قديم 22-06-2006, 06:18 AM
المشاركة 2
الوسيط
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
مسلم أخر يرفع يده "بروفيسور, هل يمكنني أن أتحدث للفصل؟".

البروفيسور يستدير و يبتسم.

البروفيسور: "أهـ .. مسلم آخر في الطليعة! هيا .. هيا أيها الشاب ، تحدث ببعض الحكمة المناسبة إلى هذا الاجتماع".

يلقي المسلم نظرة حول الغرفة "لقد أثرت بعض النقاط الممتعة يا سيدي .. و الآن لدي سؤال لك".

الطالب المسلم : "هل هناك شيء كالحرارة؟".

"نعم" البروفيسور يجيب : "هناك حرارة".

الطالب المسلم: "هل هناك شيء كالبرودة؟".

البروفيسور : "نعم ، يا بني يوجد برودة أيضاً".

الطالب المسلم : "لا يا سيدي لا يوجد".

ابتسامة البروفيسور تجمدت .. فجأة الغرفة أصبحت باردة جدا

المسلم الثاني يكمل : "يمكنك الحصول على الكثير من الحرارة وحتى حرارة أكثر، حرارة عظيمة ، حرارة ضخمة ، حرارة درجة الانصهار ، حرارة بسيطة أو لا حرارة و لكن ليس لدينا شيء يدعى (البرودة ) يمكن أن نصل حتى 458 درجة تحت الصفر ، و هي ليست ساخنة ، لكننا لن نستطيع تخطي ذلك ... لا يوجد شيء كالبرودة ، و إلا لتمكنا من أن نصل لأبرد من 458 تحت الصفر، يا سيدي ، البرودة هي فقط كلمة نستعملها لوصف حالة غياب الحرارة ، نحن لا نستطيع قياس البرودة ... أما الحرارة يمكننا قياسها بالوحدات الحرارية لأن الحرارة هي الطاقة ... البرودة ليست عكس الحرارة يا سيدي ، إن البرودة هي فقط حالة غياب الحرارة".

سكوت ... دبوس يسقط في مكان ما من الفصل ..

الطالب المسلم : "هل يوجد شيء كالظلام ، يا بروفيسور؟".

البروفيسور: "نعم...".

الطالب المسلم : "أنت مخطئ مرة أخرى، يا سيدي .. الظلام ليس شيئا محسوساً ، إنها حالة غياب شيء آخر يمكنك الحصول على ضوء منخفض ، ضوء عادي ، الضوء المضيء ، بريق الضوء ولكن إذا لا يوجد لديك ضوء مستمر فإنه لا يوجد لديك شيء وهذا يدعى الظلام ، أليس كذلك؟ هذا هو المعنى الذي نستعمله لتعريف الكلمة ... في الواقع .. الظلام غير ذلك .. و لو أنه صحيح لكان بإمكانك أن تجعل الظلام مظلما أكثر و أن تعطيني برطمان منه ... هل تستطيع أن تعطيني برطمان من ظلام مظلم يا بروفيسور؟"

مستحقراً نفسه .. البروفيسور يبتسم للوقاحة الشابة أمامه : هذا بالفعل سيكون فصلا دراسيا جيداً !!

البروفيسور : "هل تمانع إخبارنا ما هي نقطتك .. يا فتى؟".

الطالب المسلم : "نعم يا بروفيسور. نقطتي هي : إن افتراضك الفلسفي فاسد كبدايةً ولذلك يجب أن يكون استنتاجك خاطئ".

تسمّم البروفيسور وقال : "فاسد...؟ كيف تتجرأ...!".

الطالب المسلم : "سيدي, هل لي أن أشرح ماذا أقصد؟".

الفصل كله أذان صاغية.

البروفيسور : "تشرح... أهـ, أشرح" البروفيسور يبذل مجهودا جديرا بالإعجاب لكي يستمر تحكمه (طبعا لو أن المدرس عربيا لطرده من القاعة وربما من الجامعة).

فجأة بتلطفه هو .. يلوّح بيده للإسكات الفصل كي يستمر الطالب.

الطالب المسلم : "أنت تعمل على افتراض المنطقية الثنائية".

المسلم يشرح : "ذلك على سبيل المثال أن هناك حياة و من ثم هناك ممات؛ إله خيّر وإله سيئ ... أنت ترى أن مفهوم الله شيء ما محدود و محسوس .. شيء يمكننا قياسه .. سيدي .. العلم لا يمكنه حتى شرح فكرة ، إنه يستعمل الكهرباء و المغناطيسية ولكنها لم تُـر أبداً ، ناهيك عن فهمهم التام لها لرؤية الموت كحالة معاكسة للحياة هو جهل بحقيقة أن الموت لا يمكن أن يتواجد كشيء محسوس .. الموت ليس العكس من الحياة ، هو غيابه فحسب".

الفتى يرفع عاليا صحيفة أخذها من طاولة جاره الذي كان يقرأها ..

الطالب المسلم : "هذه أحد أكثر صحف الفضائح تقززا التي تستضيفها هذه البلاد يا بروفيسور .. هل هناك شيء كالفسق والفجور؟".

البروفيسور: "بالطبع يوجد, أنظر..." قاطعه الطالب المسلم ..

الطالب المسلم : "خطأ مرة أخرى ، يا سيدي .. الفسق و الفجور هو غياب للمبادئ الأخلاقية فحسب .. هل هناك شيء كالظُـلّم؟ لا. الظلّم هو غياب العدل .. هل هناك شيء كالشرّ؟".

الطالب المسلم يتوقف لبرهة "أليس الشرّ هو غياب الخير؟".

اكتسى وجه البروفيسور باللون الأحمر .. هو الآن غاضب جداً وغير قادر على التحدث .

الطالب المسلم يستمر "إذاً يوجد شرور في العالم ، يا بروفيسور ، وجميعنا متفقون على أنه يوجد شرور ، ثم أن الله إذا كان موجوداً فهو أنجز عملا من خلال توكيله للشرور .. ما هو العمل الذي أنجزه الله؟

القرآن يخبرنا أنه ليرى إذا ما كان كل فرد منا وبكامل حريتنا الشخصية سوف نختار الخير أم الشرّ".

اُلّجم البروفيسور و قال : "كعالم فلسفي ، لا أتصور هذه المسألة لها دخل في اختياري ؛ كواقعي .. أنا بالتأكيد لا أتعرف على مفهوم الله أو أي عامل لاهوتي آخر ككونه جزء من هذه المعادلة العالمية لأن الله غير مرئي و لا يمكن مشاهدته".

الطالب المسلم : "كان يمكن أن أفكر أن غياب قانون الله الأخلاقي في هذا العالم هو ربما أحد أكثر الظواهر ملاحظة".

الطالب المسلم : "الجرائد تجمع بلايين الدولارات من روايتها أسبوعيا!

أخبرني يا بروفيسور .. هل تدرسّ تلاميذك أنهم تطوروا من قرد؟".

البروفيسور : "إذا كنت تقصد العملية الارتقائية الطبيعية يا فتى ، فنعم أنا أدرس ذلك".

الطالب المسلم :"هل سبق و أن رأيت هذا التطوّر بعينك الخاصة يا سيدي؟".

يعمل البروفيسور صوت رشف بأسنانه و يحدق بتلميذه تحديقا صامتا متحجراً.

الطالب المسلم :"بورفيسور ، بما أنه لم يسبق لأحد أن رأى عملية التطوّر هذه فعلياً من قبل و لا يمكن حتى إثبات أن هذه العملية تتم بشكل مستمر ، ألست تدرسّ آرائك يا سيدي؟ إذا فأنت لست بعالم و إنما قسيساً؟".

البروفيسور : "سوف أتغاضى عن وقاحتك في ضوء مناقشتنا الفلسفية .. الآن .. هل انتهيت؟" البروفيسور يصدر فحيحاً ..

الطالب المسلم : "إذا أنت لا تقبل قانون الله الأخلاقي لعمل ما هو صحيح و في محله؟".

البروفيسور : "أنا أؤمن بالموجود - و هذا هو العلم!".

الطالب المسلم : "أها! العلم!" وجه الطالب ينقسم بابتسامة.

الطالب المسلم : "سيدي ، ذكرت بشكل صحيح أن العلم هو دراسة الظواهر المرئية ، والعلم أيضاً فرضيات فاسدة".

البروفيسور :"العلم فاسد...؟" البروفيسور متضجراً.

الفصل بدأ يصدر ضجيجاً .. توقف التلميذ المسلم إلى أن هدأ الضجيج.

الطالب المسلم: "لتكملة النقطة التي كنت أشرحها لباقي التلاميذ، هل يمكن لي أن أعطي مثالا لما أعنيه؟".

البروفيسور بقي صامتا بحكمة .. المسلم يلقي نظرة حول الفصل ..

الطالب المسلم : "هل يوجد أحد من الموجدين بالفصل سبق له وأن رأى عقل البروفيسور؟".

اندلعت الضحكات بالفصل ..

التلميذ المسلم أشار إلى أستاذه العجوز المتهاوي ..

الطالب المسلم : "هل يوجد أحد هنا سبق له و أن سمع عقل البروفيسور .. أحس بعقل البروفيسور .. لمس أو شمّ عقل البروفيسور؟".

يبدو أنه لا يوجد أحد قد فعل ذلك .. يهز التلميذ المسلم رأسه بحزن نافياً.

الطالب المسلم : "يبدو أنه لا يوجد أحد هنا سبق له أن أحسّ بعقل البروفيسور إحساساً من أي نوع ؟!؟ حسناً .. طبقاً لقانون التجريب .. الاختبار و بروتوكول علم ما يمكن إثباته ، فإنني أعلن أن هذا البروفيسور لا عقل له"

الفصل تعمّه الفوضى.

التلميذ المسلم يجلس ... انهار البروفيسور مهزوما ولم يتفوه بكلمة !!

قديم 22-06-2006, 11:55 AM
المشاركة 3

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
والله ياخوي الوسيط لقد استمتعت كثيراً بهذا الحوار الرائع
وأعجبتني ردود الطالب المسلم بصفة الواثق بدينه وبكل جرأة
أسكته بجزالة عباراته وقوة معانيها..
تحية لك على روعة ما سطّرت

قديم 22-06-2006, 07:11 PM
المشاركة 4

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
الوسيط

يعطيك العافية اخوي على هالموضوع

وقد تتفاوت العقول بين شخصٍ وآخر

والحمدلله الذي جعل في هذه القاعة من يتغلب

على الفلفسة العلمية

وقد أُعجبت بهذه الجملة : ( طبعا لو أن المدرس عربيا لطرده من القاعة وربما من الجامعة).

^^^^^

للأسف عندنا نحن في الجامعات بعض الدكاترة

لو رفعت إصبعك للسؤال لطردك من القاعة .

ويثبت الموضوع للإستفادة من هذه القصة الرائعة



تحياتي





قديم 23-06-2006, 01:53 AM
المشاركة 5
الوسيط
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
والله ياخوي الوسيط لقد استمتعت كثيراً بهذا الحوار الرائع
وأعجبتني ردود الطالب المسلم بصفة الواثق بدينه وبكل جرأة
أسكته بجزالة عباراته وقوة معانيها..
تحية لك على روعة ما سطّرت
حياك الله أيتها الفاضلة كل الحزن

وأسأل الله أن يجعلك من السعداء في الدارين وأن يجعل أيامك كلها فرح وسرور

نعم أختي الفاضلة الحق يعلو ولا يعلى عليه وذلك لأنه من عند الله ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حميد )

أشكر لك كريم مرورك ومشاركتك إخيك في هذا المتصفح ودمت في حفظ الله ..

قديم 23-06-2006, 01:59 AM
المشاركة 6
الوسيط
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
الوسيط

يعطيك العافية اخوي على هالموضوع

وقد تتفاوت العقول بين شخصٍ وآخر

والحمدلله الذي جعل في هذه القاعة من يتغلب

على الفلفسة العلمية

وقد أُعجبت بهذه الجملة : ( طبعا لو أن المدرس عربيا لطرده من القاعة وربما من الجامعة).

^^^^^

للأسف عندنا نحن في الجامعات بعض الدكاترة

لو رفعت إصبعك للسؤال لطردك من القاعة .

ويثبت الموضوع للإستفادة من هذه القصة الرائعة



تحياتي
عافاك الله أيها الأخ الفاضل الزير عبيد

وثبتك على طاعته

نعم أخي الكريم نحن العرب عندنا نوع من الإقصائية وعدم السماع للآخر أو حتى السماح له بإبداء الرأي فضلا عن المشاركة في إتخاذ القرار ....

سيكون لي وقفة بإذن الله تعالى مع موضوع الإقصائية ...

ولكني أود أن أشكرك أخي الفاضل على هذا التشيج الذي وجدته من المشاركة الأولى سواء منك ا, من الأخت كل الحزن بارك الله فيكم جميعا وجعلنا وإياكم ممن يسير على طاعته ويتقلب في مرضاته ...




الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


الساعة الآن 12:57 AM.