شهد الجميع مساء البارحة نهـــاية الموسم الرياضي، وتوقف اللاعبين عن الركض بتشريف كريم من الوالد القائد ( ابــو متعـــب)، والذي أضـــاء جنبات الدرة بطلته البسيطة والمعهودة أثناء لقائه المعتاد لأبنائه في نهاية كل موسم، وكانت النهاية بحجم الحدث وبحجم حضوره، فكان عرس كروي حاز إعجاب أبناء هذا البلد على اختلاف ميولهم( لو لا بعض الشذوذ من الغريب السفيه الذي شوه متعة الأجواء بحركاته القذره).

انقضى الموسم، وانقضت معه جميع الأحداث الدراماتيكية، وكان موسماً حافلاً بالكثير من المتغيرات التي شهدتها الساحة الرياضية، ولعلي أذكر ما طرأ على ساحتنا عبر نقاط أعتمدت على ذاكرتي في طرحها:

1/ جعل المنافسة بين الأندية على أربع بطولات، بعد أن كانت المنافسة في السابق على ثلاث بطولات، مع إبقاء بطولتين من البطولات على مسماها القديم وأنظمتها المقرة سابقا وهما بطولة ولي العهد وبطولة كأس الأمير فيصل بن فهد( رحمه الله) المخصصة للفريق الأولمبي، في حين تمت العودة إلى النظام النقطي في بطولة الدوري بعد غياب تجاوز الخمس عشرة عاماً كان للمربع الذهبي حضوراً فيها، بعد أن أدرك المشرعين ضرورة مجاراة الاتحادات الرياضية الأخرى في تطبيقها لنظام الدوري بالنقاط، وهو النظام الذي يعطي الساحة مزيداً من الحماسة والمتابعة والترقب وأخيراً العدالة، وتغيير المسمى من كأس خادم الحرمين الشريفين إلى بطولة الدوري الممتاز.... كما تم استحداث بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين( دوري الأبطال) لتصبح البطولة الرابعة مع وضع أسس المشاركة فيها.... كما تم تحديد الأندية الممثلة للوطن في البطولات الآسيوية بحاملي بطولة الدوري وكأس الملك، وحامل بطولة ولي العهد في دوري أبطال العرب، مع تمثيل حامل كأس الأمير فيصل بن فهد للوطن في البطولة الخليجية.

2/ دخل الإتحاد السعودي مرحلة جديدة من خلال استحداث عدد من اللجان في جميع الأنشطة، وكان يتم الترشيح لهذه اللجان عبر ما يسمى بــ( الإنتخابات) والتي جعلت المنافسة قائمة بين المهتمين بالرياضه لخوض هذه الانتخابات والظفر بعضوية اللجان.

3/ شهدت اللجنة المختصة بتطبيق العقوبات على الأندية واللاعبين ( لجنة الانضباط) تغييراً طال أهم أعضائها وهو رئيس اللجنة مع الإبقاء على الأمين العام السابق، وكان أول ظهور للجنة بعد التشكيل الجديد في مباراة الهلال والوحدة في بطولة دوري الأبطال بإصدارها للعقوبة، وأعقبها عدد من العقوبات طالت عدد من اللاعبين والأندية، وقد تباينت ردود الأفعال على قرارات هذه اللجنة بين مؤيد ومعارض، مما أوقع اللجنة في حرج شديد نتيجة لعدم اتضاح الأسس التي اعتمدتها في إصدارها لقراراتها.

4/ أما فيما يتعلق بالأندية، فقد أخفقت أندية الوطن( الهلال_ الأهلي_الإتحاد_الإتفاق) في تمثيلها خارجياً في تسجيل إنجازات اعتادت أنديتنا على تسجيلها في المحافل الخارجية سواءً على الصعيد الآسيوي أو الخليجي، مما يضع أكثر من علامة استفهام وتخوف على مستقبل أنديتنا وتكرار إخفاقها على مدى سنتين متتابعة، وقد أرجع عدد من الرياضيين هذا الإخفاق إلى شدة المنافسة المحلية وجدولة المباريات الذي أرهق لاعبي الأندية وجعلهم يستنزفون كامل إمكانياتهم محلياً على حساب المشاركات الخارجية، إضافة إلى مشاركات المنتخب السعودي.

5/ وأخيراً فقد انقسم الظفر بالبطولات الأربع على ثلاثة أندية كان لزعيمـــها(الهــلال) النصف وهما بطولة الدوري وكأس ولي العهد، وكانت بطولة الأمير فيصل بن فهد من نصيب نادي النصر الذي استطاع كسر حظه النحس، والعودة مجدداً للتنافس بعد غياب دام قرابة العشر سنوات، وظفر أخيراً نادي الشباب بالبطولة المستحدثة وهي بطولة دوري الأبطال بعد مباراة ممتعة مع نادي الاتحاد كان لليوث الكلمة الأولى فيها، وهي نتيجة طبيعية للنادي الممتع في أدائه والمحظوظ في رئيسه.

ختاماً... فإنه رغم ما تخلل الموسم من أحداث وأخطاء، إلا أنه سيكون نقطة البداية لمواسم قادمة ممتعة بإذن الله، وسيكون إنشاء الله التوفيق محالف لأندية الوطن المشاركة خارجياً في الموسم القادم، وهو ما ينعكس على الأخضر بإذن الله في مشاركته القادمة.

مع اعتــــذاري على الإطالة، ولكن كثرة الأحداث فرضت علي التوسع نوعاً ما في سردها، مع حرصي على عدم إغفالي لأي نقطة، واعتمادي في ذلك عليكم أخوتي في تذكيري وتنبيهي.

محـــــــــــامــــي