: من آداب النصيحة أن تكون في محلها،
فالنصيحة بين الناصح والمنصوح له،وليس أمام الناس وقد قيل أنه من نصحك أمام
الناس فقد فضحك،إلا إذا كانت النصيحة لعامة الناس و بإجمال القول مثال على ذلك :
كقول خطيب الجمعة :ما بال أقوام،
فلا يحدد الاشخاص في العلن،أما إذا كانت النصيحة موجهة لفرد أو أفراد من الناس
معينين فيجب أن تكون فيما بينه وبينهم؛ لأن النفس ترفض أن يعلن عن خفاياها
وعن أمورها وعن أسرارها عند الناس،
الأمر الرابع: من الآداب أيضا العلم؛ لأن الناصح
لا يتبع الشائعات، فيجب العلم بالمنصوح فيه، والعلم أيضا بما يقتضيه كتاب الله
وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- بهذا المنصوح،

الأمر الخامس:
من الآداب ايضاً إستخدام الألفاظ الطيبة، الكلام الحسن،
والقول اللين في هذه النصيحة، يكفى أن نضرب مثالا واحد: الله -سبحانه وتعالى-
لما أرسل موسى وهارون إلى فرعون ماذا قال؟ : ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا ﴾لذلك الله
-سبحانه وتعالى- يرسم لنا منهج في الدعوة إلى الله في النصيحة أن تكون
بالأسلوب الحسن والحكمة، ووضع الشيء في موضعه وهكذا؛ ولذلك يقول الله -
سبحانه وتعالى- : ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
)





من فــــوائــــد الحديــــث :


1 - أهمية النصيحة في هذه المواضع،
المذكورة في الحديث وَجهَ ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعلها الدين
فقال: الدِّيْنُ النَّصِيْحةُ
2 - حسن تعليم الرسول صلى الله عليه
وسلم حيث يذكر الشيء مجملاً ثم يفصّله، لقوله: الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ.
3 - حرص الصحابة رضي الله عنهم على العلم،
وأنهم لن يدعوا شيئاً يحتاج الناس إلى فهمه إلا سألوا عنه،
4 - البداءة بالأهم فالأهم، حيث بدأ النبي
صلى الله عليه وسلم بالنصيحة لله، ثم للكتاب،ثم للرسول صلى الله عليه
وسلم ثم لأئمة المسلمين، ثم عامتهم.

5- وجوب النصيحة لأئمة المسلمين،
من أمراءٍ وعلماء.
6 - الإشارة إلى أن المجتمع الإسلامي
لابد له من إمام، والإمامة قد تكون عامة، وقد تكون خاصة










قديم 28-09-2009, 04:26 AM
المشاركة 4
~غلا~
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: الأربعين النووية •• ~ ( الجزء الثاني )




( دورة شرح الأربعين النوويّة )






الحـــديث " الثّـــــامن "



( عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ قَالَ:أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ
النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ وَيُقِيْمُوْا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ
فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهَمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى .
)

رواه البخاري ومسلم




معنى الحديث :

أُمِرْتُ :أي أمرني ربي.أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ :
هذا هو المأمور به ،والمقاتلة غير القتل ! - فالمقاتلة: أن يسعى في جهاد الأعداء
حتى تكون كلمة الله هي العليا.-والقتل: أن يقتل شخصاً بعينه، ولهذا نقول:
ليس كل ما جازت المقاتلة جاز القتلفالقتل أضيق ولا يجوز إلا بشروط معروفة،
والمقاتلة أوسع، قال الله تبارك وتعالى: ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىفَقَاتِلُوا الَّتِي
تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّه
) الحجرات: الآية9 فأمر بقتالها وهي مؤمنة
لايحل قتلها ولا يباح دمها لكن من أجل الإصلاح.

ولذلك أمرت الأمة أن توافق الإمام في قتال أهل البغي الذين يخرجون على الإمام
بشبهة، قالوا: فإذا قرر الإمام أن يقاتلهم وجب على الرعيّة طاعته وموافقته دفعاً
للشر والفساد، وهنا نقاتل مسلمين لأجل إقامة العدل وإزالة الفوضى.
وقاتل أبو بكر الصديق رضي الله عنهمانعي الزكاة ولكن لايقتلهم، بل قاتلهم
حتى يذعنوا للحق .


حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ


: (حتى) هل هي للتعليل بمعنى أن أقاتل
ليشهدوا، أو هي للغاية بمعنى أقاتلهم إلى أن يشهدوا؟والجواب:
هي تحتمل أن تكون للتعليل ولكن الثاني أظهر، يعني أقاتلهم إلى أن يشهدوا.حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله أي حتى
يشهدوا بألسنتهم وبقلوبهم،لكن من شهد بلسانه عصم دمه وماله،
وقلبه إلى الله عزّ وجل.
أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله أي لا معبود حقّ إلا الله عزّ وجل، فهو الذي عبادته حقّ،
وما سواه فعبادته باطلة.

وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ

: هوابن عبد الله، وأبرز اسمه ولم يقل: وأني رسول الله للتفخيم والتعظيم.
ورسول الله: يعني مرسله.

وَيُقِيْمُوْا الصَّلاةَ

: أي يفعلوها قائمة وقويمة على ماجاءت به الشريعة. والصلاة هنا عامة،
لكن المراد بها الخاص، وهي الصلوات الخمس، ولهذا لو تركوا النوافل فلا يقاتلون

وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ

: أي يعطوها مستحقّها. والزكاة: هي النصيب المفروض في الأموال الزكوية.
ففي الذهب مثلاً والفضة وعروض التجارة: ربع العشر، أي واحد من أربعين.
وفيما يخرج من الأرض مما فيه الزكاة: نصف العشر إذا كان يسقى بمؤونة،
والعشر كاملاً إذا كان يسقى بلا مؤونة. وفي الماشية: كما هو في السُّنة.





فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ :

أي شهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة.
عَصَمُوا: أي منعوا.

مِنِّي دِمَاءهَم وَأَمْوَالَهُم :

أي فلا يحل أن أقاتلهم وأستبيح دماءهم، ولا أن أغنم أموالهم، لأنهم دخلوا
في الإسلام ،
إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ : هذا استثناء لكنه استثناء عام، يعني: إلا أن تباح دماؤهم
وأموالهم بحق الإسلام، يعنى أنه لا يتعرض إلى الدماء والأموال إلا بما أوجبه
الإسلام عليهمكأن يرتكب هذا المسلم جرما يستحق القتل، كمن يقتل شخصا
فيقتص منه، أو كالثيّب الزاني فيقتل مثلا،أو كمن يشرب خمرا فيجلد، أو كمن
يقذف شخصا فيجلد وهكذا ..
وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى : أي محاسبتهم على الأعمال على الله تعالى،
أما النبي صلى الله عليه وسلم فليس عليه إلا البلاغ ، وكذلك وظيفة الدعاة
هي التبليغ وليس الإجبار ! وحكم التعامل في الدنيا يكون نسبة لظاهر الأعمال؛
ولذلك عاتب النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد رضي الله عنهعندما قتل
الرجل الذي قال: لا إله إلا الله ، فأسامة رضى الله عنه عندما سمع هذا المشرك
يقول: لا إله إلا الله، قتله وقال للرسول صلّى الله عليه وسلّم أنّ هذا الرجل كان
يتقي بقول لا إله إلا الله عن القتل فقط !لكم ماذا قال له النبي صلّى الله عليه
وسلّم ! : (أشققت عن قلبه) !فلذلك التعامل
في الدنيا على ما يظهره الإنسان، أما في الآخرة فالحساب عند الله سبحانه
وتعالى الذي يعلم ما تخفي الصدور !إذاً علينا أن لا ندخل في نيات الأشخاص،
لأن نية الإنسان بينه وبين ربه عز وجل ،





من فــــوائــــد الحديــــث :


1 - أن النبي صلى الله عليه وسلم عبد مأمور
يوجه إليه الأمر كما يوجّه إلى غيره لقوله: أُمِرْتُ
.2- جواز إبهام المعلوم إذا كان المخاطب يعلمه،
لقوله: أُمِرْتُ فأبهم الآمر لأن المخاطب يعلم ذلك.
3 - وجوب مقاتلة الناس حتى يقوموا بهذه الأعمال.
فإذا قال قائل: لماذا لا يكون الأمر للاستحباب؟
والجواب: لا يكون للاستحباب،لأن هذا فيه استباحة محرّم، واستباحة المحرّم
لاتكون إلا لإقامة واجب.
4 - وجوب شهادة أن لا إله إلا الله بالقلب
واللسان، فإن أبداها بلسانه ولاندريعما في قلبه أخذنا بظاهره ووكلنا سريرته
إلى الله عزّ وجل ووجب الكفّ عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك،ولا يجوز أن
نتهمه ونقول: هذا الرجل قالها كاذباً، أو خوفاً من قتل أو أسر،لأننا لا ننقب عن
قلوب الناس.
5 - أنه لابد أن يعتقد الإنسان أن لا معبود
حق إلا الله، فلا يكفي أن يعتقد أن الله معبود بحق، لأنه إذا شهدأن الله تعالى
معبود بحق لم يمنع أن غيره يعبد بحق أيضاً. فلا يكون التوحيدإلا بنفي وإثبات:
لا إله إلا الله، نفي الألوهية عما سوى الله وإثباتها لله عزّ وجل.
6 - أن المقاتلة لا ترتفع إلا بشهادة أن محمداً
رسول الله، وأما الدخول في الإسلام فيكون بشهادة أن لا إله إلا الله، لكن لو
شهدت طائفة أن لا إله إلا الله وأبت أن تشهد أن محمداً رسول الله فإنها تقاتل.
وشهادة أن محمداً رسول الله تستلزم: تجريد المتابعة له، وأن لايتبع من سواه،
وتصديقه فيما أخبر واجتناب ماعنه نهى وزجر، وأن لايعبد الله إلا بما شرع.

7 - وجوب إقامة الصلاة، لأنه إذا لم يقمها فإنه
لا يمتنع قتاله، بل قد قال الفقهاء - رحمهم الله - يُقاتَل أهل بلد تركوا الأذان والإقامة
وإن صلوا، لأن الأذان والإقامة من شعائر الدين الظاهرة، فإذا قال قوم: نحن لا نؤذن
ولانقيم ولكن نصلي، وجب أن يقاتلوا.واستدلّوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا غزا قوماً أمسك حتى يطلع الفجر،فإن سمع أذاناً كفّ عن قتالهم،
وإلا قاتلهم .
كذلك قال الفقهاء: يقاتل أهل بلد تركوا صلاة العيد وإن لم تكن فرضاً على الأعيان
كفريضة ا لصلوات الخمس.قالوا: لأن صلاة العيد من شعائر الإسلام الظاهرة،
فيقاتل أهل البلد إذا تركوا صلاتي العيدين
8 - وجوب إيتاء الزكاة، لأنها جزء مما يمنع
مقاتلة الناس.
ولابد أن يكون إيتاء الزكاة إلى مستحقّها، فلا يكفي أن يعطيها غنيّاً من أقاربه
أو أصحابه لأن ذلك لايجزئ،لقوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ
وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِوَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ
السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) التوبة:60

9 - إطلاق الفعل على القول، لقوله:
إِذَا فَعَلُوْا ذَلِكَ مع أن في جملة هذه الأشياء الشهادتين،وهما قول، ووجه ذلك:
أن القول حركة اللسان،وحركة اللسان فعل، ويصح إطلاق الفعل على القول
بأن يكون القول في جملة أفعال،كما في الحديث، فإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة
من الأفعال بلا شك.

10 - أن الكفار تباح دماؤهم وأموالهم، لقوله:
عَصَمُوا مِنِّيْ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ فيقتلون،أو يؤسرون حسب ما تقتضيه الحال،
وتغنم أموالهم. وهذا مما اختصّ به النبي صلى الله عليه وسلم ،فقد صحّ عنه
أنه قال: ( أُعْطِيْتُ خَمْسَاً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِيْ: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ
مِسِيْرَةَ شَهْر، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدَاً وَطَهُوْرَاً، وَأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ وَلَمْ
تَحِلَّ لأَحَدٍ مِنْ قَبْلِيَ ... ) روى هذا الحديث البخاري ومسلموالغنائم هي
أموال الكفار إذا أخذناها بالقتال. أما الأمم السابقة فلا تحل لهم الغنائم،
وقد ورد أنهم يجمعونها ثم تنزل نار من السماء فتحرقها

11 - أنّه قد يستباح الدم والمال بحق الإسلام
وإن لم يكن من هذه المذكورات التي في الحديث،وقد نوقش أبو بكرٍ الصّديق
رضي الله عنه في قتال مانعي الزكاة فأجاب: بأن الزكاة حق المال، والنبي
صلى الله عليه وسلم قال: إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ وقال رضي الله عنه: والله لو منعوني
عناقاً -أو قال: عقالاً - كانوا يؤدونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم
على ذلك.
12 - أن حساب الخلق على الله عزّ وجل،
وأنه ليس على الرسول صلى الله عليه وسلم إلا البلاغ،وكذلك ليس على
من ورث الرسول إلا البلاغ، والحساب على الله عزّ وجل.




فلا تحزن أيها الداعي إلى الله إذا لم تقبل دعوتك، فإذا أدّيت ما يجب عليك
فقد برئت الذمة والحساب على الله تعالى،كما قال الله تعالى لنبيّه صلى الله
عليه وسلم: (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ* إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ)
الغاشية:22-23 يعني لكن من تولى وكفر (فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ
الْأَكْبَرَ*إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ
) الغاشية:24-26 فلا تحزن
أيها الداعي إلى الله إذا رد قولك، أو إذا لم يقبل لأول مرة، لأنك أديت ما يجب عليك.
ولكن اعلم أنك إذا قلت حقاً تريد به وجه الله فلابد أن يؤثر، حتى لو رد أمامك
فلابد أن يؤثر،وفي قصة موسى عليه السلام عبرة للدعاة إلى الله،وذلك أنه
جُمعَ له السحرة من كل وجه في مصر، واجتمعوا، وألقوا حبالهم وعصيّهم حتى
كانت الأرض تمشي ثعابين،حتى إن موسى عليه السلام
خاف (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى) طـه
:67فلما اجتمعوا كلهم قال لهم: (وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى
اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى
) طـه:61كلمات يسيرة،
قال الله عزّ وجل: (فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى)
طـه:62 يعني أنهم تنازعوا فوراً، والفاء في قوله: (فَتَنَازَعُوا) للسببية والترتيب
والتعقيب.فتأمل كيف أثرت هذه الكلمات من موسى عليه السلام بهؤلاء السحرة،
فلابد لكلمة الحق أن تؤثر، لكن قد تؤثر فوراً وقد تتأخر.





والله الموفق.











قديم 28-09-2009, 09:04 AM
المشاركة 5

  • غير متواجد
رد: الأربعين النووية •• ~ ( الجزء الثاني )







’’..{غلآ..’’
جَزآكـِ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
آجْزآءٌ قَيّمة وَهَآمه ..وَمَجهودٌ رآئعْ
بآرَكـَ الله فيكـِ وَجَعَلهُ في مَوآزينَ حَسنآتكـِ
آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـِ بآلريآحينْ
وَيسْكنكـِ فَسيحْ آلجَنآتْ ..
دمْتِ بـِ طآعَة الله ..}
/ \




عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 28-09-2009, 11:14 AM
المشاركة 6
نـــ ج ـــد
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: الأربعين النووية •• ~ ( الجزء الثاني )


~غلا~

جزاك الله خيراً على الطرح القيم والمجهود الاكثر من رائع

ولاحرمتِ الاجر وجعله الله في ميزان حسناتك

لكِ ودي





ترى !

إن كان حنينكم إلى الأحيآء يقتلكم
فَ مآذآ عسآه يفعل بي حنيني
إلى الاموات ..
قديم 28-09-2009, 12:30 PM
المشاركة 7
ريميه
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: الأربعين النووية •• ~ ( الجزء الثاني )


غـــــــــــــلــــآ

عــــافاكـ الرحمـــــــــــنـ,

وجــــزاكـ الله خـير الجــزاء

ع مقدمتيهـ وجعلهـ الله في موازين حـسناتكـ

دمتـــــــــ بخــــــير ـــــــي

قديم 28-09-2009, 02:39 PM
المشاركة 8
 

  • غير متواجد
رد: الأربعين النووية •• ~ ( الجزء الثاني )
يجزاك الله كل خير ..{ غلا..~
على الطرح القيم
بارك الله فيك وأثابك الله
غفر الله ذنبك ورفع قدرك وأزاح همك
دمت برضى الرحمن ..





[أسأل الله رب العرش العظيم ...
أن يغفر لوالدي ويجعله في روضةمن رياض الجنة ]
قديم 28-09-2009, 11:21 PM
المشاركة 9

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: الأربعين النووية •• ~ ( الجزء الثاني )
من روائع النثر ومن روائع الكلمات التي يتم قراءتها وفهمها وفائدتها
الاربعين النووية نثر قيم كأنه زخات مطر اينما تقع تنفع وتثمر وحروفه
تسطر بماء من ذهب .. ومضمون يحمل كل الفائدة ..
بموضوع كبير وبجزء ثاني متواصل لاكمال السلسلة المباركة
من احاديث الاربعين النووية وهذه الاحاديث المفيدة لمن حفظها وفهم شرحها ومعانيها
انها احاديث تشتمل على امور العقيدة وعلى منهاج المسلم في هذه الحياة الدنيا
ومعرفة الاصول في الدين ..



الاخت الفاضلة ... ~ غلا ~

جزاك الله الجنة وبارك الله فيك على جميل ماقدمتي في هذه الاجزاء المباركة
وبارك الله فيك على تواصلك القيم في اكمال الاجزاء الاخرى لتعم الفائدة
نسأل الله ان يجعل كل جهدك وعملك زيادة لك في الخير
ونسأل الله ان يجعلك سباقة للخير مؤثرة في الغير مبشرة لكل بر
ونسأل الله ان يجعلك ممن تبيض وجوههم يوم القيامة
وان يجعل دارك وقرارك جنة الفردوس الاعلى
وان يجمعك فيها مع احبائك واقربائك وجميع اهلك
ونسأل الله ان يجعل اعمالنا واعمالكم خالصة لوجهه الكريم
وان يستجيب دعائنا انه ولي ذلك والقادر عليه وحده
ونسأل الله ان يجعلنا واياكم وجميع الحاضرين ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
اللهم آمين

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 29-09-2009, 12:07 AM
المشاركة 10
متميزه

انامعك لين تتحقق امانينا

  • غير متواجد
رد: الأربعين النووية •• ~ ( الجزء الثاني )

قديم 29-09-2009, 12:49 AM
المشاركة 11
ورد البراري

الفـيــروزيـــة ..

  • غير متواجد
رد: الأربعين النووية •• ~ ( الجزء الثاني )


/
~غلا~
جزاكـ الله الفردوس الأعلى من الجنة
لـ روعة ما نثرته هنا يا عزيزتي
طرح رائع ومجهود اروع بـ تنسيق جميل
لا حرمنا ابداعكـ يا قمر

اطيب المنى
/




"وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب"


في علم النفس يُقال :-

* عندما ترى شخص يأكل بشكل غير طبيعي فاعلم انه متوتر
* عندما ترى شخص لا يبكي فاعلم أنه ضعيف
* عندما ترى شخص ينام كثيرًا ، أكثر ممن نصف يومه فاعلم انه مجروح
* عندما ترى شخص يضحك كثيرًا وعلى أسبآب شبه تافهة فاعلم أنه حزين
* عندما ترى شخص يتذكرك ويسأل عنك رغم انشغاله فاعلم أنه صادق
* عندما ترى شخص يبتسم بشكل متكرر فاعلم انه مقهور
* عندما ترى شخص لم يعد يهتم بأحد فاعلم أنه خذل من الكثير
قديم 29-09-2009, 03:32 AM
المشاركة 12
~غلا~
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: الأربعين النووية •• ~ ( الجزء الثاني )


أم فهد

بارك الله فيك يا الغالية على طيب مرورك الذي انار موضوعي بانفاسها الطيبة

اثابكــ الله بجنتــه
ورفع الله قــدركـ
ورزقكـ رضااه
ووفقكـ لهداه
أحبك الله ونلت عفوه ورضاه
أسأل الله ان يجعلك من اهل الجنة
شاكرة لك هذا الحضور المبارك
اللهم صلي و سلم و بارك علي سيد الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم
اللهم ارزقنا شفاعة نبينا صلي الله عليه و سلم
اللهم امين يا رب العالمين




قديم 29-09-2009, 03:34 AM
المشاركة 13
~غلا~
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: الأربعين النووية •• ~ ( الجزء الثاني )


نـ ج ـد

بارك الله فيك يا الغالية على طيب مرورك الذي انار موضوعي بانفاسها الطيبة

اثابكــ الله بجنتــه
ورفع الله قــدركـ
ورزقكـ رضااه
ووفقكـ لهداه
أحبك الله ونلت عفوه ورضاه
أسأل الله ان يجعلك من اهل الجنة
شاكرة لك هذا الحضور المبارك
اللهم صلي و سلم و بارك علي سيد الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم
اللهم ارزقنا شفاعة نبينا صلي الله عليه و سلم
اللهم امين يا رب العالمين




قديم 29-09-2009, 01:10 PM
المشاركة 14

  • غير متواجد
رد: الأربعين النووية •• ~ ( الجزء الثاني )
غلا

اجزل الله اجرك وضاعف مثوبتك ووفقك لكل خير


يعطيك العافيه



العطشان








إذا طــُعنـت من الخلف فيجب أن تفخر ! لأنك في المقدمة . .
قديم 29-09-2009, 04:03 PM
المشاركة 15
~غلا~
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: الأربعين النووية •• ~ ( الجزء الثاني )
ريميه

بارك الله فيك يا الغالية على طيب مرورك الذي انار موضوعي بانفاسها الطيبة

اثابكــ الله بجنتــه
ورفع الله قــدركـ
ورزقكـ رضااه
ووفقكـ لهداه
أحبك الله ونلت عفوه ورضاه
أسأل الله ان يجعلك من اهل الجنة
شاكرة لك هذا الحضور المبارك
اللهم صلي و سلم و بارك علي سيد الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم
اللهم ارزقنا شفاعة نبينا صلي الله عليه و سلم
اللهم امين يا رب العالمين







الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الأربعين النووية •• ~ ( الجزء الثاني )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقهى الاماكـن ،، للبالغين فقط }{ كيف أسيبك }{ ●{ منتدى الأماكن العام ~ 1231 20-04-2010 01:16 PM
•ˆ• الأربعين النووية •ˆ• ( الجزء الآول ) ~غلا~ ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 32 08-12-2009 08:52 PM
احصائية مباريات الهلال والنصر من1384هـ الى 1428هـ fai9al ●{ صَدىّ آلمَـلآعِبُ~ 5 01-02-2008 04:10 AM
بالخلطات للحمام المغربي ...(الجمال المغربي ) الجميلة ●{ مملكة المرآة ~ للنساء فقط 10 01-10-2007 09:32 PM
الريفلوكسولوجي Reflexology السحاب ●{ منتدى الأماكن العام ~ 10 17-10-2005 02:58 AM

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


الساعة الآن 12:57 AM.