أنت السببْ !!
إذا هوى عرشك..!
وصار عرشك حـُطام .
أنت السببْ !!
إذا هوى مُـلكك..
ولم يقوم لهُ قوام.
أنت السببْ !!
إذا سرق جائعْ طعامْ..
أو ارتكب عازبْ حرامْ.
أو ثمل سكران
منْ تلك النبيذ ِ!
وظلَّ ليحتسيها على المُدامْ .
أنت السببْ !!
لو حدث للناس ِ في ....
أرواحهم بعض انفصام.
أنت السببْ!!
في كل ما يحدثْ..
على مرّ الدوامْ..
أنت السببْ!!
إنْ جنّ عقل ٌ في الوجود ِ
من أثر التسلط لنظامْ!
أنت السببْ !!
لو مات طفل المهد..
من أثر المجاعة ِ والفـِطـّامْ
أنت السببْ!!
إذا قاضي المحاكم ارتشى..!
وبحُكمةِ سحقّ المفاصلَ والعظامْ
أنت وراء كل منْ!
سكن الطريق فطال مكوثه ُ بين النيام..
أنت وراء كل من ْ
ينوي اقتراف الموبقات ِ!!!
ولم يفرقَ ما بين الحلال أوالحرامْ.
أنتَ وراء كلِّ مشرد ٍ!!
قطن الطريق فطال مكوثه ُ بين النيام.
أنت وراء كل تفاقم الأوضاع..
والسوء المريبُ بكلَّ عامْ..
أنت من أفشى البطالة بيننا
أنت من زرع المخَـافة عندنا
وقضى على معنى السلام.
أنت وراء كل مُصيبة عـَضُلتْ
ومذلَّ أعناق الكرامْ.!
أنت المؤجج للغضب في صفنا
فلترتقبْ يوم الختامْ .
أنت لا أحداً سواك َ
أجبرنا المكوث على الظلامْ.!
أنت من أخذ السياط
ودار خلف ظهورنا
وفوق رقابنا بالجلدِ قام.
أنت من ترك الأمور تسيرُ كما تشاءُ
ولم يُحكمْ بقبضته الزمام ْ.
أنت للشعب أكبر دافع ٍ
نحو ألمطالبه
بالعدالةِ منك يا عالي المقامْ.
أنت لا ترعي سوى.
إلا الذئاب الحُمر أو شرَّ اللئام.
فلا ركن بعد اليوم يؤويكَ!!!
إذا ثارَ طوفان القضاء والانتقام.
ولا جبل يكون به ِ
مأوى لذاتك يا ذئبُ اعتصامْ.
أيها الفحام أطلق الدرة الثمينة من يديك
فقد أعدمتها يا إبن ......
كلما زاد الويل منك زاد الكـُرهُ لكْ
وفقدت كل الاحترامْ
يا نافخ الجمر المؤجج في الصدور المثقلة
يا مُحدثا كلَّ اللظى..
يا تاركاً فيها الضرام..
كم يرتدُ طرفي خاسئاً مُحسوسراً
لو شاهد الأيدي
تصفقُ في المحافل عندما ينهي الكلام.
فتبت يد التاريخ
إن خشيت تشير لهم بمعنى الاتهام
فالجمع ذاك مغفل ٌ
وبحمقهِ لابد يلام.
والشعب يا لي الشعب
كم آهاته ُ
كم لاقى منه الويل
كم لاقى انصدامْ.
كم تحمـّل من ثقيل أذاهُ
حتى عرى ظهره انقسامْ.
ولا يزال مُصدقاً
تلك الوعود الكاذبة
ولم يعي بأنها صفعا جسامْ!
والشعب لو فاق من غفلاتهِ
تالله لن يبقى
لطاغوت ٍ حياة بالحياهْ.
أو عمرهُ بالظلم دام...
مادام متكأً على أنفاسهِ
وأرهقهُ بكل الإلتهام.
هذه ِ لغتي ...
تناشد كل شعب ٍ في الحياة
بأن يهب إلى الزحام.
أن يشق طريقة
كالسيل في وسط الرمال أو الركام.
يا معاذ الله أن ندعوْ
سواك مُخّـلــِّصاً
من كل فتاك ٍ وسامْ.
أيوا صبر ٍ فوق هذا القهر والظلم المرير سنصطبر.
وبأي أرض ٍ غير هذه الأرض سنستقر.
رغمَّ الأذى والاقتحام.
يبستْ مراعي الأرض بجوره ِ
وجفت القيعان ونتشر التصحر
في السهول وفي الإكام.
وتقشّعتْ تلك السماء من السحاب ِ
وطقسها قد كان غامْ!
وتلاشى في الأفقِ الضباب
وسيق من آفاقِنَا كـُتل الغمامْ.
ولم نرى خيراً يجود بأرضنا
غير السباع أو الهوامْ.
وظلت الدنيا جفافْ..
ولا يزال جفافها...
والكل أدركه السؤام...
وأنت وحدك في انسجام!!
وشغلت الناس عن طاعاتهم
حتى في شهر الصيام.
وأكلت حقوقهم..
فصار وزنك أثقل ما يكون
وأنت لا تسوى جرامْ!!
متستراً كاللص في وسط الدجى
يرتاد ُ لبساً اسودا ً ويتشح ُ اللثام.
وقد خرفت بك الأيام
والرأس ُ شاخ َ
ولم يمسك داء ٌ أو سـُقام.
وعلى أحر ّ الجمر نقعد مكرهين
ولا زلنا كذلك مجبرين كما يرام.
نُصبتَ فوقنا ملكاً
وفي الحقيقة لم أرى مثلك غـُلام!
وأخربتَ عرشك في يديك ولم
تراعي معنى الالتحامْ.
ونكثت عهدك والمواثيق التي
من أجلها كان للوحدة انضمامْ.
وأغرقت السفينة في يديك ولم
تعديها إلى شاحطي النجاة أو الأمان
وضعت َ في لـُجّج ِ الخصامْ.
يآ ربنا هذا الخصيمُ أمسنا
بالضر ِ في جبروته
وقد بلغت بنا الضراء إلى أقصى التمام.
عجباً له ُ فقد بلغت بنا الآهات مبلغها
وكاد يبلعنا إلتقام .
عجبا ً لرعديد الحياة إذا
راح معتمراً إلى البيت الحرام .
يا أيها الشعب المجيد ُ
ألا انتفض!
لا فرق بين الظلم ِ هذا!
أو ذاك الذي قد كان ينسب للإمام .!
لا تخفض جناح الذل من ذل ٍ لهُ
لا تدنواْ برأسك قــُمْ إلى هذا المهام.
عجباً لوال ٍ لا يهم ُ سوى
غير التمركز ِ في الولاية والوسام
وأعجب منه ُ شعباً
قد عراه الويل منهُ
فظل َّ مـُطأطأً
تلك الرؤوس كما النعامْ.

كلمات صلاح الدين منصور

قيلت في
2/شوال 1431هـ
الموافق 12/9/2010م