قديم 17-09-2010, 05:39 PM
المشاركة 18

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
ثمار التدبر:



ولعل من ثمار التدبر ما ذكره ابن القيم - رحمه الله - قائلاً:
"فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته؛ من تدبر القرآن،
وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير
والشر بحذافيرهما، وعلى طرقاتهما وأسبابهما، وغاياتهما وثمراتهما، ومآل
أهلهما، وتَـتُلُّ في يده - تضع - مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتثبت قواعد
الإيمان في قلبه، وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم، وتبصره مواقع العبر،
وتشهده عدل الله وفضله، وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه
".
آداب تلاوة القرآن الكريم
فإن القرآن العظيم كلام الحق - سبحانه وتعالى -، أنزله على أشرف نبي
- صلى الله عليه وسلم -، فشرّف به هذه الأمة وكرَّمها به، وجعله المعجزة
الخالدة، ورتَّب على قراءته والعمل به الأجور العظيمة
لذلك كله كان لا بد لمن أراد أن يتلو هذا الكلام العظيم من أن يتحلى بالآداب الفاضلة،
والأخلاق الكريمة سواء قرأه في رمضان أو في غيره من الشهور،







ومن تلك الآداب:
1- أن يستقبل القبلة ما أمكنه ذلك.
2- أن يَسْتَاكَ تطهيراً وتعظيماً للقرآن.
3- أن يكون طاهراً من الحدثين.
4- أن يكون نظيف الثوب والبدن.
5- أن يقرأه بخشوع وتفكر وتدبر.
6- أن يكون قلبُه حاضراً؛ فيتأثر بما
يقرأ تاركاً حديث النفس وأهواءها.
7- يستحب له أن يبكي مع القراءة؛
متأثرا بعِظَات القرآن وعبره، فإن لم
يبكِ فليتباكى قال - تعالى -
مادحاً أهل العلم:
{قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ
الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ
لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ
كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ
يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً
}1.
8- أن يزين قراءته ويُحَسِّنَ صوتَه بها،
وإن لم يكن حسن الصوت حسَّنه
ما استطاع؛ بحيث لا يخرج به إلى حد
التمطيط.
9- أن يتأدب عند تلاوة القرآن الكريم فلا
يضحك، ولا يعبث، ولا ينظر إلى ما يلهي،
بل يتدبر ويتذكر قوله - سبحانه وتعالى -:
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ
أُولُو الْأَلْبَابِ
}2"3.






تلك هي بعض آداب تلاوة القرآن؛ هلم أيها المسلم إلى العمل بها الآداب،
وتعليمها لمن تستطيع من المسلمين؛ فمن دل على هدى فله مثل أجر فاعله.
اللهم وفقنا لتدبر كتابك، وصدق الإيمان به، وأذقنا حلاوة تلاوته؛ إنك سميع الدعاء.




قديم 17-09-2010, 05:40 PM
المشاركة 19

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
تــــدبر القــــرآن



قال تعالى : [ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ] .
" النساء : 82 " .
وقال تعالى : [ الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين
يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء
ومن يضلل الله فما له من هاد
] . " الزمر : 22 " .
يقول الصحابة الكرام رضوان الله عليهم :
( كنا نسمع لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو يقرأ القرآن أزيزاً كأزيز المرجل من بكاء )
يقول الإمام علي رضي الله عته : ( لا خير في عبادة لا فقه فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها ) .






معنى التدبر :
يقول الحسن البصري رحمه الله : قال :
[ كتابٌ أنزلناه إليك مبارك ليدبروا
آياته وليتذكر أولوا الألباب
] : " ص : 29 ".
و تدبر آياته إلا إتباعه .. ما هو بحفظ حروفه
وإضاعة حدوده ، حتى إن أحدهم ليقول قد
قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفاً وقد
والله أسقطه كله ما ترى القرآن له في خلق
ولا عمل .



المقصود من القراءة الكيف لا الكم :
قال ابن عباس رضي الله عنهما : لأن أقرأ البقرة وآل عمران أرتلهما وأتدبرهما
أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله هذرمة . ( أي بسرعة وبدون تدبر ) .
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : كان الفاضل من أصحاب رسول الله ..
صلى الله عليه وسلم في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرآن إلا السورة أو نحوها ،
ورزقوا العمل بالقرآن .. ولقد تعلم عبد الله بن رضي الله عنهما سورة البقرة في
ثمان سنين فلما ختمها نحر جزورا .
وسأل معينة على التدبــر :
1- الخوف من الله تعالى ، قال سبحانه : [ فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ]
" ق : 45 "
[ طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى ] " طه : 1 ، 2 ، 3 " .
2- حصر الفكر أثناء القراءة بالقرآن وتفريغه من شواغل الدنيا .
3- التأدب بآداب التلاوة " الآداب القلبية والبدنية " .
4- اختيار الزمان المناسب والمكان اللائق بكتاب الله تعالى .
5- البدء بالاستعاذة والبسملة .
التدبر العملي وله طريقتان :
الأولــى : يكون حسب تسلسل الآيات باستخراج معانيها ومحاولة تطبيقها .
الثانيـــة : اختيار عنوان لموضوع وتتبع ما يتعلق بهذا الموضوع من الآيات القرآنية .




قديم 17-09-2010, 05:41 PM
المشاركة 20

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )

آداب قراءة القرآن الكريم
.



هذه بعض الآداب المتعلقة بقراءة القرآن:
على المسلم أن يتأدب بآداب التلاوة لكتاب الله تعالى ومنها:
أولاً: إخلاص النية لله تعالى لأن أي عمل من الأعمال لا يقبله الله ما لم يكن خالصاً
له وحده، يقول تعالى: ( فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) ،
ويقول تعالى: ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء).
ثانياً: أن يقرأ بقلب حاضر منصرف إلى السماع ويتدبر كل ما يقرؤه ويحاول الفهم قدر
استطاعته، وأما أولئك الذين يهذون القرآن هذّا، ولا يتدبرون معانيه ولا يخشعون
عند وعده ووعيده فقلوبهم مشغولة بغير القراءة من متاع الدنيا وعرضها الزائل.
ثالثاً: أن يقرأ على طهارة كاملة، لأن هذا من تعظيم كلام الله واحترامه، ولا حرج
عليه لو كان مضطرا للقراءة ولا يجد وسيلة لبلوغ الماء، كمن يرقد على السرير أو
في سيارة لا يملك إيقافها أو في طائرة أو في سجن وما أشبه ذلك فهؤلاء قد
يكونون معذورين وهم على غير طهارة شريطة أن يتطهروا من الحدث الأكبر.
رابعاً: ألا يقرأ في أماكن مستقذرة كدورات المياه وأماكن المنكرات والمعاصي ،
أو في مجتمع لا ينصت له كمجتمع البيع والشراء، أو مجتمع الرياضة وغير ذلك من
المجتمعات المشغولة، لأن القراءة في هذه الأماكن إهانة لكتاب الله.
خامساً: أن يستعيذ باالله من الشيطان الرجيم عند بدء القراءة سواء كان من أول
السورة أو من وسطها لقول الله تعالى:
( فإذا قّرأت القرآن فّاستعذ باللَه من الشَيطّان الرَجيم ). ثم يقول في بدء السورة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
سادساً: أن يحسن صوته بالقرآن ما استطاع إلى ذلك سبيلاً لما روى أبو هريرة
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما أذن الله لشيء
(أي ما استمع لشيء) كما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به »
متفق عليه.
والجهر بالقراءة أولى إلا إذا كان حوله من يتأذى بجهره في قراءته كالنائم والمصلي ،
فإنه حينئذ يجهر جهراً خفيفاً يسمعه هو ولا يسمعه من حوله.
سابعاً: ومن آداب تلاوة القرآن أن يسجد عند تلاوة الآيات التي فيها سجود سواء كان
الوقت وقت نهي أو غيره.والله أعلم .



لقد أمر الله عباده أن يتفكروا ويتدبروا في معاني وكلمات القرآن الكريم ، ووعدهم
بالثواب العظيم ، على كل حرف منه عشر حسنات ، ولقد شرع الله تعالى لعباده
الطريق الميسور لقراءة القرآن الكريم على مبادئ وصفات معينة حتى يصلوا إلى
المقصود وهو تحقيق مبادئه وتطبيق أحكامه ، وأمر الله عز وجل نبيه ..
صلى الله عليه وسلم بذلك فقال " ورتل القرآن ترتيلا ". (المزمل: 4
وقال تعالى : "وقرءانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ".
(الإسراء:106
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يارب حله (أي ألبسه حلة)
فيلبس تاج الكرامة ، ثم يقول يارب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول يا رب ارض
عنه فيرضى عنه ، فيقال له اقرأ وارق ويزداد بكل أية حسنة
" رواه الترمذي.
ولننظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول لمعاذ رضي الله عنه :
" يا معاذ إن أردت عيش السعداء وميتة الشهداء والنجاة يوم الحشر والأمن من
الخوف والنور يوم الظلمات والظل يوم الحرور والري يوم العطش والوزن يوم
الخسفة والهدى يوم الضلال فادرس القرآن فإنه ذكر الرحمن وحرز من الشيطان
ورجحان في الميزان ( أخرجه الديلمي).
ومن خلال أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم يظهر لنا فضل المعلم الذي
يعلم القرآن : قال صلى الله عليه وسلم : "يا أبا هريرة تعلم القرآن وعلمه
الناس ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت فإنه إن أتاك الموت وأنت كذلك حجت
الملائكة إلى قبرك كما تحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام
" أخرجه الترمذي
والنسائي وابن ماجة.
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصًا كل الحرص على إتقان القراءة
عندما كان يلقنه إياها جبريل عليه السلام.
وكان صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه القرآن كما تلقاه من جبريل عليه
السلام ، ويلقنهم إياه بنفس الصفة.



كانت قراءة النبي - عليه الصلاة والسلام - للقرآن قراءة مفسرة مرتلة؛ كما أمره
ربه بذلك بقوله: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}3 "أي اقرأه على مهل مع تدبر، قال الضحاك:
"اقرأه حرفاً حرفاً"، وقال الزجاج: "هو أن يبين جميع الحروف، ويوفي حقها من
الإشباع، وأصل الترتيل التنضيد، والتنسيق، وحسن النظام، وتأكيد الفعل بالمصدر
يدل على المبالغة على وجه لا يلتبس فيه بعض الحروف ببعض، ولا ينقص من
النطق بالحرف من مخرجه المعلوم مع استيفاء حركته المعتبرة"4.
وقراءة القرآن بالترتيل تُعنى بالتجويد، وتبيين الحروف، وتحسين المخارج، وإظهار
المقاطع؛ وهذا حسن مطلوب، وقد سئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -
عن قوله - تعالى -: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} فقال: "هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف
وعن ابن عباس أيضاً في قوله: {ورتل القرآن ترتيلاً} قال: "يقرأ آيتين ثلاثة ثم يقطع
لا يهذرم"5، وسمع علقمة رجلاً يقرأ قراءة حسنة فقال: لقد رتل القرآن -
فداه أبي وأمي -، وقال أبو بكر بن طاهر: تدبر في لطائف خطابه، وطالب نفسك بالقيام
بأحكامه، وقلبك بفهم معانيه، وسرك بالإقبال عليه"6.
وجاء في حديث عبد اللَّه بن عمرو - رضي الله عنه -
قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -:
((يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ، وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ مَنْزِلَكَ
عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا
))7، وهذه أم سلمة - رضي ا لله عنها -
تصف لنا قراءة الرسول - صلى الله عليه وسلم -
للقرآن وترتيله له فتقول:



"كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية، يقول: ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ثم يقف
((الحمد لله رب العالمين)) ثم يقف، ثم يقول: ((الرحمن الرحيم)) ثم يقف،
ثم يقول: ((مالك يوم الدين)) ثم يقف"88
وقد علَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه كيف يرتلون القرآن ويجودونه؛
حتى أصبح منهم من يقرأ القرآن غضاً طرياً كما أنزل بشهادة النبي..
- صلى الله عليه وسلم - لهم، وأمره الناس بأخذ القرآن عنهم، حيث قال:
((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود - فبدأ به -، وسالم مولى أبي
حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب
))99.
وشهر رمضان هو فرصة عظيمة للمسلمين جميعاً لقراءة القرآن، والخلوة به،
وتدبر معانيه، وتأمل آياته، وينبغي أن نعلم أن لقراءة القرآن مراتب ذكرها علماء
التجويد، وبعضهم يعدُّها أربعاً نذكرها مختصرة:
المرتبة الأولى: التحقيق: وهي القراءة بتؤدة وطمأنينة بقصد التعليم، مع تدبر
المعاني، ومراعاة الأحكام.
المرتبة الثانية: الترتيل: وهي القراءة بتؤدة وطمأنينة لا بقصد التعليم، مع تدبر
المعاني، ومراعاة الأحكام.
المرتبة الثالثة: الحذر: وهي القراءة بسرعة مع مراعاة الأحكام.
المرتبة الرابعة: التدوير: وهي القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة والإسراع، مع
مراعاة الأحكام.
ويمكن للإنسان أن يقرأ القرآن على أي مرتبة من هذه المراتب، أو أن يكون له
في رمضان عدة مصاحف، فمصحف يقرأه بمرتبة التحقيق، ومصحف يقرأه بمرتبة
الترتيل، ومصحف بمرتبة الحذر، ومصحف بمرتبة التدوير.
والمقصود هو أن يقرأ الإنسانُ القرآنَ بتدبر وتمهل وتعقل، ويحذر من أن يقرأه
هذرمة؛ حتى يحوز القارئ على الأجور العظيمة فعن ابن مسعود - رضي الله عنه
- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
((ومن قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول:
ألف لام ميم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف
))110، وروى زيد بن ثابت
- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
((إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل))11.



ما أمتع العيش مع كلام الرحمن، ما أحلاها من حياة، ما أطيبه من ظِلال، ما أروعها
من أفنان، وما ألذَّ ذلك كله حين يكون في شهر القرآن، شهر رمضان،
{نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء}1.
ولنعش الآن في ظلال هذه الآية العظيمة التي ورد فيها تشريع ركن صيام رمضان حيث
يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا
كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ
...}2.
انظر أيها الأخ الحبيب كيف استفتح الله - تعالى - الجليل الكبير هذه الآية
العظيمة، وهذا الحكم الكبير؛ بذلك النداء الحاني، النداء الذي يشعر المرء
المسلم حين يقرأه بالدفء والحنان والرحمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} ما ألطفه
من نداء! وما ألينه من تمهيد!.
يناديهم - سبحانه - ويستثير فيهم هذا الوصف العظيم أي الإيمان به - سبحانه -؛
فهم أهل التصديق والإقرار، أهل السمع والطاعة، وهنا نتذكر ذلك الرجل
الذي أتى عبدَ الله بنَ مسعود - رضي الله عنه - فقال: أوصني، فقال له:
"إذا سمعت الله - عز وجل - يقول في كتابه: يا أيها الذين آمنوا فأصغ لها
سمعك، فإنه خير تؤمر به، أو شر تصرف عنه"3.
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}:
أي فرض عليكم الصيام وهو العمل الذي اختص الله نفسه بأن يجزي عليه
((إلا الصيام هو لي وأنا أجزي به))4،
{كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} فقد "كان العرب يعرفون الصوم، وقد جاء في
«الصحيحين» عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان يومُ عاشُوراءَ يوماً تصومه
قريش في الجاهلية
"، وفي بعض الروايات قولها: "وكان رسول الله يصومه"5،
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: "لما هاجر رسول الله إلى المدينة وَجد اليهود
يصومون يوم عاشوراء، فقال: ((ما هذا))؟ فقالوا:
"هذا يومٌ نجَّى الله فيه موسى، فنحن نصومه"، فقال رسول الله..
- صلى الله عليه وسلم -: ((نحن أحق بموسى منكم)) فصام وأمر بصومه"6،
ومعنى سؤاله هو السؤال عن مقصد اليهود من صومه لا تعرُّف أصل صومه، وفي
حديث عائشة - رضي الله عنها -: "فلما نزل رمضان كان رمضان الفريضة، وقال رسول الله..
- صلى الله عليه وسلم -: ((من شاء صام يوم عاشوراء، ومن شاء أفطر))7،
فوجب صوم يوم عاشوراء بالسُنَّة، ثم نسخ ذلك بالقرآن، فالمأمور به صوم معروف
زيدت في كيفيته المعتبرة شرعاً قيودُ تحديد أحواله وأوقات..."8.
"فحصل في صيام الإسلام ما يخالف صيام اليهود والنصارى في قيود ماهية الصيام
وكيفيتها، ولم يكن صيامنا مماثلاً لصيامهم تمام المماثلة، فقوله:
{كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}9 تشبيه في أصل فرض ماهية الصوم لا في
الكيفيات، والتشبيهُ يُكتفَى فيه ببعض وجوه المشابهة، وهو وجه الشبه المراد
في القصد، وليس المقصود من هذا التشبيه الحوالةَ في صفة الصوم على ما كان
عليه عند الأمم السابقة، ولكن فيهم أغراضاً ثلاثة تضمنها التشبيه: أحدها الاهتمام
بهذه العبادة، والتنويه بها لأنها شرعَها الله قبلَ الإسلام لمن كانوا قبل المسلمين،
وشرعها للمسلمين، وذلك يقتضي اطِّراد صلاحها، ووفرة ثوابها، وإنهاض همم
المسلمين لتلقي هذه العبادة كي لا يتميز بها من كان قبلهم.
والغرض الثاني أن في التشبيه بالسابقين تهويناً على المكلفين بهذه العبادة أن
يستثقلوا هذا الصوم؛ فإن في الاقتداء بالغير أسوة في المصاعب، فهذه فائدة لمن
قد يستعظم الصوم من المشركين فيمنعه وجوده في الإسلام من الإيمان، ولمن
يستثقله من قريبي العهد بالإسلام، وقد أكَّد هذا المعنى الضّمني قوله بعده:
{أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ}10.
والغرض الثالث إثارة العزائم للقيام بهذه الفريضة حتى لا يكونوا مقصرين في قبول
هذا الفرض، بل ليأخذوه بقوة تفوق ما أدى به الأمم السابقة"11.
وقوله - تعالى -: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} "لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك
الشيطان؛ ولهذا ثبت في الصحيحين ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة
فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء
))12"13، فـ"الصوم يكسر
شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين، كما قيل في المثل السائر:
المرء يسعى لعارية بطنه وفرجه، فمن أكثر الصوم هان عليه أمر هذين، وخفت
عليه مؤنتهما، فكان ذلك رادعاً له عن ارتكاب المحارم والفواحش، ومهوناً عليه أمر
الرياسة في الدنيا، وذلك جامع لأسباب التقوى، فيكون معنى الآية: فرضت عليكم
الصيام لتكونوا به من المتقين، الذين أثنيت عليهم في كتابي، وأعلمت أن هذا
الكتاب هدى لهم..."14.

لنتدبر القرآن الكريم

إن الحسرة لتغشانا، وإن الأسى ليخيم علينا؛ حين نقرأ دفتر التاريخ، ونقارن
أنفسنا بأولئك الرجال الذين كانت تتغير أحوالهم، وتستقيم حياتهم؛ عندما يتلون
كتاب الله - تعالى -، بل عندما يذكَّرون بآية واحدة، أو يوعظون بقطعة من آية
فتجدهم يبكون ويتأثرون، وكيف لا يكون ذلك وقد وصف الله هذا الكتاب فقال:
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}
فكيف بقلوب من لحم ودم؟!.
لكن أين قلوبنا نحن؟! وأين تأثرنا بهذا القرآن العظيم؟! نقرأه عشرات المرات،
ونخرج منه كما دخلنا إليه، فإلى الله نشكو قسوة في قلوبنا، ونسأله أن يفك
أسرها لتدبر كلامه.
وهنا أيها المسلم الحبيب بعض من الوصايا الغالية،.والتي ستكون - بإذن الله -
عوناً لك على تدبر كلام الله - تعالى -:
1- احرص على أن تكون التلاوة في الليل وقد هجع الناس، وهدأت الأصوات،
وخفت الضجيج لقول الحق - سبحانه -: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}.
2- أن تقرأ السورة وتتمثل في نفسك أنها نزلت لك خاصة.
3- أن تقرأ الآية كلمة كلمة، وكل كلمة لم تفهما تسارع إلى كتب التفسير
الميسرة، ولا تتعداها حتى تفهم معناها، وتطلع على بعض أسرارها،
"ويكون بيد طالب العلم المبتدئ بعض التفاسير الموثقة المختصرة جدًا؛
لَأَنَّ كثرة التفاريع تُذْهِب عليه وقته لأنه لا يستوعب
"3.
4- يستحب بعض العلماء أن تكون هذه القراءة في صلاة كقيام الليل لأنه قد
جاءت نصوص تمدح هؤلاء الذين يقيمون الصلاة بالقرآن كقوله - تعالى -:
{لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ}4.5
5- احرص على أن تكون قراءة التدبر هذه قراءة عن ظهر قلب لا نظراً في المصحف،
بحيث يحصل التركيز التام، وانطباع الآيات عند القراءة.
6- أن تكون هذه القراءة قراءة خاصة غير قراءة التلاوة والمراجعة والحفظ.
7- يقول - تعالى -: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}6،

فلا بد لتدبر القرآن من قلب خاشع، ولن تحصل ذلك إلا بأمرين:



الأول: دعاء الله - تعالى - أن يرزقك قلباً خاشعاً.
والثاني: مجاهدة النفس على استحضار القلب، ومحاولة نسيان شواغل
الدنيا عند هذه التلاوة.
8- ربط الآيات بواقعك اليومي ونظرتك للحياة.
9- تكرار الآيات وترديدها.


10- الترتيل والترسل في القراءة، وعدم العجلة؛ إذ المقصود هو الفهم
وليس الكم، وهذه مشكلة الكثيرين، وهم بهذا الاستعجال يفوتون على
أنفسهم خيراً عظيماً.
11- الجهر بالقراءة ليقوى التركيز، ويكون التوصيل بجهتين بدلاً من واحدة
أي الصورة والصوت.
هذه وسائل وأدوات يكمل بعضها بعضاً في تحقيق وتحصيل مستوى
أعلى وأرفع في تدبر آيات القرآن الكريم والانتفاع والتأثر بها.
أيها المسلم الحبيب: "قف عند الباب حتى يفتح لك إن كنت تدرك
عظمة ما تطلب، فإنه متى فُتح لك ستدخل إلى عالم لا تستطيع الكلمات
أن تصفه، ولا العبارات أن تصور حقيقته، أما إن استعجلت وانصرفت فستحرم
نفسك من كنز عظيم، وفرصة قد لا تدركها فيما تبقى من عمرك
"7.
اللهم افتح قلوبنا لتدبر كلامك، ووفقنا للعمل بكتابك، واجعله جنتنا
في الدنيا، وشفيعنا في الآخرة.
والحمد لله رب العالمين.
ختاما
"لا تنس أن تطلب التوفيق ممن بيده التوفيق
{وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}4"



قديم 17-09-2010, 05:43 PM
المشاركة 21

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )



قراءة سورة الفاتحة بعد صلاة الوتر

السؤال :
أرجو من فضيلتكم إفتائي عن قراءة سورة الفاتحة بعد صلاة العشاء
-أي: بعد الوتر- وذلك لعدد غير محدد، مثل:
مائة مرة أو أقل أو أكثر بدون تحديد عدد معين أو وقت معين، علماً
بأنني أقرأ القرآن دائماً راجياً من المولى جل وعلا زيادة في الأجر
والثواب، فهل هذا يعتبر بدعة أم لا، وأنا بعد قراءة الفاتحة أطلب من
الله التوبة والمغفرة والهداية؟

الجواب :
القرآن كلام الله تعالى، وفضل كلامه تعالى على كلام البشر كفضل
الله على عباده، وفضل قراءة القرآن عظيم لا يقدر قدره إلا الله
سبحانه لكن ليس للقارئ أن يخص سورة أو آية بالتلاوة في وقت معين
أو لغرض معين إلا ما خصه الرسول صلى الله عليه وسلم كفاتحة الكتاب
للرقية، أو في الصلاة في كل ركعة، وكقراءة آية الكرسي عندما يأخذ
مضجعه من فراشه للنوم رجاء أن يحفظه الله من الشيطان، وكقراءة
المعوذات: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}
و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} للرقية.
وكذلك ليس له أن يلتزم تكرار سورة أو آية مرات محدودة إلا إذا ثبت ذلك
عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن ذلك عبادة فيراعى فيها التوقيف
من الشرع.
ومن هذا يتبين أن تخصيص قراءة سورة الفاتحة بالليل بعد الوتر مرات بدعة،
ولو لم يحدد العدد؛ لأنه لم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا
عن أحد من خلفائه الراشدين رضي الله عنهم فالخير في القراءة دون تقيد
بالفاتحة ولا تخصيص للقراءة بالليل بعد الوتر، بل يشرع الإكثار من قراءة القرآن
الكريم للفاتحة وغيرها من غير تحديد لعدد معين أو وقت معين إلا ما جاء
في الشرع المطهر كما سبق بيانه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

مجموع فتاوى اللجنة الدائمة

هل يقرأ المأموم الفاتحة أم يستمع لقراءة الإمام؟
أمر الله سبحانه وتعالى بالاستماع والتزام الصمت والقرآن يقرأ

( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من أن الصلاة التي لا يقرأ فيها
بالفاتحة تبطل . أرجو أن تخبرني ماذا أفعل دون الوقوع في ما يتعارض مع
أي من هذين الأمرين إذا كان الإمام لا يترك مجالا للمأمومين لقراءة الفاتحة ؟
وما هو الصحيح في المسألة ؟


أولا :
سبق في جواب السؤال رقم (10995) بيان أن قراءة الفاتحة ركن من أركان
الصلاة في حق الإمام والمأموم والمنفرد .
ثانياً :
وأما السكتة التي يسكتها بعض الأئمة بعد قراءتهم للفاتحة ، فليس سكتة
طويلة يتمكن المأموم فيها من قراءة الفاتحة ،
وإنما هي سكتة يسيرة ، يحصل بها الفصل بين قراءة الفاتحة ، وقراءة السورة .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"السكتة بين قراءة الفاتحة ، وقراءة سورة لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم
على ما ذهب إليه بعض الفقهاء من أن الإمام يسكت سكوتا يتمكن به المأموم
من قراءة الفاتحة ، وإنما هو سكوت سير يتراد به النفس من جهة ، ويفتح الباب
للمأموم من جهة أخرى ، حتى يشرع في القراءة ويكمل ، ولو كان الإمام يقرأ
فهي سكتة يسيرة ليست طويلة " انتهى.
"فتاوى أركان الإسلام" (ص323-324 ) .
فإذا كان الإمام لا يسكت سكتة طويلة بعد قراءة الفاتحة ، فإن المأموم عليه أن
يقرأ الفاتحة ، ولو مع قراءة الإمام السورة ،
لأن هذا هو الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في صلاة الفجر .
روى أبو داود (823) عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ ،
فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ :
( لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ ! قُلْنَا : نَعَمْ ،
يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا ) .
وقد حسنه الترمذي وصححه البيهقي والخطابي وغيرهم ، وهو نص في وجوب
قراءة الفاتحة على المأموم في الصلاة الجهرية.
قال الشيخ ابن باز : " فإن لم يسكت الإمام فالواجب على المأموم أن يقرأ الفاتحة
ولو في حال قراءة الإمام في أصح
قولي العلماء " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز" (11/221) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"فإن قيل : إذا كان الإمام لا يسكت فمتى يقرأ المأموم الفاتحة ؟
فنقول : يقرأ الفاتحة والإمام يقرأ ؛ لأن الصحابة كانوا يقرؤون مع الرسول ..
صلى الله عليه وسلم فقال :
( لا تفعلوا إلا بأم القرآن ؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها ) " انتهى .
"فتاوى أركان الإسلام" ( ص322 ) .
وأما قوله تعالى : (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) فهذا عام مخصوص بغير
الفاتحة ، بمعنى أنه يجب الإنصات لقراءة
الإمام القرآن في الصلاة إلا إذا كان المأموم يقرأ الفاتحة فقط ، بدليل قول الرسول
صلى الله عليه وسلم :
( لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا ) وكان ذلك في صلاة
الفجر ، وهي صلاة جهرية كما هو معلوم .
فيكون المأموم مأمور بالإنصات إلا عن قراءة الفاتحة .
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

قراءة الفاتحة في الصلاة

سؤالي يتعلق بالطريقة الصحيحة لتأدية صلاة الفريضة خلف الإمام ، وبالتحديد
قراءة سورة الفاتحة .
1- هل يجب علينا أن نقرأ سورة الفاتحة بصوت منخفض والإمام يقرأ بها جهرا
خلال الركعتين الأوليتين من صلوات الفريضة ؟
2- هل يجب علينا أن نقرأ سورة الفاتحة في نفس الحالة لكن في الركعة الثالثة
أو الركعة الرابعة ،
أي في الركعات التي يُسرّ فيها الإمام بالقراءة ؟

لقد أثير هذا السؤال نتيجة لأن جماعة الحي السكني ترغب في تصحيح طريقة
صلاتنا . وأهل الحي على رأيين ،
أحدهما هو : إذا كان الإمام يصلي فإن علينا أن نستمع فقط سواء أكان يقرأ
جهرا (الركعتين الأولى والثانية)
أو سرا (في الثالثة والرابعة) ؛ أما أصحاب الرأي الآخر فقالوا بأن الصلاة لا تقبل
بدون قراءة سورة الفاتحة ، سواء أقرأ بها الإمام جهرا أم سرا .
أرجو أن تبين لنا الصواب وتزودنا بأكبر عدد ممكن من الدلائل ..
الحمد لله

قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة في كل ركعة في حق الإمام والمنفرد
لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( لا صَلاة لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ) رواه البخاري (الأذان/714) ، أما قراءة
الفاتحة للمأموم خلف الإمام في الصلاة
الجهرية فللعلماء فيها قولان :
القول الأول : أنها واجبة ، والدليل عليها عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )
ولمّا علّم النبي صلى الله عليه وسلم المُسِيء صلاته ، أمره بقراءة الفاتحة .
وصحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرؤها في كل ركعة ، قال الحافظ
ابن حجر في فتح الباري :
" وَقَدْ ثَبَتَ الإِذْنُ بِقِرَاءَةِ الْمَأْمُومِ الْفَاتِحَةَ فِي الْجَهْرِيَّةِ بِغَيْرِ قَيْد , وَذَلِكَ فِيمَا أَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيّ فِي " جُزْء الْقِرَاءَة "
وَاَلتِّرْمِذِيّ وَابْن حِبَّانَ وَغَيْرُهُمَا مِنْ رِوَايَة مَكْحُول عَنْ مَحْمُود بْن الرَّبِيع عَنْ عُبَادَة
" أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ فِي الْفَجْرِ , فَلَمَّا فَرَغَ
قَالَ : لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ . قَالَ : فَلَا تَفْعَلُوا إِلا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ,
فَإِنَّهُ لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا " ا.هـ .
القول الثاني : أن قراءة الإمام قراءة للمأموم ، والدليل على ذلك قول الله تعالى :
( وإذا قُرِئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون ) الأعراف /204 ، قال ابن
حجر : " وَاسْتَدَلَّ مَنْ أَسْقَطَهَا عَنْهُ فِي الْجَهْرِيَّةِ كَالْمَالِكِيَّةِ بِحَدِيث
( وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا ) وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى
الأَشْعَرِي .
والذين يقولون بوجوبها ، فإنهم يقولون إنها تُقرأ بعد أن يفرغ الإمام من قراءة
الفاتحة ، وقبل أن يَشْرَع في قراءة السورة الأخرى ، أو أنها تُقرأ في سَكَتَاتِ
الإمام قال ابن حجر : " يُنْصِتُ إِذَا قَرَأَ الإِمَام وَيَقْرَأُ إِذَا سَكَتَ " إ.هـ .
قال الشيخ ابن باز : المقصود بسكتات الإمام أي سكتة تحصل من الإمام في
الفاتحة أو بعدها ، أو في السورة التي بعدها ، فإن لم يسكت الإمام فالواجب
على المأموم أن يقرأ الفاتحة ولو في حال قراءة الإمام في أصح قولي العلماء .
انظر فتاوى الشيخ ابن باز ج/11 ص/221
وقد سئلت اللجنة الدائمة عن مثل هذا السؤال فأجابت :
الصحيح من أقوال أهل العلم وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة على المنفرد
والإمام والمأموم في الصلاة الجهرية والسرية لصحة الأدلة الدالة على ذلك
وخصوصها ، وأما قول الله تعالى :
( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون )
فعام ، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإذا قرأ فأنصتوا )
عام في الفاتحة وغيرها . فيخصصان بحديث : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )
جمعا بين الأدلة الثابتة ، وأما حديث :
( من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة ) فضعيف ، ولا يصح ما يقال من أن تأمين
المأمومين على قراءة الإمام الفاتحة يقوم مقام قراءتهم الفاتحة ، ولا ينبغي أن
تجعلوا خلاف العلماء في هذه القضية وسيلة إلى البغضاء والتفرق والتدابر ،
وإنما عليكم بمزيد من الدراسة والاطّلاع والتباحث العلمي . وإذا كان بعضكم يقلّد
عالماً يقول بوجوب قراءة الفاتحة على المأموم في الصلاة الجهرية وآخرون يقلدون
عالماً يقول بوجوب الإنصات للإمام في الجهرية والاكتفاء بقراءة الإمام للفاتحة
فلا بأس بذلك ، ولا داعي أن يشنِّع هؤلاء على هؤلاء ولا أن يتباغضوا لأجل هذا .
وعليهم أن تتسع صدورهم للخلاف بين أهل العلم ، وتتسع أذهانهم لأسباب
الخلاف بين العلماء ، واسألوا الله الهداية لما اختلف فيه من الحق إنه سميع
مجيب ، وصلى الله على نبينا محمد .

الشيخ محمد صالح المنجد






قديم 18-09-2010, 03:39 AM
المشاركة 22

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )


























قديم 18-09-2010, 08:18 AM
المشاركة 23

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )


التلاوة والترتيل والتجويد والتدوير والحذر






حكم النون والميم المشددتين





احكام النون الساكنة والتنوين

الفرق بين النون الساكنة والتنوين
النون الساكنة هى من اصل الكلمة تنطق وتكتب
لكن التنوين هو حرف زائد ينطق ولا يكتب
الفرق بين النون الساكنة والتنوين اربع امور
اولا : النون الساكنة نون ساكنة اصلية التنوين نون ساكنة لكنها زائدة
ثانيا : النون الساكنة تثبت في اربع حالات الوقف والوصل والخط واللفظ
لكن التنوين يثبت فقط في حالتين في الوصل واللفظ ويسقط في
حالتين الوقف والخط
ثالثا: النون الساكنة تقع في الكلمة متوسطة ومتطرفة لكن التنوين
يقع متطرفة فقط
رابعا: النون الساكنة في الاسماء والحروف والافعال والتنوين تكون
في الاسماء فقط

آحكام النون الساكنة والتنوين أربع:

1- الاظهار
2- الادغام
3- الاقلاب
4- الاخفاء

آول حكم من احكام النون الساكنة والتنوين ( الاظهار )



1- اظهار النون الساكنة عند الهمزة

2- اظهار التنوين عند الهمزة

3- اظهار التنون الساكنة عند الهاء

4- اظهار النون الساكنة عند الهاء وعند الهمزة

5- اظهار التنوين عند الهاء

6- اظهار التنوين عند الغين



( الادغام )




ظهور الادغام فى كلمة واحدة
(دُنْيَا - قِنْوَان - صِنْوَان -بُنْيَان )
للقواعد المستثنى من الادغام






يكون الإدغام بغنة إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين أحد حروف كلمة (ينمو).
وهو على قسمين: إدغام كامل بغنة وإدغام ناقص بغنة



إدغام كامل بغنة:
له حرفان الميم والنون. والغنة الباقية عند إدغام النون الساكنة أو التنوين في
هذين الحرفين تكون للحرف المدغم فيه ولهذا كان الإدغام كاملا. ومثال ذلك:
- النون الساكنة مع النون
﴿ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّـفْعِهِمَا ﴾ (البقرة 219)
التنوين مع النون
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّـاعِمَةٌ ﴾ (الغاشية 8)
النون الساكنة مع الميم
﴿ وَيُسْقَى مِن مَّـاء صَدِيدٍ ﴾ (ابراهيم 16)
التنوين مع الميم
﴿ وَلَيَكُونـاًمِّنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ (يوسف 32)
هذه نون التوكيد وليست تنوينا ولكنها تأخذ حكم التنوين من حيث الإدغام.
عند الإدغام بغنة يجب مدها مقدار حركتين
إدغام ناقص بغنة:
له حرفان الواو والياء. والإدغام ناقص هنا لأن الغنة الباقية صفة للحرف
المدغم. ومثال ذلك:
- النون الساكنة و التنوين مع الواو
﴿ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴾ (البقرة 107)
في هذا المثال إدغام للنون الساكنة في الواو في
﴿ مِن وَلِيٍّ
وإدغام للتنوين في الواو
﴿ وَلِيٍّ وَلاَ
النون الساكنة والتنوين مع الياء
﴿ فَمَن يَـعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ﴾ (الزلزلة 7)
في هذا المثال إدغام للنون الساكنة في الياء في كلمة
﴿ فَمَن يَـعْمَلْ ﴾ وإدغام للتنوين في الياء ﴿ خَيْراً يَرَهُ
إدغام بلا غنة
يكون الإدغام بلا غنة إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين لام أو راء.
وإدغام النون الساكنة والتنوين في هذين الحرفين إدغام كامل.
النون الساكنة مع اللام
﴿ وَيُؤْتِ مِن لَّـدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ﴾ (النساء 40)
التنوين مع اللام
﴿ هُدًى لِّـلْمُتَّقِينَ ﴾ (البقرة 2)
النون الساكنة مع الراء
﴿ أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ﴾ (البقرة 5)
التنوين مع الراء
﴿ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ (البقرة 173)



قديم 18-09-2010, 11:55 AM
المشاركة 24

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )

تابع الحكم الثاني من آحكام النون الساكنة والتنوين ( الادغام )





الحكم الثالث من آحكام النون الساكنة والتنوين وهو ( الاقلاب )



مثال :


آخر حكم من آحكام النون الساكنة والتنوين هو ( الاخفاء )









[/IMG][/URL]

قديم 18-09-2010, 12:32 PM
المشاركة 25

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )

عن آحكام الميم الساكنة
وهى مقدمة بسيطة لآحكام الميم الساكنة



آول حكم من آحكام الميم الساكنة وهو



آحكام الميم الساكنة




القلقلة










قديم 18-09-2010, 12:44 PM
المشاركة 26

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
آحكام المد
آول حكم من آحكام المد وهو ( المد الاصلى )




تابع من آحكام المد ( المد الاصلى )



ثانى حكم من آحكام المد وهو ( المد الفرعى )









قديم 18-09-2010, 02:31 PM
المشاركة 27

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )

التفخيم والترقيق






آحكام الوقف وعلاماته






دعواتكم بظهر الغيب






قديم 20-09-2010, 08:59 AM
المشاركة 28

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صبآحكم / مساؤكم .. رضى وسعادة ورحمة من المولى تغشاكم
آسعد الله آيامكم وثبت الله خطاكم..!!
وهكذا أكون قد انتهيت من طرح مواضيع في القرآن الكريم وتصحيح تلاوة
سورة الفاتحة .
وقريبا سنبدأ في طرح المسابقة اليومية وإن شاء الله فيها الفائدة للجميع ..



نضع بين أيديكـم هذه المسابقـة اليوميـة .. ، سهلة
في أسلوبها ، مفيـدة في موضوعهـا .. فنبحـر في أعمـاق هذا الكتـاب ..
ننهل من معينـه .. ونتأدب بآدابه .. ونتخلق بأخلاقه ..

[ مسابقة القرآن الكريـم ] ..
فيها تحريك القلوب والعقـول بمـا يرضي الله عز وجل وبمـا يكـون عونـا ً على طاعتـه ..

نقاط سريعة حول المسابقة :
اسئلة المسابقة سهلة جدا .... والهدف التدبر في الآيات بحثا عن الإجابة واختبار
معلوماتكم ..
إن فهم القرآن والتفكر فيه هو الذي يُثمر الإيمان ، وتذكّر ما فيه من المعاني العظيمة!
سوف يلاحظ المشارك في هذه المسابقة ارتباطه العجيب بالقرآن اثناء البحث عن الاجابة .
وستكون المسابقة سؤالين في اليوم الواحد واعلان عن الفائز يوميا ..!

نسأل الله أن يحقق المطلوب من هذا العمل ..
وأن يجعل أعمالنا خالصةً لوجهه الكريم ..

رزقنا الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل ونسأل الله عزّ و جل
أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا،،



بالتوفيق للجميع ..]





قديم 20-09-2010, 01:38 PM
المشاركة 29

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
جزاكِ الله الف خير
وجعلها في موازين حسناتك
وربي ينفعنا بها
ويجعل مثواكِ الجنه

قديم 20-09-2010, 04:09 PM
المشاركة 30

 

  • غير متواجد
رد: حملة تصحيح تلاوة سورة الفاتحة تحت شعار (خلنا نقرأها صح )
}{مــســ آآلـيــآسـمـيـنـ ـــــــاء}{

جزآكـ اللهـ خير
وفيـ موازينـ حسناتكـ انـ شاء اللهـ
باركـ اللهـ فيـ طرحكـ وعملكـ وتواجدكـ

،
،
..،،..

..... ،، .. أرق تحيهـ .. ،، .....





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


الساعة الآن 12:45 AM.