قصة أجنبية .. حطت في بريدي .. أعجبتني كونها مختلفة .. ترجمتها مع تصرف في بعض السياق وأسماء المدن لتتوافق مع واقعنا .. وكذلك إضافة بعض الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية .. لإيضاح المغزى من ترجمة القصة ونقلها .. اسأل الله أن يجعل بها فائدة لنا جميعاً






اتصل رجلٌ مسن بإبنه الأكبر الذي يعيش بعيداً عنه .. في مدينة جدة .. قائلاً له .. بعد الاطمئنان عليه وصحته وأبناءه :

" لم أرغب يا بني أن أعكر صفو يومك .. ولكن لزاماً علي أن أخبرك بهذا الأمر .. فقد وصلت أنا ووالدتك لقرار نهائي .. الانفصال .. بعد 35 عاماً من الزواج .. ويكفيني هذا البؤس طوال السنوات الماضية "





فصرخ الابن قائلاً : " أبي .. ماذا تقول؟ .. لابد أنك تمزح !! "

أجابه الأب : " أنا ووالدتك .. لم نعد نستحمل النظر لبعضنا .. ولم يعد أي منا يطيق الآخر .. ولا أستطيع تحمل هذا الأمر أو الحديث عنه أكثر من ذلك .

فعليك الآن الاتصال بأختك في الدمام .. وإخبارها بالأمر "


فاتصل الابن .. وهو في حالة من الهياج .. بأخته .. التي انفجرت غاضبة أيضاً عبر الهاتف عندما أخبرها بما قاله والده .. وقالت له :

" هكذا فقط .. بعد هذا العمر .. سينفصلان؟ .. أنا سأتولى هذا الأمر !! "


بعد محادثتها مع أخيها مباشرة .. اتصلت الابنة بوالدها .. وقالت له وقد أخذتها نوبة من البكاء :

" أنتما لن تنفصلان .. ولن يحدث هذا الطلاق .. أرجوك ألا تستعجل في الأمر حتى آتي إليكما .. سأعاود الاتصال بأخي لنأتي إليكما غداً .. أرجوك لا تتصرف بأي شيء حتى نكون معكما "


وبعدما أنهت الابنة الاتصال .. التفت والدها إلى الأم .. مبتسماً .. وقال :

" الآن .. كلاهما سيدفعان قيمة التذكرة .. ويأتيان لقضاء ( العيد ) معنا "






وقبل ذلك كله .. ألم يأمرنا الله عز وجل ببر الوالدين وجعل رضاه مرتبط برضاهما؟!


فمن الأدلة في وجوب بر الوالدين قوله عز من قائل في كتابه الكريم :

( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً (23) واخفض لهما جناح الذّلّ من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) [الإسراء: 23، 24]

( أن اشكر لي ولوالديك ) [لقمان: 14]

( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ) [النساء: 36]

( ووصينا الإنسان بوالديه حسناً ) [العنكبوت: 8]

( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أُمُّهُ وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير ) [لقمان: 14]


كما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التأكيد على وجوب بِرّ الوالدين والترغيب فيه ، والترهيب من عقوقهما ومن ذلك :

ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( رضا الرب في رضا الوالدين ، وسخطه
في سخطهما ) [رواه الطبراني في الكبير، وصححه العلامة الألباني]

وروى أهل السنن إلا الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : جئت أبايعك على الهجرة ، وتركت أبويّ يبكيان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما ).

وروى الإمام أحمد في المسند وابن ماجة - واللفظ له - عن معاوية بن جاهمة السلمي أنه استأذن
الرسول صلى الله عليه وسلم في الجهاد معه ، فأمره أن يرجع ويَبرَ أُمَّه ، ولما كرر عليه ، قال صلى الله عليه وسلم : (ويحك .. الزم رجلها .. فثمّ الجنة )


أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل .. وبر الوالدين



دمتم