.
.


مـــشهــد يـتـكـــرر في مخيـــلتي دائماً ..


لم أنساهـ .. ولــن أنــساهـ ..





اجلـــس عــلى الكرــسي .. بيــدي حلوى أتلذذ بــها ... احــركـ رجلاي الى الامام ثم الخلف واضحكـ ..


امامي باب مفتوح .. غرفه بداخلها امي ممددهـ على فراش ابيض ..


اوجه مصفرهـ وخائفه .. أعين بها بريق الدموع .. هاهم خالاتي وجدتي حولها .. وابي بالخارج متوتر ..


~ أمجاد ~


صوت خالتي يناديني ..


قفزت من الكرسي وذهبت لها مسرعه .. امسكت بيدها ورفعت رأسي لها وفي فمي الحلوى : نعم


خالتي: تعالي لتقبلي رأس امك فهي مريضه


لم احسس بأي شعور حينها .. ولم اميز مايحدث حولي .. يال جمال الطفوله وبراءتها ..

دخلت مسرعه وارتميت عليها وقبلتها .. ولم اكن اعلم انها قبلتي الاخيرهـ ..




أمـــي..


اشتقت اليك كثيراً ..


اشتقت اليك وانا لم أراك منذ ان كبرت .. ولا حتى اتذكرك عندما كنت صغيرهـ سوى في ذلك الموقف..

هل تعلمين ياامي كم من دموعٍ ذرفتها بسبب فراقكـ الذي لم اعد احتمله ..

لم اعتد على وجودكـ .. ولم اتحمل غيابك .. فكيف يكون ذلك الشعور الغريب ؟!

انا لا اعرف أي شيْ عنك سوى انك امي التي احبها رغماً عني .. وسئمت الحياه بدونها ...
ليتني استطيع ان ارتمي بين احضانكـ لدقيقه فقط .. او حتى لنصف دقيقه ..


كي اعيش ذلك الشعور الذي اسمع به دائماً..


ولكن كيف ...؟!


كيف لي ان اراك وانتِ ابعد عني من نجوم السماء واكثر ..




مشتاقه اليكِ ياامي ..


مشتاقه اليكِ ..


مشتاقه اليكِ بكل حواسي ..


عندما سألت عنك في صغري ...


قالوا لي نامت ..


ولم يقولوا لي ماتت ..


وكانت تساؤولاتي تزداد .. لماذا هي تنام كل ذلك الوقت الطويل ..؟!


فلم اجد لتساؤلاتي سوى دموع تذرف بصمتٍ والم ..


كبرت .. وفهمت كل شيء ..


كبرت وزاد احتياجي لكٍ ..


كبرت واصبحت اناديكٍ في كل وهله ..


كبرت وانا مؤمنه بالله بأنك ميته .. وفي نفس الوقت ادعو الله ان اراكِ..


امي .. اعلم ان رسالتي لك لن تصلك ..


ولكن سأكتبها

فأحاسيسي ومشاعري لم اعد قادره على كتمانها ..

امي اتعلمين ماذا حصل بالأمس ... ؟!


لقد بكت جدتي عليكِ بحرقه .. رأيتها تمسك بصورتكِ فتقبلها وتبكي ..


غرقت عيناي بدموعي .. فرفعت رأسي للأعلى حتى لا تسقط تلك الدمعه الساخنه على خدي فيزداد بكائها ..


تصنعت القوه .. وتمثلت بالصبر .. واقتربت منها

فمسحت دموعها وقبلت رأسها ورجوتها ان لا تبكي .. وانا اقول بداخلي : ارجوك كفى ياجدتي .. لا احب ان اريكِ دمعتي ..


4 سنوات .... 5 سنوات ... سته ..... سبعه ..... 20 سنه


وانت بعيدهـ ولم اتأقلم بعد ..
انني احتاج اليك اكثر من أي شيْ في حياتي ..


اشعر بالحزن عندماارى اماً تحــن على ابنائها .. تخاف عليهم .. وتتعب من اجلهم ..

وانا فاقده هذا الشيء.. ولكنني لا اظهر هذا الشعور امام اياً كان ..




~ ربي اغفر لي مااكتب ~




لم اعد احتمل ان اسمع من حولي يقولوا بأني اشبهها كثيراً ..


فأنا لا اريد ان اشبهها بل اريدها .. لا اريدها في المنام بل في الحقيقه ..فقط لثواني ..ثواني معدودهـ ..
ذات مره دعوت الله ان اراكِ في منامي .. فنمت وحلمت بك بالفعل .. ولكن كيف كان ذلك الحلم ..؟!


حلمت بأنك حيه ولكنك متِ بلمح البصر ..

فأصبحت اصرخ بجنون وابكي واقول : لم اتحدث معكِ بعد فلماذا متِ بسرعه ؟!


آآآآهـ ياامي ...


لو انكـ مازلتي تعيشين لأختلفت امور كثيره في حياتي ..


اتعلمين ياامي انني ضعت كثيراً في غيابك


و تألمت كثيراً لفراقك ولازلت اتألم


و سئمت حياتي بدونك .. سئمتها .. نعم سئمت حياتي بلا ام ..
هل تعلمين ماذا فعلت قبل ايام .. ؟!


في صلاتي وفي سجودي دعوت الله ان يأخذني اليك .. دعوته ان اموت لعلي اللقاك..


اعلم ان ساعتي لم تحن بعد .. ولكن دعوته ان جائت تلك اللحظه ..

ان يجمعني معك في اعلى جناته وتكون اول من اللقاه بعدهـ ..


امي .. لا تخافي فأنا دائماً أدعو لك ..

عند كل اشراقه شمس .. وفي كل وضوء .. وفي كل سجود .. وفي كل لحظه اضع بها رأسي على وسادتي كي انام ...

امي .. سأحاول ان لا ابكي عندما اتذكرك .. اعدك ..ان لا ابكي ..

سأبتسم فقط .. وأدعو لك .. امي انا احبك كثيرا انتظريني .. سيجمعني الله بك قريباً بإذنه .. وفي جناته برحمته ..

دمتم بـ ود