قديم 11-10-2012, 02:08 AM
المشاركة 33

  • غير متواجد
رد: سيرةُ نبيّ الرّحمة وصَحابَته ( في حَلَقاتْ )


أخلاقه صلى الله عليه وسلم :

كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأصدقهم لهجة، وألينهم طبعاً، وأكرمهم عشرة، قال تعالى:
{ َإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ } [القلم:4].
وكان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأعف الناس وأكثرهم تواضعاً، وكان صلى الله عليه وسلم
أشد حياء من العذراء في خدرها، يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها، ولا يغضب لنفسه،
وإنما يغضب لربه.
وكان صلى الله عليه وسلم يأكل ما وجد، ولا يدُّ ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضره، وكان لا يأكل متكئاً
ولا على خوان.
وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد في أبياته صلى الله عليه وسلم نار،..
وكان صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى ويمشي في الجنائز.

وكان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً، ويضحك من غير قهقهة، وكان صلى الله عليه وسلم
في مهنة أهله، وقال: { خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي }
[الترمذي وصححه الألباني].
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء
فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله، ألا فعلت كذا!!.

وما زال صلى الله عليه وسلم يلطف بالخلق ويريهم المعجزات، فانشق له القمر، ونبع الماء من بين أصابعه،
وحنَّ إليه الجذع، وشكا إليه الجمل، وأخبر بالغيوب فكانت كما قال.








عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 11-10-2012, 02:09 AM
المشاركة 34

  • غير متواجد
رد: سيرةُ نبيّ الرّحمة وصَحابَته ( في حَلَقاتْ )



باب ماجاء في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم

343ـ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَارِجَةَ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ..
قَالَ : دَخَلَ نَفَرٌ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، فَقَالُوا لَهُ : حَدِّثْنَا أَحَادِيثَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ،
قَالَ : مَاذَا أُحَدِّثُكُمْ ؟
كُنْتُ جَارَهُ فَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ بَعَثَ إِلَيَّ فَكَتَبْتُهُ لَهُ ، فَكُنَّا إِذَا ذَكَرْنَا الدُّنْيَا ذَكَرَهَا مَعَنَا ، وَإِذَا ذَكَرْنَا
الآخِرَةَ ذَكَرَهَا مَعَنَا ، وَإِذَا ذَكَرْنَا الطَّعَامَ ذَكَرَهُ مَعَنَا ، فَكُلُّ هَذَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

344ـ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ،
يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ عَلَى أَشَرِّ الْقَوْمِ ، يَتَأَلَّفُهُمْ بِذَلِكَ فَكَانَ يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ وَحَدِيثِهِ عَلَيَّ ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي
خَيْرُ الْقَوْمِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنَا خَيْرٌ أَوْ أَبُو بَكْرٍ ؟ فَقَالَ : أَبُو بَكْرٍ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنَا خَيْرٌ أَوْ عُمَرُ ؟
فَقَالَ : عُمَرُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنَا خَيْرٌ أَوْ عُثْمَانُ ؟
فَقَالَ : عُثْمَانُ ، فَلَمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَصَدَقَنِي فَلَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ

345ـ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ،
قَالَ : خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ ، فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ ، وَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ ،
لِمَ صَنَعْتَهُ ، وَلا لِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ ، لِمَ تَرَكْتَهُ ؟ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا ،
وَلا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا ، وَلا شَيْئًا كَانَ أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ،
وَلا شَمَمْتُ مِسْكًا قَطُّ ، وَلا عِطْرًا كَانَ أَطْيَبَ مِنْ عَرَقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم

346ـ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَأَحَمْدُ بْنُ عَبْدَةَ هُوَ الضَّبِّيُّ ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ ، قَالا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ،
عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ بِهِ أَثَرُ
صُفْرَةٍ ، قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، لا يكَادُ يُواجِهُ أَحَدًا بِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ ، فَلَمَّا قَامَ ،
قَالَ لِلْقَوْمِ : لَوْ قُلْتُمْ لَهُ يَدَعُ هَذِهِ الصُّفْرَةَ

347ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ،
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ وَاسْمُهُ عَبْدُ بْنُ عَبْدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ،
أَنَّهَا قَالَتْ : لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَاحِشًا ، وَلا مُتَفَحِّشًا وَلا صَخَّابًا فِي الأَسْوَاقِ ،
وَلا يَجْزِئُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ

348ـ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ،
قَالَتْ : مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ ، إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَلا ضَرَبَ
خَادِمًا َوِلا امْرَأَةً

349ـ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ،
عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنْتَصِرًا مِنْ مَظْلَمَةٍ ظُلِمَهَا قَطُّ ، مَا لَمْ يُنْتَهَكْ
مِنْ مَحَارِمِ اللهِ تَعَالَى شَيْءٌ ، فَإِذَا انْتُهِكَ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ شَيْءٌ كَانَ مِنْ أَشَدِّهِمْ فِي ذَلِكَ غَضَبًا ، وَمَا خُيِّرَ بَيْنَ
أَمْرَيْنِ ، إِلا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا ، مَا لَمْ يَكُنْ مَأْثَمًا

350ـ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ،
قَالَتِ : اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَأَنَا عِنْدَهُ ، فَقَالَ : بِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ أَوْ أَخُو
الْعَشِيرَةِ ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ ، فَأَلانَ لَهُ الْقَوْلَ ، فَلَمَّا خَرَجَ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، قُلْتَ مَا قُلْتَ ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ ؟
فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ

351ـ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي
تَمِيمٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ زَوْجِ خَدِيجَةَ ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ ، عَنِ ابْنٍ لأَبِي هَالَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ،
قَالَ : قَالَ الْحُسَيْنُ : سَأَلْتُ أَبي عَنْ سِيرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فِي جُلَسَائِهِ ،
فَقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، دَائِمَ الْبِشْرِ ، سَهْلَ الْخُلُقِ ، لَيِّنَ الْجَانِبِ ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ ،
وَلا صَخَّابٍ وَلا فَحَّاشٍ ، وَلا عَيَّابٍ وَلا مُشَاحٍ ، يَتَغَافَلُ عَمَّا لا يَشْتَهِي ، وَلا يُؤْيِسُ مِنْهُ رَاجِيهِ وَلا يُخَيَّبُ فِيهِ ،
قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلاثٍ : الْمِرَاءِ ، وَالإِكْثَارِ ، وَمَا لا يَعْنِيهِ ، وَتَرَكَ النَّاسَ مِنْ ثَلاثٍ : كَانَ لا يَذُمُّ أَحَدًا ، وَلا يَعِيبُهُ ،
وَلا يَطْلُبُ عَوْرتَهُ ، وَلا يَتَكَلَّمُ إِلا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ ، كَأَنَّمَا عَلَى رُؤُوسِهِمُ الطَّيْرُ ،
فَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا لا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ الْحَدِيثَ ، وَمَنْ تَكَلَّمَ عِنْدَهُ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ ، حَدِيثُهُمْ عِنْدَهُ حَدِيثُ
أَوَّلِهِمْ ، يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ ، وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ ..
وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ وَمَسْأَلَتِهِ ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَصْحَابُهُ ، وَيَقُولُ : إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ حَاجَةٍ
يِطْلُبُهَا فَأَرْفِدُوهُ ، وَلا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلا مِنْ مُكَافِئٍ وَلا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُوزَ فَيَقْطَعُهُ بِنَهْيٍ أَوْ قِيَامٍ

352ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ،
قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ : مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ : لا

353ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ أَبُو الْقَاسِمِ الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ،
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ ، وَكَانَ أَجْوَدَ
مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، حَتَّى يَنْسَلِخَ ، فَيَأْتِيهِ جِبْرِيلُ ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ..
فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ

354ـ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ :
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، لا يَدَّخِرُ شَيْئًا لِغَدٍ

355ـ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ الْمَدِينِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَسَأَلَهُ
أَنْ يُعْطِيَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :
مَا عِنْدِي شَيْءٌ ، وَلَكِنِ ابْتَعْ عَلَيَّ ، فَإِذَا جَاءَنِي شَيْءٌ قَضَيْتُهُ فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ أَعْطَيْتُهُ فَمَّا كَلَّفَكَ
اللَّهُ مَا لا تَقْدِرُ عَلَيْهِ ، فَكَرِهَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَوْلَ عُمَرَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
أَنْفِقْ وَلا تَخَفْ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلالا ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعُرِفَ فِي وَجْهِهِ الْبِشْرَ
لِقَوْلِ الأَنْصَارِيِّ ، ثُمَّ قَالَ : بِهَذَا أُمِرْتُ

356ـ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ،..
عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ ، قَالَتْ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، بِقِنَاعٍ مِنْ رُطَبٍ وَأَجْرٍ زُغْبٍ ،
فَأَعْطَانِي مِلْءَ كَفِّهِ حُلِيًّا وَذَهَبًا

357ـ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، كَانَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ ، وَيُثِيبُ عَلَيْهَا .









عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 11-10-2012, 02:10 AM
المشاركة 35

  • غير متواجد
رد: سيرةُ نبيّ الرّحمة وصَحابَته ( في حَلَقاتْ )





من حلم النبي صلى الله عليه وسلم :

1- قال الله تعالى : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} .
2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وعليه بُرد نجراني
غلظ الحاشية ، فأدركه أعرابي ، فجذبه بردائه جبذة شديدة ،.
حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد أثرت بها حاشية البُرد من شدة جبذته
قال ، يا محمد ، مُر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ضحك ، ثم
أمر له بعطاء .
3- وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبدالقيس:
(إن فيك لخصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة ) .
4- نزل النبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق بها سيفه ، ثم نام ، فاستيقظ وعنده رجل وهو
لا يشعر به ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن هـذا اخترط سيقي ، فقال : من يمنعك ؟
قلت : الله ، فشام السيف ، فها هو ذا جالس ، ثم لم يعاقبه . (واللفظ للبخاري مختصراً - اخترط سيفي :
سله من غمده ، فشام السيف : أعاده لغمده) .

الغضب وعلاجه :
1- قال الله تعالى : { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} .
2- وقال الله تعالى :
{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} .
3- وعن عائشة قالت : ( ...... وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله ،
فينتقم لله بها) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من كظم غيظاً وهو يقدر أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة
حتى يخبره في أي الحور شاء) .
4- وقال صلى الله عليه وسلم : ( ليس الشديد بالصُرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عن الغضب) .
5- جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أوصني ولا تكثر عليّ ، لعلي أحفظ .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تغضب .
6- وعن سليمان بن صُرد قال : استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ، ونحن عنده جلوس ..
وأحدهما يسب صاحبه مغضباً ، قد احمر وجهه .
النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد : "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" .
الصحابة للرجل : ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم .
الرجل الغاضب : إني لست بمجنون .
7- وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى :
{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} .
قال : الصبر عند الغضب ، والعفو عند الإساءة ، فإذا فعلوا عصمهم الله ، وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم .
8- وقال صلى الله عليه وسلم : (إذا غضب أحدكم وهو قائم ، فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب ، وإلا فليضطجع) .

العفو عند الخصام :
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلاً شتم أبا بكر ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس يتعجب ويبتسم
فلما أكثر رد عليه بعض قوله ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقام فلحقه أبوب بكر :
أبو بكر : يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس ، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت .
الرسول صلى الله عليه وسلم : كان معك ملك يرد عليه ، فلما رددت عليه وقع الشيطان (أي حضر) ،
يا أبا بكر : ثلاث كلهن حق :
ما من عبد ظُلم بمظلمة ، فيغضي ..عنها الله عز وجل ، إلا أعز الله بها نصره ، وما فتح رجب باب عطية
.. يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة ، وما فتح رجب باب مسألة .. يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة) .
2- وقال صلى الله عليه وسلم : (المستبان ما قالا ، فعل البادئ ما لم يعتد المظلوم) .
دل الحديث على جواز مجازاة من ابتدأ الإنسان بالأذية أو السب بمثله ، وأن إثم ذلك عائد على البادئ ،
لأنه المتسبب لكل ما قاله المجيب ، إلا أن يعتدي المجيب في أذيته بالكلام،فيختص به إثم عدوانه ،
لأنه إنما أذن في مثل ما عوقب به .
قال تعالى : {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} .
وعدم المجازاة والصبر والاحتمال أفضل ، كما مر في حديث أبي هريرة الأول .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : (إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم) .
ومعناه أن الله يبغض من كان شديد المراء الذي يحج صاحبه ، وحقيقة المراء طعنك في كلام غيرك ،
لإظهار خلل فيه ، لغير غرض سوى تحقير قائله ، وإظهار مزيتك عليه .
يعفو عنها .
أي باب صدقة يعطيها لغيره .
أي يسأل الناس المال .

من رفق الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى : {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} .
الحديث الأول : عن انس رضي الله عنه قال : بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد .
أصحاب الرسول : ( يصيحون به) مه مه (أي أترك) .
الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تزرموه دعوه ( لا تقطعوا بوله) .
يترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله ثم يدعو الرسول الأعرابي .
الرسول للأعرابي : إن المساجد لا تصلح لشئ من هذا البول والقذر ، إنما هي لذكر الله ، والصلاة ، وقراءة
القرآن .
الرسول (لأصحابه) : إنما بعثتم ميسرين ، ولم تبعثوا معسرين ، صبوا عليه دلواً من الماء .
الأعرابي : اللهم أرحمني ومحمداً ، ولا ترحم معنا أحداً .
الرسول صلى الله عليه وسلم : لقد تحجرت واسعاً ( أي ضيقت واسعاً) .
الحديث الثاني : وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال : بينما أنا أصلي مع رسول الله..
صلى الله عليه وسلم ، إذا عطس رجل من القوم (أي المصلين)
معاوية ( للعاطس) : يرحمك الله .
المصلون : ينظرون لي منكرين .
معاوية يخاطبهم : وأثكل أماه ، ما شأنكم تنظرون إليّ ؟ .
المصلون يضربون بأيديهم على أفخاذهم ليسكت فسكت عندما رآهم يصمتونه حتى انتهت الصلاة .
معاوية يمدح الرسول : بأي هو وأمي : ما رأيـت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ، فوالله ما كهرني ،
ولا ضربني ، ولا شتمني (كهرني : قهرني) .
الرسول صلى الله عليه وسلم : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس ، إنما هي التسبيح
والتكبير ، وقراءة القرآن .
معاوية : يا رسول الله ، إني حديث عهد بجاهلية ، وقد جاء الله بالإسلام ، وإن منا رجالاً يأتون الكهان
(الذي يدعون علم الغيب) .
الرسول صلى الله عليه وسلم : فلا تأتهم .
معاوية : ومنا رجال يتطيرون ( يتشاءمون) .
الرسول صلى الله عليه وسلم : ذاك شئ يجدونه في صدورهم ، فلا يصدنهم..
(أي لا يمنعهم ذلك عن وجهتهم ، فإن ذلك لا يؤثر نفعاً ولا ضراً) .
الحديث الثالث : وعن عائشة قالت : إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم :
اليهود : السام عليكم (الموت عليك) .
الرسول صلى الله عليه وسلم : وعليكم .
عائشة : السام عليكم ، ولعنكم الله وغضب عليكم .
الرسول صلى الله عليه وسلم : مهلاً يا عائشة ، عليك بالرفق ، وإياك والعنف والفحش .
عائشة : أو لم تسمع ما قالوا ؟
الرسول : أو لم تسمعي ما قلت : رددت عليهم فيستجاب لي ، ولا يستجاب لهم فيّ .
وفي رواية لسلم : ( لاتكوني فاحشة ، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش)

أحاديث الرفق :
1- قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف
وما لا يعطي على سواه) .
2- وقال صلى الله عليه وسلم ، لعائشة : (عليكم بالرفق ، وإياك والعنف ، والفحش ، إن الرفق لا يكون
في شئ إلا زانه ، ولا ينزع من شئ إلا شانه) (أي عابه) .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : (يا عائشة إرفقي ، فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق) .
4- وقال صلى الله عليه وسلم : (من يُحرم الرفق ، يُحرم الخير كله) .
5- وقال صلى الله عليه وسلم : ( مـن أعطى حظه من الرفق ، فقد أُعطي حظه من الخير ، ومن حُرم حظه
من الرفق ، فقد حُرم حظه من الخير) .
6- كان رسول الله صلى الله عليه وسلـم : إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره ، قال : بشروا ولا تنفروا
ويسروا ولا تعسروا .
7- وقال صلى الله عليه وسلم : إني لأدخل في الصلاة ، وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز
في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه (أتجوز : لا أطيل ، وجد أمه : حزن أمه) .










عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 11-10-2012, 02:11 AM
المشاركة 36

  • غير متواجد
رد: سيرةُ نبيّ الرّحمة وصَحابَته ( في حَلَقاتْ )



باب ماجاء في تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم

330ـ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ .
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ ، فَقُولُوا :
عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ
331ـ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَتْ لَهُ : إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً ، فَقَالَ : اجْلِسِي فِي أَيِّ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ
شِئْتِ ، أَجْلِسْ إِلَيْكِ
332ـ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ مُسْلِمٍ الأَعْوَرِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُ الْمَرِيضَ ، وَيَشْهَدُ الْجَنَائِزَ ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْعَبْدِ ،
وَكَانَ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ عَلَى حِمَارٍ مَخْطُومٍ بَحَبْلٍ مِنْ لِيفٍ ، وَعَلَيْهِ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ
333ـ حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْكُوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ،
قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، يُدْعَى إِلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ ، وَالإِهَالَةِ السَّنِخَةِ ، فَيُجِيبُ وَلَقَدْ كَانَ لَهُ
دِرْعٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ ، فَمَا وَجَدَ مَا يَفُكُّهَا حَتَّى مَاتَ
334ـ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ ، عَنْ يَزِيدَ
بْنِ أَبَانَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : حَجَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ ، وَعَلَيْهِ قَطِيفَةٌ ،
لا تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا ، لا رِيَاءَ فِيهِ ، وَلا سُمْعَةَ
335ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ
يَقُومُوا ، لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهَتِهِ لِذَلِكَ
336ـ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي
تَمِيمٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ زَوْجِ خَدِيجَةَ ، يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ ، عَنِ ابْنٍ لأَبِي هَالَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ .
قَالَ : سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ ، وَكَانَ وَصَّافًا عَنْ حِلْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَأَنَا أَشْتَهِي
أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا ، فَقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، : -
قَالَ : فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَخْرَجِهِ كَيْفَ يَصْنَعُ فِيهِ ؟ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرِنُ لِسَانُهُ إِلا فِيمَا
يَعْنِيهِ ، وَيُؤَلِّفُهُمْ وَلا يُنَفِّرُهُمْ ، وَيُكْرِمُ كَرَيمَ كُلِّ قَوْمٍ وَيُوَلِّيهِ عَلَيْهِمْ ، وَيُحَذِّرُ النَّاسَ وَيَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ
يَطْوِيَ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بِشْرَهُ وَخُلُقَهُ ، وَيَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ ، وَيَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي النَّاسِ ، وَيُحَسِّنُ الْحَسَنَ وَيُقَوِّيهِ ،
وَيُقَبِّحُ الْقَبِيحَ وَيُوَهِّيهِ ، مُعْتَدِلُ الأَمْرِ غَيْرُ مُخْتَلِفٍ ، لا يَغْفُلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفُلُوا أَوْ يَمِيلُوا ،..
لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ ، لا يُقَصِّرُ عَنِ الْحَقِّ وَلا يُجَاوِزُهُ الَّذِينَ يَلُونَهُ مِنَ النَّاسِ خِيَارُهُمْ ، أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ
نَصِيحَةً ، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُوَاسَاةً وَمُؤَازَرَةً قَالَ : فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ ..
فَقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لا يَقُومُ وَلا يَجَلِسُ ، إِلا عَلَى ذِكْرٍ ، وَإِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْمٍ ، جَلَسَ
حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الْمَجْلِسُ ، وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ ، يُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ بِنَصِيبِهِ ، لا يَحْسَبُ جَلِيسُهُ أَنَّ أَحَدًا أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ
مَنْ جَالَسَهُ أَوْ فَاوَضَهُ فِي حَاجَةٍ ، صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُنْصَرِفُ عَنْهُ ، وَمَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرُدَّهُ إِلا بِهَا .
أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ ، قَدْ وَسِعَ النَّاسَ بَسْطُهُ وَخُلُقُهُ ، فَصَارَ لَهُمْ أَبًا وَصَارُوا عِنْدَهُ فِي الْحَقِّ سَوَاءً ، مَجْلِسُهُ
مَجْلِسُ عِلْمٍ وَحِلْمٍ وَحَيَاءٍ وَأَمَانَةٍ وَصَبْرٍ ، لا تُرْفَعُ فِيهِ الأَصْوَاتُ ، وَلا تُؤْبَنُ فِيهِ الْحُرَمُ ، وَلا تُثَنَّى فَلَتَاتُهُ ، مُتَعَادِلِينَ ،.
بَلْ كَانُوا يَتَفَاضَلُونَ فِيهِ بِالتَّقْوَى ، مُتَوَاضِعِينَ يُوقِّرُونَ فِيهِ الْكَبِيرَ ، وَيَرْحَمُونَ فِيهِ الصَّغِيرَ ، وَيُؤْثِرُونَ ذَا الْحَاجَةِ ،
وَيَحْفَظُونَ الْغَرِيبَ
337ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَزِيعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
لوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلتُ ، وَلوْ دُعِيتُ عَلَيْهِ لأَجَبْتُ
338ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ .
عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : جَاءَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ برَاكِبِ بَغْلٍ وَلا بِرْذَوْنٍ
339ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ .
قَالَ : سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ ، قَالَ : سَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوسُفَ ،
وَأَقْعَدَنِي فِي حِجْرِهِ ، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي
340ـ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ وَهُوَ ابْنُ صَبِيحٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، حَجَّ عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ وَقَطِيفَةٍ ،
كُنَّا نَرَى ثَمَنَهَا أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ ، فَلَمَّا اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ ، قَالَ : لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ لا سُمْعَةَ فِيهَا وَلا رِيَاءَ
341ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَجُلا
خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَرَّبَ مِنْهُ ثَرِيدًا عَلَيْهِ دُبَّاءُ ،.
قَالَ : فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، يَأْخُذُ الدُّبَّاءَ ، وَكَانَ يُحِبُّ الدُّبَّاءَ ، قَالَ ثَابِتٌ : فَسَمِعْتُ أَنَسًا ،
يَقُولُ : فَمَا صُنِعَ لِي طَعَامٌ ، أَقْدَرُ عَلَى أَنْ يُصْنَعَ فِيهِ دُبَّاءُ ، إِلا صُنِعَ
342ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ،.
قَالَتْ : قِيلَ لِعَائِشَةَ : مَاذَا كَانَ يَعْمَلُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ : كَانَ بَشَرًا مِنَ
الْبَشَرِ ، يَفْلِي ثَوْبَهُ ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ

من تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم :

1- قال الله تعالى : { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} .
2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحسن الناس خُلقاً ، وكان
لي أخ يقال له : أبو عمير ، وهـو فطيم ، كان إذا جاءنا ، قال : يا أبا عمير ، ما فعل النغير؟ النغير كان يعلب به
(طائر يشبه العصفور) .
3- وعن الأسود بن يزيد النخعي رحمه الله قال : سألت عائشة رضي الله عنها :
ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : يكون في مهنة ..
أهله ،
فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج للصلاة .
4- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : إن كانت الأمة ..لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فتنطلق به حيث شاءت .
5- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له ، لما يعلمون من كراهيته لذلك .
6- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، فإنما أنا عبد
فقولوا عبدالله ورسوله) .
(الإطراء : الزيادة في المدح) .
7- كان يزور الأنصار ويُسلم على صبيانهم ، ويمسح رؤوسهم .
8- كان لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه ، وسكت .
9- كان يأتي ضعفاء المسلمين ، ويزورهم ، ويعود مرضاهم ، ويشهد جنائزهم .
10- كان يتخلف في المسير ، فيُزجى الضعيف ، ويُردف ويدعو لهم .
(يزجي : يسوق الضعيف ليلحق بأهله ، يُردف : يُركب خلفه) .
11- كان يكثر الذكر ، ويقل اللغو ، ويطيل الصلاة ، ويقصر الخطبة ، وكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمضي مع
الأرملة والمسكين ، والعبد ، حتى يقضي له حاجته .
( لا يأنف : لا يمتنع ) .
12- كان يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض ، ويعقل الشاة .
13- كان لا يدفع عنه الناس ولا يضربوا عنه .
14- كان لا يرد الطيب .
15- كان يلاعب زينب بنت أم سلمة ، ويقول : ( يا زوينب ، يا زوينب مراراً) .
16- عن جابر رضي الله عنه قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر يمشيان .
17- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : مر على صبيان يلعبون فسلم عليهم .
18- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يخصف نعله ، ويخيط ثوبه
ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته ، وقالت : كان بشراً من البشر يفلي ثوبه ، ويحلب شاته ويخدم
نفسه .
19- وعن أنس قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وأنا ابن ثمان سنين فما لامني على شئ
قط أتي فيه (أي أهلك وأتلف) فإن لامني لائم من أهله قال : "دعوه ، فإنه لو قُضي شئ كان" .

أحاديث في التواضع :

1- قال صلى الله عليه وسلم :
( إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا ، حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد) .
2- وقال صلى الله عليه وسلم :
( ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه) .
3- وقال صلى الله عليه وسلم :
( لو دُعيت إلى كراع ، أو ذراع لأجبت ، ولو أهدي اليّ ذراع أو كراع لقبلت ) .
4- وعن أنس رضي الله عنه قال : كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم : (العضباء)
لا تسبق ، أو لا تكاد تسبق ، فجاء أعرابي على قعود له (جمل) فسبقها ، فشق ذلك على المسلمين
حتى عرفه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حق على الله أن لا يرتفع شئ من الدنيا إلا وضعه .
5- وقال صلى الله صلى الله عليه وسلم :
(ما بعث الله نبياً إلا رعي الغنم ، قال أصحابه : وأنت ؟ فقال نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة ) .
6- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث وقال :
(إذا سقطت لُقمة أحدكم فليأخذها ، وليمط عنها الأذى ، وليأكلها ، ولا يدعها للشيطان ، وأمرنا أن نسلـت
القصعـة ، وقال : إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة ) .

(1) حوائج أهله وخدمتهم .
(2) الجارية يذهب معها الرسول صلى الله عليه وسلم ليقضي لها حاجتها .









عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 11-10-2012, 02:11 AM
المشاركة 37

  • غير متواجد
رد: سيرةُ نبيّ الرّحمة وصَحابَته ( في حَلَقاتْ )


من صبر النبي صلى الله عليه وسلم :

1- قال الله تعالى :
{ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ
هُم مُّحْسِنُونَ
} .

2 - حديث متفق عليه :
عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟
الرسول صلى الله عليه وسلم : لقد لقيت من قومك ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي
على ابن عبدالليل بن عبدكلال ، فلم يجبن إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم استفق إلا
وأنا بقرن الثعالب ([i]) ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت ، فإذا فيها جبريل .
جبريل (ينادي) : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمر بما شئت فيهم .
ملك الجبال : (يسلم على الرسول ويقول) : يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني
ربك إليك لتأمرني بأمرك ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (جبلان بمكة) .
الرسول صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبـد الله وحده ، ولا يشرك به شيئاً .

3 - حديث متفق عليه :
وعن ابن مسعود قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قسماً
رجل يقول : ما أريد بهذا وجه الله .
ابن مسعود يذكر كلام الرجل للرسول صلى الله عليه وسلم : فيتمعر وجهه (أي يتغير)
الرسول صلى الله عليه وسلم : يرحم الله موسى ، قد أوذي بما هو أشد من هذا فصبر.

4- حديث رواه مسلم :
الرسول صلى الله عليه وسلم : في غزوة أحد تكسر رباعيته ، ويشج رأسه ..
فجعل يسلت الدم عنه ويقول :
الرسول صلى الله عليه وسلم : كيف يُفلح قوم شجوا نبيهم ، وكسروا رباعيته ، وهو يدعوهم إلى الله ؟
القرآن ينزل : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} .
5- عن خباب بن الأرث قال : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بُردة له في ظل الكعبة
فقلنا : ألا تستنصر لنا ، ألا تدعوا لنا ؟ فقال : (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر لـه في الأرض فيجعل فيها
فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيُجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، فما يصده
ذلك عن دينه .
والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ،
ولكنكم تستعجلون .

([i]) جبل بين الطائف ومكة .

من شجاعة الرسول صلى الله عليه وسلم :

1- قال الله تعالى : { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} .
2- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحسن الناس وجهاً ، وكان أجود الناس ، وكان أشجع الناس ، ولقد
فزع أهل المدينة ذات ليلة ، فانطلق ناس من قِبل الصوت ، فلتقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، راجعاً
وقد سبقهم إلى الصوت ،
وفي رواية : وقد استبرأ الخبر وهو على فرس عُري لأبي طلحة ، في عنقه السيف ، وهو يقول ك لن تراعوا
قال : وجدناه بحراً ، أو إنه لبحر ، قال : وكان فرساً يُبطأ . ( وجدناه بحراً : وجدنا الفرس سريعاً) .
3- جاء رجل إلى البراء ، فقال : أكتم وليتم يوم حنين ، يا أبا عمارة ؟
فقال : أشهد على نبي الله صلى الله عليه وسلم ما ولى ، ولكنه انطلق أخفاء من الناس ، وحسر إلى هذا
الحي من هوازن ، وهم قوم رماة ، فرموهم برشق من نبل ، كأنها رجل من جراد ، فانكشفوا ، فأقبل القوم إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته ، فنزل ودعا واستنصر ، وهو يقول :
(أنا النبي لا أكذب ، أنا ابن عبدالمطلب ، اللهم أنزل نصرك) .
4- قال البراء : كنا والله إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا الذي يُحاذي به
(يعني النبي صلى الله عليه وسلم) .
5- وعن علي رضي الله عنه قال : لقد رأيتني يوم بدر ، ونحن نلوذ (أي نحتمي) بالنبي عليه السلام ..
وهو أقربنا إلى العدو ، وكان من أشد الناس يومئذٍ بأساً .
6- وعن جابر رضي الله عنه قال : إنا كنا نحفر ، فعرضت كدي شديدة (صخرة قوية)
فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم : هذه كُدية عرضت لنا .
الرسول صلى الله عليه وسلم : أنا نازل .
يقوم الرسول وبطنه معصوب بحجر من الجوع فيأخذ المعول فيضرب الصخرة ، فتعود كثيباً أهيل (تراباً ناعماً) .

من جود النبي صلى الله عليه وسلم

1- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان ، حتى
ينسلخ ، فيأتيه جبريل ، فيعرض عليه القرآن ، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود
بالخير من الريح المرسلة .
2- عن أنس رضي الله عنه قال : ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئـاً إلا أعطاه
قال : فجاءه رجل فأعطه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى قومه فقال : يا قوم : أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء
لا يخشى الفاقة .
3- وعن أنس : أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم غنماً بين جبلين فأعطاه إياه ، فأتى قومه فقال :
أي قوم أسلموا فوالله إن محمداً ليُعطي عطاء ما يخاف الفقر .
فقال أنس : إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا ، فما يُسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها .
4- وعن شهاب قال : غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح :
فتح مكة ، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه من المسلمين ، فاقتتلوا بحنين ،
فنصر الله دينه والمسلمين ، وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يومئذٍ صفوان بن أمية مائة من النعم ،
ثم مائة ، ثم مائة (النعم :الإبل) .
قال ابن شهاب : حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان قال : والله لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما أعطاني وإنه لأبغض الناس اليّ ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس اليّ .
5- لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين تبعه الأعراب يسألونه ، فألجؤوه إلى شجرة ،
فخطفت رداؤه ، وهو على راحلته ، فقال : ( ردوا عليّ ردائي ، أتخشون عليّ البخل ؟ فوالله لو كان لي عدد
هذه العضاة نعماً لقسمته بينكم ، ثم لا تجدوني بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً
)
6- بايع الرسول صلى الله عليه وسلم جابر بن عبدالله في جمل له كان قد كلّ في السفر ، فباعه إياه بكذا
درهم ، ولما جاء يتقاضاه الثمن أعطاه الثمن والجمل معاً .










عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 11-10-2012, 02:12 AM
المشاركة 38

  • غير متواجد
رد: سيرةُ نبيّ الرّحمة وصَحابَته ( في حَلَقاتْ )


من عدل الرسول صلى الله عليه وسلم :

1- قال الله تعالى : { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} .
2- وقال تعالى : {وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} .
3- وعن عائشة قالت : إن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت ، فقالوا : من يكلم فيها رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟ فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد ، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أتشفع في حد من حدود الله ؟ ثم قام فاختطب ، ثم قال :
إنما أهلك الذين قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ،
وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها .
ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقُطعت يدها ، قالت عائشة : فحسنت توبتها بعد وتزوجت ، وكانت تأتي بعد ذلك
فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الحياء عن الرسول صلى الله عليه وسلم
1- قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا
دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ
لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ
} .
2- كان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه .
3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( الحياء من الإيمان ) و (الحياء خير كله) .
4- وقال صلى الله عليه وسلم : ( الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار) .
" البذاء : الفحش" .
5- وقال صلى الله عليه وسلم : (الحياء والإيمان قرنا جميعاً ، فإذا رُفع أحدهما رُفع الآخر) .
6- وقال صلى الله عليه وسلم : (الحياء لا يأتي إلا بخير) .
7- وقال صلى الله عليه وسلم : (الحياء والعي شعبتان من الإيمان ، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق) .
(والمعنى أن الحياء وقلة الكلام من شعب الإيمان ، والفحش والتشدق في الكلام من شعب النفاق) .
8- وعن يعلى بن أمية قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رأى رجلاً يغتسل بالبراز (أي بالفضاء) فصعد
المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :
(إن الله حي ستير ، يحب الحياء والتستر ، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) .
9- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل دين خلقاً وإن خلق الإسلام الحياء) .
10- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت) .
11- وقال صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله ،
وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان
) .
12- وعن سالم بن عبدالله عن أبيه قال : مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، برجل وهو يعاتب أخاه في الحياء
يقول : إنه ليستحي يعني كأنه يقول : قد أضر بك الحياء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعه فإن الحياء
من الإيمان .
13- وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما كان الفحش في شئ إلا شانه ، ولا كان الحياء
في شئ إلا زانه
) "شانه : عابه" .

من آداب الرسول صلى الله عليه وسلم
1- كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول :
(السلام عليكم ، السلام عليكم) .
2- كان إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره قال : (بشروا ولا تنفروا ، ويسروا ولا تعسروا) .
3- كان يقبل الهدية ويُثيب عليها .
4- كان يُغير الاسم القبيح .
5- كان إذا دخل على مريض يعوده قال : ( لا بأس طهور إن شاء الله) .
6- كان إذا شرب تنفس ثلاثاً ، (خارج الإناء) .
7- كان إذا مشى مشى أصحابه أمامه ، وتركوا ظهره للملائكة .
8- كان لا يصافح النساء في البيعة . (ولا في غيرها) .
9- كـان يجعل يمينه لأكله وشربه ووضوئه وثيابه وأخذه وعطائه ، وشماله لما سوى ذلك .
10- كان إذا طلع على أحد من أهل بيته كذبة ، لم يزل مُعرضاً عنه ، حتى يحدث توبة.
11- وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : ائذنوا له ،
فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة ، فلما دخل ألان له الكلام ، فقلت له يا رسول الله ، قلت ما قلت ثم
ألنت له في القول ، فقال : (إن شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه) .
(وقد اعتبر العلماء قول النبي صلى الله عليه وسلم ، فيه وهو غائب ، وإلانته لـه القول وهو حاضر ، من باب
المداراة والتأليف ليُسلم قومه
) .









عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 11-10-2012, 02:13 AM
المشاركة 39

  • غير متواجد
رد: سيرةُ نبيّ الرّحمة وصَحابَته ( في حَلَقاتْ )


تمثل خلق الأمانة في النبي صلى الله عليه و سلم

عرف النبي صلى الله عليه و سلم بالأمانة و الصدق حتى لقب بالصادق الأمين و كانوا إذا ذهب أو جاء يقولون
جاء الأمين و ذهب الأمين و يدل على ذلك قصة الحجر الأسود عند بناء الكعبة المشرفة بعدما تنازعهم في
استحقاق شرف رفعه ووضعه في محله حتى كادوا يقتتلون لولا اتفاقهم على تحكيم أول من يدخل المسجد
الحرام فكان الداخل هو محمد صلى الله عليه و سلم فلما رأوه قالوا : "هذا الأمين رضينا هذا محمد" فلما
أخبروه الخبر قال صلى الله عليه و سلم : "هلم إلي ثوباً" فأتى به فأخذ الركن فوضعه بيده الطاهرة ثم قال :
" لنأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعاً "ففعلوا حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو بيده الشريفة
ثم بني عليه قال ابن هشام :
"وكانت قريش تسمي رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن ينزل الوحي : الأمين"
كانت ثقة أهل قريش بالنبي صلى الله عليه و سلم كبيرة فكانوا ينقلون إلى بيته أموالهم و نفائسهم وديعة
عنده و لم يزل ذلك دأبهم حتى بعد معاداته بسبب دعوته لهم إلى الإيمان بالله تعالى و ترك عبادة الأوثان كما
دل على ذلك تركه صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مكة بعد هجرته..
صلى الله عليه و سلم ليرد ودائع الناس التي كانت عنده صلى الله عليه و سلم فأقام علي بن أبي طالب
رضي الله تعالى عنه و أرضاه بمكة ثلاث ليال و أيامها حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الودائع
التي كانت عنده للناس حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه و سلم
شهد بأمانة الرسول صلى الله عليه و سلم أعدائه قبل أصدقائه و صحابته فها هو أبو سفيان زعيم مكة قبل
إسلامه يقف أمام هرقل ملك الروم و يعجز عن نفي صفة الأمانة عن النبي صلى الله عليه و سلم رغم حرصه
عندئذ أن يطعن فيه و لكن ما أن سأله هرقل عن ما يدعو إليه النبي صلى الله عليه و سلم فأجاب أبو سفيان :
"يأمر بالصلاة و الصدق و العفاف و الوفاء بالعهد و أداء الأمانة"
أما أصدقائه و صحابته فلم يختلف أحد على أمانته صلى الله عليه و سلم و من أمثلة ذلك ما قالته عنه خديجة
رضي الله عنها عند بداية نزول الوحي عليه صلى الله عليه و سلم :
"...فوالله إنك لتؤدي الأمانة و تصل الرحم و تصدق الحديث.." و ما قاله جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك
الحبشة رضي الله تعالى عنه حين سأله عن الدين الذي اعتنقوه فأجاب :
"حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه و صدقه و أمانته و عفته.."
و لا غرو أن النبي صلى الله عليه و سلم كان مثالاً للأمانة و كيف لا و قد ائتمنه الله تعالى على رسالته الخاتمة
فكان خير من أدى هذه الأمانة إلى حد الكمال فقد
قال تعالى :
" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا " – سورة المائدة آية 3 .

من أقوال النبي صلى الله عليه و سلم في الأمانة
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه - قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين قد رأيت أحدهما،
وأنا أنتظر الآخر، حدثنا " أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن، فعلموا من القرآن، وعلموا من
السنة
" ثم حدثنا عن رفع الأمانة، قال: "ينام الرجل النومة، فيقبض الأمانة من قلبه، فتقبض الأمانة من قلبه،
فيظل أثرها مثل الوكت، ثم ينام النومة، فيظل أثرها مثل المجل، كجمر دحرجته على رجلك..
فنفط فتراه منتبرا، وليس فيه شيء، ثم أخذ حصاة فدحرجها على رجله، فيصبح الناس يتبايعون، لا يكاد أحد
يؤدي الأمانة، حتى يقال: إن في بني فلان رجلا أمينا، حتى يقال للرجل: ما أجلده! وما أظرفه! وما أعقله!
وما في قلبه حبة من خردل من إيمان
" و معنى (الوكت) : الأثر اليسير و (المجل) هو الانتفاخ، الذي يكون في

الكف، من أثر العمل، إذا اشتغل الإنسان بشيء، يقبض عليه في يده، مثل الفأس.
عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: "ما خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس إلا قال:
لا إيمان لمن لا أمانة له
" – أخرجه الإمام أحمد
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت و هو غاش لرعيته
إلا حرم الله عليه الجنة.
وقوله لأبي ذر" يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه
فيها
" (مسلم).
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن خيانة الأمانة من صفات المنافقين فقال "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب,
وإذا وعد أخلف, وإذا أؤتمن خان
" متفق عليه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن الساعة: "فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة" رواه البخاري
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من اعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه
ثم ينشر سرها
" و في رواية "ثم ينشر أحدهما سر صاحبه" أخرجه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم في الأمر بردها : " أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك" أخرجه أبو داود.
تمثل خلق الإحسان إلى الأقارب في النبي صلى الله عليه و سلم.
كان الإحسان إلى الأرحام من شيم النبي صلى الله عليه و سلم كما قالت له أم المؤمنين السيدة خديجة
رضي الله عنها عند بدء الوحي حيث قالت له: "إنك لتصل الرحم..."

و من أمثلة إحسانه صلى الله عليه و سلم لرحمه ما يلي:
1- هدايتهم إلى دين الله تعالى مع ما بذله من جهد جهيد لتحقيق ذلك و ليس أدل على ذلك من محاولاته
المضنية مع عمه أبو طالب.
2- ما جاء من حديث أبو هريرة رضي الله تعالى عنه قال:"لما نزل قوله تعالى: " وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ"
(الشعراء-214) دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم قريشاً فاجتمعوا فعم و خص و قال: يا بني كعب بن لؤي
أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار
يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فإني لا املك لكم
شيئاً من الله غير أن لكم رحماً سأبلها ببلالها (أخرجه البخاري و مسلم)
و البلال: هو الماء و المعنى سأصلها فقد شبه قطيعتها بالحرارة تطفأ بالماء و هذه تبرد بالصلة.
3- و رغم خذلانهم و معاداتهم له إلا انه دعا الله تعالى أن يرفع عنهم القحط و الجدب عندما أصابهم القحط فقد
قيل له: يا رسول الله استسق لمضر فإنها قد هلكت فاستسقى لهم صلى الله عليه وسلم فسقوا.
4- و ليس أدل على إحسانه مما فعل يوم فتح مكة فلم ينتقم كما يفعل الملوك و إنما دخل..
صلى الله عليه و سلم يقول: "اليوم يوم الرحمة" و قد أخذ صلى الله عليه و سلم الراية من سعد بن عبادة
أثناء دخول الجيش مكة لأنه قال:"اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة"
فما كان من النبي الكريم إلا أن قال: " بل هذا يوم تعظم فيه الكعبة " و عندما دخل قال لأهل مكة الذين حاربوه
و قتلوا من أصحابه: "اذهبوا فانتم التلقاء".

إحسانه صلى الله عليه و سلم لمن آمن به من أقربائه

من أمثلة إحسانه صلى الله عليه وسلم لأقربائه:
1- بره بعمه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه في مواقف كثيرة:
ففي بدر قال لأصحابه رضي الله تعالى عنهم: "من لقي منكم العباس فليكف عنه فإنه
مكره
" فأسره رجل من الأنصار و في الليل سهر النبي..
صلى الله عليه وسلم فقال له أصحابه: ما يسهرك يا نبي الله؟ قال صلى الله عليه وسلم:
انين العباس فقام رجل من القوم فأرخى من وثاقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما لي لا أسمع أنين العباس؟
فقال رجل من القوم: إني أرخيت من وثاقه شيئاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فافعل ذلك بالأسرى كلهم.
و بعد إسلام العباس رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه و يعظمه فقد حدث يوماً أن أوذي
العباس رضي الله عنه في أبيه فصعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر ثم قال:
"و الذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله عز و جل و لرسوله صلى الله عليه وسلم"
ثم قال: "يا أيها الناس من آذى العباس فقد أذاني إنما عم الرجل صنو أبيه" و معنى (إن عم الرجل صنو أبيه):
‏أي مثله يعني أصلهما واحد فتعظيمه كتعظيمه وإيذاؤه كإيذائه.
2- و من بره بأقاربه صلى الله عليه و سلم ما كان لعمه حمزة رضي الله تعالى عنه فإن أول لواء عقده حين قدم
المدينة اعطاه له ليتجه إلى ساحل البحر في ثلاثين راكباً ليلقى أبا جهل في ثلاثمائة راكب من أهل مكة و لكن
لم يتم بينهما قتال قال ابن إسحاق:
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني، يلتمس حمزة بن عبد المطلب، فوجده ببطن الوادي قد بقر
بطنه عن كبده ومثل به فجدع أنفه وأذناه. فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين رأى ما رأى: لولا أن تحزن صفية، ويكون سنة من بعدي لتركته،
حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن
بثلاثين رجلا منهم. فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيظه على من فعل بعمه
ما فعل قالوا: والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثله لم يمثلها أحد من العرب.
قال ابن هشام: ولما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة قال لن أصاب بمثلك أبدا ما وقفت
موقفا قط أغيظ إلي من هذا ثم قال جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل
السماوات السبع حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحمزة وأبو سلمة بن عبد الأسد، إخوة من الرضاعة أرضعتهم مولاة لأبي لهب.
(سيرة ابن هشام- الجزء الثاني).

من أمثلة إحسانه صلى الله عليه وسلم لبني عمومته
من إحسانه و بره بني عمومته ما يلي:
1- احتضن النبي صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب و رباه فلما شب زوجه من ابنته فاطمة الزهراء أحب
الناس إليه. وقال عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم:
"من كنت وليه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه" .
(متواتر عن اثنين و عشرون صحابياً منهم أبو هريرة و عمار و ابن عباس و آخرين) و قال له:
"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي" .
(متواتر عن نيف و عشرون صحابيا) كما أمر النبي صلى الله عليه و سلم بإبقائه بابه مفتوحاً إلى المسجد مع
أمره صلى الله عليه و سلم بسد باقي الأبواب.
و لا ننسى يوم خيبر عندما قال النبي صلى الله عليه و سلم لأعطين الراية رجلاً يحب الله و رسوله و يحبه الله
و رسوله و يفتح الله على يديه" و كان هذا الفارس هو علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه".
2- أحب النبي صلى الله عليه و سلم ابن عمه جعفر بن أبي طالب و له مواقف كثيرة مع النبي..
صلى الله عليه و سلم و منها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتفل مع المسلمين بفتح خيبر حين
طلع عليهم قادما من الحبشة جعفر بن أبي طالب ومعه من كانوا لا يزالون في الحبشة من المهاجرين..
وأفعم قلب الرسول عليه الصلاة والسلام بمقدمة غبطة، وسعادة وبشرا..
وعانقه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " لا أدري بأيهما أنا أسرّ بفتح خيبر.. أم بقدوم جعفر..".
و نذكر هنا موقف استشهاد جعفر رضي الله تعالى عنه في يوم مؤتة و كان النبي صلى الله عليه و سلم في
المدينة يشرح المعركة و كان يقول: "إن جعفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه فقطعت فأخذه بشماله فقطعت
فاحتضنه بعضديه حتى قتل رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير
بهما حيث شاء
" (ابن هشام) و بعد وفاته قام النبي صلى الله عليه و سلم إلى بيت ابن عمّه، ودعا بأطفاله
وبنيه، فقبّلهم، وذرفت عيناه..

حث النبي صلى الله عليه و سلم لمن آمن به على الإحسان إلى أهله
حث النبي صلى الله عليه و سلم حثاً مباشراً على الإحسان إلى قرابته عليه السلام و جعل ذلك مبعثاً لرضاه
صلى الله عليه و سلم و من ذلك حدثنا ‏ ‏أبو النضر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد يعني ابن طلحة ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏عطية
العوفي ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم:
"‏ ‏إني ‏ ‏أوشك ‏ ‏أن ‏ ‏أدعى فأجيب وإني تارك فيكم ‏ ‏ الثقلين ‏ ‏كتاب الله عز وجل ‏ ‏ وعترتي ‏ ‏كتاب الله حبل ممدود
من السماء إلى الأرض ‏ ‏وعترتي ‏ ‏أهل بيتي وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا
حتى يردا علي الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما
" (مسند أحمد).
و عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:أحبوا الله لما يغذوكم به
و أحبوني لحب الله و أحبوا أهل بيتي لحبي
" (أخرجه الترمذي).
كما حمل بعض المفسرين قوله تعالى: " قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى " ..
(سورة الشورى-23) على قرابته صلى الله عليه و سلم و قالوا أن المعنى: لا أسألكم عليه أجراً الا ان تودوا
قرابتي و أهل بيتي.
حرص الصحابة رضوان الله عليهم على الإحسان إلى قرابة النبي صلى الله عليه و سلم
قال أبو بكر رضي الله عنه: "أرقبوا محمداً صلى الله عليه و سلم في أهل بيته"..
كما قال لعلي رضي الله عنه:
"والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب إلي أن أصل من قرابتي" (أخرجه البخاري).
و قال عمر بن الخطاب للعباس رضي الله عنهما: "و الله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب
لو أسلم لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله من إسلام الخطاب
" .









عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 11-10-2012, 02:15 AM
المشاركة 40

  • غير متواجد
رد: سيرةُ نبيّ الرّحمة وصَحابَته ( في حَلَقاتْ )


أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم

تمثل خلق الرضا في رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
أولاً: أقواله صلى الله عليه و سلم في الرضا
أ- أقواله صلى الله عليه و سلم في الرضا عن الله تعالى أثناء دعوته مع ما كان يواجهه به المشركون من الصد
و الإعراض و شدة الإيذاء و من أمثلة ذلك :
لما أوذي في الطائف و أغروا به سفهاءهم و صبيانهم فرموه حتى أدموا عقبه الشريف فلم يزد على أن قال :
" اللهم إليك أشكو ضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على الناس أنت ارحم الراحمين و رب المستضعفين و أنت
ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي غير أن
عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات و صلح عليه أمر الدنيا و الآخرة من أن تنزل بي غضبك
أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك
" (أخرجه ابن إسحاق)
و عندئذ بعث الله تعالى ملك الجبال و قال له: "قد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت ؟ إن شئت أن أطبق
عليهم الأخشبين
(هما جبلا مكة المعروفان بأبي قبيس و فعيقعان المعروف الآن بجبل هندي وهما يكتنفان أصل
مكة من الجنوب و الشمال
) فقال له النبي الكريم صلى الله عليه و سلم :
"بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً"
ولما اشتد الإيذاء على أصحابه الكرام من كفار قريش ليفتنوهم عن دينهم جاءه خباب بن الأرت رضي الله عنه
فقال له : “يا رسول الله، ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟” فقال: "قد كان قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض
فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه
ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله
والذئب على غنمه، "ولكنكم تستعجلون”.(أخرجه البخاري)
هكذا كان صلى الله عليه و سلم راضيا عن الله تعالى رغم ما يعانيه من شدائد في الدعوة إلى سبيله إجلالا لله
تعالى و توقيرا و تعظيما له لأنه يعلم أن تلك هي سنته تعالى في الداعين إليه ليمحصهم و يرفع درجاتهم و قد
أنزل الله تعالى عليه قوله جل شأنه :
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ }

– سورة البقرة آية 214
ب - أقواله صلى الله عليه و سلم في الرضا عن الله تعالى فيما يجري به القدر في شؤون الحياة عامة و أمثله
هذا النوع من الرضا كثيرة و منها:
1- رضاه صلى الله عليه و سلم فيما يبتليه به في الحياة من متاعب في النفس و المال و البنين و الأقارب فكان
صلى الله عليه و سلم راضيا رضاء كاملاً رغم ما ناله من إيذاء الذي بلغ محاولة قتله
2- رضاه صلى الله عليه و سلم بما كان عليه من قلة المال حيث بلغ رضاه حد ان جعل يدعو الله تعالى و يقول
"اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً" (أخرجه البخاري)
3- تحمل صلى الله عليه و سلم وفاة أعز أهله فزوجته خديجة رضي الله عنها ثم عمه أبو طالب و ابنتيه رقيه
و أم كلثوم عليهما سلام و أولاده الذكور من قبل عليهم السلم ثم وفاة ابنه إبراهيم عليه سلام و الذي رزق به
على كبر و إذ به يعلن رضاه بذلك فيقول فيما رواه عنه أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه :
"إن العين تدمع و القلب يحزن و لا نقول إلا ما يرضي ربنا و إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون" (أخرجه البخاري)
4- صبر النبي صلى الله عليه و سلم على قتل أقاربه دفاعا عن دين الله فلم يتبرم حتى عندما قتل عمه أسد الله
و رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه الذي استشهد بأحد و مثل به أيما تمثيل فلم ينل هذا من
رضاه صلى الله عليه و سلم.
ثانياً: دعاؤه صلى الله عليه و سلم أن يرزقه الله تعالى الرضا
و مع ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم من كمال الرضا عن الله تعالى فقد كان صلى الله عليه و سلم
دائم الدعاء أن يرزقه الله تعالى الرضا و الثبات فكان من دعائه صلى الله عليه و سلم :
"... وأسألك الرضا بعد القضاء وأسألك بَرْدَ العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، وأسألك الشوق
إلى لقائك، من غير ضراء مُضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زَيِّنا بزينة الإيمان. واجعلنا هداة مهتدين
"
ثالثاً: تنويهه صلى الله عليه و سلم بخلق الرضا و حث الأمة عليه
كان النبي صلى الله عليه و سلم حريصاً كل الحرص على توضيح و تأكيد ما للرضا من جزاء عظيم ليحض أمته عليه
و من أمثلة ذلك :
1- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : "من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا غفر له ذنبه
"
2- و قوله صلى الله عليه و سلم :"ذاق طعم الإيمان من رضي الله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا"
3- و قوله صلى الله عليه و سلم :"من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة "
رابعاً: فضل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه و سلم بغاية الرضوان
و إذا كان النبي صلى الله عليه و سلم على هذا النحو من الرضا عن الله تعالى في أقواله و أفعاله
فلا ريب انه سيد الراضين عن ربه جل و علا و سيجازيه الله تعالى برضوان أكبر من رضوانه عنه و أكبر من
رضوانه عن أي بشر من خلقه الراضين عنه لعظم رضاه عنه و منزلته عنده.
و قد جاءت الإشارة إلى ذلك في الكتاب العزيز فقال سبحانه و تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)
– سورة الضحى آيه 5 قال الحافظ ابن كثير في تفسير الآية : " أي في الدار الآخرة يعطيه حتى يرضيه في أمته
و فيما اعد له من الكرامة و من جملته نهر الكوثر الذي حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف و طينه مسك أذفر
"
ثم روي عن ابن عباس عن أبيه – رضي الله عنهما – قوله : "عرض على رسول الله صلى الله عليه و سلم ما هو
مفتوح على أمته من بعده كنزا كنزا
..فسر بذلك فأنزل الله تعالى " (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)
فأعطاه في الجنة ألف ألف قصر في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج و الخدم ثم عزا ذلك إلى ابن جرير و ابن أبى
حاتم و قال : "وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس و مثل هذا ما يقال إلا عن توقيف" (تفسير القرآن العظيم 4/522)
و ذلك رضوانه سبحانه و تعالى عليه صلى الله عليه و سلم في الجنة و هي دار رضوانه عن عباده
أما في الدنيا فقد جعل الله تعالى رضاه عن خلقه مقترنا برضا رسول الله صلى الله عليه و سلم عنهم حيث أتبع
رضا نبيه لرضاه سبحانه و تعالى مباشرة كما دل عليه قوله تعالى :
(مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا)
– سورة النساء آية 80 و قوله تعالى : (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ)
– سورة التوبة أية 61 فقد وحد الله تعالى الضمير في يرضوه مع أن الظاهر بعد العطف بالواو التثنيه لأن إرضاء
الرسول صلى الله عليه و سلم لا ينفك عن إرضاء الله تعالى فتلازمهما جعلا كشيء واحد فعاد إليهما الضمير
المفرد.. و إرضاء الرسول صلى الله عليه و سلم يكون بطاعته و موافقة أوامره و إيفاء حقوقه..
عليه الصلاة و السلام في باب الإجلال و الإعظام حضورا و غيبة.
و إذا كان الله تعالى قد جعل إرضاء رسوله صلى الله عليه و سلم إرضاء له و طاعته طاعة له فذلك دليل على كمال
رضاه عنه في الدنيا قبل الآخرة.
و لذلك ينص المولى جل جلاله على أن إرضاء أحد من أنبيائه و رسله هو إرضاء له تعالى و إن كان إرضاء له في
الحقيقة بمقتضى تبليغهم عنه و اصطفائهم برسالاته و ذلك لتكون هذه مزية خاصة بعبده و نبيه المصطفى
محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم و على سائر الأنبياء و المرسلين.

صفة مزاح النبى صلى الله عليه وسلم
إن الإسلام دين واقعى لا يحلق فى أجواء الخيال والمثالية الواهمة، ولكنه يقف مع الإنسان على أرض الحقيقة والواقع ..
ولا يعامل الناس كأنهم ملائكة، ولكنه يعاملهم كبشر يأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق.
لذلك لم يفرض الإسلام على الناس أن يكون كل كلامهم ذكراً، وكل سماعهم قراناً، وكل فراغهم فى المسجد،
وإنما اعترف بهم وبفطرتهم وغرائزهم التى خلقهم الله عليها، وقد خلقهم – سبحانه – يفرحون ويمرحون ..
ويضحكون ويلعبون، ولقد كانت حياة النبى صلى الله عليه وسلم مثالاً رائعاً للحياة الإنسانية المتكاملة، فهو فى
خلوته يصلى ويطيل الخشوع والبكاء، ويقوم حتى تتورم قدماه، وهو فى الحق لا يبالى بأحد فى جنب الله، ولكنه
مع الحياة والناس بشر سوى، يحب الطيبات ويبش ويبتسم ويداعب ويمزح ولا يقول إلا حقاً.
ولذا فلا عجب أنه صلى الله عليه وسلم كان يتفكه حيناً ويطرف للفكاهة والمزاح – الذى لا يحمل إثماً – أحياناً،
فلم يكن النبى صلى الله عليه وسلم فى حياته جافاً ولا قاسياً ولا فظاً ولا غليظاً، وإننا عند استعراض سيرته
وحياته صلى الله عليه وسلم نجدها قد تخللها نوع من الدعابة والمزاح.
وهذا ما سوف نذكره – إن شاء الله – فى هذا الفصل.
كان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول فى مزاحه إلا الحق..

ووردت لنا أحاديث كثيرة فى ذلك منها:
1- ما جاء عن أبى هريرة – رضى الله عنه – قال: قالوا (أى الصحابة): "يا رسول الله إنك تداعبنا !
قال صلى الله عليه وسلم: لا أقول إلا حقاً
"، وفى رواية: "إنى وإن داعبتكم فلا أقول إلا حقاً".
وفى رواية ابن عمر – رضى الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنى لأمزح ولا أقول إلا حقاً".
ويطيب لنا أن نذكر بعض آراء علماء المسلمين فى هذه المسألة: فنجد أن الإمام الغزالى – رحمة الله – قد تكلم
فى هذه المسألة، وهى صفة مزاحه صلى الله عليه وسلم ويشرحها بقوله: "فإن قلت:
قد نقل المزاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فكيف ينهى عنه؟ فأقول: إن قدرت على ما قدر
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهو أن تمزح ولا تقول إلا حقاً، ولا تؤذى قلباً، ولا تفرط فيه،
وتقتصر أحياناً على الندور فلا حرج عليك، ولكن من الغلط العظيم أن يتخذ الإنسان المزاح حرفة يواظب عليه
ويفرط فيه، ثم يتمسك بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم فلا ينبغى أن يغفل عن هذا
...".
وقال الإمام ابن حجر الهيثمى: "إن المداعبة لا تنافى الكمال؛ بل هى من توابعه ومتمماته إذا كانت جارية على
القانون الشرعى، بأن تكون على وفق الصدق والحق، ويقصد – بها – تأليف قلوب الضعفاء وجبرهم، وإدخال
السرور عليهم والرفق بهم، ومزاحه صلى الله عليه وسلم سالم من جميع هذه الأمور، يقع على جهة الندرة
لمصلحة تامة، من مؤانسة بعض أصحابه، فهو بهذا القصد سنة، وما قيل: إن الأظهر أنه مباح لا غير فضعيف،
إذ الأصل من أفعاله صلى الله عليه وسلم وجوب أو ندب للتأسى به فيها إلا لدليل يمنع من ذلك ولا دليل هنا
يمنع منه، فتعين الندب كما هو مقتضى كلام الفقهاء والأصوليين
".
وكان صلى الله عليه وسلم يعرف بذلك ويقر به ويبيح المزاح بحضرته صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أنه كان
عائشة – رضى الله عنها – تمزح، والنبى صلى الله عليه وسلم جالس ولا ينكر ما تقوله، بل كان يوافقها.
فعن ابن أبى مليكة قال: "مزحت عائشة – رضى الله عنها – عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت أمها:
يا رسول الله! بعض دعابات هذا الحى من كنانة
"، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: بل بعض مزاحنا هذا الحى".

صور من مزاح النبى صلى الله عليه وسلم
1- مزاحه صلى الله عليه وسلم بالأفعال:
كان النبى صلى الله عليه وسلم يمازح صحابته بأفعاله وأقواله..
فمن نماذج مزاحه بأفعاله:
مزاح النبى صلى الله عليه وسلم وزاهر بن حرام – رضى الله عنه -:
حكى كتب السنة لنا ما دار بين النبى صلى الله عليه وسلم وزاهر بن حرام، وكان من الصحابة الذين يبعثون
الهدايا للنبى صلى الله عليه وسلم، ولندع أنساً – رضى الله عنه – يروى لنا هذه الدعابة:
عن أنس – رضى الله عنه - : "أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهر بن حرام وكان يهدى للنبى..
صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يحبه وكان دميماً فأتاه النبى ..
صلى الله عليه وسلم يوماً وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال: أرسلنى من هذا؟
فالتفت، فعرف النبى صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألزق ظهره بصدر النبى صلى الله عليه وسلم
حين عرفه، وجعل النبى صلى الله عليه وسلم يقول: من يشترى العبد؟
فقال: يا رسول الله إذاً والله تجدنى كاسداً، فقال النبى صلى الله عليه وسلم لكن عند الله لست بكاسد أنت غال،
وفى رواية: أنت عند الله رابح
".

مع عائشة – رضى الله عنها - :
كان صلى الله عليه وسلم يقطع ملل الحياة الزوجية ببعض المزاح لترفيه عن أهله، فقد ورد أنه ..
صلى الله عليه وسلم كان يسابق بعض زوجاته:
فعن عائشة – رضى الله عنها - : "أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سفر، وهى جارية،
فقال لأصحابه: تقدموا، ثم قال: تعالى أسابقك، فسابقته، فسبقته على رجلى، فلما كان بعد، خرجت معه فى
سفر، فقال لأصحابه: تقدموا، ثم قال: تعالى أسابقك، ونسيت الذى كان وقد حملت اللحم، فقلت: كيف أسابقك
يا رسول الله، وأنا على هذه الحال؟ فقال: لتفعلن، فسابقته فسبقنى، فقال: هذه بتلك السبقة
".

مع الأطفال:
حتى الأطفال كان صلى الله عليه وسلم يمازحهم ويشاركهم لعبهم:
فروى عن عبد الله بن الحارث قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبدالله وعبيد الله وكثير بن العباس
ثم يقول: "من سبق إلى فله كذا وكذا، قال: فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم".

مع رجل من الأنصار:
كان الأنصار – رضى الله عنهم – يتمازحون ويتضاحكون، ويحكى لنا أسيد بن حضير ما حدث بين النبى ..
صلى الله عليه وسلم ورجل منهم:
يقول أسيد: "بينما رجل من الأنصار يحدث القوم وكان فيه مزاح بيننا يضحكهم، فطعنه النبى صلى الله عليه وسلم
فى خاصرته بعود، فقال: أصبرنى، فقال: أصطبر..
قال: إن عليك قميصاً وليس على قميص، فرفع النبى صلى الله عليه وسلم عن قميصه فاحتضنه وجعل الرجل
يقبل كشحه، قال: إنما أردت هذا يا رسول الله
".
2- مزاحه صلى الله عليه وسلم بحيلة لغوية:ك
ان صلى الله عليه وسلم يستخدم الحيل اللغوية فى دعابته، وذلك بأن يأتى بالكلام الذى يحتمل معنيين:
معنى قريب متبادر إلى الذهن، ومعنى بعيد لا يفهمه إلا الخواص، ويقصد المعنى البعيد، وهو ما يسمى فى
البلاغة بالتورية، وحدث ذلك منه صلى الله عليه وسلم فى أكثر من موقف منها:

مع عجوز من الأنصار:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواضعاً منبسطاً مع عامة المسلمين على اختلاف منازلهم، فتحكى
السيدة عائشة – رضى الله عنها – ممازحته لعجوز من الأنصار فتقول:
"أتت عجوز إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يدخلنى الجنة، فقال لها:
يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز، قال: فولت – المرأة – تبكى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أخبروها أنها لا تدخلها وهى عجوز، إن الله يقول: "إنا أنشاناهن إنشاء، فجعلناهن أبكاراً، عربا أتراباً "
(الواقعة: 35-37).

مع الأعرابى الذى سأله جملاً:
يحكى لنا أنس – رضى الله عنه – مداعبة النبى صلى الله عليه وسلم للأعرابى الذى طلب منه ناقة يحمل عليه
متاعه فى سفره:
يقول أنس – رضى الله عنه - : استحمل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبى صلى الله عليه وسلم:
"إنى حاملك على ولد ناقة، فقال الرجل: يا رسول الله، وما أصنع بولد الناقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهل تلد الإبل إلا النوق ..".
3- دعابته صلى الله عليه وسلم بحيلة لغوية ورد الصحابى عليه بالمثل :
قد يكون من يكلمه صلى الله عليه وسلم متنبهاً فلا يقع فى خطأ، ولكن يستطيع أن يرد عليه متخلصاً من سؤاله
أو كلامه، وهذا ما حدث مع صهيب وهو ما يسمى بالتشتيت اللغوى، إذ كان الصحابى الجليل صهيب
– رضى الله عنه – مريض وكان النبى صلى الله عليه وسلم يمازحه ويخفف عنه، وهذا ما جاء فى هذه الرواية
وإليك نصها:
عن صهيب – رضى الله عنه – قال :
"أنه كان يأكل التمر وبه رمد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أتأكل
وأنت أرمد؟
"، فقال: أنا آكل بالشق الآخر، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وفى رواية أخرى قال صهيب: "قدمت على النبى صلى الله عليه وسلم وبين يديه
خبز وتمر،
فقال النبى صلى الله عليه وسلم:
ادن فكل، فأخذت آكل من التمر، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: تأكل تمراً وبك رمد؟ قال: فقلت: إنى أمضغ
من ناحية أخرى، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم
".
4- نوادر ادعاء الغفلة معه صلي الله عليه وسلم
كان بعض الصحابة يمازح النبي صلي الله عليه وسلم بتغافله بأن يقول قولاً لايصدر إلا من غافل ساه لكنه غير
ذلك، ومن ذلك:

عوف بن مالك معه صلي الله عليه وسلم:
كان صلي الله عليه وسلم يداعب عوف بن مالك عندما يدخل عليه صلي الله عليه وسلم وهو ما توضحه..
هذه الرواية :
عن عوف الأشجعي قال : "أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك و هو في قبة من أدم،
فسلمت فرد وقال : أدخل، فقلت : أكلي يارسول الله؟ قال: كلك، فدخلت
". قال عثمان بن أبي العاتكة :
" إنما قال : أدخل كلي من صغر القبة". وقد يكون مزاحاً بين الصحابي والرسول صلي الله عليه وسلم، إذ كيف
يدخل بعض الإنسان أو يستأذن لبعضه، فلو أستأذن لرأس لكان إذناً له كله.

5 – تعريضه صلي الله عليه وسلم في الكلام:
وقد يعرض النبي صلي الله عليه وسلم في تعليقه على موقف رآه فيعرض فيه بالشبه و غيره بما قد يفهم غير
مراده :
مع سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال : ثقل علي القوم متاعهم ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " أبسط كساءك" ، فجعلوا فيه متاعهم،
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " أحمل فإنما أنت سفينة، قال : فلو حملت من يومئذ وقر بعير أو بعيرين
أو ثلاثة، حتي بلغ سبعة ما ثقل علي
".

مع بريده – رضي الله عنه -:
عن أبي طيبة عبد الله بن مسلم، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: " كنت مع النبي صلي الله عليه وسلم في سفر
فثقل علي القوم بعض متاعهم، فجعلوا يطرحونه علي، فمر بي النبي صلي الله عليه وسلم، فقال: انت زاملة
".
قوله صلي الله عليه وسلم لرجل: أنت أبو الورد:
روي ان النبي صلي الله عليه وسلم رأي رجلاً ذو بشرة مشوبة بحمرة فداعبه مداعبة لطيفة وهذا كما توضحه
هذه الرواية:
عن حميد الطويل، عن ابن أبي الورد، عن أبيه قال: " رآني النبي صلي الله عليه وسلم، فرآني رجلاً أحمر،
فقال : أنت أبو الورد، فقال جبارة: يعني يمازحه
".

6 – تعريض خاص به صلي الله عليه وسلم:
وذلك بأن يقول كلاماً يفهم منه شئ وهو يريد شيئاً لايعرفة إلا هو وهو خاص به وحده، ومنه مما روي عن ابن
حبان في صحيحه أن النبي صلي الله عليه وسلم رأي جارية يتيمة في بيت أم سليم فمازحها النبي ..
صلي الله عليه وسلم:
وفي ذلك يقول أنس بن مالك- رضي الله عنه- : " رأي نبي الله صلي الله عليه وسلم جارية يتيمة "عند أم سليم،
وهي أم أنس بن مالك، فقال لها النبي يا رسول الله علي يتيمتي أن لا يشب الله قرنها، فو الله لا يشب أبداً،
فقال النبي: يا أم سليم، أو ما علمت أني اتخذت عند ربي عهداً، أيما أحد من أمتي دعوت عليه ليس من أهلها
أن يجعلها له طهور أو قربة يقربه بها يوم القيامة.
أي ان هذا الذى ورد خاص به صلي الله عليه وسلم، ولايجوز أن يدعوا إنسان علي غيره في أهلة أو ماله، إذا كان
غير مستحق ان يدعي عليه بحجة فعله صلي الله عليه وسلم، فهذا شئ خاص به.

7 – ذكره صلي الله عليه وسلم حقيقة واقعة:
مع أنس بن مالك – رضي الله عنه :
وكان صلي الله عليه وسلم يلاطف أنساً ويداعبة، وفي ذلك يقول عاصم الأحول :
حدثني أنس – رضي الله عنه – أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
"يا ذا الأذنين، قال أبو أسامة : يعني مازحه ".
8 – تذكيره صلي الله عليه وسلم بحوادث طريفة سابقة:
وكان من كريم اخلاقة صلي الله عليه وسلم ورحمته بالأطفال انه كان يمازحهم ويداعبهم، وفي ذلك يقول انس
بن مالك رضي الله عنه .. كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن الناس خلقاً و كان لي أخ يقال له :
أبو عمير فكان اذا جاء النبي صلى الله عليه و سلم فرآه قال : يا أبا عمير ما فعل النغير ؟
و في رواية : " دخل علي أبي طلحة رضي الله عنه فرأي ابنا له يكني ابا عمير حزيناً، قال أنس:
وكان النبي صلي الله عليه وسلم إذا راه مازحه
". فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
" مالي أري أبا عمير حزيناً؟ قالوا : يارسول الله ، مات نغره الذى كان يلعب به ".
قال انس : فجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :" يا أبا عمير ما فعل النغير".









عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 11-10-2012, 02:16 AM
المشاركة 41

  • غير متواجد
رد: سيرةُ نبيّ الرّحمة وصَحابَته ( في حَلَقاتْ )


وصف الله لأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

قال تعالى { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } عن عطاء رضي الله عنه قال قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة
رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن..
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً } وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل،
لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به
الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا - رواه البخاري.

كان خلقه القرآن
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن - رواه أحمد ومسلم وأبو داود،
وزاد مسلم يغضب لغضبه ويرضى لرضاه.

دفع السيئة بالحسنة
لما أراد الله هدي زيد بن سعية، قال زيد لم يبق شيء من علامات النبوة إلا وقد عرفتها في وجه محمد ..
صلى الله عليه وسلم إلا اثنتين يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا
قال زيد فقلت يا محمد، هل لك أن تبيعني ثمرًا_ معلومًا لي _ فباعني فأعطيته ثمانين مثقالاً من ذهب، فلما
حل الأجل أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه وهو في جنازة مع أصحابه ونظرت إليه بوجه غليظ وقلت له..
يا محمد ألا تقضيني حقي؟ فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب إلا مطلاً .. ونظرت إلى عمر وعيناه تدوران في
وجهه ثم رماني ببصره فقال يا عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع وتصنع به ما أرى؟
فلولا ما أحاذر لومه لضربت بسيفي رأسك ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة،
وقال أنا وهو كنا أحوج إلى غير ذلك منك يا عمر، أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن التباعة، اذهب به يا عمر
فاقضه حقه وزد عشرين صاعًا من تمر مكان ما روعته ..
فذهب بي عمر فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعًا، وقال لي ما دعاك إلى أن فعلت ما فعلت وقلت ما قلت؟
قلت يا عمر لم يكن من علامات النبوة شيء إلا عرفته في وجه النبي صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه
إلا اثنتين لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا، وقد خبرتهما، فأشهدك
يا عمر أني قد رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا، وأشهدك أن شطر مالي صدقة على أمة محمد
ثم توفي في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبرًا - رواه الطبراني في (الكبير) .
ورجاله ثقات، ورواه أيضًا ابن حبان والحاكم والبيهقي ورواه أبو نعيم في الدلائل.

الرسول صلى الله عليه وسلم يعتق من أرادوا قتله
عن أنس رضي الله عنه قال: إن ثمانين نزلوا على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جبل التنعيم عند
صلاة الصبح، يريدون أن يقتلوه، فأخذوا فأعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى :
{ وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً }
سورة الفتح آية 24- رواه مسلم والترمذي وأبو داود.

كان أحسن الناس خلقًا
عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا - الحديث رواه الشيخان
وأبو داود والترمذي..
وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم - رواه
الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.

لم يكن فاحشًا ولا متفحشًا
عن عبد الله بن عمرو قال : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا - رواه البخاري

من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في المصافحة والمحادثة والمجالسة
عن أنس رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده
حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين
يدي جليس له - رواه أبو داود والترمذي بلفظه.
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على أشر القوم
يتألفهم بذلك - رواه الطبراني والترمذي.. وروى مسلم وما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم قط فقال لا.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو بحسن الخلق
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي -
رواه أحمد ورواته ثقات.. وقال صلى الله عليه وسلم إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا - رواه البخاري.
وروي عن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه قال بئس أخو
العشيرة وبئس ابن العشيرة، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما
انطلق الرجل قالت له عائشة يا رسول الله ..
حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسط إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم..
يا عائشة متى عهدتني فحاشًا، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة.
من تركه الناس- أو ودعه الناس- اتقاء شره - رواه البخاري.

كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ من سوء الأخلاق وينهى عن اللعن
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول اللهم إني أعوذ بك من الشقاق
والنفاق وسوء الأخلاق - رواه أبو داود والنسائي.
وقال صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لصديق أن يكون لعانًا - رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة - رواه مسلم.
وعندما قيل له ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة

- رواه مسلم-.
أما من لعنه الرسول صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه، وليس هو أهلاً لذلك، كان ذلك له زكاة وأجرًا
ورحمة؛
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم شارط ربه على ذلك كما في الحديث اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين
لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرًا رواه مسلم.

خلقه صلى الله عليه وسلم مع الخدم
عن أنس رضي الله عنه قال : خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال
لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا - رواه الشيخان وأبو داود والترمذي.
وعنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له والله لا أذهب
وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في
السوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنس
أذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله - فذهبت رواه مسلم وأبو داود.

خلقه صلى الله عليه وسلم مع أهله
قال صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، وما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن
إلا لئيم - رواه ابن عساكر عن علي، والترمذي عن عائشة، وابن ماجة عن ابن عباس.
ومن دلائل شدة احترامه وحبه لزوجته خديجة رضي الله عنها:
إن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (صديقاتها)،.
وذلك بعد مماتها وقد أقرت عائشة رضي الله عنها بأنها كانت تغير من هذا المسلك منه - رواه البخاري.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان صلى الله عليه وسلم إذا خلا بنسائه ألين الناس وأكرم الناس ضحاكًا
بسامًا - رواه ابن عساكر بسند ضعيف.
وروى مسلم أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا شربت من الإناء، أخذه صلى الله عليه وسلم فوضع فمه على
موضع فمها وشرب، وإذا تعرقت عرقًا وهو العظم الذي عليه اللحم أخذه فوضع فمه على موضع فمها.
وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على
بعيرها - رواه البخاري.
وأوصى صلى الله عليه وسلم بالمرأة الزوجة، فقال استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج
ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا - رواه الشيخان.
وقال صلى الله عليه وسلم بم يضرب أحدكم امرأته ضرب الفحل ثم لعله يعانقها وفي رواية جلد العبد
- رواه البخاري-.
وقال صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم أخرجه أحمد بإسناد
حسن، والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم إن من أعظم الأمور أجرًا النفقة على الأهل - رواه مسلم-.

ملاعبته ومفاكهته لأهله
عن عائشة رضي الله عنها قالت :خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية لم
أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس اقدموا فتقدموا، ثم قال لي تعالي حتى أسابقك فسبقته، فسكت عني
حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس تقدموا فتقدموا، ثم قال لي تعالي
أسابقك فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذا بتلك - رواه أحمد.

حلم النبي صلى الله عليه وسلم
كان مما يحبه صلى الله عليه وسلم من الصفات صفتا الحلم والأناة وقد قال صلى الله عليه وسلم لأشج
عبد القيس إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة - أخرجه مسلم.
وعن أنس رضي الله عنه قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ
الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة، فنظرت إلى صفحة عنق النبي، وقد أثر بها حاشية
الرداء من شدة جذبته، ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك،فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس معنا في المسجد يحدثنا، فإذا قام
قمن قيامًا حتى نراه قد دخل بعض بيوت أزواجه، فحدثنا يومًا فقمنا حين قام، فنظرنا إلى أعرابي قد أدركه،
فجبذه بردائه فحمر رقبته، وكان رداؤه خشنًا، فالتفت إليه، فقال له الأعرابي احملني على بعيري هذين، فإنك
لا تحملني من مالك ولا مال أبيك.
فقال صلى الله عليه وسلم لا وأستغفر الله، لا وأستغفر الله، لا أحملك حتى تقيدني من جذبتك التي جبذتني،
وبعد ذلك يقول له الأعرابي والله لا أقيد لها فذكر الحديث، ثم دعا رجلاً فقال له احمل له على بعيريه هذين،
على بعير شعيرًا، وعلى الآخر تمرًا، ثم التفت إلينا فقال انصرفوا على بركة الله - رواه أبو داود والنسائي.

ما انتقم لنفسه وما ضرب خادمًا ولا أمره
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما
ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك
حرمة الله فينتقم.. وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله
- رواه مالك والشيخان وأبو داود-.

تواضع النبي صلى الله عليه وسلم
من أقواله صلى الله عليه وسلم في الثناء على التواضع وذم الاستكبار..
ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟
كل عتل جواظ مستكبر رواه البخاري.
ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله رواه مسلم وظاهر
الحديث يعني الرفعة في الدنيا والآخرة.
عن أنس رضي الله عنه قال :إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله فتنطلق به حيث شاءت
- رواه البخاري - وعنه أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت يا رسول الله، إن لي إليك حاجة فقال يا أم فلان
انظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك، فخلا معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها
- رواه مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله
ورسوله
- رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت..
- رواه البخاري
وعن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة
والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته - رواه النسائي والحاكم وقال على شرطهما وأقره الذهبي، ورواه
الترمذي في العلل عنه، وذكر أنه سأل عنه البخاري فقال هو حديث تفرد به الحسين بن واقد.
وعن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم - رواه البخاري واللفظ له
ومسلم.
وعن سهل بن حنيف قال كان صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد
جنائزهم - رواه أبو يعلى والطبراني والحاكم يسند ضعيف.
وذكر المحب الطبري أنه صلى الله عليه وسلم كان في سفر وأمر أصحابه بإصلاح شاة، فقال رجل يا رسول الله،
علي ذبحها..
وقال آخر يا رسول الله، علي سلخها
وقال آخر يا رسول الله، علي طبخها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي جمع الحطب
فقالوا يا رسول الله، نكفيك العمل
فقال صلى الله عليه وسلم قد علمت أنكم تكفونني، ولكن أكره أن أتميز عليكم

وعن أبي أمامة الباهلي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئًا على عصا، فقمنا إليه، فقال
لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا - رواه أبو داود أبن ماجة وإسناده حسن.

من مظاهر تواضعه صلى الله عليه و سلم

أولاً : كان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله
عن الأسود قال سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قال كان يكون في مهنة أهله،
فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة - رواه مسلم والترمذي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم - رواه أحمد
ثانياً : كان صلى الله عليه وسلم يركب الحمار
عن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يعود المريض ويشهد الجنازة ويأتي دعوة المملوك ويركب
الحمار، ولقد رأيته يومًا على حمار خطامه ليف - رواه أبو داود والطيالسي ونحوه عند الترمذي وابن ماجة.
وعن حمزة بن عبد الله بن عتبة قال كان صلى الله عليه وسلم يركب الحمار عريانًا ليس عليه شيء - رواه ابن
سعد مرسلاً بسند ضعيف.
ثالثاً : كان صلى الله عليه وسلم يجيب الدعوة ولو إلى خبز الشعير
عن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب
- رواه الترمذي في الشمائل .. الإهالة السنخة أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث.
رابعاً : كان صلى الله عليه وسلم لا يدفع عنه الناس
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان صلى الله عليه وسلم لا يدفع عنه الناس ولا يضربوا عنه - رواه الطبراني
في الكبير وحسنه السيوطي وذلك لشدة تواضعه صلى الله عليه وسلم وبرأته من الكبر والتعاظم.
وعن الحسن قال والله ما كانت تغلق دونه الأبواب، ولا تقوم دونه الحجاب، ولا يغدى عليه بالجفان، ولا يراح عليه
بها، ولكنه كان باروزًا، من أراد أن يلقى نبي الله لقيه.

رحمة النبي صلى الله عليه وسلم
قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ وقال تعالى فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ
الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ
اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
}
وقال صلى الله عليه وسلم عن نفسه إنما أنا رحمة مهداه - رواه ابن سعد في الطبقات، والحكم في النوادر
عن أبي صالح مرسلاً، والحاكم عن أبي هريرة وقال على شرطهما وأقره الذهبي ..
وقال صلى الله عليه وسلم إنما بعثت رحمة ولم أبعث عذابًا - رواه البخاري في التاريخ عن أبي هريرة.

نماذج من رحمته صلى الله عليه وسلم

أولاً : رحمته صلى الله عليه وسلم بالأطفال
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم ويدعو لهم رواه الشيخان وأبو داود
يبرك عليهم أي يدعو لهم ويمسح عليهم ..يحنكهم التحنيك أن يمضغ التمر أو نحوه ثم يدلك به حنك الصغير
وعن أنس رضي الله عنه قال ما رأيت أحدًا أرحم بالعيال من النبي صلى الله عليه وسلم الحديث رواه الأربعة
وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ ولده إبراهيم فقبله وشمه - رواه البخاري
وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الجنة لمن يموت وله ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث، بفضل رحمته إياه
- رواه البخاري - الحنث أي الإثم، والمعنى أنهم ماتوا قبل أن يبلغوا.
وكانت تفيض عيناه لموتهم، وقد سأله مرة سعد بن عبادة يا رسول الله ما هذا؟
فقال صلى الله عليه وسلم هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ،
رواه البخاري.
وخرج على الصحابة رضي الله عنهم وأمامة بنت الربيع، ابنة زينب، على عاتقه، فصلى، فإذا ركع وضعها وإذا
رفع رفعها - رواه البخاري
وقبل الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا،
فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال من لا يرحم لا يرحم رواه البخاري
وجاءه أعرابي فقال تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو أملك لك أن نزع الله
من قلبك الرحمة - رواه البخاري.
ثانياً : رحمته صلى الله عليه وسلم بالإناث
شبه الرسول صلى الله عليه وسلم النساء بالقوارير، إشارة إلى ما فيهن من الصفاء والنعومة والرقة، وإلى
ضعفهن وقلة تحملهن؛ ولذا فإنهن يحتجن إلى الرفق وله توجيهات كثيرة ومواقف عملية في هذا المجال، ومن
أبرز الأمثلة على ذلك.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وكانت معه نساء منهن أم سليم، وغلام أسود يقال له
أنجشة يحدو، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا أنجشة رويدك، سوقًا بالقوارير رواه البخاري.
وقد عثرت ناقته ذات مرة، ومعه عليها زوجته صفية، فطرحا على الأرض، فلحق بهما أبو طلحة رضي الله عنه ،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم عليك بالمرأة رواه البخاري.
وروى أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا
وهو، وضم أصابعه رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن، كن له سترًا من النار رواه الشيخان
وقال صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة إعالتك ابنتك الفقيرة التي رفضها زوجها، وليس لها غيرك رواه البخاري
وابن ماجة.
وكان صلى الله عليه وسلم يحب بناته حبًا جمًا، فقد روي أن ابنته فاطمة كانت عندما تأتيه يقوم لها، ويأخذ بيدها
ويقبلها ويجلسها في مكانه الذي كان يجلس فيه رواه أبو داود.
وقال صلى الله عليه وسلم إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي مما
أعلم من شدة وجد أمه من بكائه
رواه الشيخان.
ثالثاً : رحمته صلى الله عليه وسلم بالحيوانات
عن عائشة رضي الله عنها قالت :كان صلى الله عليه وسلم يصفي للهرة الإناء فتشرب الحديث رواه الطبراني
في الأوسط، وأبو نعيم والحاكم وصححه، والدار قطني وحسنه، لكن قال ابن حجر ضعيف، وقال ابن جماعة
ضعيف لكن له طرق تقوية.
وقال صلى الله عليه وسلم ما من مسلم غرس غرسًا فأكل منه إنسان أو دابة إلا كان له به صدقة رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا، فنزل فيها فشرب، ثم
خرج فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي،
فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له
قالوا يا رسول الله،..
وإن لنا في البهائم أجرًا؟ فقال في كل ذات كبد رطبة أجر رواه البخاري.
رابعاً : رحمته صلى الله عليه وسلم بالضعفاء عمومًا
لقد حث صلى الله عليه وسلم على كفالة الأيتام لضعفهم وحاجتهم للرعاية، فقال أنا وكافل اليتيم في الجنة
هكذا وقال بإصبعيه السبابة والوسطى رواه البخاري.
وحث صلى الله عليه وسلم على إعالة الأرامل والمساكين، فقال الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد
في سبيل الله أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل رواه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم
والمرأة رواه أحمد بإسناد حسن.
أحرج أي ألحق الحرج، وهو الإثم، بمن ضيع حقهما، وأحذر من ذلك وأزجر عنه بشدة.
وقال صلى الله عليه وسلم ابغوني الضعفاء، فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم رواه أبو داود، وأحمد وإسناده
صحيح، وأخرج البخاري نحوه.
ولقد شملت رحمته صلى الله عليه وسلم الخدم والأرقاء فقال صلى الله عليه وسلم من كانت له أمة فأدبها
ثم أعتقها وتزوجها، فله أجران
رواه الشيخان.
وروى أبو ذر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال هم إخوانكم، جعلهم الله تحت أيديكم،
فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم

رواه مسلم.
وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه ثم جاء به،
وقد ولى حره ودخانه، فليقعد معه فليأكل، فإن كان الطعام قليلاً فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين

(أي لقمة أو لقمتين) رواه مسلم.
وروى أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال من أساء معاملة من هم تحت يديه
فلن يدخل الجنة رواه الترمذي وابن ماجة
وقال صلى الله عليه وسلم من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم لأبي مسعود، عندما رآه يضرب مملوكًا له اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك
على هذا الغلام، فانتهى عن ضربه وأعتقه حتى لا يمسه الله بعذاب نتيجة هذا الفعل رواه مسلم.
وأمر صلى الله عليه وسلم بأن يعامل المماليك مثل معاملة الأبناء،
وكان صلى الله عليه وسلم يوصي – وهو في فراش الموت- بحسن معاملة الأرقاء.
خامساً : رحمته صلى الله عليه وسلم بالأعداء في الحرب والسلم
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر مع المسلمين في الحديبية، فنزل سبعون أو ثمانون رجلاً من
التنعيم يريدون الفتك بالمسلمين، فأخذوا، فأعتقهم رسول الله دون عوض عقاب من رواية البخاري.
وقد قبل الفداء من أسرى بدر، وعفا عن قريش وأهل مكة يوم فتح مكة، وأطلق سراح أسرى حنين
وعفا عن غورث بن الحارث على الرغم من محاولته قتل الرسول صلى الله عليه وسلم ، فجاء غورث إلى قومه
بعد هذا فقال لهم جئتكم من عند خير الناس من رواية البخاري.
عن جابر رضي الله عنه مر بنا جنازة، فقام لها النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا، فقلنا إنها جنازة يهودي
فقال صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الجنازة فقوموا - رواه الشيخان، وزاد مسلم إن الموت فزع
وفي الصحيحين عن سهل بن حنيف فقال صلى الله عليه وسلم أليست نفسًا؟
ونهى صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان والأجير، ما داموا غير مشاركين في قتال المسلمين
و كان صلى الله عليه وسلم إذا بعث بعثًا أو جيشًا أوصاهم قائلاً لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا
رواه مسلم.
وكان صلى الله عليه وسلم له خادم يهودي، فكان إذا مرض عاده، فعاده مرة فعرض عليه الإسلام وأبوه حاضر،
فقال له أطع أبا القاسم، فأسلم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي أنقذه من النار رواه البخاري
سادساً : رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته
قال تعالى : { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم :
{ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
وقول عيسى عليه السلام : { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
فرفع يديه وقال اللهم أمتي، وبكى.
فقال الله عز وجل يا جبريل، اذهب إلى محمد وربك أعلم، فسله ما يبكيك؟
فأتاه جبريل عليه السلام، فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قاله وهو أعلم
فقال الله يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك رواه مسلم في كتابه الإيمان
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل
نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك
بالله شيئًا رواه الشيخان والترمذي وأحمد.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خيرت بين الشفاعة وبين أن
يدخل شطر أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى، أترونها للمؤمنين المتقين؟ لا، ولكنها للمذنبين
المتلوثين الخاطئين رواه ابن ماجة ورواه أحمد عن ابن عمر ورواه عنه أيضًا الطبراني، قال الهيثمي رجاله الصحيح
غير النعمان بن قراد وهو ثقة.
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطيت سبعين ألفًا من أمتي يدخلون
الجنة بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عز وجل، فزادني
مع كل واحد سبعين ألفًا رواه أحمد وأبو يعلى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أم أحدكم الناس فليخفف، فإن فيهم
الصغير والكبير والضعيف والمريض وذا الحاجة، وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء رواه مالك والجماعة لابن
ماجة لكنه رواه عن حديث عثمان بن أبي العاص، مع اختلاف في الألفاظ.

تيسير النبي صلى الله عليه وسلم ورفقه
قال صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا رواه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيًا بال في المسجد، فثار إليه الناس ليقعوا به، فقال لهم رسول الله ..
صلى الله عليه وسلم دعوه، وأهرقوا على بوله ذنوبًا من ماء، أو سجلاً من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم
تبعثوا معسرين رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم في الرفق من يحرم الرفق يحرم الخير رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي
على سواه
رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم وإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه رواه مسلم.

حياء النبي صلى الله عليه وسلم
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا
دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ
}
لِحَدِيثٍ : { إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ }
وقال صلى الله عليه وسلم : الحياء لا يأتي إلا بخير .. رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
رواه البخاري.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان
إذا كره شيئًا عرفناه في وجهه رواه الشيخان.
وعن أنس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم لا يواجه أحدًا بشيء يكرهه رواه أحمد وأبو داود والنسائي
في اليوم والليلة والترمذي في الشمائل، قال العراقي وسنده ضعيف.
وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده رجل به أثر صفرة، وكان صلى الله عليه وسلم لا يكاد يواجه أحدًا
بشيء يكرهه، فلما قام الرجل، قال النبي صلى الله عليه وسلم للقوم لو قلتم له يدع هذه الصفرة أخرجه
أبو داود والترمذي وأحمد وإسناده صحيح وذلك لأن الصفرة من أثر طيب النساء، ويكره للرجل أن يتطيب بما له
لون، بل يتطيب بما له رائحة فقط.
وقالت عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن رجل شيء لم يقل له قلت كذا وكذا،
قال ما بال أقوام يقولون كذا وكذا رواه أبو داود، وأخرجه النسائي بمعناه، وهو صحيح.
أما الحق فلم يكن الرسول يستحي صلى الله عليه وسلم منه؛ لأن ذلك من التفقه في الدين وروت أم سلمة
رضي الله عنها أن أم سليم جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله، إن الله لا يستحي
من الحق، فهل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ فقال : نعم، إذا رأت الماء - رواه البخاري.

الوصية بالجار
قال صلى الله عليه وسلم ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه رواه البخاري ومسلم
وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك
رواه مسلم.
وفي رواية ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره - رواه البخاري
وفي رواية من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره - رواه ابن ماجة

حثه صلى الله عليه وسلم على صلة الأرحام
لقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن من أحب الأعمال إلى الله تعالى بر الوالدين البخاري
قال رجل من الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟
قال : أمك
قال : ثم من؟
قال : أمك
قال : ثم من؟
قال : أمك
قال : ثم من؟
قال : أبوك - رواه البخاري ومسلم

وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم أجاهد؟ قال ألك أبوان؟ قال نعم، قال ففيهما فجاهد رواه البخاري
ومسلم - وجعل صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين من أكبر الكبائر.
قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالها ثلاثًا، فقال الصحابة بلى يا رسول الله، قال
الإشراك بالله، وعقوق الوالدين - رواه البخاري.
قال صلى الله عليه وسلم عن الله حرم عليكم عقوق الأمهات رواه البخاري
وحث صلى الله عليه وسلم على صلة الوالدين المشركين والأقارب المشركين، وجعل صلة الرحم من أسباب
دخول الجنة والبسط في الرزق، وقطعها من أسباب دخول النار

قال صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قاطع ( أي قاطع رحم) رواه البخاري
وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم
ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي.
فقال : لئن كنت كما قلت، فإنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ..
- رواه مسلم المل أي الرماد الحار - .










عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 11-10-2012, 02:17 AM
المشاركة 42

  • غير متواجد
رد: سيرةُ نبيّ الرّحمة وصَحابَته ( في حَلَقاتْ )


باب ما جاء في عبادة النبي صلى الله عليه وسلم

261ـ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَبِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ،
قَالَ : صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ ، فَقِيلَ لَهُ : أَتَتَكَلَّفُ هَذَا ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ
مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ
؟ قَالَ : أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا.
262ـ حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، يُصَلِّي حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ ، قَالَ : فَقِيلَ لَهُ :
أَتَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ جَاءَكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ قَالَ : أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا.
263ـ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّمْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمِّي يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ يُصَلِّي حَتَّى
تَنْتَفِخَ قَدَمَاهُ فَيُقَالُ لَهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، تَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ ، قَالَ :
أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا.
264ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الأَسْوَدِ
بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ ، عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ ؟ فَقَالَتْ : كَانَ يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ ثُمَّ
يَقُومُ ، فَإِذَا كَانَ مِنَ السَّحَرِ أَوْتَرَ ، ثُمَّ أَتَى فِرَاشَهُ ، فَإِذَا كَانَ لَهُ حَاجَةٌ أَلَمَّ بِأَهْلِهِ ، فَإِذَا سَمِعَ الأَذَانَ وَثَبَ ، فَإِنْ كَانَ
جُنُبًا أَفَاضَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ ، وَإِلا تَوَضَّأَ وَخَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ.
265ـ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْنٌ ،
عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ كُرَيْبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ وَهِيَ خَالَتُهُ ،
قَالَ : فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي طُولِهَا ، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم ، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ..
صلى الله عليه وسلم ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الآيَاتِ الْخَوَاتِيمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ،
ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا ، فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ :
فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي ثُمَّ أَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى ،
فَفَتَلَهَا فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ، قَالَ مَعْنٌ :
سِتَّ مَرَّاتٍ ثُمَّ أَوْتَرَ ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.
266ـ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
267ـ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ
عَائِشَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا لَمْ يُصَلِّ بِاللَّيْلِ ، مَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ النَّوْمُ ، أَوْ غَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ ، صَلَّى
مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
268ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامٍ يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.
269ـ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْنٌ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ،
أَنَّهُ قَالَ : لأَرْمُقَنَّ صَلاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ ، أَوْ فُسْطَاطَهُ فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ..
صلى الله عليه وسلم ، رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ ، طَوِيلَتَيْنِ ، طَوِيلَتَيْنِ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ
وَهُمَا دَونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا ،
ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا ، ثُمَّ أَوْتَرَ فَذَلِكَ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً
.
270ـ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْنٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ ، كَيْفَ كَانَتْ صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي
رَمَضَانَ ؟ فَقَالَتْ : مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَزِيدَ فِي رَمَضَانَ وَلا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ
رَكْعَةً ، يُصَلِّي أَرْبَعًا ، لا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ ، وَطُولِهِنَّ ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا لا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ، ثُمَّ يُصَلِّي
ثَلاثًا ، قَالَتْ عَائِشَةُ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ ؟ فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ ، وَلا يَنَامُ قَلْبِي.
271ـ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْنٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ :
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً ، يُوتِرُ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا ، اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ.
272ـ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْنٌ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، نَحْوَهُ (ح) وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ ، نَحْوَهُ.
273ـ حَدَّثَنَا هَنَّادٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ :
كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ.
274ـ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، نَحْوَهُ.
275ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ ، رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ ..
صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ ، قَالَ : فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلاةِ ، قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ذُو الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ ، وَالْكِبْرِيَاءِ
وَالْعَظَمَةِ
، قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ الْبَقَرَةَ ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعَهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ، وَكَانَ يَقُولُ :
سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَكَانَ قِيَامُهُ نَحْوًا مِنْ رُكُوعِهِ ، وَكَانَ يَقُولُ : لِرَبِّيَ الْحَمْدُ ،
لِرَبِّيَ الْحَمْدُ ثُمَّ سَجَدَ ، فَكَانَ سُجُودُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ، وَكَانَ يَقُولُ : سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى
ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَكَانَ مَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ نَحْوًا مِنَ السُّجُودِ ، وَكَانَ يَقُولُ : رَبِّ اغْفِرْ لِي ، رَبِّ اغْفِرْ لِي حَتَّى قَرَأَ
الْبَقَرَةَ ، وَآلَ عِمْرَانَ ، وَالنِّسَاءَ ، وَالْمَائِدَةَ ، أَوِ الأَنْعَامَ ، شُعْبَةُ الَّذِي شَكَّ فِي الْمَائِدَةِ ، وَالأَنْعَامِ.
276ـ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، عَنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ
الْعَبْدِيِّ ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِآيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ لَيْلَةً.
277ـ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : صَلَّيْتُ لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ
سُوءٍ قِيلَ لَهُ : وَمَا هَمَمْتَ بِهِ ؟ قَالَ : هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ وَأَدَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
278ـ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، نَحْوَهُ.
279ـ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْنٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ،
عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي جَالِسًا ، فَيَقْرَأُ وَهُوَ جَالِسٌ ، فَإِذَا بَقِيَ مِنْ قِرَاءَتِهِ قَدْرُ
مَا يَكُونُ ثَلاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً ، قَامَ فَقَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ ، ثُمَّ صَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ.
280ـ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ عَائِشَةَ ، عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، عَنْ تَطَوُّعِهِ ، فَقَالَتْ : كَانَ يُصَلِّي لَيْلا طَوِيلا قَائِمًا ،
وَلَيْلا طَوِيلا قَاعِدًا ، فَإِذَا قَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ قَائِمٌ ، وَإِذَا قَرَأَ وَهُوَ جَالِسٌ رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ جَالِسٌ.
281ـ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْنٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنِ السَّائِبِ
بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ ، عَنْ حَفْصَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ
يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا ، وَيَقْرَأُ بِالسُّورَةِ وَيُرَتِّلُهَا ، حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا.
282ـ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ ..
صلى الله عليه وسلم ، لَمْ يَمُتْ ، حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ صَلاتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ.
283ـ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ،
قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ
فِي بَيْتِهِ ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ.
284ـ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ،
قَالَ : حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ وَيُنَادِي الْمُنَادِي ،
قَالَ أَيُّوبُ : وَأُرَاهُ ، قَالَ : خَفِيفَتَيْنِ.
285ـ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ : رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ ، وَرَكْعَتَيْنِ
بَعْدَهَا ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : وَحَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِرَكْعَتَيِ الْغَدَاةِ ، وَلَمْ أَكُنْ
أَرَاهُمَا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
286ـ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ،
قَالَ : سَأَلتُ عَائِشَةَ ، عَنْ صَلاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَتْ : كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ وَبَعْدَهَا
رَكْعَتَيْنِ ، وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ ، وَبَعْدَ الْعِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ ، وَقَبْلَ الْفَجْرِ ثِنْتَيْنِ
.
287ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ ، يَقُولُ : سَأَلْنَا عَلِيًّا ، عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّهَارِ ،
فَقَالَ : إِنَّكُمْ لا تُطِيقُونَ ذَلِكَ ، قَالَ : فَقُلْنَا : مِنْ أَطَاقَ ذَلِكَ مِنَّا صَلَّى ، فَقَالَ : كَانَ إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَهُنَا
كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَهُنَا عِنْدَ الْعَصْرِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، وَإِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَهُنَا ، كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَهُنَا عِنْدَ الظُّهْرِ صَلَّى
أَرْبَعًا ، وَيُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا ، وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ ، وَقَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا ، يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى
الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَالنَّبِيِّينَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ .










عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 11-10-2012, 02:18 AM
المشاركة 43

  • غير متواجد
رد: سيرةُ نبيّ الرّحمة وصَحابَته ( في حَلَقاتْ )



صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم

للشيخ /محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

أولاً : أعتقد أنك إذا قمت إلى الصلاة فإنما تقوم بين يدي الله عز وجل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي
الصدور، ويعلم ما توسوس به نفسك ، وحينئذٍ حافظ على أن يكون قلبك مشغولاً بصلاتك، كما أن جسمك
مشغول بصلاتك، جسمك متجه إلى القبلة إلى الجهة التي أمرك الله عز وجل فليكن قلبك أيضاً متجهاً إلى الله .
أما أن يتجه الجسم إلى ما أمر الله بالتوجه إليه ولكن القلب ضائع فهذا نقص كبير، حتى إن بعض العلماء يقول:
إذا غلب الوسواس ـ أي الهواجس ـ على أكثر الصلاة فإنها تبطل ، والأمر شديد .
فإذا أقبلت إلى الصلاة فاعتقد أنك مقبل على الله عز وجل .
وإذا وقفت تصلى فاعتقد أنك تناجي الله عز وجل .
كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إذا قام أحدكم يصلي ، فإنه يناجي ربه )) رواه البخاري .
وإذا وقفت في الصلاة فاعتقد أن الله عز وجل قبل وجهك ، ليس في الأرض التي أنت فيها، ولكنه قبل وجهك وهو
على عرشه عز وجل ، وما ذلك على الله بعسير، فإن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته ، فهو فوق عرشه ،
وهو قبل وجه المصلي إذا صلى ، وحينئذٍ تدخل وقلبك مملوء بتعظيم الله عز وجل ، ومحبته ، والتقرب إليه .
فتكبر وتقول : الله أكبر .
ومع هذا التكبير ترفع يديك حذو منكبيك ، أو إلى فروع أذنيك .
ثم تضع يدك اليمنى على يدك اليسرى، على الذراع، كما صح ذلك في البخاري من حديث سهل بن سعد
رضي الله عنه قال : (( كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة ))
رواه البخاري .
ثم تخفض رأسك فلا ترفعه إلى السماء لأن النبي صلى الله عليه وسلم:
" نهى عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة " رواه البخاري .
واشتد قوله في ذلك حتى قال : (( لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم ))
رواه البخاري ومسلم .
ولهذا ذهب من ذهب من أهل العلم إلى تحريم رفع المصلي بصره إلى السماء، وهو قول وجيه جداً لأنه لا وعيد
على شيء إلا وهو محرم .
فتخفض بصرك وتطأطيء رأسك لكن كما قال العلماء : لا يضع ذقنه على صدره ـ أي لا يخفضه كثيراً ـ حتى يقع
الذقن وهو مجمع اللحيين على الصدر بل يخفضه مع فاصل يسير عن صدره .
وسيتفتح ويقول : (( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد))
رواه أبو داود، وهذا هو الاستفتاح الذي سأل أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال :
يا رسول الله أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ فذكر له الحديث .
وله أن يستفتح بغير ذلك وهو : (( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ))
رواه أبو داود .
ويستفتح صلاة الليل بما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستفتح به وهو :
((اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك
فيما كان فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ))
رواه مسلم .
ولكن لا يجمع بين هذه الاستفتاحات، بل يقول هذه مرة وهذه مرة ليأتي بالسنة على جميع وجوهها .
ثم يقول ( بسم الله الرحمن الرحيم ) بعد التعوذ .
ويقرأ الفاتحة ، والفاتحة سبع آيات أولها ( الحمد لله رب العالمين)، وآخرها (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ،
ودليل ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" قال الله تبارك وتعالى (( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل،
يقول العبد : (الحمد الله رب العالمين) يقول الله تعالى : حمدني عبدي ويقول العبد :
(الرحمن الرحيم) قال الله : أثنى على عبدي . ويقول العبد: (مالك يوم الدين ) يقول الله تعالى:
مجدني عبدي . فإذا قال :- (إياك نعبد وإياك نستعين) قال الله : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل .
فإذا قال: (أهدنا الصراط المستقيم ......... الآية )
قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " رواه مسلم ، فتبين بهذا الحديث أن أول الفاتحة ( الحمد لله رب العالمين) .
أما البسملة فهي آية في كتاب الله ، ولكنها ليست آية من كل سورة، بل هي أية مستقلة يؤتى بها في كل
سورة سوى سورة براءة فإنه ليس فيها بسملة ، وليس فيها بدل ، خلافاً لما يوجد في بعض المصاحف، يكتب
على الهامش عند ابتداء براءة، :
"أعوذ بالله من النار، ومن كيد الفجار، ومن غضب الجبار ، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين"
وهذا خطأ ليس بصواب، فهي ليس فيها بسملة وليس فيها شيء يدل على البسملة .
فإذا انتهى من الفاتحة يقول: (آمين) ومعاناها : اللهم استجب، فهي اسم فعل أمر بمعنى استجب .
ثم يقرأ بعد ذلك سورة ينبغي أن تكون:
في المغرب غالباً بقصار المفصّل .
وفي الفجر بطوال المفصّل .
وفي الباقي بأوساطه .
والمفصل أوله (ق) وآخره (قل أعوذ برب الناس )، وسمي مفصلاً لكثرة فواصله .
وطوال المفصل من (ق) إلى (عم) ، وأوساطه من ( عم ) إلى (الضحى) .
وقصاره من (الضحى) إلى آخر القرآن.
ولا بأس بل من السنة أن يقرأ الإنسان بطوال المفصل، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في
المغرب بـ (الطور) و(المرسلات) رواه البخاري ومسلم .
وبعد أن يقرأ السورة مع الفاتحة .
يرفع يديه مكبراً ليركع ويضع اليدين على الركبتين، مفرجتي الأصابع، ويجافي عضديه عن جانبيه، ويسوي ظهره
برأسه فلا يقوسه، قالت عائشة رضي الله عنها :
"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك"
رواه أحمد ومسلم وأبو داود" .
ويقول : "سبحان ربي العظيم" رواه أحمد وأبو داود يكررها ثلاث مرات.
ويقول أيضاً: ((سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)) رواه البخاري.
ويقول أيضاً : (( سبوح قدوس رب الملائكة والروح) ))رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي.
ويكثر من تعظيم الله سبحانه وتعالى في حال الركوع.
ثم يرفع رأسه قائلاً:" سمع الله لمن حمده" رواه البخاري ومسلم .
رافعاً يديه إلى حذو منكبيه، أو إلى فروع أذنيه .
ويضع يده اليمنى على ذراعه اليسرى في هذا القيام لقول سهل بن سعد :
(( كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة )) رواه أحمد والبخاري.
وهذا عام يستثنى منه السجود والجلوس والركوع:
لأن السجود توضع فيه اليد على الأرض.
والجلوس على الفخذين .
والركوع على الركبتين.
فيبقى القيام الذي قبل الركوع والذي بعده داخلاً في عموم قوله( في الصلاة) .
ويقول بعد رفعه: (ربنا لك الحمد) رواه البخاري ومسلم.
أو (ربنا ولك الحمد) رواه البخاري ومسلم.
أو (اللهم ربنا لك الحمد) رواه البخاري ومسلم أو (اللهم ربنا ولك الحمد) رواه مسلم.
فهذه أربع صفات ولكن لا يقولها في آن واحد بل يقول هذا مرة وهذا مرة.
وهذه قاعدة ينبغي لطالب العلم أن يفهمها: أن العبادات إذا وردت على وجوه متنوعة فإنها تفعل على هذه
الوجوه، على هذه مرة ، وعلى هذه مرة ، وفي ذلك ثلاث فوائد:
الفائدة الأولى: الإتيان بالسنة على جميع وجوهها.
الفائدة الثانية: حفظ السنة، لأنك لو أهملت إحدى الصفتين نُسيت ولم تحفظ.
الفائدة الثالثة: ألا يكون فعل الإنسان لهذه السنة على سبيل العادة، لأن كثيراً من الناس إذا أخذ بسنة واحدة
صار يفعلها على سبيل العادة ولا يستحضرها، ولكن إذا كان يعودّ نفسه أن يقول هذا مرة وهذا مرة صار متنبهاً
للسنة.
وإذا كان الإنسان مأموماً فإنه لا يقول ( سمع الله لمن حمده) لقول النبي صلى الله عليه وسلم "
وإذا قال - أي الإمام – سمع الله لمن حمده فقولوا: (( اللهم ربنا ولك الحمد)) رواه مسلم ويكون هذا في حال
رفعه من الركوع قبل أن يستقيم قائماً .
وبعد أن يقول (ربنا ولك الحمد) بصفتها الأربع ، يقول : (( ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء
ما شئت من شيء بعده، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي
لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)) رواه مسلم والنسائي.
ثم يكبر للسجود بدون رفع اليدين، لقول ابن عمر:" وكان لا يفعل ذلك في السجود".
ويخرُّ على الركبتين لا على يديه لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير)) رواه البخاري . والبعير عند بروكه يقدم اليدين فيخرّ البعير لوجهه،
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرّ الإنسان في سجوده على يديه..
لأنه إذا فعل ذلك برك كما يبرك البعير، هذا ما يدل عليه الحديث خلافاً لمن قال:
إنه يدل على أنك تقدم يديك ولا تخرّ على ركبتيك لأن البعير عند البروك يخرّ على ركبتيه،..
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير ....
فلو قال ذلك، لقلنا نعم إذن لا تبرك على الركبتين، لأن البعير يبرك على ركبتيه، لكنه قال :
" فلا يبرك كما يبرك البعير" فالنهي إذن عن الصفة لا عن العضو الذي يسجد عليه الإنسان ويخر عليه، والأمر
في هذا واضح جداً لمن تأمله، فلا حاجة إلى أن نتعب أنفسنا وأن نحاول أن نقول:
إن ركبتي البعير في يديه، وأنه يبرك عليهما، لأننا في غنى عن هذا الجدل ، حيث إن النهي ظاهر الصفة
لا عن العضو الذي يسجد عليه .
ولهذا قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في زاد المعاد: إن قوله في آخر الحديث:"
وليضع يديه قبل ركبتيه"
منقلب على الراوي لأنه لا يطابق مع أول الحديث، وإذا كان الأمر كذلك فإننا نأخذ بالأصل لا بالمثال فإن قوله:
" وليضع يديه قبل ركبتيه " هذا على سبيل التمثيل، وحينئذٍ إذا أردنا أن نرده إلى أصل الحديث صار صوابه:
" وليضع ركبتيه قبل يديه" .
إذاً يخرّ على ركبتيه، ثم يديه، ثم جبهته وأنفه.
ويسجد على سبعة أعضاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( أمرنا أن نسجد على سبعة أعظم" ثم فصلها النبي صلى الله عليه وسلم :
" على الجبهة، والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين ))
رواه البخاري ومسلم فيسجد الإنسان على هذه الأعضاء.
وينصب ذراعيه فلا يضعهما على الأرض ولا على ركبتيه .
ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه فيكون الظهر مرفوعاً .
ولا يمد ظهره كما يفعله بعض الناس، تجده يمد ظهره حتى إنك تقول: أمنبطح هو أم ساجد ؟
فالسجود ليس فيه مد ظهر، بل يرفع ويعلو حتى يتجاف عن الفخذين، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" اعتدلوا في السجود " وهذا الامتداد الذي يفعله بعض الناس في السجود يظن أنه السنة ، هو مخالف للسنة،
وفيه مشقة على الإنسان شديدة ؛ لأنه إذا امتد تحمل نقل البدن على الجبهة، وانخنعت رقبته، وشق عليه
ذلك كثيراً، وعلى كل حال لو كان هذا هو السنة لتحمل الإنسان ولكنه ليس هو السنة.
وفي حال السجود يقول : (( سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات )) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة.
(( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي )) رواه البخاري ومسلم.
(( سبوح قدوس )) رواه مسلم .
ويكثر في السجود من الدعاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فأكثروا فيه من
الدعاء فقمن أن يستجاب لكم )) رواه مسلم .
أي حري أن يستجاب لكم ، وذلك لأنه أقرب ما يكون من ربه في هذا الحال ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
(( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد )) رواه البخاري .
ولكن لاحظ أنك إذا كنت مع الإمام فالمشروع في حقك متابعة الإمام فلا تمكث في السجود لتدعو ، لأن الرسول
صلى الله عليه وسلم يقول : (( إذا سجد فاسجدوا وإذا ركع فاركعوا )) رواه البخاري .
فأمرنا أن نتابع الإمام وألا نتأخر عنه .
ثم ينهض من السجود مكبراً .
ويجلس بين السجدتين مفترشاً وكيفيته: أن يجعل الرجل اليسرى فراشاً له ، وينصب الرجل اليمنى من الجانب
الأيمن.
أما اليدان فيضع يده اليمنى على فخذه اليمنى أو على رأس الركبة، ويده اليسرى على فخذه اليسرى
أو يلقمها الركبة، فكلتاهما صفتان واردتان عن النبي صلى الله عليه وسلم .
لكن اليد اليمنى يضم منها الخنصر والبنصر والوسطى والإبهام ، أو تحلق الإبهام على الوسط وأما السبابة
فتبقى مفتوحة غير مضمومة، ويحركها عند الدعاء فقط فمثلاً إذا قال :
" ربي اغفر لي " يرفعها ، " وارحمني " يرفعها ، وهكذا في كل جملة دعائية يرفعها . أما اليد اليسرى فإنها
مبسوطة . ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم – فيما أعلم – أن اليد اليمنى تكون مبسوطة وإنما ورد أنه
يقبض منها الخنصر والبنصر ، ففي بعض ألفاظ حديث ابن عمر رضي الله عنهما : (( كان إذا قعد في الصلاة ))
رواه مسلم . وفي بعضها " إذا قعد في التشهد" رواه أحمد ،.
وتقييد ذلك بالتشهد لا يعني أنه لا يعم جميع الصلاة لأن الراجح من أقوال الأصوليين أنه إذا ذكر العموم ثم ذكر
أحد أفراده بحكم يطابقه فإن ذلك لا يقتضي التخصيص .
فمثلاً إذا قلت أكرم الطلبة، ثم قلت أكرم فلاناً – وهو من الطلبة – فهل ذكر فلان في هذه الحال يقتضي
تخصيص الإكرام به ؟ كلا كما أنه لما قال الله تعالى (تنزل الملائكة والروح فيها )
لم يكن ذكر الروح مخرجاً لبقية الملائكة ، والمهم أن ذكر بعض أفراد العام بحكم يوافق العام لا يقتضي
التخصيص ولكن يكون تخصيص هذا الفرد بالذكر لسبب يقتضيه، إما للعناية به أو لغير ذلك .
المهم أنني – إلى ساعتي هذه – لا أعلم أنه ورد أن اليد اليمنى تبسط على الفخذ اليمنى حال الجلوس
بين السجدتين، والذي ذكر فيها أنها تكون مقبوضة الخنصر والبنصر والإبهام مع الوسطى، وقد ورد ذلك صريحاً
في حديث وائل بن حجر في مسند الإمام أحمد الذي قال عنه بعض أهل العلم إن إسناده جيد ، وبعضهم نازع
فيه ولكن نحن في غنى عنه في الواقع ، لأنه يكفي أن نقول :
إن الصفة التي وردت بالنسبة لليد اليمنى هو هذا القبض، ولم يرد أنها تبسط فتبقى على هذه الصفة حتى
يتبين لنا من السنة أنها تبسط في الجلوس بين السجدتين .
وفي هذا الجلوس يقول : (( رب اغفر لي وارحمني واهدني ، واجبرني وعافني وارزقني ))
رواه الترمذي وأبو داود ، سواء كان إماماً أو مأموماً أو مفرداً .
فإن قلت : كيف يفرد الإمام الضمير وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في الرجل إذا كان إماماً وخص
نفسه بالدعاء ، "فقد خان المأمومين " ؟ .
فالجواب على ذلك : أن هذا في دعاء يؤمن عليه المأموم ، فإن الإمام إذا أفرده يكون قد خان المأمومين مثل
دعاء القنوت، علمه النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي بصيغة الإفراد
(( اللهم اهدني فيمن هديت .... )) رواه أبو داود والترمذي وأحمد فلو قال الإمام : اللهم اهدني فيمن هديت
يكون هذا خيانة ، لأن المأموم سيقول: آمين ، والإمام قد دعا لنفسه وترك المأمومين ، إذاً فليقل :
" اللهم اهدنا فيمن هديت " ، فلا يخص نفسه بالدعاء دون المأمومين في دعاء يؤمِّن عليه المأموم لأن ذلك
خيانة للمأموم .
ثم يسجد للسجدة الثانية كالسجدة الأولى في الكيفية وفيما يقال فيها .
ثم ينهض للركعة الثانية مكبراً معتمداً على ركبتيه قائماً بدون جلوس، وهذا هو المشهور من مذهب الإمام
أحمد . وقيل بل يجلس ثم يقوم معتمداً على يديه، كما هو المشهور من مذهب الشافعي، وهذه الجلسة
مشهورة عند العلماء باسم جلسة الاستراحة.
وقد اختلف العلماء – رحمهم الله – في مشروعيتها فقال بعضهم: فإذا قمت إلى الثانية أو إلى الرابعة فاجلس
ثم انهض معتمداً على يديك إما على صفة العاجن – إن صح الحديث في ذلك أو على غير هذه الصفة عند من
يرى أن حديث العجن ضعيف ؛ المهم أنهم اختلفوا في هذه الجلسة ، فمنهم من يرى أنها مستحبة مطلقاً،
ومنهم من يرى أنها غير مستحبة على سبيل الإطلاق ، ومنهم من يفصل ويقول : إن احتجت إليها لضعف ،
أو كبر ، أو مرض ، أو ما أشبه ذلك فإنك تجلس ثم تنهض ، وأما إذا لم تحتج إليها فلا تجلس ،..
واستدل لذلك أن هذه الجلسة ليس لها دعاء ، وليس لها تكبير عند الانتقال منها ، بل التكبير واحد من السجود
للقيام، فلما كان الأمر كذلك دل على أنها غير مقصودة في ذاتها ..
لأن كل ركن مقصود لذاته في الصلاة لابد فيه من ذكر مشروع ، وتكبير سابق، وتكبير لاحق قالوا:
ويدل لذلك أيضاً أن في حديث مالك بن الحويرث : " أنه يعتمد على يديه " والاعتماد على اليدين لا يكون غالباً
إلا من حاجة وثقل بالجسم لا يتمكن من النهوض .
فلهذا نقول: إن احتجت إليها فلا تكلف نفسك في النهوض من السجود إلى القيام رأساً ، وإن لم تحتج فالأولى
أن تنهض من السجود إلى القيام رأساً، وهذا هو ما اختاره صاحب المغني..
– ابن قدامة المعروف بالموفق رحمه الله – وهو من أكابر أصحاب الإمام أحمد ، وأظنه اختيار ابن القيم في زاد
المعاد أيضاً .
ويقول صاحب المغني: إن هذا هو الذي تجتمع فيه الأدلة – أي التي فيها إثبات هذه الجلسة ونفيها .
والتفصيل هنا – عندي – أرجح من الإطلاق، وإن كان رجاحته – عندي – ليس بذلك الرجحان الجيد، لأنه
لا يتعارض في فهمي مع الجلسة فالمراتب عندي ثلاث:
أولاً : مشروعية هذه الجلسة عند الحاجة إليها، وهذا لا إشكال فيه .
ثانياً : مشروعيتها مطلقاً ، وليس بعيداً عنه في الرجحان .
ثالثا : أنها لا تشرع مطلقاً ، وهذا عندي ضعيف، لأن الأحاديث فيها ثابتة،...
لكن هل هي ثابتة عند الحاجة أو مطلقاً ؟ هذا محل الإشكال، والذي يترجح عندي يسيراً أنها تشرع للحاجة
فقط .
وفي الركعة الثانية ، يفعل كما يفعل في الركعة الأولى ، إلا في شيء واحد وهو الاستفتاح ، فإنه لا يستفتح،
وأما التعوذ ففيه خلاف بين العلماء منهم من يرى أنه يتعوذ في كل ركعة ، ومنهم من يرى أنه لا يتعوذ إلا في
الركعة الأولى .
فإذا صلى الركعة الثانية جلس للتشهد كجلوسه بين السجدتين في كيفية الرجلين ، وفي كيفية اليدين .
ويقرأ التشهد وقد ورد فيه صفات متعددة وقولنا فيه كقولنا في دعاء الاستفتاح ، أي أن الإنسان ينبغي له
أن يأتي مرة بتشهد ابن عباس ومرة بتشهد ابن مسعود ، ومرة بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
من غير هاتين الصفتين فيقول:
(( التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله
الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله )) رواه البخاري .
وإن كان في ثلاثية أو رباعية قام بعد التشهد الأول رافعاً يده كما رفعها عند تكبيرة الإحرام، وصلى بقية الصلاة
وتكون بالفاتحة فقط فلا يقرأ معها سورة أخرى ، وإن قرأ أحياناً فلا بأس لوروده في ظاهر حديث أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه .
ثم يجلس إذا كان في ثلاثية أو رباعية للتشهد الثاني ، وهذا التشهد يختلف عن التشهد الأول وفي كيفية
الجلوس لأنه يجلس متوركاً والتورك له ثلاثُ صفات :
الصفة الأولى : أن ينصب الرجل اليمنى ويخرج الرجل اليسرى من تحت الساق، ويجلس بإِلييتيه على الأرض .
والصفة الثانية : أن يفرش رجليه جميعاً ويخرجها من الجانب الأيمن ، وتكون الرجل اليسرى تحت ساق اليمنى .
والصفة الثالثة : أن يفرش الرجل اليمنى ويجعل الرجل اليسرى بين الفخذ والساق .
فهذه ثلاثُ صفات للتورك ينبغي أن يفعل هذا تارة ، وأن يفعل هذا تارة أخرى .
ثم يقرأ التشهد الأخير ويضيف على التشهد الأول :
(( اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد .
اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد ))
رواه البخاري ومسلم .
ويقول : (( أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ))
رواه مسلم .
ويدعو بما أحب من خيري الدنيا والآخرة .
والتعوذ بالله من هذه الأربع في التشهد الأخير أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ، كما ثبت ذلك في صحيح
مسلم ، وقد ذهب بعض العلماء إلى وجوب التعوذ من هذه الأربع في التشهد الأخير وقال :
لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به، وكثير من الناس اليوم لا يبالي بها، تجده إذا صلى على النبي..
صلى الله عليه وسلم سَلّم ؛ مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بأن نستعيذ بالله من هذه الأربع ،
وكان طاوس رحمه الله وهو من التابعين يأمر من لم يتعوذ بالله من هذه الأربع بإعادة الصلاة، كما أمر ابنه بذلك،
فالذي ينبغي لك أن لا تدع التعوذ بالله من هذه الأربع لما في النجاة منها من السعادة في الدنيا والآخرة
وبعد ذلك تسلم " السلام عليكم ورحمة الله " ، وعن يسارك " السلام عليكم ورحمة الله" .
وبهذا تنتهي الصلاة .
وينبغي للإنسان إن كان يحب أن يدعو الله عز وجل أن يجعل دعاءه قبل أن يسلم أي بعد أن يكمل التشهد،
وما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من التعوذ، يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة ، ومن قال من أهل
العلم إنه لا يدعو بأمر يتعلق بالدنيا ، فقوله ضعيف، لأنه يخالف عموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم
" ثم ليتخير من الدعاء ما شاء " رواه البخاري ومسلم فأنت إذا كنت تريد الدعاء فادع الله قبل أن تسلّم وبذلك
نعرف أن ما اعتاده كثير من الناس اليوم كلما سلّم من التطوع ذهب يدعو الله عز وجل حتى يجعله من الأمور
الراتبة والسنن اللازمة فهذا أمر لا دليل عليه والسنة إنما جاءت بالدعاء قبل السلام .
هذه صفة الصلاة فيما نعلمه من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فينبغي للإنسان أن يحرص على تطبيق
ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في تطبيق كيفية الصلاة ليكون ممتثلاً لقوله :
(( صلوا كما رأيتموني أصلي )) رواه البخاري وأحمد .
وأهم شيء بالنسبة للصلاة بعد أن يُجري الإنسان أفعاله على السنة فيما أراه : هو حضور القلب، لأن كثيراً من
الناس الآن لا تتسلط عليه الهواجس والوساوس إلا إذا دخل في الصلاة ، وبمجرد ما ينتهي من صلاته تطير عنه
هذه الهواجس والوساوس .

والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

(من كتاب الشمائل للترمذي)
41ـ باب صلاة الضحى
288ـ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ مُعَاذَةَ ، قَالَتْ : قُلْتُ لِعَائِشَةَ : أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى ؟
قَالَتْ : نَعَمْ ، أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
289ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الزِّيَادِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الرَّبِيعِ
الزِّيَادِيُّ ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى سِتَّ
رَكَعَاتٍ.
290ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : مَا أَخْبَرَنِي أَحَدٌ ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى
إِلا أُمُّ هَانِئٍ ، فَإِنَّهَا حَدَّثَتْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، دَخَلَ بَيْتَهَا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَاغْتَسَلَ فَسَبَّحَ
ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مَا رَأَيْتُهُ صلى الله عليه وسلم ، صَلَّى صَلاةً قَطُّ أَخَفَّ مِنْهَا ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ.
291ـ حدثنا ابن أبي عمر , حدثنا وكيع ، حدثنا كهمس بن الحسن ، عن عبد الله بن شقيق قال :
قلت لعائشة : أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى ؟
قالت :لا إلا يجىء من مغيبه.
292ـ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى نَقُولَ : لا يَدَعُهَا ، وَيَدَعُهَا حَتَّى
نَقُولَ : لا يُصَلِّيهَا.
293ـ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، عَنْ هُشَيْمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ ، عَنْ قَرْثَعٍ
الضَّبِّيِّ ، أَوْ عَنْ قَزَعَةَ ، عَنْ قَرْثَعٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، كَانَ يُدْمِنُ أَرْبَعَ
رَكَعَاتٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّكَ تُدْمِنُ هَذِهِ الأَرْبَعَ رَكَعَاتٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ ، فَقَالَ :
إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَلا تُرْتَجُ حَتَّى تُصَلَّى الظُّهْرُ ، فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِي تِلْكَ السَّاعَةِ
خَيْرٌ ، قُلْتُ : أَفِي كُلِّهِنَّ قِرَاءَةٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ قُلْتُ : هَلْ فِيهِنَّ تَسْلِيمٌ فَاصِلٌ ؟ قَالَ : لا.
294ـ حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ ،
عَنْ قَزَعَةَ ، عَنْ قَرْثَعٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، نَحْوَهُ.
295ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ ،
عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي
أَرْبَعًا بَعْدَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ وَقَالَ : إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ
صَالِحٌ.
296ـ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا ، وَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ..
صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّيهَا عِنْدَ الزَّوَالِ وَيَمُدُّ فِيهَا.

38 ـ باب صلاة التطوع في البيت
297ـ حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ ،
عَنْ حَرَامِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّلاةِ فِي
بَيْتِي وَالصَّلاةِ فِي الْمَسْجِدِ ، قَالَ : قَدْ تَرَى مَا أَقْرَبَ بَيْتِي مِنَ الْمَسْجِدِ ، فَلأَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ
أُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ ، إِلا أَنْ تَكُونَ صَلاةً مَكْتُوبَةً .









عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 11-10-2012, 02:20 AM
المشاركة 44

  • غير متواجد
رد: سيرةُ نبيّ الرّحمة وصَحابَته ( في حَلَقاتْ )



قيام الرسول صلى الله عليه وسلم :

1- قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} .
2- عن عائشة : ما كان رسول الله صلى الله عليـه وسلم يزيد في رمضان ، ولا في غيره ، على إحدى عشرة
ركعة ، يصلي أربعاً ، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي
ثلاثاً ، فقلت : أتنام قبل أن توتر ؟ فقال : ( ياعائشة : إن عيني تنامان ، ولا ينام قلبي) .
3- عن الأسود بن يزيد قال : سألت عائشة رضي الله عنها ، عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالليل ،
فقالت : كان ينام أول الليل ، ثم يقوم ، فإذا كان من السحر أوتر ، ثم أتى فراشه ، فإذا كان له حاجة ، ألم بأهله ،
فإذا سمع الأذان وثب ، فإذا كان جنباً أفاض عليه من الماء ، والا توضأ وخرج للصلاة .
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقوم حتى تنتفخ قدماه فيقال له :
يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : ( أفلا أكون عبداً شكوراً) .

باب ماجاء في قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم
314ـ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ يَعَلَى بْنِ مَمْلَكٍ ، أَنَّهُ سَأَلَ أُمَّ سَلَمَةَ ،
عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَإِذَا هِيَ تَنْعَتُ قِرَاءَةً مُفَسَّرَةً حَرْفًا حَرْفًا.
315ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : قُلْتُ لأَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ : كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ فَقَالَ : مَدًّا.
316ـ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ أُمِّ
سَلَمَةَ ، قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، يَقْطَعُ قِرَاءَتَهُ ، يَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ثُمَّ يَقِفُ ،
ثُمَّ يَقُولُ : الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ثُمَّ يَقِفُ ، وَكَانَ يَقْرَأُ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ.
317ـ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ ،
عَنْ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَكَانَ يُسِرُّ بِالْقِرَاءَةِ أَمْ يَجْهَرُ ؟ قَالَتْ : كُلُّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ يَفْعَلُ قَدْ كَانَ رُبَّمَا
أَسَرَّ وَرُبَّمَا جَهَرَ فَقُلْتُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، الَّذِي جَعَلَ فِي الأَمْرِ سَعَةً.
318ـ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
جَعْدَةَ ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ ، قَالَتْ : كُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، بِاللَّيْلِ وَأَنَا عَلَى عَرِيشِي.
319ـ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
عَبْدَ اللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ ، يَقُولُ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، عَلَى نَاقَتِهِ يَوْمَ الْفَتْحِ ، وَهُوَ يَقْرَأُ : إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ
فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ
، قَالَ : فَقَرَأَ وَرَجَّعَ ، قَالَ : وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ :
لَوْلا أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيَّ لأَخَذْتُ لَكُمْ فِي ذَلِكَ الصَّوْتِ أَوْ قَالَ : اللَّحْنِ.
320ـ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ الْحُدَّانِيُّ ، عَنْ حُسَامِ بْنِ مِصَكٍّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ :
مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلا حَسَنَ الْوَجْهِ ، حَسَنَ الصَّوْتِ ، وَكَانَ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم حَسَنَ الْوَجْهِ ، حَسَنَ
الصَّوْتِ ، وَكَانَ لا يُرَجِّعُ.
321ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَتْ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ،
رُبَّمَا يَسْمَعُهَا مَنْ فِي الْحُجْرَةِ وَهُوَ فِي الْبَيْتِ.

باب ماجاء في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم

(من كتاب الشمائل المحمدية للترمذي)
298ـ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ
عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَتْ : كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ
قَالَتْ : وَمَا صَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، شَهْرًا كَامِلا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلا رَمَضَانَ.
299ـ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : كَانَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَرَى أَنْ لا يُرِيدَ أَنْ يُفْطِرَ مِنْهُ ، وَيُفْطِرُ مِنْهُ حَتَّى
نَرَى أَنْ لا يُرِيدَ أَنْ يَصُومَ مِنْهُ شَيْئًا وَكُنْتَ لا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلا رَأَيْتَهُ مُصَلِّيًا ، وَلا نَائِمًا إِلا رَأَيْتَهُ نَائِمًا
.
300ـ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ مَا يُرِيدُ أَنْ
يُفْطِرَ مِنْهُ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ مَا يُرِيدُ أَنْ يَصُومَ مِنْهُ ، وَمَا صَامَ شَهْرًا كَامِلا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلا رَمَضَانَ.
301ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي
الْجَعْدِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ
إِلا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا إِسنَادٌ صَحِيحٌ وَهَكَذَا ، قَالَ : عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَرَوَى
هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَدْ رَوَى الْحَدِيثَ عَنْ عَائِشَةَ ، وَأُمِّ سَلَمَةَ جَمِيعًا ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
302ـ حَدَّثَنَا هَنَّادٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ :
لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، يَصُومُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ لِلَّهِ فِي شَعْبَانَ ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ
إِلا قَلِيلا ، بَلْ كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ.
303ـ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ دِينَارٍ الْكُوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، وَطَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ ، عَنْ شَيْبَانَ ،
عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرِّ بْنُ حُبَيْشٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، يَصُومُ مِنْ غُرَّةِ كُلِّ
شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَامٍ ، وَقَلَّمَا كَانَ يُفْطِرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
304ـ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ
رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى صَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ.
305ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رِفَاعَةَ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ
عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ
.
306ـ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ،
عَنْ خَيْثَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ السَّبْتَ وَالأَحَدَ وَالاثْنَيْنَ ،
وَمِنَ الشَّهْرِ الآخَرِ الثُّلاثَاءَ وَالأَرْبَعَاءَ وَالْخَمِيسَ
.
307ـ حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَدِينِيُّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، قَالَتْ : مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ فِي شَعْبَانَ.
308ـ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُعَاذَةَ
قَالَتْ : قُلْتُ لِعَائِشَةَ : أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، يَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ قُلْتُ :
مِنْ أَيِّهِ كَانَ يَصُومُ ؟ قَالَتْ : كَانَ لا يُبَالِي مِنْ أَيِّهِ صَامَ.
309ـ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ عَاشُورَاءُ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُهُ ،
فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ، فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ رَمَضَانُ هُوَ الْفَرِيضَةُ وَتُرِكَ عَاشُورَاءُ ، فَمَنْ شَاءَ
صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ.
310ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ،
عَنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ ،قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ ، أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، يَخُصُّ مِنَ الأَيَامِ شَيْئًا ؟
قَالَتْ : كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً ، وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، يُطِيقُ.
311ـ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : دَخَلَ
عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي امْرَأَةٌ ، فَقَالَ : مَنْ هَذِهِ ؟ قُلْتُ : فُلانَةُ لا تَنَامُ اللَّيْلَ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ ، فَوَاللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا ، وَكَانَ
أَحَبَّ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ.

312ـ حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ عَائِشَةَ ، وَأُمَّ سَلَمَةَ ، أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟
قَالَتَا : مَا دِيمَ عَلَيْهِ ، وَإِنْ قَلَّ.
313ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَاصِمَ بْنَ حُمَيْدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ :
كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، لَيْلَةً فَاسْتَاكَ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي ، فَقُمْتُ مَعَهُ فَبَدَأَ فَاسْتَفْتَحَ
الْبَقَرَةَ ، فَلا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ ، إِلا وَقَفَ فَسَأَلَ ، وَلا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ ، إِلا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ ، ثُمَّ رَكَعَ فَمَكَثَ رَاكِعًا بِقَدْرِ
قِيَامِهِ ، وَيَقُولُ فِي رُكُوعِهِ : سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ، ثُمَّ سَجَدَ بِقَدْرِ رُكُوعِهِ ، وَيَقُولُ
فِي سُجُودِهِ : سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ثُمَّ قَرَأَ آلَ عِمْرَانَ ثُمَّ سُورَةً ، يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ
في كل ركعة.


من زهد الرسول صلى الله عليه وسلم :
1- قال الله تعالى :
{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} .
2- وعن عمر بن الخطاب في حديث إيلاء ([i]) رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه ألا يدخل عليهن
شهراً ، واعتزل عنهن في عُلية ، فلما دخل عليه عمر في تلك العُلية ، فإذا فيها سوى صُبرة ..
من قرظ ..وأهبةٍ ..وصُبرة من شعير ، وإذا هو مضطجع عل رمال حصير ، وقد أثر في جنبه ، فهملت
عينا عمر ، فقال : مالك ؟ قلت يا رسول الله أنت صفوة الله من خلقه ، وكسرى وقيصر فيما هما فيه ، فجلس
مُحمراً وجهه ، فقال : أوفي شك يا ابن الخطاب ؟ ثم قال : أولئك قوم عُجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا .
وفي رواية مسلم : ( أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ، ولنا الآخرة ؟ فقلت : بلى يا رسول الله ، قال :
فاحمد الله عز وجل
).
3- وعن علقمة عن ابن مسعود قال : اضطجع رسول الله على حصير ، فأثر الحصير بجلده ، فجعلت أمسحه
وأقول : بأبي أنت وأمي : ألا آذنتنا فنبسط لك شيئاً يقيك منه تنام عليه ؟ قال :
(مالي وللدنيا ، ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها) .
4- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو كان لي مثل أُحد ذهباً لسرني أن لا تمر عليّ ثلاث ليالي وعندي
منه شئ إلا شيئاً أرصده لدين
) .
5- وعن عمرو بن الحارث رضي الله عنهما قال : ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته ديناراً ولا درهماً ،
ولا عبداً ولا أمة ، ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها ، وسلاحه ، وأرضاً جعلها لابن السبيل صدقة .



( 1) إيلاء : حلف .
( 2) صبرة : ما جمع من طعام أو غيره .
( 3) قرظ : ورق السلم يدبغ به .
( 4) أهبة : قربة من جلد .









عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 11-10-2012, 02:21 AM
المشاركة 45

  • غير متواجد
رد: سيرةُ نبيّ الرّحمة وصَحابَته ( في حَلَقاتْ )


معجزاته صلى الله عليه وسلم

ومن معجزاته استسقاؤه – عليه السلام – ربه – عز وجل – لأمته حين تأخر المطر فأجابه إلى سؤاله سريعاً ،
بحيث لم ينزل عن منبره إلا والمطر ينزل على لحيته .
فعن أنس رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد يوم المجمعة من باب كان وجاه (معناها جهه ) المنبر ورسول الله
قائم يخطب ، فاستقبل رسول الله قائماً فقال : يا رسول الله هلكت الأموال وتقطعت السبل ، فادعُ الله لنا يغيثنا ،
قال : فرفع رسول الله يديه فقال : (( اللهم اسقنا ، اللهم اسقنا ، اللهم اسقنا )) .
قال أنس : ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئاً ، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال :
فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس ، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت .
قال : والله ما رأينا الشمس ستاً ( ستة أيام ) ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ، ورسول الله قائم
يخطب ، فاستقبله قائماً وقال : يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يمسكها ، قال :
فرفع رسول الله يديه ثم قال : (( اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكام والجبال والظراب ومنابت الشجر )) ،
قال : فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس .
صحيح : أخرجه البخاري رقم (1013-1014-1015-1016) ، ومسلم في صلاة الاستسقاء وابن ماجه رقم
(1272)

434- الماء ينبع من بين أصابع النبي

ومن المعجزات المتعلقة بالجماد : نبع الماء من بين أصابعه.
قال أنس بن مالك – رضي الله عنه - : (( رأيت رسول الله وحانت صلاة العصر ، والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه ،
فأتى رسول الله بوضوء ، فوضع رسول الله يده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضأوا منه ، فرأيت الماء ينبع من
تحت أصابعه ، فتوضأ الناس حتى توضأوا من عند آخرهم
))
صحيح : أخرجه البخاري في المناقب رقم (3573) ومسلم في الفضائل ، والنسائي في الطهارة ، والترمذي
في المناقب .
وفي رواية (( كانوا ثمانين )) . وفي رواية : (( كانوا ثلاثمائة )) . اخرجه البخاري .
ثلاثمائة يتوضأون من وضوء رجل واحد لا غير ، فإذا ما نظرنا إلى معجزة موسى عليه السلام .
من نبع الماء من بين الحجر ، فإن معجزة النبي أعلى وأكمل وأتم ، فإن نبع الماء من بين الأصابع أعجب من
نبعه من الحجر .

435- (1400) يشربون من بئر لا ماء فيها
قال البراء بن عازب – رضي الله عنه - : كنا يوم الحديبية أربع عشر مائــة ( 1400) ، والحديبية بئر فنزحناها حتى
لم نترك فيها قطرة ، فجلس رسول الله على شفير البئر ، فدعا بماء فمضمض ومج في البئر فمكثنا غير بعيد
ثم استقينا حتى روينا وروت أو صدرت ركابنا. صحيح : اخرجه البخاري .

436- دلو الماء ينقلب نهراً يجري
عن البراء بن عازب – رضي الله عنه – قال : كنا مع رسول الله في سفر ، فأتينا على ركَيّ ذّمة ، يعني قليلة
الماء ، قال : فنزل فيها ستة أناس أنا سادسهم ماحة ، فأدليت دلواًَ قال : ورسول الله على شفتي الرّكي ،
فجعلنا فيها نصفها أو قرب ثلثيها ، فرفعت إلى رسول الله. قال البراء :
فكدت بإنائي هل أجد شيئاً أجعله في حلقي ؟ فما وجدت فرفعت الدلو إلى رسول الله فغمس يده فيها .
فقال ما شاء الله أن يقول وأعيدت لنا الدلو بما فيها . قال : فلقد رأيت أحدنا أخرج بثوب خشية الغرق قال :
ثم ساحت ، يعني جرت نهراً .
قال ابن كثير في البداية ( 6/103،104) تفرد به أحمد وإسناده جيد قوي.

437- بصق في عين الحديبية وهي فارغة ففارت عيوناً
عن ناجية بن جندب أو جندب بن ناجية قال : لما كنا بالغميم لقي رسول الله خبر من قريش أنها بعثت ..
خالد بن الوليد في جريدة خيل تتلقى رسول الله فكره رسول ا لله أن يلقاه وكان بهم رحيماً ، فقال :
هل من رجل يعدل بنا عن الطريق ؟ قلت : أنا بأبي أنت وأمي ! فأخذ بهم في طريق قد كان مهجوراً ذا فدافد
وعقاب ، فاستوت بنا الأرض حتى أنزله على الحديبية ، وهي نزح فألقى فيها سهماً أو سهمين من كنانته ثم
بصق فيها ثم دعا ، ففارت عيوناً حتى أني لأقول أو نقول : لو شئنا لاغترفنا بأيدينا ، قال :
فو الله ما زال يجيش لهم بالري ، حتى صدروا عنه . أخرجه ابونعيم في الدلائل ( ص 350)

438- البئر المالحة تصير عذبة
عن همام بن نفيد السعدي – رضي الله عنه – قال : قدمت على رسول الله، فقلت :
يا رسول الله ، حفر لنا بئر فخرجت مالحة ، فدفع إلي إداوة فيها ماء فقــال : (( صّبه فيها )) فصببته فعذبت ،
فهي أعذب ماء باليمن .

439- البركة في الماء بإلقاء حصيات فيه عركها النبي بيديه
عن زياد بن الحارث الصدائي – رضي الله عنه – قال : كنت مع رسول الله في بعض أسفاره ، فقال :
(( أمعك ماء ؟ )) قلت : نعم ، قليل لا يكفيك ، قال : (( صبه في إناء ثم ائتني به )) فأتيته فوضع كفه فيه ،
فرأيت بين كل أصبعين من اصابعه عيناً تفور ، فقال :
(( لولا أني أستحي من ربي لسقينا واستقينا ، ناد في أصحابي : من كان يريد الماء فليغترف ما أحب ))
قال زياد : وأتى وفد قومي بإسلامهم وطاعتهم ، فقال رجل من الوفد : يارسول الله : إن لنا بئراً إذا كان الشتاء
وسعنا ماؤها فاجتمعنا عليه ، وإذا كان الصيف قل ماؤها ، فتفرقنا على مياه حولنا ، وإنا لا نستطيع اليوم
التفرق ، كل من حولنا عدو لنا ، فادع الله أن يسعنا ماؤها .
فدعا رسول الله بسبع حصيات ، ففرقهن في يده ، ودعا ثم قال : (( إذا أتيتموها فألقوها واحدة واحدة ، واذكر
اسم الله عليها
)) فما استطاعوا أن ينظروا إلى قعرها بعدها .. كأن قعرها لا نهاية له ، وسبحان الملك القدير .
أخرجه أبو داود كتاب الصلاة باب في الرجل يؤذن ويقيم آخر ، وسنن الترمذي كتاب الصلاة باب من جاء أن من
أذن فهم يقيم رقم (199) وأحمد (4/169) ، والبيهقي في دلائل النبوة باب ذكر البيان أن خروج الماء من بين
أصابع رسول الله كان غير مرة (4/127،125) وانظر البداية والنهاية (6/101) .

440- وضع يده في مزادتي الماء ففاض وشرب منه أربعون
عن عمران بن حصين قال : كنت مع نبي الله في مسير له فأدلجنا ( أي سرنا آخر الليل ) ليلتنا حتى إذا كان
في وجه الصبح عرسنا فغلبتنا أعيننا حتى بزغت الشمس قال : فكان أول من استيقظ ثم استيقظ عمر .
فقام عند نبي الله فجعل يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ رسول الله ، فلما رفع رأسه ورأى الشمس قد
بزغت قال : (( ارتحلوا )) فسار بنا حتى إذا ابيضت الشمس نزل فصلى بنا الغداة ، فاعتزل رجل من القوم لم
يصل معنا فلما انصرف قال له رسول الله : (( يا فلان ما منعك أن تصلي معنا )) .
قال : يا نبي الله أصابتني جنابة فأمره رسول الله فتيمم بالصعيد فصلى ثم عجلني في ركب بين يديه نطلب
الماء وقد عطشنا عطشاً شديداً فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة ( أي المدنية المرسلة ) رجليها بين
مزادتين (أي أكبر من القربة ) فقلنا لها : أين الماء ؟ قالت : أيهاه أيهاه ( أي هيهات هيهات ) لا ماء لكم .
قلنا : فكم بين أهلك وبين الماء ، قالت : مسيرة يوم وليلة . قلنا. انطلقي إلى رسول الله .
قالت : وما رسول الله ؟ فلم نملكها من أمرها شيئاً حتى انطلقنا بها فاستقبلنا بها رسول الله .
فسألها فأخبرته مثل الذي أخبرتنا وأخبرته أنها مؤتمة ( أي ذات أيتام ) لها صبيان أيتام فأمر براويتها فأنيخت
فمج في العزلاوين العلياوين ثم بعث براويتها فشربنا ونحن أربعون رجلاً عطاشاً حتى روينا وملأنا كل قربة
معنا وإداوة وغسلنا صاحبنا غير أنا لم نسق بعيرنا وهي تكاد تنضرج ( أي تنشق ) من الماء – يعني المزادتين ،
ثم قال : هاتوا ما كان عندكم ، فجمعنا لها من كسر وتمر وصر لها صرة فقال لها : اذهبي فأطعمي هذا عيالك
واعلمي أنا لم نرزأ من مائك فلما أتت أهلها قالت : لقد لقيت أسحر البشر أو إنه نبي كما زعم كان أمره ذيت
وذيت فهدى الله ذاك الصّرم ( أي أبيات مجتمعة ) بتلك المرأة فأسلمت وأسلمــوا .
أخرجه مسلم كتاب المساجد باب قضاء الفائته واستحباب تعجيله .

441- بئر قباء الفارغة تمتلئ
عن يحيى بن سعيد أن أنس بن مالك أتاهم بقباء فسألهم عن بئر هناك ، قال : فدلـلته عليها فقال : لقد كانت
هذه ، وإن الرجل لينضح على حماره فينزح فنستخرجها له ، فجاء رسول الله وأمر بذنوب ( أي الدلو) فسقى
فإما أن يكون توضأ منه أو تفل فيه ثم أمر به فأعيد في البئر ، قال : فما نزحت بعد ، قال : فما برحته فرأيته بال ،
ثم جاءه فتوضأ ومسح على خفيه ، ثم صلى . أخرجه البيهقي في الدلائل (ج6/ص136) .

442- العيون تنبع من بين أصابع الرسول
عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – قال : اشتكى أصحاب رسول الله إليه العطش ، قال : فدعا بعس
( أي حق اللبن ) فصب فيه شيء من الماء ووضع رسول الله فيه يده وقال : استقوا ، فاستقى الناس ،
قال : فكنت أرى العيون تنبع من بين أصابع رسول الله .
أخرجه البيهقي في الدلائل (6/311) وذكر له شاهداً مُرسلاًَ ونقله السيوطي في الخصائص الكبرى (2/103) .

443- يفور بين كل أصبعين عين ، عين البئر تفيض ماء ولا يدرك قعرها
قدم على رسول الله وفد صداء ، وذلك أنه لما انصرف من الجعرانة بعث بعوثاً ، وهيأ بعثاً ، استعمل عليه قيس
بن سعد بن عبادة ، وعقد له لواء أبيض . ودفع إليه راية سوداء ،وعسكر بناحية قناة في أربعمائة من المسلمين .
وأمره أن يطأ ناحية من اليمن كان فيها صداء .
فقدم على رسول الله رجل منهم ، وعلم بالجيش ، فأتى رسول الله فقال : يا رسول الله ! جئتك وافداً على من
ورائي فاردد الجيش ، وأنا لك بقومي ، فرد رسول الله قيس بن سعد من صدر قناة ، وخرج الصدائي إلى قومه
فقدم على رسول الله خمسة عشر رجلاً منهم .
فقال سعد بن عبادة : يارسول الله ! ادعهم ينزلوا عليّ ، فنزلوا عليه ، فحياهم وأكرمهم وكساهم ، ثم راح بهم
إلى رسول الله ، فبايعوه على الإسلام ، فقالوا : نحن لك على من وراءنا من قومنا ، فرجعوا إلى قومهم ،
ففشنا فيهم الإسلام ، فوافى رسول الله منهم مائة رجل في حجة الوداع . ذكر هذا الواقدي عن بعض بني
المصطلق .
وذكر من حديث الحارث بن زياد الصدائي ، أنه الذي قدم على رسول الله فقال له :
اردد الجيش وأنا لك بقومي ، فردهم ، قال : قدم وفد قومي عليه ، فقالي لـي : يا أخا صداء ، إنك لمطاع
في قومك ؟ قال : قلت : بل يا رسول الله من الله عز وجل ومن رسوله ، وكان زياد هذا مع رسول الله في بعض
أسفاره ، قال : فاعتشى رسول الله أي سار ليلاً ، واعتشينا معه ، وكنت رجلاً قويّاً ، قال :
فجعل أصحابة يتفرقون عنه ، ولزمت غرزه ، فلما كان في السحر ، قال : (( ادن يا أخا صداء ))
فأذنت على راحلتي ، ثم سرنا حتى ذهبنا ، فنزل لحاجته ، ثم رجع .
فقال : (( يا أخا صداء هل معك ماء ؟ )) قلت : معي شيء في إداوتي ، فقال : (( هاته )) فجئت به ، فقال :
(( صب )) ، فصببت ما في الإداوة في القعب ، فجعل أصحابه يتلاحقون ، ثم وضع كفه على الإناء ، فرأيت
بين كل أصبعين من أصابعه عيناً تفور ثم قال :
(( يا أخا صداء لولا أني أستحي من ربي عز وجل لسقينا واستقينا )) ، ثم توضأ ، وقال :
(( أذن في أصحابي ، من كان له حاجة بالوضوء فليرد )) قال : فوردوا من آخرهم ، ثم جاء بلال يقيم فقال :
(( إن أخا صداء أذن ، ومن أذن فهو يقيم )) ، فأقمت ثم تقدم رسول الله فصلى بنا وكنت سألته قبل أن
يؤمرني على قومي ، ويكتب لي بذلك كتاباً ، ففعل ، فلما فرغ من صلاته قام رجل يشتكي من عامله .
فقال : يا رسول الله إنه أخذنا بدخول كانت بيننا وبينه في الجاهلية ، فقال رسول الله:
(( لا خير في الإمارة لرجل مسلم )) ثم قام آخر ، فقال : يا رسول الله ! أعطني من الصدقة ، فقال رسول الله :
(( إن الله لم يكل فسمتها إلى ملك مقرب ولا نبي مرسل حتى جزأها ثمانية أجزاء ، فإن كنت جزءاً منها
أعطيتك ، وإن كنت غنياً عنها ، فإنما هي صداع في الرأس ، وداء في البطن
)) .
فقلت في نفسي : هاتان خصلتان حين سألت الإمارة ، وأنا رجل مسلم وسألته من الصدقة وأنا غني عنها ،
فقلت : يا رسول الله هذان كتاباك فاقبلهما ، فقال رسول الله: (( ولم ؟ )) فقلت : إني سمعتك تقول :
(( لا خير في الإمارة لرجل مسلم )) وأنا مسلم وسمعتك تقول (( من سأل من الصدقة )) وهو غني ، فقال
رسول الله: (( أما إن الذي قلت كما قلت )) فقبلهما رسول الله ثم قال لي :
دلني على رجل من قومك أستعمله ، فدللته على رجل منهم ، فاستعمله .
قلت : يا رسول الله ! إن لنا بئراً إذا كان الشتاء ، كفانا ماؤها ، وإذا كان الصيف ، قل علينا فتفرقنا على المياه ،
والإسلام اليوم فينا قليل ، ونحن نخاف فادع الله – عز وجل – في بئرنا فقال رسول الله :
(( ناولني سبع حصيات )) فناولته فعركهن بيده ثم دفعهن إليّ ، وقال :
(( إذا انتهيت إليها ، فألق فيها حصاة حصاة ، وسم الله )) قال : ففعلت فما أدركنا لها قعراً حتى الساعة .

444- الماء نبع من بين الأصابع وتوضأ منه ثلاثمائة
عن أنس أن نبي الله وأصحابه بالزوراء قال : (( والزوراء بالمدينة عند السوق والمسجد فيها ثمة ، دعا بقدح
فيه ماء فوضع كفه فيه فجعل ينبع من بين أصابعه فتوضأ جميع أصحابه ، قال : قلت : كم كانوا يا أبا حمزة ؟
قال : كانوا زُهاء ثلاثمائة
)) . أخرجه مسلم في كتاب الفضائل باب معجزات النبي.

445- شرب العسكر أجمعون وتوضئوا من إناء ماء
عن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال : أصبح رسول اللهذات يوم وليس في العسكر ماء ، فأتاه رجل ،
فقال : يا رسول الله ، ليس في العسكر مــاء ، قال : (( هل عندك شيء ؟ )) قال : نعم ، قال : (( فأتني )) ،
قال : فأتاه بإناء فيه شيء من ماء قليل ، قال : فجعل رسول الله أصابعه في فم الإناء وفتح أصابعه ، قال :
فانفجرت من بين أصابعه عيون وأمر بلالاً ، فقال : ناد في الناس الوضوء المبارك .
أخرجه أحمد والطبراني وانظر البداية (6/100) .

446- يشرب في إناء واحد بعد أن كان يشرب في سبعة
عن أبي هريرة أن رسول الله ضافه ضيف كافر ، فأمر له بشاة فُحلبت فشرب حلابها ، ثم أخرى فشرب حلابها ،
ثم أخرى فشرب حلابها حتى شرب حلاب سبع شياه ، ثم إنه أصبح فأسلم ، فأتى رسول الله، فأمر له بشاة
فُحلبت فشرب حلابها . ثم أمر له بأخرى فلم يستتمها ، فقال رسول الله:
(( إن المسلم يشرب في معيّ واحد ، والكافر يشرب في سبعة أمعاء )) ...الحديث صحيح : أخرجه مسلم .

448- ظهور الماء المنهمر من عين تبوك قليلة الماء
449- عمران منطقة تبوك بالجنان والعمران
450- معرفة كذب الكذاب


عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال : خرجنا مع رسول الله عام غزوة تبوك فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر
والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً حتى إذا كان يوماً أخر الصلاة ، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً
ثم دخل ، ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا ً ثم قال :
(( إنكم ســتأتون غداً إن شاء الله عين تبوك ، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار فمن جاءها منكم فلا يمس
من مائها شيئاً حتى آتي
)) ، فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء .
قال : فسألهما رسول الله هل مسستما من مائها ؟ قالا : نعم ، فسبهما النبي ، وقال لهما ما شاء الله
أن يقول ، قال : ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع في شيء . قال :
وغسل رسول الله فيه يديه ووجهه . ثم أعاده فيها فجرت العين بماء منهمر أو قال : غزير . .
حتى استقى الناس ثم قال : (( يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا حتى ملئ جناناً )) .
أخرجه مسلم كتاب الفضائل باب معجزات النبي .

وهذه من معجزات الرسول فقد سكنت هذه المنطقة وامتلأت بالمساكن والعمران والبساتين من عهد
الصديق – رضي الله عنه – وفيه معجزة أخرى وهي كثرة الماء وفيه معجزة ثالثة وهي معرفة كذب الرجلين.









عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


الساعة الآن 07:55 PM.