أواه
يا قلباً يعتصر ألماً من الفقد
أواه
يا روحاً تكتنز هماً من الوجد

أواااه .. يا أم فهد

يا أماً ..
بأنفاس مسيّجة
مأسورة في قفصها
بعواطف متهيجة
ونحول جسد
من كمد
كأن لم يبق منها إلا نصفها
من أنينها
من حنينها
لـ جنينها
لـ فقيداً رحل
وقطّع رحيله نياط الفؤاد
وأطفأ شمعة الأمل
وغيّب عنها الرقاد
واستحالت بعده الدار معتمة
والطرقات مملة بدونه
والمساكن فارغة
كئيبة
مظلمة

أواه
يا طرفاً لها لا يهجع
وتكويه العبرات
أواه
يا قلباً لها يتوجع
يصطلي بنار الذكريات
ويكتوي بلهيب الآهات
وحرقة الزفرات

أواه يا أماً ..
تبحث عنه في الزوايا
علها تجد أجمل أهل المدينة
وتنظر إلى إنعكاس المرايا
بأحزانها الدفينة
تبتعد عنها
وتعود إليها
وتقترب
تتعمق فيها
تتحسسها
بارتعاشة أناملها
وغصة في حلقها
وترتعب
من جرح البقايا
من ذبول تلك الياسمينة

تتراجع
تجر خطاها الثقيلة
تتجرع المرارة
في أعماق روح عليلة
وتهرب منها
وتنتحب
من هشيم في الحنايا
من ملامحها الحزينة

تشيح بوجه
غشاه الشحوب
واكتسى بالاصفرار
كورقة خريف
تكفكف دموع الحرقة
ووهم الانتظار
وإحساس مخيف
تلملم شتاتها
وتعود لثباتها
راضية بالمكتوب

تستغفر ربها
وتواسي قلبها
تصبر .. وتحتسب
وترفع هامتها
وكفيها النحيلتين
يلهج لسانها
تدعو لمهجتها
لنور أشع في المقلتين
ترجو الإله
أن تلقاه
في أطيب سكنى
في فردوسه الأعلى
في جمع لا يفترق
بمشيئة رب العالمين