أجلِسُ كعادتي برفقت كأسِ لأعترف لك يا حبيبتي..

ومن دون أن أضمن قواي العقلية..

لأنني لا أدري إن كان ذلك العقل..

حاضراً لحظة الإعتراف أم غائبٌ كعادتِهِ..


أعترفُ لك يا حبيبة العُمر..

أن أغلب أوقاتي أقضيها وأنا سكران..

بل ربما إنني كذلك حتى وأنا أكتب هذه الكلمات..


أعترف لكِ..

إنني لم أكُن في هذه الحالة ألا وهي السـُـكـْـر ..

منذ مدة طويلة بل هي مدة لم تتجاوز السنه..

ولكنني خلال هذه المدة أصبحت محترفاً ..

بقرع الكأسِ بالكأس..

وأحبُ المزّة كثيراً..

ولكنّ وجودها قرب كأسي قليلٌ..

ولأنني أتصارعُ مع أعصابي..

فلا وجود للثلج في كأسِ..

لذلك لا يأتني الندمُ..

إنني لا أرغب أن يرى أحدٌ عقلي يترنـّـح..

ومع ذلك فأنا أستمتِعُ بشربِ الكأس..

وأن أصل إلى تِلك النشوة دائماً..

(( نشوة السـُـكارى ))

إن لها لذةٌ تنتشلني من عالم الهمّ والعذاب..

إلى عالمٍ مليء ٍ بأحلام ٍ فهي لا تتحقق غالباً..

ولكنها تُصبِحُ أرضاً خصبة لحقيقة ٍ جميله وصافيه..

مشكلتي يا حبيبة عمري وحياتي..

تكمنُ في إنني لا أريدُ أن أسـْـكـَـر بأي شيء ٍ مُـسـْكِـر..

فلا أحب الأنواع العديدة والتي تعجبُ الكثيرين من السكارى..

أو بالأحرى من يدّعون السُـكـْـر..

وإنما أحبُ نوعاً واحداً فقط ولحسن حظي..

فهو لا يوجد إلا في مكانٍ واحدٍ في العالم..

لن أخبر عن مكانه..

فلا أريد أن يصارعني العالمُ كلهُ عليهِ..

أعلم إنهُ سيكون حُلم الجميع..

لذلك سأكتفي بأن أتحدث قليلاً عنهُ..

وأعلم أن الكل سيحسِدني على إحتكاري لهُ..

أو بالأصح إحتكارهُ لـــــــي..

في الحقيقة يا مولاتي..

إنني لا أعلم كيف أصفُ مالا يوصف..

ولكن..

يجب توسيعُ الخيال لمحاولة الإقتراب مما سيُقال..

إنه شيءٌ ليس كباقي الأشياء..

فهو يعلم إنني لا أستغني عنهُ..

ورغم لذلك لم يستغلني بعدم الإستغناء..

يجعلني أتأكد بأنني أهمّ وأسعد كائِن في هذا الكون..

يبعثُ بي الأمل..

وينتزعُ مني الخوف..

يزرع فيّ الجراح..

ثم يرميها خارج الجسم..

يسألني عن حالي ....؟؟؟

فأجيبهُ : أنتِ حالي..

يـُريني أحلى المناظر وأغربُها..

ويـُملي عليّ الأوامر فألبيها..

لن أتحدث عن عقلي..

لأن عقلي في إجازة منتصف العام..

أو هو في قيلوله طويلة المدى..

فهو السبب في ضياع عقلي..

فتمكـّـن مني..

أرغمني على أن أقول بملء إرادتي..

لا أريد بديلهُ ولا الإستغناء عنهُ..

بحضوره أنا لست أنا..

من نورهِ تُظيء الشمسُ..

ومن عبيرها أتنفـّـس أوكسجين السعاده..

لعدم إحساسِهِ بالبرود أصرخُ في وجه الثلجِ..

أنا بركانٌ من نار..

ولصدق وعودِه أطلب من أشعاري الحضور..

فترفض المُثول أمامي..

وأقبل رغماً عن أنفي الأعذار..

ولطيبة قلبها أُريدها لجانبي..

بل أكتفي بها حبيبة..

قاهرة الورود والأزهار..

سأكتفي بهذا..

ليس لأني بالغت في وصفها..

أعـــوذُ بالله..

ولكن لأني لم أصل إلى القليل مما تستحقُ..


حبيبتي..

أعلم أن هناك من يظنّ أنني أسـْـكـَـر بمشروب..

ولكنكِ تعلمين أنني سكرانٌ بحبــك..

وتعلمين أيضاً أن وجودكِ سُـكـْـر..

وغيابكِ أشدة وطأة ً من الـسـُـكـْـر..

لذلك فأعلمي يا ملاكي..

أنك ِ عندما تغيبين أحـبـك ِ أكثر وأكثر..